مضى من غنّاه و حيّاه السلام فما اهتز و لا التفت.. كغادة حسناء لا تأبه لتأوهات عاشقيها و تباريح صبابتهم تختِل و كأن الأمر لا يعنيها في شيء و عبارات الاستحسان و المديح و الاعجاب تُمطر أذنها كأنهم يتعشقون كيانا أخر غيرها، تمد جيدها تعانق السماء و قلوبهم تهوي مثقلة -فرط ما حملت- تحتها. لم نفق بعد من صدمة العاشق النوبي ليهبط على رؤوسنا نبأ رحيل من كنا نحسبه أبا و ابنا للنخل! في كل قصيدة أو نص تطل التمور و السبايط و مسميات محلية ما انزل الله علينا بها من سلطان مدنيتنا العكرة! كل نص كان يحمل لنا تعريفا من زاوية مغايرة لمعنى (نخلة) عن معنى ارتباط الانسان بشجرة ( بالنسبة لجيلنا على الاقل) نعتها أحدهم بالحماقة في منهجنا للادب و النصوص في محاولة بائسة لالباس ثوب المحلية لنص عراقي، يا للغرابة كان أحد النصوص معنونا بإسم حبيبته (النخلة) و كان هذا النص -حديثا- مثار جدل هنا، هل كان الامر صدفة؟ كصدفة أن يختم القائه لأحد قصائده مكررا ثلاث مرات (وطني البموووت) و بخلي حي؟ هل لأن النخل قد بلغه تصداحهم للعيوش و الجروف و النيل والوطن و المرأة؟ هل هؤلاء الا بعضه و هل هو الا هم/ن؟ منذ فجر التأريخ نضع -أو نحب أن نضع- أنفسنا و أخوتنا في شمال الوادي كفرسي رهان، ننالهم بالحق و الباطل، فإذا لعبنا معا اصبح أمر هزيمتهم معركة وطنية و اذا قامت ثورة هناك اردناها و قارنا اسبابها بالحاصل هنا ف اذا قالوا إن عندهم نجم و الابنودي كنا نقول أن عندنا الشريف و حميد ماذا عسانا نقول اليوم و و كل يوم يتناقص فيه زادنا و اناسينا العظام على قلتهم؟ غير الحمد لله على كل حال!
------- الا رحم الله حميد و وردي و اعاننا على مرارة فقدهم و صبرنا و اطال لنا في عمر من بقي و جعل البركة في ابناء و بنات هذا البلد و طلعه و ارضه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة