|
ماذا بعد الحريات الأربع لشعب جنوب السودان ؟ أو تعجيل السقوط
|
هل بقيت تنازلات أخرى يمكن أن تقدمها الحكومة ؟ هل تبقى شئ لدى المفاوضين يمكن أن يقال بهذا الخصوص ؟
تحفظ الكثيرون على اتفاقية نيفاشا باعتبارها الأسوأ مقارنة بمشاريع الاتفاقيات السابقةومنها اتفاقية ( الميرغني غرنق ) والتي كان يمكن أن تنفذ وتنقذ البلاد والعباد من ويلات الحرب وتحافظ على وحدة التراب , وكانت نيفاشا( عطية من لا يملك لمن لا يستحق ) تجرعناها على مضض ظنا منا أن ستحقن الدماء ,وتحفظ الحقوق , وتنعم بعدها البلاد بالسلام والاطمئنان والتنمية , ولكن لا نزيف الحرب توقف , ولا نعمنا بوحدة ولا حصلناحتى على ما يسمى بحسن الجوار , وما زالت الحكومة تواصل اجتهاداتها وتجاربها كالبصيرة ام حمد , تارة تهدد وتتوعد بطرد الجنوبيين من الشمال وتارة ترغي وتزيدفي غير معترك لاعداد جيش الدفاع الشعبي للدفاع عن الأرض والعرض والعقيدة ( ولا أدري أي أرض وأي عرض وأي عقيدة ) , وتارة تركض وتلهث وراء الوسطاء للجلوس للمفاوضات والتي لم يتحقق منها ما يقنع محمد احمد بشئ , وهاهي الآن تفتح الباب على مصراعيه لتقديم تناولات لها بداية وليس لها نهايه ولا تحدها حدود . الشعب السوداني كله ليس معسكرين فقط معسكر الكيزان ومعسكر المعارضة . فاللذين ليسوا مع هؤلاء ولا مع أولئك كثر , جل طموحهم وطن آمن ومستقر ينعم بالسلام والاطمئنان والتنمية , فالحرب قاسية , ولا يعرفهاجيدا الا من ذاق ويلاتها أو فقد بسببها عزيز أو تشرد من داره هو أو أهله وذووه وعشيرته بسببها وليت سماسرتها يعون .
ماذا وراء اعطاء الحكومة للحقوق الأربع لشعب دولة جنوب السودان , ما الذي ستجنيه الحكومة من ذلك , ماهي المكاسب التي يحققها هذا التنازل الكبير , ومقابل هذه الحقوق ماذا ستقدم الحركة الشعبية للسودان , ما هي التنازلات التي ستقدمها الحركة الشعبية وتوازي هذا التنازل الكبير من جانب الحكومة . أم أنه كتب علي حكومتنا الرشيدة دوما تقديم التنازلات واحدا تلو الآخر .
لا أرى الا أن المؤتمر الوطني فقد و سيفقد مواليين كثر جراء هذه التنازلات , فالثقة فيه أصبحت في غير محلها , والمبررات التي يقدمها لمثل هذه القرارات ليست على قدر الحدث , والأقلام التي كانت تكتب مناصرة ومؤازرة لسياساته ستنقلب ضده نقدا وتقريعا اليوم أو غدا اذا وسعت لها الصدور ووجدت المساحة الازمة من الحرية . فالتخبط والعشواء والصياح والتصريحات النارية الارتجالية في غير محلها يعلو ثم يخمد ثم يتم ( بلعها ) و ( لحسها ) كأن شيئا لم يكن , من هو المواطن الذي سيصدق أي تصريحات أخرى .
وما أرى الا أن مسامير أخرى تدق في نعش حكومة المؤتمر الوطني جراء هذه الحقوق الأربع اذا تم تنفيذها.
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه
ولا حول ولا قوة الا بالله
|
|
|
|
|
|