المعراج الصوفي بين الامام الغزالي ،محمود محمد طه، والحلاج (د:ميسر)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 00:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-06-2012, 07:11 PM

الشفيع الياس
<aالشفيع الياس
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 106

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المعراج الصوفي بين الامام الغزالي ،محمود محمد طه، والحلاج (د:ميسر)

    السلام عليكم ومساءكم سعيد.
    اليكم هذا المقال المنشور علي صفحة الدكتور ميسر عبد القادر سبيل .علي الفيسبك بعنوان :
    المعراج الصوفي بين الامام الغزالي ،محمود محمد طه، والحلاج
    د:ميسر عبد القادر سبيل

    وهو يطلب توسيع النقاش حول مقاله هذا ما امكن الحديث عن السياق التاريخي لنشاة التصوف ترد فيه العديد من الأسماء والشخصيات لكن المقام هنا لثلاث تجارب فريدة إنبرى لها العديد من الباحثين للكشف عن جذورها والإفصاح عن دعامات البنية الفكرية في سياق تكونها التاريخي والإجتماعي.الدارج الإصطلاحي الذي يميز بين المحورين(التصوف السنى الشرعي الذي يمثله الإمام الغزالي والتصوف الفلسفي الحلولي مقابل الحلاج) إنما يحيل الي المفارقة من حيث المضمون والإتجاه،لكن ما لا مرية فيه أن عمق النسق البنيوي لهذه الخطابات تتسم بسمات وأطر عامة يمكن أن تتقاطع في عدة مستويات،باعتبار أن القاعدة العامة لهذه الخطابات هي وحدة الإطار الفكري العام للعرفان الصوفي ومرده لفهم الأشاعرة القائل بقدم الكلام الإلهي(النص القرآني) في سلسلة سجالاتهم مع فكر المعتزلة الذي يقضي بادراج الكلام الإلهى ضمن صفات الأفعال وليس صفات الذات،ومن ثم يقضي بخلق القرآن. والشاهد أن المتكلمين الأوائل الذين يمثلون طلائع الفكر المعتزلي قبل واصل بن عطاء أمثال معبد الجهني والجعد بن درهم وغيلان الدمشقي والجهم بن صفوان،قد لاقوا أبشع المصائر تلاقت عندها الدلالات السياسية والعقدية كأساس لهذه النهايات المفجعة باعتبار أخذهم بمبدأ القدرية الذي يمثل نقطة الوصل بين ماهو سياسي وماهو ديني ، فالمسوغ الديني الذي إرتكزت عليه الدولة الأموية هو مبدأ الجبرية النقيض لمبدأ القدرية(الذي ينفي القدر)،فكان أن إرتُهنت أفعال الإنسان في سياج من الجبرية الصارمة باعتبار أنها مشيئة الله وحكمه في الأزل.وبهذا التأويل إرتكب الأمويون أفظع الجرائم تحت غطاء الجبرية والإرادة الإلهيه، فقسوا بالمتكلمين بالقدر، ولعل أبشع هذه الظواهر هو مقتل الجعد بن درهم الذي ذبحه خالد بن عبدالله القسري في المنبر بعد خطبة عيد الأضحي أمام المصلين. ولربما هنالك مسوغ آخر لهذه القسوة كون أن هذه الأفكار كما تواتر حينها كانت تمثل إسقاطات للسجالات الكرستيلوجية ماقبل الإسلام بشأن المسيح والأقانيم وحقيقة الإتحاد الجوهري،وسمي أصحاب هذه الأفكار بالهرطوقيين حسب منظور الكنيسة الآرثوزوكسية،حيث كان الهرطوقيون يفصلون مابين الأقانيم ويعتبرون المسيح بشراً نبياً،ومن هؤلاء آبيون،لوقيانوس،آريوس وغيرهم.وإن كانت الجبرية تمثل أيضا إمتداداً مشابه للمذهب المونوثيلي المسيحي الذي وضع لهرقل والقاضي بوحدة الإرادة أووحدة المشيئة،ولكنه لم يأخذ حظه من الإنتشار بسبب الفتوحات الإسلامية التى أتت بعده بسنوات قلائل.إستمرت السجالات بين المعتزلة والأشاعرة طويلآً لكن الأشاعرة كان لهم حظ القبول في ذاك العصر وماتلاه خاصة فيما يتعلق بقضية خلق القرآن الذي يمثل النقطة الجوهرية في الفكر الصوفي الذي قامت دعائمه علي القول الأشعري بقدم الكلام وإعتباره صفة ملازمة للذات أي هي هو.هذه ملامح عامة بشأن الجدل الفكري الذي سبق الحلاج، لكنه ظل محور الحديث فيمابعد ذلك نسبة لحساسية النقاط التي كانت فيها هذه السجالات. في القرن الثالث الهجري برز الحلاج بلغة خاصة وغامضة الدلالات ربما تفصح وحدها عن خصوصية العرفان الصوفي لدي الحلاج،باعتبار أن الحلاج قد خلق لنفسه حالة إستثنائية مفارقة لعالم الحوادث والشهود،فهو كما ينبئ إرثه في حالة معراج روحي يفضى إلي الخلاص من عالم المحسوسات إلي عالم الملكوت ودائماً ما تصطدم عنده تلك الحالة التي من شأنها إستكمال الإتحاد والتلاشي في صفات الذات بالظاهر البدني،وهذا ما تعكسه الرغبة الملحة بالفناء من غلبة عشق الوصال.يقول في طاسين الفهم:(ضوء المصباح علم الحقيقة،وحرارته حقيقة الحقيقة،والوصول إليه حق الحقيقة،لم يرض بضوئه وحرارته فيلقي جملته فيه،والأشكال ينتظرون قدومه،فيخبرهم عن النظر،حين لم يرض بالخبر،فحينئذ يصير متلاشياً متصاغراً متطائراً، فيبقي بلا رسم وجسم وإسم ووسم،فلأي معني يعود إلي الأشكال؟ وبأي حال بعدما حاز،صار من وصل إلي النظر،إستغني عن الخبر،ومن وصل إلي المنظور إستغني عن النظر). حيث الحياة بالنسبة للحلاج إنية تحول دون رؤية الحقيقة المحضة.يقول في الديوان: بيني وبينك إني ينازعني فارفع بلطفك إني من البين وينكر الحلاج الحياة الجماعية لكونها عائق الإنفراد علي مستوي الجوهر والذي هوسبيل الجوهر الأصلي،يقول: أقلب في سواك فلا أري سوي وحشتي منه وأنت به أنسي فها أنا في حبس الحياة ممنع من الأنس فاقبضني إليك من الحبس البائن أن الحلاج قد ألغى وجوده المادي فبات في حالة فريدة لايمكن سبر كنهها في عالم الحدثان حيث يقول في نصوص الولاية:(لكنني ليس يستتر عني لحظة فاستريح حتي اُستُهلكت ناسوتيتي في لاهوتيته،وتلاشى جسمي في أنوار ذاته،فلا عين لي ولا أثر،ولاوجه ولاخبر).وهذا قطعاً ينسجم مع توصيفه للتصوف كما جاء في نصوص الولاية (التصوف هو الإستهلاك في حقائق الحق والفناء عن جميع صفات الخلق).والتوحيد عنده (تمييز الحدث عن القدم،ثم الإعراض عن الحدث والإقبال علي القدم وهذا حشو التوحيد وأما محضه فالفناء بالقدم عن الحدث).ولم يكتف الحلاج في معراجه لمعانقة الحقيقة بالعرفان لذاته هو، بل أطلق للعوام ماتجلى له من عالم الملكوت عند معراجه،وهذه الفرضية كامنة في المرويات كما أسميت من بعد وهي تقترب في متنها وأسلوبها من الأحاديث القدسية لكنها تفترق من حيث السند وهي أسماء الملائكة والظواهر الطبيعية والمفاهيم والحواس وأسماء الأشهر.وهذا يجلى إعتقاد الحلاج في التماهي والإنجذاب إلي عالم الملكوت.يقول:(حدثنا العقل الوجية عن سدرة المنتهي عن الحياة الدائمة عن الروح المكنون قال:إن الله معروف باياته،مذكور بصنائعه، موجود بأنواره،معبود بكلماته،لاتدركه الأبصار وهو الأزلي المحيط). ويقول ايضاً(حدثنا بيت الله تعالى عن قوس الله عن بيت الله الوسيع قال:رحمات ربي لا تحصى،ومن نظر اليه نظر رحمة،قد اسعد سعادة الابد. هنالك ثمة مسألة غاية في الاهمية تعتبر مرتكز فكري تقوم على اساسه التصورات الصوفية حيث تنطلق على اساسه المراتب العرفانية,وهي ثنائية الظاهر والباطن ومن ثم ثنائية الشريعة والحقيقة وبالتالي تحال القضية برمتها الي المنطلقات الاشعرية(هذه النقطة اشار لها الدكتور نصر حامد) في تصورهم للنص القراني كونه صفة من صفات الذات الالهية والاقرار بقدم الكلام وازليته كما اشرنا سابقا،فكان من الضروري الفصل بين الكلام الالهي وكلام البشر او اللغة الحادثة المشروطة بالمواضعة والتي ظهر النص بها لافهامنا,فصارت اللغة عبارة عن رموز بعيدة عن دلالاتها بحيث تستتر خلفها الصفة الازلية القديمة للكلام الالهي والذي يمثل الحقيقة المحضة,ومادام غاية الوجود الانساني هي هذه الحقيقة وبحسب الفهم الصوفي لايمكن كشفها الا عن طريق الإنقطاع والزهد في الدنيا (عالم الشهادة) والإتجاه بالمجاهدات والسلوك إلي عالم الملكوت لمعانقة الحقيقة في إطلاقها.نقرأ للحلاج في نصوص الولاية(من أراد أن يصل إلي المقصود فلينبذ الدنيا وراء ظهره-خطوتين قد وصلت،أضرب بالدنيا وجه عشاقها وسلم الآخرة لأربابها).وعلي هذا النحو سار الإمام الغزالي في بعده الصوفي كما سنري لاحقاً. يمكن إعتبار الفكر الجمهوري للأستاذ محمود محمد طه إمتداداً للمفهوم الأشعري في محور أزليةالكلام الإلهي وبالتالي النص القرآني حيث قضى الأستاذ محمود في الرسالة الثانية أن الشريعة ماهي إلا العروة،عروة حبل الإسلام الذي حكاه القرآن باللغة العربية بقدر أفهامنا للوصول إلي الحقيقة حيث نقطة التنزل وهي كما يقول مشار لها ب (حم) في قوله تعالي (حم،والكتاب المبين) وهي الذات. كما نقرأ للحلاج أيضا في نصوص الولاية(أما باطن الحق فظاهره الشريعة ومن يحقق في ظاهر الشريعة ينكشف له باطنها، وباطنها المعرفة بالله).وهو نفس النهج الذي سار عليه الاستاذ محمود. نعود للعروة وهي في نظر الاستاذ محمود ليست مستقرة من حيث موقعها فقد صارت اقرب الي الاطلاق في هذا الزمان نتيجة تطور افهام الناس اذا ما قورنت بمستوى الفهم القديم,وبهذا يخلص الى ان السنة وهي مرتبة اعلى من الشريعة تصبح هي الشريعة الان وهي تختلف عن الشريعه الاولي اختلاف مقدار لا اختلاف نوع ،وبالتالى هي العروة الجديدة وهي الاساس الذي تقوم عليه الرسالة الثانية في الاسلام والتي يكون التلقي ليس وحياً وانما كفاحاً عن الله.ومن هذا المبتدأ الجوهري في فكره خلص إلي أن المراقي والمراتب التي يمكن إنتقال العارفين بها من حاله عرفانية متجاوزين الحالة التي سبقتها في الترتيب إلي حالة أخري أرفع مقاماً إلي مرتبة الإحسان حيث يرون الله تبارك،وفي هذه المرتبة يمكن تأويل الأية(إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتاباً موقوتا) إلي أن الصلاة فرض له وقت ينتهي فيه ولكنه ينبه إلي أن إنتهائها لايعد تشريع للعوام لأن تلك المرتبة هي مرتبة فردية..(الإسلام-الصلاة الشرعية). ويشرح الأستاذ محمود الحديث(من عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم) يعني من عمل بما علم من الشريعة علمه الله علم مالم يعلم من الحقيقة.ويذكر الآية الكريمة(والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا)(من كتاب القرآن ومصطفي محمود والفهم العصري.). ويقول في نفس الكتاب(فكأن التأويل هو الطرف اللطيف من التفسير وقمة هرم المعاني عند الله حيث لاعند).وهنا نلحظ بروز الإتجاه الأشعري كما أشرنا عكس ماذهب إليه المعتزلة بالقول أن صفة الكلام هي من صفات الذات أي هي هو.وقد ذكر الأستاذ محمود في المرجع السابق شرحاً لقوله تعالي :(ونزلناه تنزيلا) يعني تنزيل بعد تنزيل في مراتب التنزلات السبعة.وهذه التنزلات إنما هى تنزلات الذات من صرافتها إلي مراتب الصفات.وهذه الصفات أعلاها صفة الحياة وأدناها صفة الكلام...ألخ إلي أن يقول والذات إنما تنزلت لنفهم عنها وهذه العلة في التنزل هي نفسها العلة في كلام الله سبحانه وتعالي في اللغة العربية في جعل القرآن عربياً، قال تعالي في ذلك(حم،والكتاب المبين،إنا جعلناه قراناً عربياً لعلكم تعقلون،وأنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) فعلة جعله قرانا عربياً اذن هي لعلكم تعقلون واما حقيقته فانما هي فوق اللغة العربية وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ولدينا هنا لا ظرف زمان ولا ظرف مكان انما للتناهي حيث ينعدم الزمان والمكان... الخ. ومن المهم ان نلحظ ان الاستاذ محمود قد نبه الى ان الارتفاع عن الصلاة هو شريعة فردية وليست شريعة العوام تماما كما الحال الصوفي باعتبار المراتب،ولكن في نفس الوقت في كتاب الرسالة الثانية، قد جعل الرسالة الثانية من الاسلام نفسها شريعة للعوام وهي امة الرسالة الثانية حيث يقول (والذي يهمنا ان نقرر ان وقتنا الحاضر وقت تتهيأ في الارض لظهور امة المسلمين وهذه الامة هي امة الرسالة الثانية وشريعتها هي سنة النبي،لا شريعة الامة الماضية بكل تفاصيلها وذلك بفضل الله ثم بفضل تطور المجتمع البشري خلال هذه المدة الطويلة مما جعله مستعداً لتفهم التشريع المتطور من الشريعة الي السنة..الخ.. اذن الامة المسلمة هي مناط التكليف بالرسالة الثانية وبالتالي هي شريعة عوام,وطالما كانت كذلك لماذا جعل الاستاذ محمود تطور فريضة الصلاة شريعة فريدة وليست شريعة عوام سيما بعد ان تجاوزت الامة المسلمة مكان العروة القديمة او الشريعة الي مرتبة السنة او الشريعة الجديدة؟ولماذا خضعت الصلاة لمراتب تطور فردي بينما تم الصعود الجماعي للرسالة الثانية اجمالاً بصعود العروة بفضل تطور الافهام وتطور المجتمع لا بتطور السالك في المراتب والذي ينبغي ان يكون فردي بالضرورة؟ الامام الغزالي كانت له ذات التصورات الصوفية في المعراج نتيجة لوحدة المنطلق الاشعري,فقد ارتأى الامام علوم القران من خلال ثنائية الظاهر والباطن ليس فقط على مستوى الدلالة انما على مستوى المضمون,فالباطن هو الاسرار والجولهر والحقيقة(اللباب) والظاهر هو الصدف والقشر وهو اللغة التي تنزل بها القران للافهام.