|
|
 حوار مع القيادي بحزب الامة الاستاذ محمد عبد الله الدومة
|
القيادي بحزب الأمة – التيار العام محمد عبد الله الدومة:
حزب الأمة يحتاج لإصلاحات حقيقية
أنا مع مذكرة الشباب فهي قوية وشخصت علل الحزب
المؤتمر الوطني يخطط (لفركشة) درافور
اتهام مبارك بالتآمر على الحزب مجرد (غيرة)
وثيقة الدوحة مصيرها الفشل
قناعات قواعد الحزب بدارفور بدأت تهتز
الأمين العام مؤيد للمشاركة ويعطي الضوء الأخضر للبعض لدخول الحكومة
نحن مع انتخاب القيادات ونرفض التعيين
آن الأوان للتغيير الجذري في الحزب
حوار : محمد شرف الدين
لم يسلم حزب سوداني اليوم من زلزلة الانقاسامات والانسلاخات، فضلاً عن الصراعات الداخلية في أروقتها بين مراكز النفوذ التي تتقاطع مصالحها أحياناً فتنعكس خلافاتها على سطح الإعلام بين النفي والتأكيد والنفي المضاد.. ولعل الأحزاب المعارضة حديثها وقديمها الأكثر عرضة لتلك الهزات المتواترة.. ويعتبر حزب الأمة كأكبر حزب تقليدي حسب نتائج آخر انتخابات في 1986 يخوضها الحزب اكثرها تعرضا لضربات الخلافات، فقد ابتدرها الصادق المهدي حينما انشق عن عمه الامام الهادي مكونا ما عرف بحزب الأمة جناح الصادق وخاض به الانتخابات، فقد كان الصادق وقتذاك ناقما على نمط الحزب في إدارة الحياة السياسية، كما أنه اعلن ثورة على قيادة عمه للحزب وبعد عشرات السنين من مسيرة الحزب و السنة التي استنها الصادق المهدي، ولكن في هذه المرحلة تمرد عليه ابن عمه مبارك الفاضل الذي قاد بدوره مجموعة انشق بها معلنا ما كان يعرف بحزب الأمة الإصلاح والتجديد ولكنه بعد اتفاق بينه والمهدي حل حزبه وعاد إلى الأمة القومي مثلما توقع المهدي حينما خرج مبارك قال: العرجاء لمراحها.. وصدقت نبوءة الرجل. بيد أن المؤتمر العام السابع للحزب الذي عقد بمنطقة سوبا فجر صراعا من نوع آخر بين ما يعرف اليوم بالتيار العام وقيادة الحزب خرجت على إثره قيادات ومجموعات مؤثرة غاضبة على الطريقة التي جرت بها عملية انتخابات الأمين العام للحزب، فهذه المجموعة لم تنسلخ عن الحزب، بل فضلت البقاء ولكن مع تجميد نشاطها في أروقة الحزب وهي المجموعة التي تعرف بالتيار العام وأبرزهم محمد عبد الله الدومة المرشح لمنصب أمين عام حزب الأمة القومي فهو محام وناشط في قضايا دارفور جلسنا إليه في حوار حول الوضع في حزب الأمة والمشاكل التي تعتريه وما هي أبعاد المذكرات التي رفعت وتلك التي يعتزم رفعها إلى جانب موضوعات أخرى.
حوار: محمد شرف الدين
# ماذا يدور في حزب الأمة الآن؟
من الواضح أن حزب الأمة أصابه ما أصاب الأحزاب السودانية، وأنا لا أتكلم عن المؤتمر الوطني، بل أتحدث عن الأحزاب العريقة. ومشكلة هذه الأحزاب في القيادات، القيادات مكثت على سدتها فترة طويلة جداً والتجديد الذي يتحدث عنه الناس هو ليس التجديد الحقيقي الكامل، بالذات إذا نظرنا إلى آليات التجديد، في المؤتمر العام السابع للحزب كان تجديدا بمخالفة، وذلك بزيادة الهيئة المركزية بأناس ما كان لهم أن يمثلوا فيها، وأنا اعتبر ما تم في ذاك المؤتمر هو مجرد عملية اختطاف للشرعية.. إذن حزب الامة يحتاج لاصلاحات حقيقية في هيكلة الدستور.. فالدستور الموجود غير مطبق ويواجه ايضا مشاكل في التمويل ومشاكل في الإعلام، فهناك من يعتقد بأن الحزب عال العال وهناك من يرى بأن الحزب في مكانه ولا يسير إلى الأمام ولكني شخصياً أرى أن الحزب ليس على ما يرام رغم التطمينات الكثيرة التي يقول بها البعض.
# لماذا ليس على ما يرام؟
= لأنه من وقت لآخر يمر الحزب بمشاكل وأزمات وانشقاقات ويعتقدون أن هذا أمر جيد. كلا هذا يعني بأن هناك مشكلة في مكان ما!! والضرورة تحتم النظر النظر إليها بمعقولية وموضوعية تامة وان يكون هناك تفسير صحيح لها.
# حسب وجهة نظركم فيم تتمثل هذه المشكلة؟
= المشكلة لها أبعاد كبيرة جداً أبعاد تنظيمية، وتمويلية وأبعاد تتعلق بتكدير عضوية الحزب، وهناك مشكلة في الإعلام، فالحزب حتى اليوم ليس لديه وسيلة إعلامية، هو فقط يستغل الوسائل الإعلامية المتاحة، أود أن الفت الانتباه إلى مظاهر صحية برزت أخيراً ولا بد من تشجيعها المتمثلة في وعي الشباب وهي مسألة ايجابية لانهم اليوم يعون بحقوقهم والمرأة كذلك لم تكن كما كانت وهذه أيضاً مسألة جديدة للغاية وحتى كوادر الحزب تفكيرها اختلف الآن فلم يعد تفكير الثمانينات ومطلع التسعينيات مقبولاً اليوم.
# فيم يتمثل التغيير الذي طرأ على مستوى التفكير؟
= يتمثل في المطالبة بإصلاحات جذرية في الحزب وتمثيل أكبر لهذه الفئة. ففي تقديري ان الشباب هو المستقبل، فاليوم هم على اتصال مع بعض من خلال الانترنت والفيس بوك وتغيرت ثقافتهم كثيرا كما تغيرت الولاءات بالصورة القديمة فهم يفكرون بموضوعية ومن ينظر إليهم بأنهم قاصرين هذا ليس صحيحاً.
# ما حقيقة المذكرات التي رفعت أخيراً إلى قيادة الحزب؟
= هذه المذكرة عرضت عليّ ولكني لم أوقعها ولكني اعتقد بأني متفق مع 90% مما جاء فيها تماما فيما يختص بالتفسير ولا أحد يرفض ما طرحه الشباب في مذكرتهم، بل يجب على أي شخص الموافقة عليها، بل حتى الرئيس عليه الموافقة عليها ولكنه يرى بأنها لم تأتِ بالطريقة الصحيحة. هذه مسألة يمكن تجاوزها ولكن المذكرة في حد ذاتها مذكرة قوية وفيها معاني وشخصت علل كبيرة في الحزب وأنا شخصياً مع المذكرة ولكني لم أوقع عليها.
# لماذا لم توقع على المذكرة؟
= نحن كتيار عام درسنا المذكرة وقررنا على المستوى الشخصي أن لا نوقع عليها ولكن أبدينا رأينا فيها.
# هل يعني ذلك أنكم شاركتم في وضع المذكرة؟
= نحن أبدينا ملاحظات ولم نشارك ولا أدري هل أدرجت الجهة التي أتت إلينا بالمذكرة أم لا، لأني لم أتابع الموضوع فيما بعد.
# ما الملاحظات التي أبديتموها؟
= كانت حول الدستور وضرورة الإصلاحات الحقيقية من الهيكل وعن مالية الحزب وكذلك المؤتمر العام، لان المشاكل الموجودة الآن لا تحل إلا في المؤتمر العام القادم.
# أيعني ذلك أنكم غير متفقين مع كل ما جاء في المذكرة؟
=هناك بعض الأشياء وقد نختلف في طريقة المذكرة.
# إذا تم قبول المذكرة من قيادة الحزب هل بامكانها إحداث تغيير؟
= المذكرة آراء كوادر ذات قيمة، وهي آراء معتبرة، ولكن التغيير في حد ذاته لا يتم بهذه الطريقة، بل يجب أن يتم في الداخل، ونتوقع أن يحدث تغييرا حقيقيا، فكان بالامكان مناقشة هذه المذكرة في المؤتمر العام وليس في أي جهة أخرى.
# من يقف وراء المذكرة؟
= بحسب معلومات، هناك مذكرة أخرى مثلاً المكتب التنفيذي في أمريكا يقف مع المذكرة وكذلك في بريطانيا وفي السعودية والخليج والداخل فهناك كوادر حقيقية وقعت عليها.
