|
نعي أليم و فقد جلل
|
نعي أليم و فقد جلل
إسمك الظافر ينمو في ضمير الشعب إيمانا وبشرا
مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية ينعي للشعب السوداني وللإنسانية جمعاء الفنان الشامخ محمد عثمان وردي ,الذي برحيله انثلمت قمة من قمم الاستنارة في البلاد. واقتُلِع "وِتِدَاً" من الأوتاد السودانية في زمن "تكاثرت فيه الزعازع". ولعل أكبر إنجازات محمد وردي أنه جعل للفن الأصيل سطوة، وللفنان هيبة حتى صار يتملقه السلطان، ويسعى لاسترضائه حياً واستغلاله ميتاً، مما غيّر قواعد اللعبة، وقلب ما هو سائد من علاقات المثقف بالسلطة رأسا على عقب.. لقد ساهم وردي في ترقية الذوق الفني وتوحيد الوجدان لشعوب السودان قاطبة و عبر الحدود إلى ما ورائها من الشعوب القريبة والبعيدة، فكان سفير السودان الحقيقي الذي عكَسَ وجه البلاد الحضاري المشرق وعبّر عن شعبها تعبيراً صادقاً كشعب حُرٍّ محبٌّ للحرية ولكن حكامه يكبلونه بالقيود، وهو شعب محب للسلام ولكن حكامه يشعلون عليه الحرب، وهو شعب منفتح على شعوب العالم يريد تبادل الخير معها، بينما حكامه ينذرونها بدنو العذاب.. فكان وردي ممثل الشعب المغلوب على أمره، ولسان حاله الصادق، ورائده الذي لا يكذب أهله. وقد دفع ثمن ذلك سجونَ ومنافيَ في كل العهود الغيهب.. فلترقد رقدتك الأخيرة في سلام ولتذهب إلى ربك راضياً مرضياً، فقد أديت رسالتك في الحياة كأحسن ما يكون الأداء، وقمت بواجبك الوطني كأفضل ما يكون القيام. فنم هانئا قرير العين، متوسداً قلب الشعب النابض بحبك.
اللجنة التنفيذية
|
|
|
|
|
|