ثم وصلنا لود مدني.. وهنا أذكر أن أحد الأجانب وهو على ما أعتقد وكيل لشركة ماكينات سنجر للخياطة، أحضر "دراجة" ليركبها لتأدية أعماله بالمدينة.. و خرج بها عصر يوم فتلقفه الصبية في الشارع وصاروا يحصبونه بالحجارة.. فأسرع بدراجته لكنهم تبعوه وصار كلما دخل حيا يزداد عدد الصبية وتزداد الحجارة.. وقد أصاب الرجل ما أصابه, كان في كل مرة يحاول الخلاص من شرذمة يقع في أخرى أشد إيلاما.. وهكذا عاد الرجل إلى منزله في المساء وعليه آثار تلك المعارك وقد آلى على نفسه ألا يركب دراجة مرة أخرى – قد تسأل لم كل ذلك – فأقول أنه لم يحدث أن رأي أطفال ود مدني قاطبة دراجة من قبل وكان الأطفال في جريهم وراء الرجل ليرجموه بالحجارة باعتباره شيطانا يركب حمارا من حديد أو " النصراني راكب حمار الحديد" كما كان الصبية يسمونه ويصيحون من خلفه.. منقول من كتاب الرحالة السوداني أحمد حسن مطر .. سندباد من السودان .. وهو من أروع الكتب التي قرأت .. الشكر والتقدير للأستاذ محسن خالد الذي حرر وقدم للكتاب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة