|
Re: الإمام الصادق المهدي في زيارته لشريكلا : على نفسها جنت براقش (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)
|
أكلوا توركم وأدوا زولكم » ..! هكذا أفتى امام الانصار ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي ، امام اهالي بلدة شركيلا الواقعة شرقي مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان والتي زارها في رحلة أشبه بالعودة الي الجذور الاسبوع الماضي في اشارة للخروج من الحرج الذي يتبادر الي البعض وهم يتلقون هبات خدمية من الحكومة ، والبلدة علي صغرها ذات ارتباط تاريخي بدولة المهدية خاصة في ايامها الأخيرات حيث انطلقت منها ترتيبات المواجهة التي خاضها الأنصار مع كتشنر . ويبدو ان المهدي فطن أخيرا لسلاح مضاد لاستخدام المؤتمر الوطني التنمية والخدمات كورقة ضغط يبدل بها الانتماءات التاريخية في العديد من المناطق أو علي الأقل تحييدها ، وهو ما يمثل الآن حربا باردة تديرها القوي السياسية مع المؤتمر الوطني ، من المؤكد ان أوارها سيزداد استعارا كلما دنا العد التنازلي للانتخابات العامة . في صباح الخميس الماضي عندما انطلق موكب زعيم الأنصار وحزب الأمة الصادق المهدي من دار الحزب بامدرمان متوجها نحو شركيلا بكردفان ، كان الجميع يتوقع بعض المعاناة والرهق في اجتياز الطريق المؤدية الي المنطقة بعد ان فارقت سيارات الموكب المهيب التي اعتلتها رايات الحزب ، شارع الأسفلت كرها لتصل الي مبتغاها بعد معانقة غابة شوكية الي شركيلا ، لكن الذي لم يكن متوقعا تلك الحشود التي شقتها « دابة » الامام بصعوبة « وكأنها مأمورة » لبضعة كيلومترات من قرية الغبشة حيث انتهي الأسفلت الي ميدان فسيح بشركيلا احتشد عن آخره بالفرسان الذين امتطوا الجياد والجمال ، بجانب اللواري التي اختارت الوقوف خلف الحشد لترك الصفوف الأمامية للراجلين الذين كادوا معانقة امامهم حاملين الحراب وأعلام الحزب المميزة بالالوان الثلاثة الأزرق والأحمر والاخضر يزين وسطها الهلال والحربة باللون الأبيض ..! طيلة الرحلة كانت شرطة المرور ترافق الموكب لتيسر انسيابه ، كما ان الحزب في شركيلا لم يجد بدا من الاستعانة بأفراد الشرطة لتنظيم الحشود الكبيرة ، وبادل المهدي تلك الجهود الوفاء وهو يتقدم بالشكر للشرطة ويقول « لا عداوة لنا بأي موظف يؤدي واجبه المهني لكن العداوة مع الكبار الذين سلبوا حقوقنا واعتدوا علينا ». أما الأمين العام للحزب الدكتور عبد النبي علي احمد لم يجد وصفا لجماهير شركيلا والقري المجاورة لها والتي ضاق بها الميدان سوي ان يشبهها بتسونامي ، مستدلا بها بأن قواعد حزبه ما زالت بخير وفي حالة ازدياد ..! وكان لافتا ، بل ومثيرا للدهشة الطريقة التي كشف بها رئيس الحزب بشركيلا عمر السقدي ، بشفافية وبساطة مصادر تمويل جماهير الانصار هناك لتنظيم استقبال الصادق المهدي قائلا : « كل أعضاء الحزب في شركيلا وقراها شاركوا في التمويل سخلة سخلة ، وتيس تيس ، وخروف خروف »، وتابع " كلهم عملوا بحماس لاستقبالك سيدي الامام فانت لم تعطهم مليما ولم تقل لهم بايعوني « ثم يشير السقدي بطريقة لا تخلو من اللمز الي ان هؤلاء هم الانصار الذين قال البعض انهم انتهوا» ، وعند سؤالي احمد سر الختم مسؤول الاعلام بالحزب ، ماذا يقصد ، أفادني انه يرمي الي زيارة قام بها نائب رئيس المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع للمنطقة العام الماضي ، ويذكر الرجل ان الانصار هم السبب في تحريك الحكومة الحفارات لأرياف شركيلا لمعالجة أزمة المياه ورغم اختلافهم مع الحكومة في المبادئ فان الانصار لا يجحدون نعمتها ويشكرونها علي خدمة مواطني المنطقة .. وبشئ من الحنكة تلقف المهدي القفاز وبدأ مخاطبا الحشد بهجوم علي غريمه المؤتمر الوطني قائلا ان عليه وهو يطلق الوعود والتهديدات ان يري هذه الجماهير غير « المأجورة والمكرية» ، موضحا ان زيارته الي القطاع الغربي في ولاية جنوب كردفان جعلت المؤتمر الوطني يدفع بالجرارات الزراعية الي هناك ، وهاهي الحالة تتكرر وتجعلهم يدفعون بالحفارات الي هنا ، ويرفع المهدي عن مؤيديه الحرج عندما يقول « هذه أموالكم وحقوقكم عادت اليكم في شكل آبار وربنا يعطينا الأجر لأننا السبب »، ويزيدهم « أكلوا توركم وأدوا زولكم » ..! ويصف زعيم حزب الأمة نفسه بطائر العنقاء الذي كل ما تم حرقه وذروه مع الرياح رمادا عاد الي الحياة ، وذلك في اشارة الي عدم جدوي اساليب العداء التي قال ان المؤتمر الوطني لا ينفك يمارسها ضده ، ويضيف انه سيقوم بزيارة كل مناطق السودان لكي يمن عليها المؤتمر الوطني بالخدمات والتنمية .. وقفل وفد حزب الأمة والأنصار عائدا الي امدرمان بعد رحلة شاقة كل حساباتها كانت تشير الي الانتخابات القادمة فالكل في سباق مع الزمن وربما كانت كل الأسلحة مشروعة ..! وقبل مواصلة رحلة العودة كانت هناك محطة أخيرة في ام روابة حيث عقدت ندوة جماهيرية ، كان بارزا فيها طلب مسؤول الحركة الشعبية بالمدينة حضور الندوة بالوقوف لمدة دقيقة حدادا علي القيادي الراحل بحزب الأمة الدكتور عمر نور الدائم ، ليبادله عبد النبي بذات الوفاء وهو يدعو ذات الحضور ليقف دقيقة أخري حدادا علي زعيم الحركة الراحل الدكتور جون قرنق ، ليغادر الوفد صبيحة اليوم التالي حاثا الخطي نحو أمدرمان حيث يرقد الامام محمد احمد المهدي
|
|
|
|
|
|
|
|
|