|
|
 الدكتور عقيل احمد عقيل
|
سبق لي ان كتبت عن الدكتور عقيل احمد عقيل في صحيفة الخرطوم في العام 2000 في عمود الاستاذ السر احمد قدور الموسوم اساتذة وتلاميذ وحينها الصحيفة لم يكن لها موقع الكتروني توثيقي لما يكتب بها فساحاول جاهدا الاستعانة ببعض الاخوة الذين بحوزتهم تلك النسخة ان يمدوني بها واذكر منهم الاخ معاوية البلال والاخ مصطفي كبير والاخ قاسم مدني والذي ذوته بنسختين من الصحيفة واوصلهما الي مكتب الدكتور بالخرطوم لابنائه الاعزاء الاستاذ احمد عقيل والاستاذ حسين عقيل فليتهم يبعتوها لي عبر الايميل لدعم هذا البوست التةثيقي الهام وعليه لحين وصول افادة منهم لتدعيم البوست ساقدم شهاداة مجايليه وتلاميذه وبعض مما كتب عنه في الصحف والمواقع وساقدم لمحة عن علاقته وصداقته للاديب والشاعر الكبير الصاغ محمود ابوبكر صاحب اغنيه خضر بشيرالشهيره ايه يامولاي ايه والقصيدة الاشهر وذائعة الصيت المقررة بمناهج المدارس السودانية والتي عني بها الدكتور والمحامي والصحافي واول وكيل لوزارة الخارجية الدكتور عقيل احمد عقيل المعروفة بصه ياكنار وضع يمينك في يدي
فالي اولي المساهمات التي كتبها تلميذه وصديقه وزميله الاستاذ معتصم الحارث الضوي نقلا الاستاذ يحى عبدالقادر فى كتابه الرائع شخصيات من السودان (ص87)
حصل على ليسانس الحقوق من مصر 1943، وتوج هذة الجهود فى عام 1952 بحصواه على دكتوراه الدولة من فرنسا.
آمن بوحدة وادى النيل اللامركزية، وكان سكرتيرا لحزب وحدة وادى النيل، واشترك فى المظاهرات الاتحادية، وذاق مرارة السجن اربعين يوما فلم يجبن او يتخلف او يعيش بوجهين.
وقد اختير عضوا باللجنة التنفيذية للحزب الوطنى الاتحادى عام 1953 ممثلا لحزب وادى النيل، وقد اتخذ الاسلوب الديمقراطى، وآثر الطابع العف الصريح فلم يهبط الى الماسونية السياسية ذات السراديب والمنعطفات والناورات والكهوف.
يحب الحياة رضية رطبة ويحب ان يقتطف زهرة الدنيا ويحب ان يحتفظ بمستوى يوفر الكرامة ولا يجرح الكبرياء.
هذا هو الدكتور عقيل ود القبائل، والده البكباشى احمد عقيل كبير الياوران للحاكم العام المطالب بنظارة قبيلة الفرسان الرزيقات، والتى استعرضت الاف الفرسان امام الرئيس جمال عبدالناصر عندما زار المنطقة،
فالدكتور عقيل كما اراه هو الذى اتيح له المجد من اطرافه، وكان لو اراد ان يكون رئيس وزراء السودان ووزير خارجيته، ولكنه رفض كل ذلك تمسكا بمبادئه التى آمن بها، ويروى ان السيد عبدالرحمن المهدى حاول استمالته للانضمام لحزب الامة ولكنه اعتذر لايمانه بوحدة وادى النيل.
وعندما كنت عضوا بالمكتب السياسى لحزب الشعب الديمقراطى كان ان طلب منى الشيخ على رئيس الحزب ان اعرض على الدكتور عضوية المكتب السياسى، وفى حالة قبوله سيعين وزيرا للخارجية، وفعلا عرضت الامر على الدكتور ولكنه اعتذر تمسكا بمبادئه الوحدوية.
وفى سنة 1954 تم تعيينه اول وكيل لوزارة الخارجية، وقد جاء فى خطاب الحاكم العام المؤرخ 14 نوفمبر 954 الموجه الى الchancery:
لقد تم اختيار الدكتور عقيل ليكون اول وكيل للشؤون الخارجية، والدكتور عقيل شاب يجيد الحديث، وله مؤهلات يندر ان تجدها فى السوادنيين، وهو احد اعضاء الاسرة الحاكمة فى قبيلة الرزيقات القوية، وتعلم فى باريس ومصر، ودرس القانون الدولى ويتحدث الفرنسية والانجليزية، والفضل ما شهدت به الاعداء.
