الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: فلنجعل من الانتخابات القادمة نقطة الانطلاق المفصلية لإنشاء مجتمع ديمقراطي ====================================== أحمد عثمان محمد المبارك المحامي [email protected] ======================== إن الشعب السوداني يعرف أسباب معاناته ويدرك أبعاد ومباعث مشاكله.. بل إن الشعب السوداني يدري يقيناً محركات تلك المشاكل وغاياتها وعناصر إفتعالها.. وهو شعب لايستطيع أن يعيش بلا ديمقراطية بل شعب يتلوي من الجوع الديمقراطي الذي عرّفه الشريف زين العابدين الهندي حين قال بأن "الجوع الديمقراطي حاجة ماسة مسعرة .. تطال بسعارها الاجسام والارواح والعقول... ولايتم اشباعها إلا بممارسة الجرعة العبقرية ثلاثية المقادير: التلاقي ... الحوار ..التراضى !!" فالنجعل من الأنتخابات القادمة الماعون الذي نخلط فيه تلك المقادير.. والقطار الذي سوف نغادر به النهج الشمولي الذي سارت عليه البلاد في ظل قوانين الأمن الوطني وأمن الدولة خلال العقود السابقة.. ولنجعل من الإنتخابات القادمة جرعة التلاقي المشبعة..، مستصحبين معنا أسلوب التراضي والحوار والمكاشفة والمصارحة وعدم المجاملة في القضايا التي تهم الوطن ومستقبله...حتي لايطبق علينا السجانون قيوداً لا ننفك منها ، وسجوناً لا نخرج منها ، ويفرضوا علينا حكما لانشارك فيه ، ويحرمونا التفكير والتفكر ، ويؤمرون فنطيع .. وإن لم ننصاع!! يعتقلون ويعذبون... ويجب أن نعلم أن الحكم العسكري لن يجدى نفعاً في السودان وأن طال مداه لأنه كما قال الشريف زين العابدين الهندي في كتابه آخر الكلم.."يخالف في مناقضة حادة طبيعة الفرد السوداني ... فهو يحس به قيداً ؛ ويراه سجناً وقفصاً ضيقاً وجهلاً مسلحاً … وإن أقام له مصانع ومشاريع.. وإن تودد إليه بمجالس ونيابات.. أنه يجدها فاقدة الطعم مرسومة الخطى .. يحس فيها بالانقباض إذ يرى نفسه مسيراً وليس مخيراً كما هو .... وأنه مقيد وليس طليقاً كما هو ... وأنه عبد وليس سيداً كما هو .. وكل صُناعه قردة ضارية تتواثب على الدرجات ..فكل دسم الديكتاتوريات عنده سم ... وكل عسلها عنده علقم" الشريف زين العابدين الهندي ولنعلم أن التغيير لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها.. وأن البلاد ستتحول من وضع إلى وضع نقيض له ويسود السلام والوئام.. مدركين أن السودان يمر بمرحلة تغير كبيرة وشاملة يشارك فيها الحاكم والمحكوم.. فإما أن نجعل من هذا التغير تغيرا أيجابيا يصب في مصلحة الشعب أو أن يتحول السودان الي ما لا يحسب عقباه .. وعلينا أن نعلم أن المرحلة القادمة لا بد أن تحمل في طياتها بعضاً من سمات المرحلة السابقة، وبإضفاء المقادير الثلاث التلاقي.. والحوار.. والتراضي.. وبالحفاظ علي الممارسة سوف تكتسب المرحلة اللاحقة المزيد من سمات التغير الإيجابي.. وبالتالي نغادر شيئاً فشيئاً سمات المرحلة السابقة الي ما لا نهاية..حيث يأتي الحاكم برضانا ونحاسبه بقوتنا.. ثم نأتي بآخر وإن لم يهتدي ؟ يذهب الي حيث ذهب غيره..سلاحنا ورقة توضح داخل صندوق ..ورقة بقوة الأسلحة الفتاكة والصواريخ المدمرة في وجه الأعداء.. فالنمارس الحكم بالإختيار الديمقراطية ولنخطئ في الإختيار ثم نعالج خطأنا بنفس الطريقة التي إخترنا بها عندما اخطأنا.. نرفض كل من يدعي أنه يريد معالجة الخطأ بتكميم الأفواه ويعالج الخطأ الديمقراطي بتتويج نفسه مصححا ..ولنؤمن بالمقولة الشهيرة للسيد محمد احمد المحجوب في كتابه "الديمقراطية في الميزان" عندما قال: (أن الديمقراطية لاتعالج إلا بمزيد من الديمقراطية..) لا أعتقد أن الممارسة الديمقراطية ستأتي مكملة وخالية من الأخطاء.. فواجبنا أن نتحمل هذه الأخطاء ونعمل علي تلافيها بقدر المستطاع .. ولنستفيد من تجارب الشعوب التي مارست الديمقراطية بكل أخطاءها ..