الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: أمسيات ظهر المهراس ، وخاصة عند مشارف فصل الشتاء ، كان لها طعم خاص ، ونكهة مميزة، ففي الساحة الواقعة ما بين الريستو ومنزل المقتصد، أو في تلك الساحة المحاطة باشجار الصنوبر ، كان المراكشي ابراهيم ينتبذ مكانا عاليا على صخرة صماء يداعب أوتار العود ويترنم بأغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد، أغنيات من شاكلة الأطلال وكيلوباترا وفرحة لقاء وهلم جرا، يتخللها بعض الأغنيات المغربية الراقصة مثل (دور بيها يا الشيباني دور بيها) وهذه كانت تثير حفيظة البعض فينهض متراقصا، والغناء يفعل بعشاقه والمتيمين به ما يفعل القرآن بقلوب المؤمنين، فالمؤمن اذا سمع القرآن خشع له قلبه، ودمعت عيناه ثم تبعه سائر الجسد، وكذلك المتيم بالغناء اذا سمع لحنا طرب له قلبه، ودمعت له عيناه، وتبعته بقية الجوارح، فاللسان يصفر، واليدان تصفقان، وقد يتمادى أكثر فينهض ليتراقص ويهز جسده كله، وكان سعيد المراكشي اذا مر بجلسة القصارى ، مر مرور الكرام دون أن يجلس ليشارك، فهو كان مشعولا بنمط آخر من الغناء، الغناء الملتزم ، يغنى للثورة، والنضال وقضايا العالم الثالث، وفلسطين، ولكمال جنبلاط، كاسترو، وجيفارا ولوممبا، وغيرهم من قادة حركات التحرر (غني يا شعبي ، للكرامة للبارود، غني يا شعبى لكمال جنبلاط، غني يا شعبي للمهدى بن بركه) وهكذا .. ثم لما قتل طالب مناضل في أحدى مظاهرات جامعة الرباط وهو (محمد كريته) اتجه النظم كله يندد مظاهر القمع والاستبداد (ولدك يا لله، ما قاري والوا، ولدك يا لله خصو التجلاصه) والتجلاصة أشبه بالخاذوق، لكنها أبشع منه. وعلى الرغم من طغيان هذا المد الثوروي والنضالي، الا أن مجالس القصارى السودانية كانت لها نكهتها الخاصة، ولم تتخلص من غنائيتها وعاطفيتها . نواصل غدا ان شاء الله مع هذه الفيوضات

زميلنا سيف الدين ينحفنا بهذه الفيوض والقصاري
هذه الأحواء قدتكون خالدة في ذاكرة الطلاب السودانيين الذين درسوا في جامعة فاس
وتماهوا في الحي االجامعي العتيق بظهر المهراس
ايام الفنان الطالب آنذاك سعيد المراكش والشهير ب{ سعيد المغربي }
سنواصل مع سيف الدين حكايات وقصاري ظهر المهراس
صورة للفنان سعيد المغربي