وقد توسع الامام في شرح هذا المفهوم,فعلوم القشر عنده ليست الا وسيطاًيعالج به مسألة الولوج الى اسراروجواهر النص وهي مراتب وارفعها علم التفسير,يقول في جواهر القران:(فصاحب علم اللغة والنحو ارفع قدراً من من لا يعرف علم القراءات وكلهم يدورون على الصدف وان اختلفت طبقاتهم,ويليه علم التفسيرالظاهر وهو الطبقة الاخيرة من الصدف القريبة من مماسة الدر ولذلك ينتشر به شبهة حتى يظن الظانون انه الدر وليس وراءه انفس منه وبه قنع كثير من الخلق وما اعظم غبنهم وحرمانهم اذ ظنو لا رتبة وراء رتبهم ,لكنهم بالاضافة الى من سواهم من اصحاب علوم الصدف...الخ).وعلوم اللباب عند الامام طبقات العليا معرفة الذات ومعرفة الصفات ومعرفة الافعال تضيق الدائرة عند معرفة الذات وتتسع عند معرفة الافعال.يعتبر الامام في دائرة الافعال ان قلب العارف تحديداً وروحه هي من عالم الملكوت وهذا يتيح امكانية معرفة الحقيقة من هذا العالم بواسطة العارف دون غيره ، يقول الامام(الملائكة والروحانيات والروح والقلب-اعني العارف بالله تعالى من جملة اجزاء الادمي-فانها ايضاً من عالم الغيب والملكوت وخارج عن عالم الملك والشهادة).ووفق رؤية الامام انه قد رزق من هذه العلوم ولكنه لم يظهره,يقول(هذه العلوم الاربعة اعني علم الذات والصفات والافعال وعلم المعاد. اودعنا من اوائله ومجامعه القدر الذي رزقنا منه,مع قصر العمر وكثرة الشواغل والافات وقاة الاعوان والرفقاء بعض التصانيف,لكن لم نظهره فانه يكل عنه اكثر الافهام ويستضر به الضعفاء وهم اكثر المتلاسمين بالفهم ولا يصح اظهاره الا على من اتقن علم الظاهر وسلك في قمع الصفات المذمومة من النفس وطرق المجاهدة حتى ارتاضت نفسه ...الخ).ويجيب الامام على امكانية النفاذ من عالم الحس الي عالم الملكوت(المعراج) عبر السفر والانتقال المعنوي لا المكاني(السفر الى الله)حيث تتجلى الحقائق الى العارف,يقول(وليس في هذا السفر حركة لا من جانب المسافر ولا من جانب المسافر اليه فانهما معاً,او ما سمعت قوله تعالى(ونحن اقرب اليه من حبل الوريد)بل مثل الطالب والمطلوب مثل صورة حاضرة مع مرآة ولكن ليست تتجلي في المرآة لصدأ في وجه المرآة فمتى صقلتها تجلت فيها لا بارتحال الصورة ولا بحركة المرآة لكن بزوال الحجاب.) ويذهب الامام الى اكثر من ذلك في تصوره لمعراج العارف بان يتلقى الحقائق المستترة وراء القشر اى اللغة التي تنزل بها النص للافهام,يتلقاها من اللوح المحفوظ حيث الاصل الازلي لكن فقط بالمثال. يقول في جواهر القرآن(ان هذا تعرفه اذا عرفت ان النائم لم ينكشف له الغيب من اللوح المحفوظ الا بمثال دون الكشف الصريح كما حكيت لك المثل،وذلك يعرفه من يعرف العلاقة الخفية التي بين عالم الملك والملكوت).