تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 03:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2012, 11:28 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب (Re: محمد عبد الله شريف)

    3- لا بد أن الفنان الراحل جدد الفهم، أيضا، حول العملية الغنائية. وكذلك جدد فهم الفنان لعلاقته بمحيطه المجتمعي. فالغناء مدارس ذوق، والفنانون أنواع. ومع ذلك، لا يقلل من قيمة الفنان إن كانت تهدف إلى منهج الفن من أجل الفن. ولكن بالمقابل ما يعلى قيمة الفنان أكثر هو بذل مجهوده الفني للفن، والناس كذلك. ويجدر ذكره أنه لا تبقى في خاتم المطاف إلا القيمة الفنية أكثر من الآيديلوجية، هذا إذا كان منهج التقييم للظواهر الفنية يستند على منهج النقد الفني، وليس الآيديلوجي، أو السياسي مثلا. ولكن مصطفى سيد أحمد لم يكن نصا شعريا فحسب، فهو في الأساس ذات فنية إمتلكت أولا ذائقة نقدية لتخير خرائد الشعر. ويكون من الظلم الكبير أن يرى البعض أن الأقوى في تجربته الشعرية هو النص فقط، على ما في نصوصه من دور كبير في إثراء غنائيته. فقوة الفنان الراحل، أولا، في منظوره الثاقب الذي حدد شكل العملية الغنائية، وما ينبغي أن تكون عليه. وتتمثل عناصر القوة الفرعية في قراءاته، ووعيه بصراع الآيديلوجيا، ومبدئيته في الوقوف ضد سلطات العمل الغنائي من شعراء تقليديين، وعازفين، وإعلاميين. ولا ندري إلى أي مدى كان يمكن أن ينتهي إليه تاريخ الفنان لو أن قد قدم تنازلا في بدء تجربته لهذه السلطات التي فرضت على شعريته حصارا. والحقيقة أن هناك كثيرا من المبدعين الذين حوربوا، وأجبروا على إتباع المألوف. فمنهم من توقف، ومنهم من إنتهى إلى مجرد مغن وكفى. ولعله من هنا تستبين عناصر القوة في تجربة مصطفى. فروحه العنيدة في عدم مسايرة التيار هي التي قادتنا إلى الكيفية التي لحن بها مريم الأخرى، أو عم عبد الرحيم، أو عباد الشمس. وبأي حال من الأحوال ليس هناك من شئ يقلل من قيمة الفنان إلا تخليه عن ما قنع بأنه السبيل الوحيد لتطوير ذاته الفنية، وتخصيب المرحلة الفنية التي عاش في خضمها. أما الضلع الثاني لنجاح مصطفى سيد أحمد كفنان للفن، وللحياة، معا فهو إمكانيته الصوتية، حيث يجمع النقاد على أن صوته كان قويا بما لا يقاس إلا باصوات مطربين قلائل. ولعل صقله لصوته عبر أستاذه الكوري مهد له المجال لتشذيب إمكانيات التطريب، وتوظيف مقوماته، وجاءت أفكاره اللحنية، بعد أغنية المسافة، لتتيح لصوته الإنطلاق اللامتناهي بعد أن كانت تجاربه الأولى قاصرة في إظهار المدى الصوتي الذي يمكن أن يصل إليه. والحقيقة التي لا يختلف حولها الموسيقيون هي أن الأشعار ما تزال موجودة بكثرة بعد وفاة مصطفى. ولكن أين هي الصياغة اللحنية التي تكسبها فرص التلقي. فإن كان النص وحده هو الذي يخلق الفنان فإن الساحة الفنية الآن ملأى بعدد من الفنانين الشباب الذي يضجون من غياب الملحن. إذن فقيمة النص تكون من خلال الموازير اللحنية التي تقارب أحاسيس الشاعر. ولذلك نرى أن ألحان مصطفى سيد أحمد تمثل ضلعا مهما في تجربته أيضا، وبفقداننا لمصطفى فقدنا المعرفة بنصوص أخرى كان يمكن أن تضاف إلى غنائيته إن كان حيا. وما أكثر التجارب الشعرية الجديدة التي خرجت من صلب تفكير الجيل الجديد، ولكن أين هم الملحنون الذي يحركون طاقتها حتى تجد القبول؟. والحقيقة أنه هناك بعض الملحنين الشباب قد قدموا تجارب لعدد من الفنانين الشباب ولكن يظل قبولها، أو كمال إبداعيتها، محل تساؤل ليس في حال مقارنتها بألحان مصطفى ولكن بمجمل الظاهرة الغنائية السودانية الأمدرمانية التي إبتدرها كرومة، وسرور. وبلا تبخيس لمجهودات الملحنين المعاصرين فإن الملاحظ هو وجود كثافة في الإنتاج، ولكن ما ينقص الكثير من هذه التجارب ضعف قدرتها الجمالية، أو إستسهالها للعملية اللحنية، وهي من أصعب مراحل العمل الغنائي. إذ يمكن إيجاد الشعر الجميل المفارق، والصوت القوي ذي الإمكانيات المعبرة، والجوقة الموسيقية التي تنفذ العمل بحرفية عالية، ولكن ليس من السهل إيجاد اللحن المحتشد بالجمال، والذي يتجاوز سلاسة، وإبداعية ألحان أغنيات مثل، زاد الشجون لمحمد الأمين، شجن لعثمان حسين، المسافة، هل أنت معي لبرعي محمد دفع الله، المدينة للهادي الجبل، ولو كنت ناكر لعركي، وقس على ذلك. وصحيح أن هناك ملحنين يركزون على الخروج من اللحن السوداني ليضيفوا بأسلوب جديد يختلف عن الطريقة التي يؤلف بها وردي أو محمد الأمين أو الفاتح كسلاوي، أو بشير عباس، وذلك أمر مشروع، ومطلوب، وضروري لإثراء التنوع النغمي السوداني. ولكن الخروج عن القالب الفني المتعارف عليه ـ وحده ـ لا يخلق بالضرورة ملحنا ممتازا، ولا يعني وجوبا خطورة الملحن. فالمهم في العمل الفني هو وضوح فكرته، وتناسقه، وتنوعه، وعلاقة التناغم بين الجمل الموسيقية، وتعدد كوبليهاته، مهما كان الأسلوب الذي صيغ به. وللأسف أن بعض الملحنين الجدد فهموا أن مجرد الخروج عن الدائرة اللحنية التقليدية، وإدخال أنصاف، وأرباع التون، دون أدنى مجهود في تجويد بنائية المشاد اللحني يفرض علينا أن نعترف بإبداعيتهم قسرا، وإلا يتم وصف المتلقي بأنه عديم الثقافة الموسيقية، أو غير راشد في تذوق الغناء، وهو ذات المتلقي الذي لديه الذائقة التي عجم عودها غناء المدارس الفنية الذي صقل ثقافته السمعية. والغريب أن الشئ الذي لا يدركه الكثير من الملحنين الشباب أن الإضافة اللحنية الصعبة تتمثل في التقاليد اللحنية الراسخة. بمعنى أنه من السهل إختطاط اسلوب لحني جديد، غير مقيد بسابق منهج وتقديمه للجمهور، ولكن أن تقتفي المنهج الذي لحن به محمد الأمين (عابر طريق) أو وردي في (الطير المهاجر) أو عبد اللطيف خضر (في المصير) فهنا يبدو محك إبداعية الملحن، لإحداث بصمته الخاصة، أو إقتراع الأسلوب الفني الجدير بالإحتفاء. ولعل مصطفى الملحن كان واعيا بلعبة الشكل الفني التي لها إنعكاساتها على كل الفنون، وليس الغناء فحسب. ولذلك جاءت إضافته اللحنية المميزة تجديدا للقالب الفني الأمدرماني الذي تعارف عليه السودانيون. وهذا المجهود في التجديد يتسق مع المنهج الكلي للفنان الذي إرتبط بالأرض، وتمثل قيمها، شأنه شأن الفنانين الذين يدركون قيمة الحفاظ على الإرث القومي، وتحديث طاقاته الكامنة. salah shuaib [[email protected]]
                  

العنوان الكاتب Date
تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-27-12, 11:21 AM
  Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-27-12, 11:25 AM
    Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-27-12, 11:28 AM
      Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب مطر قادم01-27-12, 07:01 PM
        Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-27-12, 09:14 PM
          Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب صلاح شعيب01-28-12, 01:12 AM
          Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب الرشيد محمد الخير01-28-12, 07:01 AM
            Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-28-12, 10:11 AM
              Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب الصادق الزين01-28-12, 01:38 PM
                Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-28-12, 08:17 PM
                  Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-29-12, 01:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de