# في تصريحات للمهدي قال فيها "الحزب ما زريبة الما دايرنا يختانا".. ما تعليقكم؟
= لا أريد التعقيب على هذا الحديث ولكن كان بالإمكان أن يقال بطريقة أخرى، فالحزب لديه دستور وقانون، فالكلام بهذه الصورة غير مقبول بالنسبة لي شخصيا، فهناك مبادئ للحزب تربط الجميع. وكلمة "زريبة دي" غير موفق فيها فإذا قالها بطريقة (ثانية) كان يكون أحسن.
# أنتم كتيار عام نشاطتكم في الفترة الأخيرة غير ظاهر ما الأسباب؟
= نحن نعمل الآن في ترتيبات لا أود الإفصاح عنها الآن، لأنه لم يحن الوقت بعد. هناك نقاش حول المؤتمر العام والهيئة المركزية ولكني غير مفوض للحديث عنها في الوقت الحالي، ومن ناحية هناك الكثيرون الذين يأتون إلينا للحوار والتنسيق.
# هل يفاوضونكم للرجوع إلى الحزب؟
= كلا، بل حول أشياء معينة في الموتمر والهيئة فهؤلاء قيادات أساسية وكانوا ضدنا.
# مبارك الفاضل عاد إلى الحزب ولكن أخيراً أتُهم بالتآمر على الحزب كيف ذلك؟.
= في إعتقادي ان الطريقة التي عاد بها مبارك كانت غير صحيحة، لأنه حل حزبه وعا،د ونتيجة لذلك تملك الكثيرون شك في مبارك ويعتقدون بأنه (لابت) ليهم بشيء ما، ولذلك لم تمنح مجموعته أمانات بالحزب ولم يعين مبارك في أي منصب.
# في أي منصب؟
= لا أعرف. ولكن هناك اتفاق بينه والرئيس على ذلك، والآن هو عضو في حزب الأمة ولا يعقل أن يكون عضواً ويتآمر على حزب، فأنا لا أدافع عن مبارك ولكن هذه الاتهامات غير منطقية فهي مجرد غيرة ليس إلا، لأن بعضهم ما كان يريد عودة مبارك لانهم يعملون خطورته ووزنه فهؤلاء (يهوهون على ضنبهم) –ضاحكاً-.
# البعض يتهم مبارك والتيار العام بالوقوف خلف هذه المذكرات أليس هذا صحيحاً؟
= طبعا مبارك له مذكرته ولا أدري أين هي الآن وأنا أطلعت عليها وهي تختلف عن مذكرة الشباب، فنحن كتيار عام لا نكتب مذكرات، بل نقول رأينا واضحاً من خلال الإعلام وليس لدينا استعداد لكتابة مذكرة لأي (زول).. وهي مسألة لا قيمة لها وقلنا رأينا للرئيس مباشرة بضرورة الإصلاحات بالتفصيل.
# لماذا ظهرت هذه المذكرة في أروقة الأمة؟
= هناك احتقان في عدة أماكن كطريقة إدارة الحزب وهناك عجز تام عن حل المشاكل بالحزب، فإذا أخذنا دارفور مثلا ليس فيها حزب بالمعنى المعروف، ولكن القناعات هناك بدأ تهتز نتيجة للممارسات في المركز، فالأمانة الحالية همها الاول هو تنفير العضوية من الحزب ويصنفون العضوية ويقولون بأن هؤلاء تيار عام لا نريدهم.. أذكر في الأيام القليلة الماضية ذهب إسماعيل كتر الذي سموه مشرفا سياسياً لدارفور بالحزب وهذه تسمية غير موجودة فتم رفضه من قبل ناس الفاشر واستبعدوه بقرار منهم وكذلك ذهب الجنينة تم رفضة أيضاً، فالعديد من الكوادر تعتقد أن الحزب متقوقع في المركز، أما الزيارات التي تتم هي بمثابة شخص نائم استيقظ فذهب وخاطب الناس ثم أتى لينام مجدداً.. فليس هناك من قيادات الحزب الذي ذهب إلى الجنينة حتى الآن.