ويقول ايضاًان كل ما يلقيه اليك على الوجه الذي لو كنت مطالعا بروحك اللوح المحفوظ لتمثل لك ذلك بمثال مناسب يحتاج الى التعبير.. نعود قليلا الى ماذكرناه عن الحلاج في استخدامه للتعابير الغريبة والمصطلحات التي يصعب ادراكها على المتواضع من الدلالات اللغوية واعتبرت من قبيل الشطح الصوفي,وهنا يبين الامام الغزالي المفردات التي درج على استخدامها والتي تحتاج لفض غموضها فيقول(فاعلم ان الفائدة كلها وراءها فان هذه نموزج لتعرف بها تعريف المعاني الروحية الملكوتية بالالفاظ المألوفة الرسمية ليفتح لك باب الكشف في معاني القرآن والغوص في بحارها). الامام الغزالي هو صاحب مفهوم المضنون به لغير اهله يثحدث بلغة مهادنة في حلولية الحلاج ليس من باب الذب عنه بل لان هذه المفاهيم العرفانية ليست بعيدة عن فهم الامام ,فقال(العارفون بالله بعد العروج الي سماء الحقيقة اتفقوا على انهم لم يروا في الوجود الا الحق ،لكن منهم من كان له هذا الحال عرفاناً علمياً ومنهم من صار له ذلك حالا ذوقياً،وانتفت عنهم الكثرة بالكلية واستغرقوا في الفردانية المحضة واستوفيت فيها عقولهم فصاروا كالمبهوتين فيه ولم يبق فيهم متسع لا لذكر غير الله ولا لذكر انفسهم فلم يكن عندهم الا الله ,فسكروا سكرا دفع دونه سلطان عقولهم فقال احدهم انا الحق وقال آخر سبحاني ما اعظم شاني وقال اخر ما في الجبة الا الله وكلام العشاق في حالة السكر يطوى ولا يحكى فلما خف عنهم السكر وردوا الى سلطان العقل الذي هو ميزان الله في الارض عرفوا ان ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد بل شبه الاتحاد مثل قول العاشق في حال فرط عشقه انا من اهوى ومن اهوى انا ..الخ) نلاحظ هنا كيف اوجد الامام العذر للعشاق. هذه ملامح عامة لمفهموم المعراج الصوفي في هذه النمازج الثلاثة ولكن يبقى من الصعب استكشاف ابعاد وجاذبية هذه الحالة الانسانية الفريدة التي تعتري العارفين للقدر الذي تتضاءل معه قيمة الحياة عندهم...اللهم ارحمهم فيما اصابوا او كانوا آثمين..
    وهو يطلب توسيع النقاش حول مقاله هذا ما امكن[يمكن مراسلة الكاتب مباشرة علي صفحته بالفيسبك علي الرابط "http://www.facebook.com/profile.php?id=100000950884673
    الكاتب /د. ميسر عبد القادر سبيل

    (عدل بواسطة الشفيع الياس on 02-06-2012, 07:20 PM)

                  

02-07-2012, 01:59 PM

الشفيع الياس
<aالشفيع الياس
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 106

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المعراج الصوفي بين الامام الغزالي ،محمود محمد طه، والحلاج (د:ميسر) (Re: الشفيع الياس)

    مبحث جميل ولكن كما ذكرت لك ياصديقي .
    دميسر انك بحوجة للتعمق اكثر او ان شئت الدقة البحث في موضوعة الولاية التي قال بها ابن عربي نفسه قبل الحديث عن الحلول الحلاجي (ناسوتية -لاهوتية)
    فعندها تكون الاسئلة مختلفة شكلا .
    بل قد تكون اكثر الحاحا ان نسال مثلا هل هنالك معيار للولاية ام انها اجتباء؟
                  

02-07-2012, 06:16 PM

نوري بطة
<aنوري بطة
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 293

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المعراج الصوفي بين الامام الغزالي ،محمود محمد طه، والحلاج (د:ميسر) (Re: الشفيع الياس)

    شكراالشفيع الياس ..

    موضوع شيق جدير بالنقاش ..

    وفى حوجة للتعمق فى تناوله ..

    لى عودة برواقة ..

    بوست موفق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de