تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 11:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2012, 11:25 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب (Re: محمد عبد الله شريف)

    -2- الحقيقة أن الشعر المغنى ما قبل مصطفى سيد أحمد كانت له مدارسه الفصيحة، والعامية. وبعضنا يدرك أن مصطفى ليس هو أول ملحن أحس بضرورة تجديد النص الغنائي المعاصر. والحقيقة الثانية أن تجديد النص الغنائي بدأ منذ زمن الحقيبة، وليس كما يعتقد البعض أن تجربة شعر الحقيبة كانت تسير على وتيرة واحدة. فقد تبلورت قمة هذا التجديد في محاولات خليل فرح الراسخة، ثم تاليا عبد الرحمن الريح الذي كان جسرا بين الحقيبة وما بعدها. ولاحقا إرتبط التجديد بظروف الكفاح الوطني غداة الإستقلال. وكان للأستاذ إسماعيل عبد المعين قدح السبق في هذا المجال، حيث قدم قلائد (إلى العلا) لخضر حمد، و(صه يا كنار) للصاغ محمود أبو بكر، و(صرخة روت دمي) لمحيي الدين صابر. وكانت هذه هي المرحلة الثانية التي تدخل فيها القضية الوطنية مجال الغناء بعد محاولة خليل فرح الأولى. وهكذا تتالت التجديدات للنص العاطفي، والوطني، عبر ألحان أحمد المصطفى، وعثمان الشفيع، وعثمان حسين، ومحمد وردي الذي تميزت في غنائيته أعمال محجوب شريف، والفيتوري، والدوش، وآخرين. مرورا بالكابلي الذي سما بتجديد فصيح وعامي النص الغنائي، ولا ننسى محمد الأمين الذي بدأ بـ(قصة ثورة) التي كتبها هاشم صديق في الستينات، ثم توالت تجديداته عبر نصوص فضل الله محمد، ومبارك بشير، ومعتصم الأزيرق، ثم إنبثقت تجربة الفنان أبو عركي التي ظللتها تلاوين هاشم صديق، وسعد الدين إبراهيم، وعفاف الصادق، وحسن السر، والتيجاني حاج موسى. وهكذا إستمرت روافد التجديد لتصب في نهر تجديد الغناء الخالد الذي إبتدره خليل فرح إلى أن وصلنا إلى مصطفى سيد أحمد، والذي إستطاع بذكائه، وتمثله للحساسية الجمالية للجيل ليبحث عن نص مفارق، ذاك الذي يبني في إطار هذه المحاولات الشعرية العاطفية، والوطنية. ومع حلول مرحلة الثمانينات التي شهد فيها المشهد الثقافي بروز تيارات الحداثة في الشعر، والموسيقى، والمسرح، والنقد، والتشكيل، والدراما، أصبح حتميا أن تتولد حساسية شعرية جديدة على المستويين العامي، والفصيح. ولهذا سهل لمصطفى أن يجد القصيدة التي نشدها لتعبر عن مرحلته، وأشواق الجيل الجديد المسجون بضجيج الضنك السياسي. وآنئذ زاد من الحاجة إلى التجديد في النص المغنى تعثر الحلم السياسي في السودان، وتأرجحه بين الأنظمة الديموقراطية، والديكتاتورية. إذ أدى ذلك الوضع إلى تبلور صور شعرية كثيفة التسييس، العامية منها والفصيحة. وهذه الصور، في جوهرها، إنما تخاطب واقعها المعطوب بكثير من الرمزية، وقليل من المباشرة. ومع توطن الحداثة، كأداة تنوير، وتذوق، ونقد، داخل المشهد الثقافي، وبروز مبدعين من داخلها، وقراء، ومتابعين مهتمين بهذا النوع من الإبداع، نضجت تجارب شعراء الحداثة، وتفرعت أكثر فأكثر. ومن بعد أصبح التنافس بين المبدعين الناهلين من بئر الحداثة ملحوظا في تنويع أخيلة القصيدة، وإيقاعاتها. فضلا عن ذلك عاد بعض الشعراء إلى خامات التراث المهمل من قبل الأجهزة الإعلامية المركزية لتكون ركيزة التحديث. كل هذا الثراء في الإنتاج الشعري كان لا بد أن يخدم تطور ذهن، وصوت، ومعالجات، الفنان مصطفى. وبالمقابل تدفع غنائيته المبدعين من الشعراء إلى تحديث تجاريبهم الشعرية المحدثة الطابع، خصوصا وأن صوت مصطفى صار أهم من الدور الذي تلعبه دور النشر، أو الموصلات الإعلامية، التي هي الوعاء التقليدي في حمل رسالة الشعراء. بل وصار أداء مصطفى لقصيدة واحدة لشاعر ما هو بمثابة جواز المرور للشاعر المغمور في المشهد الفني، وذلك بأفضل مما لو أصدر ديوانا كاملا. إذن فمصطفى ، ولكونه مبدعا نشأ في قلب زمن الحداثة الذي غطى سماء الإبداع الإقليمي، والمحلي، والعالمي، كثف بوعيه التقدمي الذي لا شك فيه قدرة تجديد النص الشعري المغنى، وجعل مشروعه في إستنان إبداع منماز منطلقا من النص الحداثي الذي يحوله صوته المثقف، وأداءه الباهر، إلى شحنة من التأمل، والتذوق، والتثقف. ومصطفى إذ ينشغل بهذا التجديد في أقنومه فقد ترك المجال لمعظم الفنانين للتمحور حول النص العاطفي التقليدي، أو وقوف بعضهم عند عتبات تحديثهم الذي لم يتراكم بالقدر الذي يلبي حاجة المتلقي الجديد. ولذلك تفرد مصطفى بكونه قد عبر عن لحظة شعراء جيل لهم حساسية مختلفة، وهم، من بعد، منفتحون على التجارب الإنسانية. بل ولا يتورعون من إمكانية السعي الدائم إلى تجاوز الفهومات التي ترسخت حول ما ينبغي أن يكون عليه النص المغنى التقليدي. هذا برغم أن ذلك السعي الإبداعي للشعراء الجدد كان يصطدم دائما بسياجات فنية، وإعلامية، وأكاديمية، وسياسية. مثلما أن حراس المشهدين الثقافي، والفني، ما كانوا إلا ليصفوا الحداثة، إجمالا، بأنها إرتداد عن قيم الموروث السوداني، كما فهموا وحاولوا توطين هذا الفهم حتى للأجيال الجديدة. ولكن الحقيقة غير ذلك، فما أصبح راسخا الآن هو التجارب الشعرية الفصيحة، والعامية، التي رفضتها لجان النصوص يوما. لقد ترسخت هذه التجارب كقيم تحديثية للتراث السوداني وحظيت بالقبول. ومن المفارقات أن أجهزة الإعلام الرسمية التي رفضت الإعتراف بشعر يحيي فضل الله، وحميد، وقاسم أبو زيد، وحافظ عباس محمد نور، عادت الآن لتبحث عن هؤلاء المبدعين في كل مكان كي تستضيفهم عبر برامجها ليقدموا إبداعهم ذي الشفرة المحدثة. وربما الفضل في هذا التوجه الجديد للإعلام الرسمي يعود إلى أن حتمية التعاقب في الأجهزة الإعلامية أوجدت جيلا هو من الأجيال التي أحست بطعم غنائية مصطفى، ويملك الذائقة الحداثية التي ورثت ذائقة الآباء التقليدية.
                  

العنوان الكاتب Date
تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-27-12, 11:21 AM
  Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-27-12, 11:25 AM
    Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-27-12, 11:28 AM
      Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب مطر قادم01-27-12, 07:01 PM
        Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-27-12, 09:14 PM
          Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب صلاح شعيب01-28-12, 01:12 AM
          Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب الرشيد محمد الخير01-28-12, 07:01 AM
            Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-28-12, 10:11 AM
              Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب الصادق الزين01-28-12, 01:38 PM
                Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-28-12, 08:17 PM
                  Re: تراث مصطفى سيد أحمد ... بقلم: صلاح شعيب محمد عبد الله شريف01-29-12, 01:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de