# ولكن المهدي ذهب إلى الضعين قبل فترة؟
= لكنه لم يذهب إلى نيالا ولا الفاشر، إذن هناك قصور شديد تجاه عضوية الحزب بالولايات، فهناك ولايات لم يذهبوا اليها البتة بورتسودان مثلا النيل الازرق ايضا رغم ما يحث من (بلاوي) هناك وفي جنوب كردفان هناك من شق عصا الطاعة وتفاوضوا مع أحمد هارون للمشاركة في الحكومة والقضارف ايضاً.. فأنا اعتقد أن صمت المركز يعني وجود ضبط سري لناس معينين لتصرف حبال المشاركة بمفردهم وهذا مؤشر يشي بفقدان الحزب البوصلة وليس له خط سياسي معروف.
# هل يعني ذلك بأن الحزب يشارك سراً في الحكومات الولائية؟
= أنا حتى الآن لا أستطيع إدراك ذلك.. ولكن ما أعرفه أن الأمين العام مؤيد للمشاركة هذا يعني أنه أعطى الضوء الأخضر لتلك المجموعات بالمشاركة.
# ما الحل لهذه المشاكل؟
= المشاكل لا تحل إلا في مؤتمر عام الحزب، وذلك بانتخاب قيادات حقيقية وفق الأسس والدستور في المؤتمر السابق تم تعيين بعض العضوية وهذا خرق للدستور ونحن ايضاً وجدنا 94 عضواً من الهيئة المركزية السابقة تم تعينهم ولا ندري من عينهم، فنحن نطالب بإصلاحات حقيقية وأن تنتخب كل القيادات من أدنى الهيكل الحزبي إلى أعلى قمته ولا نريد التعيين نحن نرفض التعيين.
ونطالب ايضا بمراجعة دستور الحزب، لأن النسخة المعمول بها غير تلك المودعة الذي لا يجب الاستهانة به.. خاصة في ظل انعدام قنوات التفاوض بين الطرفين.. فوثيقة الدوحة بالوضع الحالي لن تصل لأي شيء لسبب وهو حتى الآن لا يوجد للسلطة اي اصول والحكومة لم تضخ المال للسطة حتى اليوم وهناك بعض الممولين الذين قابلتهم قالوا بالحرف الواحد إذا لم تبدأ الحكومة بتوفيرالمال فإنهم لن يدفعوا، فضلاً عن عدم الاستقرار فانعدام الامن لا يغري النازحين واللاجئين بالعودة ولا اتوقع لها النجاح.
# أخيراً حدث تطور معهم وهو زيادة عدد الولايات، برأيكم هل الزيادة في مصحلة وفائدة دارفور أم غير ذلك؟
= ليست هناك فائدة، فنحن نريد إقليما واحداً.. المقصود من هذه العملية هو (فركشة) الناس وتوزيعهم إلى قبائل مثلا ولاية غرب دارفور لقبائل معينة والوسط كذلك والشرق ايضاً.
# هل ستدعم أي مرشح منافس للصادق على رئاسة الحزب؟
= انا اقول آن الأوان ان يكون هناك تجديد من فوق إلى تحت.. بالانتخاب وليس بالتعيين.
# أنت كأحد نشطاء دارفور وشاركت في الدوحه هل تعتقد أن اتفاقية الدوحة ستحل مشكلة دارفور نهائياً؟
= مستحيل.
# لماذا؟
= أنا أعتقد أن وثيقة الدوحة صممت لكل حركات دارفور وانا شاركت فيها ولكن كثير من الاشياء التي قلنا بها لم تؤخذ في الاعتبار، ففي اعتقادي ان السلام لا يمكن تحقيقه طالما هناك من يحمل السلاح وبروز تحالف هذا من شأنه (يفركش) النسيج الاجتماعي لدارفور ولا يوحد الناس.. فهذه مسائل سياسية ليست ذات قيمة.
# د. السيسي أيضا طالب أثناء تدشين السلطة مؤخراً بالإقليم الواحد كيف ذلك؟
= أنا أعتقد أنه أمين مع نفسه وصادق. فهناك حديث عن إجراء استفتاء بعد عام كما جاء في وثيقة الدوحة حول شكل الاقليم. فالمؤتمر الوطني مع (فركشة) دارفور كلها فهم لا يريدون لابناء دارفور ان يلتفوا في مكان واحد حتى لا يشكلون خطورة، لذا لجأ للتقسيم وأنا أعتقد بأن الاستفتاء سيأتي لصالح الفركشة.
# شكراً لكم؟
= شكراً.
نقلا عن صحيفة الشاهد
|
|
 
|
|
|
|
محمد شرف الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست