|
Re: صنع الله ابراهيم سودانى (Re: kofi)
|
صنع الله إبراهيم بعد رفضه جائزة الرواية: قلت ما تمني أن يقوله المثــقـفــون!
رفض صاحب أمريكانللي ووردة وشرف وذات وبيروت ـ بيروت واللجنة ونجمة أغسطس وتلك الرائحة,100 ألف جنيه في وقت لا يجد فيه ثمن كل الجرائد اليومية التي يحب الاطلاع عليها يوميا فينتقي ثلاثا أو أربعا فقط ويصعد علي قدميه إلي شقته في الطابق الخامس والأخير, ينكب علي القراءة أو الكتابة, برفضه مبلغا ليس بسيطا في عرف المواطن المصري الكادح, يكون صنع الله قد قام بفعل تصوره هو شجاعا طليعيا يضرب به المثل للشباب المثقف. لكن تفصيلا ما الذي دفع صنع الله إبراهيم إلي التظاهر بقبول الجائزة واستلامها فعلا من الفنان فاروق حسني وزير الثقافة وممثل الحكومة؟ وكيف يرد كاتبنا علي ما أثير ضده من اتهامات أبسطها محاولة نيل شهرة بمسرحية ثورية من تأليفه وإخراجه؟ وما دور عائلته وكيف ساندته السيدة ليلي عويس زوجته في موقفه, وأخيرا ما رأي زملاء صنع إبراهيم أنفسهم وكيف يرونه الآن وقد خرج عن صمته وهدوئه المعروف بهما؟! في الحوار التالي الإجابة والمزيد. لنبدأ من الخلفية التي حركتك لتتخذ هذا الموقف الصلب نريد أن نعرف تفصيلا مكنون نفسك في هذا الصدد؟ ألست تري معي أن الحياة أصبحت مستحيلة؟! لقد صار الحديث اليومي بيني وبين أصدقائي, بل بين الناس هو كيف نستمر هكذا؟ هناك امتهان منذ لحظة قراءة صحف الصباح وحتي الركون في غرفة مظلمة للنوم, امتهان لكرامتنا غير مسبوق, فالقوات الإسرائيلية علي حدودنا تجتاح المدن الفلسطينية وتقتل الأطفال والنساء والعالم يقف ساكنا, وأصحاب المصلحة الحقيقية في الدفاع عن أرضهم العربية يقفون عاجزين وكل ما يفعلونه هو استجداء أمريكا:والنبي تقولي لإسرائيل تبطل! فأين الكرامة وأين الأمن, المفترض أن تكون هناك مواجهة, ليست بالضرورة الحرب المباشرة ولكن هناك أشكالا عديدة جدا, ودرجات متعددة جدا من مواجهة هذا الخطر. لقد وصل الأمر إلي أنهم أصبحوا لا يعبأون بنا وجاءت تصريحات بعض أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ والوزراء تهزأ بقيمنا ومثلنا العليا, أحدهم قال إن الإسلام دين وثني وأمريكا دولة مسيحية ـ يهودية والله اختار بوش ليخلصهم منا.. هذا الرجل مازال في الحكم! ولم تهتز شعرة في رأس أي نظام. هذا أمر يبدأ به الإنسان يومه ثم نفاجأ بأن عناوين الصحف لا تتحدث إلا عن نشاط المسئولين وزوجاتهم وأولادهم. ثم نواجه طوال اليوم بمشاكل ارتفاع الأسعار والنصب المتكرر في كل المجالات, وتدهور النظام الصحي والتعليمي.. لقد وصلنا إلي الحضيض, فإلي متي سنستمر دون أن نسقط.. إلي متي..( وهنا ألمح ماء يفيض علي صفحة عين صلبة تمنعه بكل شموخ, فصنع الله عادة لا يبكي أمام أحد). البعض يقول إنك أهنت برفضك البعض ممن يعتبرون أنفسهم قيموك فأحسنوا التقييم؟ أنا أيضا قدرتهم فأحسنت التقدير, شكرتهم مرارا وفصلت بين اختيارهم لي وبين الجائزة التي تمنحها الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة أو المجلس الأعلي للثقافة. لقد صعدت إلي المنصة بوجه وغادرتها بوجه آخر وبدوت بعد مصافحة الوزير كما لو كنت قد انتهيت من تمثيل دور ما ؟ كنت أخشي أن يمنعوني من الكلام, كنت أريد أن أصل إلي اللحظة التي أخاطب منها هذا الجمهور بموقفي. الكل يسأل لماذا لم تعتذر منذ البداية وتحديدا قبل3 أيام من رفضك العلني فور علمك بترشيح اللجنة لك؟ هل خشيت تكرار ما حدث عند رفضك لجائزة الجامعة الأمريكية؟ كثيرون لا يعرفون أن فريال غزول الأستاذة في الجامعة الأمريكية اتصلت بي قبل أعوام وأخبرتني بأن هناك جائزة باسم نجيب محفوظ قيمتها ألف دولار وتتضمن ترجمة العمل الأخير إلي اللغة الإنجليزية وأن لجنة التحكيم تريد أن تمنحني هذه الجائزة, أدركت حقيقة الأمر, لقد كان توقيت الجائزة في نفس توقيت اقتحام مدينة الخليل وكان الموقف الأمريكي واضحا في مساندته لإسرائيل وشعرت بأنهم في الجامعة الأمريكية يريدون تلميع صورتهم واستغلال اسم نجيب محفوظ في جائزة, وقد تعمدوا اختياري بالذات كأحد الأشخاص المعروفين بمواقفهم القوية والمعروفة بمعاداتها للهيمنة الأمريكية والنهب الإسرائيلي كل هذا دعم من اعتذاري عن قبول هذه الجائزة واحتراما لمن سربت لي خبر فوزي لم أتحدث عن الأمر وفي هدوء سحبوا عرضهم ومنحوا الجائزة لأديب ممتاز ولم يذكروا موقفي وكأنه لم يكن وكانت هذه خبرة ساعدتني في تحديد الموقف الأخير.
كيف؟ كان أمامي أمران إما أن أقبل جائزة ملتقي الإبداع الروائي وإما أن أرفض, القبول كان سيعني الموافقة علي أمور كثيرة جدا منها محاولة احتواء المثقفين أو شرائهم أو اجتذا بهم لأحضان المؤسسة الرسمية بواسطة جائزة أو شيء من هذا القبيل. وفيما يتعلق بي شخصيا, يهمني ألا يحدث هذا لي, شعرت بأني لن أستطيع أن أواجه نفسي أو أن أواصل الكتابة أو أواجه أصدقائي وزوجتي إذا أنا قبلت هذه الجائزة فكان الرفض هو الاختيار ولكن الرفض العلني هذه المرة. لماذا العلني بالذات؟ هناك يأس ملحوظ انتشر عند الناس بخاصة عند المثقفين منهم, اليأس من جدوي أي شيء, من جدوي كلمة أو بيان أو موقف محدود, لهذا السبب استبعدت أن أعتذر في السر بيني وبين المشرفين علي الجائزة, كان من الممكن أن أقول لهم قبلها أنا لست موافقا وفي هذه الحالة كانوا علي الفور سيختارون شخصا آخر, ولو حدث أني تكلمت بعد ذلك وأنني رفضت, لن يصدقني أحد, ويستطيعون أن يقولوا إنني كاذب وإنني كنت أحلم بالجائزة وأنهم كانوا في إحدي المراحل يفكرون في منحها لي ثم استبدلوا اسمي بآخر, فعندهم من الوسائل الكثير, لمواجهة ذلك الموقف, فكان لابد من أن أكون موجودا في هذا الجمع وأعلن موقفي لذلك تظاهرت بالقبول وصعدت إلي المنصة لأدلي بكلمتي وأنا أعي طوال الوقت أنهم قد يمنعونني من الاسترسال قد يقطعون التيار الكهربائي مثلا أو يقاطعونني, وكنت مستعدا لكل الاحتمالات. قيل إن هذا تصرف لا أخلاقي وتلك خديعة أن تشعر البعض بالموافقة بينما تنوي إعلان الرفض؟ نعم, هو خديعة لكن نحن خدعنا كثيرا, خدعونا عشرات المرات بل مئات المرات, فليس هناك مانع من أن نخدعهم مرة. قيل إنك سافرت إلي أمريكا بمنحة أمريكية وعدت برواية أمريكانللي بعد6 أشهر هناك؟ لم يكن لدي منحة, أنا تلقيت عرضا للتدريس في جامعة بيركلي في كاليفورنيا لمدة فصل دراسي واحد, موظف يتقاضي راتبا في مقابل تدريس برنامج عن الأدب المصري الحديث, وعن تجربتي الذاتية لمجموعة من طلاب الدراسات العليا. وقبولك لجائزة العويس؟ هذه جائزة خاصة من فرد عهد بأمرها إلي لجنة من اتحاد كتاب الإمارات وهم من أفضل الكتاب هناك وقد اختاروني كما اختاروا قبلي سعدي يوسف وألفريد فرج ثم إدوار الخراط, وعددا من الرموز الأدبية التي تشترك جميعها بأنها بعيدة عن المؤسسات الرسمية. البعض يتهمك بأنك غاوي رفض, وقد رفضت أخيرا الاشتراك في مؤتمر المغرب وأثرت مع مجموعة من الأدباء زوبعة ثقافية, ربما لم تهدأ حتي الآن ما تعليقك؟ بعد أن أغلقت الحكومة المغربية مكتب التمثيل الإسرائيلي مع الانتفاضة الأخيرة فوجئت بأنها في عز ذروة التقتيل والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تستقبل وزير خارحية إسرائيل ويدور الحديث حول استئناف العلاقات هذه طعنة في صدر الشعب الفلسطيني لا يحتملها أحد وقد كنت أتوقع من محمد الأشعري وزير الثقافة المغربي وهو رجل مناضل قديم وشاعر وأديب, أن يستقيل من الحكومة احتجاجا علي ما حدث. لكن ما كان بيدي فعله هو ألا أذهب محتجا ومعي بعض الرموز الثقافية كان لابد من إعلان موقف قوي وواضح ولم يكن هذا يتأتي إلا من خلال إعلان رفض الذهاب. أود أن أعرف رأي الزوجة والمحيطين بك فيما حدث؟ الحمد لله أنا وزوجتي متفاهمان تماما في أمثال هذه الأمور, فهي تعرف جيدا كيف أفكر في واقع الأمر ساندتني مساندة عظيمة جدا, وعندما وجدتني مرهقا من التفكير في آثار رفضي علي الآخرين وعدم رغبتي في إحراج أساتذتي الموجودين في لجنة التحكيم كانت تؤكد علي ضرورة اتخاذ موقف صلب لأنها تعرفني جيدا, وتعرف أنني إذا لم أرفض فلن أستطيع مواصلة احترام نفسي, هي تعرف جيدا أنني لن أستطيع النوم لن أستطيع الكتابة إذا فقدت احترامي لنفسي وكان موقفها رائعا* منقول
هذا لقاء للكاتب مع خالص تحياتي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صنع الله ابراهيم سودانى | wadalzain | 11-07-03, 11:25 PM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | nadus2000 | 11-08-03, 00:06 AM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | Faisal Salih | 11-08-03, 01:38 AM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | KANDAKE | 11-08-03, 07:03 AM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | nadus2000 | 11-08-03, 08:51 AM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | kofi | 11-08-03, 10:33 AM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | مهاجر | 11-08-03, 09:00 PM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | nassar elhaj | 11-08-03, 09:33 PM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | مارد | 11-08-03, 10:20 PM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | فتحي البحيري | 11-09-03, 08:08 PM |
Re: صنع الله ابراهيم سودانى | Abuobaida Elmahi | 11-10-03, 10:43 PM |
|
|