، لكنها ما لبثت ان إلتفتت الى المخطئين الطغاة وأزاحتهم بورقة في صندوق اقتراع .. فليس في دولة التراضي والديمقراطية من يستطيع ان يزيف ارادة الشعوب الى الابد.. وليس فيها من يحتكر الحقيقة والحكمة.. . تنشغل مجالس السودانيين هذه الأيام بالحديث عن المرشحين وتحليلات النتائج المتوقعة في الإنتخابات القادمة .. فهناك من يري أن حزب المؤتمر الوطني سوف يعمل علي الفوز بأي ثمن وأن البشير هو الفائز في إنتخابات الرئاسة القادمة لا محالة ..لذلك تجد ان أصحاب هذا الرأي يقفون موقفا سلبيا بأن لا حاجة لصوتهم لأن النتيجة معروفة مسبقا..بينما يقف بعض من أنصار الأحزاب الأخري موفقا مخالفا وكأنها تشعر بضعفها وعدم جاهزيتها لخوض الإنتخابات لذلك فهي تتعامل مع الإنتخابات القادمة من باب قفل الطريق أمام المؤتمر الوطني من الحصول علي الأغلبية المريحة التي تمكنه أن يحكم في ظل معارضة ضعيفة داخل البرلمان..وهناك فريق آخر من اليائسون والمتخوفون من أن يستمر الوضع ويبقي علي ما عليه بعد فوز المؤتمر الوطني الساحق وبالتالي أستمرار سيطرته علي زمام الأمور في الدولة والتي قد تكون هذه المرة بصورة أسوأ مما كانت عليه لأن هذه المرة سوف يتصرف المؤتمر الوطني من باب الشرعية الدستورية.. إن التاريخ يفتح صفحة جديدة ناصعة البياض عنوانها الوطن ، فاسحا الطريق لاطلالة عصر جديد وحكم جديد.. تبدأ أولي خطوات العصر الجديد بقطعية ووداع النهج الشمولي الي الأبد.. عصر يضفي علي أبعاد الزمن عمقاً جديداً وأفقاً أجد .. عصر نقبل فيه بالحاكم كما جاءت به الصناديق ..نقبله لنحاسبه.. هدفنا الإشباع الديمقراطي ..فاليزور المزورون.. وليهزأ الهازئون.. فإن لناظره قريب والصندوق الأنتخابي سلاحنا المدمر لكم من تحدثه نفسه من النيل منا.. هدفنا إستمرارية الممارسة الديمقراطية التي بها نتعلم ونعلم أبناءنا الرأي والرأي الآخر معانٍ وممارسة... حتي تستقر الأمور وتهدأ النفوس... شعارنا المواطنة...وهويتنا الوطن المؤمن المسلم فطرة لا عنوة... تملأ قلوبنا المحبة والسلام ويسع وطننا الجميع.. ويقع علي عاتقنا كشعب سوداني يرنو الي الإستقرار والتقدم واجب كبير في حماية حريتنا والتمسك بالديمقراطيتنا ثقافة وفكرا ومنهجا.. لا نحيد عنه ونحميه بإستنهاض قيم الوطنية ..وبصدق الانتماء للوطن...ولنجعل من المواطن سيدا يحق له التصرف بحرية وفقاً لأحكام القانون ، له الحق في حماية القانون ضمن الجماعة.. ولنخلق من المواطن فاعلاً سياسيًا يشارك في المؤسسات السياسية العاملة ضمن المجتمع ، مؤثّراً ومتأثراً بقيم المجتمع... نجعله مواطنا يحسّ بالإنتماء إلى الوطن يحمل هوية تميزه عن سائر الجماعات... فالمواطن هو الأمة ... والأمة تصنع الحكومة ...والحكومة تقود الأمة ... مواطناً يعرف كيف يأتي بحاكم يكون قدوة ومثالاً وليس جلادا وسجانا... وأن يكون هو الحكومة ، والحكومة هو ... فلنجعل من الانتخابات القادمة نقطة الانطلاق المفصلية لإنشاء دولة القانون ..ولنحمي الديمقراطية بإرساء القواعد الديمقراطية في المناهج التربوية وفي المناهج الحزبية والمحافل السياسية..حتي تصبح الديمقراطية ثقافة والإنتخابات إحتفالا وحدثا كبير تمر علينا دوريا ننتظرها كما المناسبات الرياضية حيث لا مجال للفوز إلا لمن يلعب بلياقة بدنية عالية وتكتيك كروي دقيق..ويذهب المهزوم لبناء نفسه وتكوينه لدخول المنافسة في المرة القادمة .. وهكذا نصل الي بر الأمان ونقطع كل السبل من النيل منا ومن وطننا السودان..