وكنا فى شبابنا نرى فى الدكاترة عقيل واحمد السيد حمد ومحى الدين صابر المثل الاعلى للمناضلين الوحدويين
المتجردين الذينن تحدوا الاستعمار وقاوموه، وكنت اتابع مقالاتهم فى جريدة الزمان لصاحبها عبد العزيز حسن، -والتى اسماها خصوم الوحدة جريدة الدكاترة- باهتمام بالغ، ولم يخطر ببالى انه سياتى اليوم الذى التقى فيه بالدكتور، واصبح شريكا له فى مكتب المحاماة وصديقا واخا فكيف حدث هذا؟
فى عام 1963 كنت قد تركت العمل بمكتب استاذى الفاتح عبود رحمه الله، وذات يوم وانا خارج من المحكمة العليا سمعت صوتا ينادينى، واذا به الدكتور عقيل وبعد السلام والمجاملات، سالنى عن عملى واحوالى فابلغته بالموقف، فكانت المفاجاة ان عرض على ان اكون شريكا له بديلا للزميل والصديق انور ادهم الذى غادر الى جوبا للعمل هناك، وفعلا اتفقنا على شروط الشراكة، وبدانا العمل تحت اسم – عقيل وملاسى المحاميان- فكانت فترة من اسعد ايام حياتى ان اعمل مع استاذ بقامة الدكتور، واصبح مكتبنا مركزا من مراكز ثورة اكتوبر الخالدة.
وفى عام 1968 تحدد موعد انتخابات نقابة المحامين، وطرحت على الدكتور فكرة ان يترشح لمنصب النقيب فرحب بالفكرة، فبدات الاتصالات بالزملاء وكانت المشكلة هى اصرار الحزب الشيوعى والزميل امين الشبلى على اعادة ترشيحه للمرة الثالثة، ولكى اضع القارىء فى الصورة، كانت نقابة المحامين منقسمة الى جبهتين اولاهما الجبهة الديقراطية وتضم الشيوعيين والبعث والديمقراطيين، والثانية تضم اليمينيين، وكنت والدكتور اعضاء بالديمقراطية، ورغم كل محاولاتى لاقناع الشيوعيين والاستاذ الشبلى لم اصل معهم الى حل، ومن ثم كان لابد من التآمر، وفعلا اجريت اتصالا بالجبهة الاخرى، واقنعتهم بالتصويت للدكتور عقيل ولى فى مقابل اقناع
أنصاري بالتصويت لهم، وفعلا نجح التآمر وفاز الدكتور بمنصب النقيب، وحصلتُ على اعلى الاصوات، ولم يفز من القائمة الاخرى سوى الاستاذ فاروق ابوعيسى ولم يغفر لى الشيوعيين ذلك.
كان مكتينا فى عمارة قاوون المملوكة لال ابوالعلا، وكان مكتب الاستاذ احمد سليمان عضو المكتب السياسى للحزب الشيوعى انذاك ملاصقا لمكتبنا، وكانت العلاقات متينة وكان بين الدكتور واحمد مداعبات مستمرة، وقد استغل احمد العلاقة فى تغطية علاقته بانقلابيى مايو، ففى ذات يوم حضرتُ من المحكمة لاجد بالمكتب اثنين من الضباط يرغبون فى اقامة دعوى ضد مصنع البيرة، بدعوى وجود صراصير باحدى الزجاجات، وبما اننى سبق وكنت ضابط الجمارك بالمصنع، فقد عرضت على الدكتور ان اتصل بالمدير معرفتى لحل الاشكال وديا، ولاحظت ان احد الضابطين اصبعه مقطوعا ونسيت الموضوع، وعندما حدث الانقلاب اتضح انه كان خالد حسن عباس، ويبدو ان احمد قصد تضليل رجال المباحث.
وكثيرا ما كان الدكتور يصحبنى فى المساء الى ركن فندق السودان، حيث نلتقى باصدقائه، وعلى راسهم الاستاذ على حامد والسيدين عبدالسلام ابوالعلا وابراهيم عثمان، وفى كثير من الاحيان السادة احمد سليمان وسعد ابوالعلا ورئيس الوزراء محمد احمد محجوب، وكان الدكتور عقيل فى اغلب الاحوال مستمعا، وعندما اصدر مولانا صلاح حسن حكمه فى قضية طرد النواب الشيوعيين، واصر السيد الصادق على عدم تنفيذه باعتبار انه تقريرى، وصار الامر حديث المجالس، وفى ركن السودان تحدث الدكتور حديث العالم فما كان من احد الحضور الا ان يقول له-انت العرفك شنو انت العرفك شنو، ولم يرد الدكتور واستفزنى الجاهل وكدت اصفعه لولا تدخل السيد سعد، وفى اليوم التالى قال لى الدكتور ان الرد الوحيد على مثل هذا الجاهل هو تجاهلهم وكان درسا.
وعندما وقع انقلاب مايو حاول اصدقائه ممن التحقوا بركب الانقلاب اغرائه بالالتحاق بمايو، وعرضوا عليه الوزارة والسفارة ولكنه رفض.
ولم ار الدكتور غاضبا بمثل غضبته يوم ان حملت له من القاهرة ابيات هجاء من صديقه الشاعر عبدالرحمن الخميسى على علبة سجائر.
وللدكتور اصدقاء بلا حدود فى ارض الكنانة.
وعندما تم انتخابه رئيسا لمجلس ادارة جامعة الخرطوم وهو خريج القاهرة وباريس، كتبتُ كلمة قصيرة نشرها الاستاذ على حامد فى عاموده – فى الصميم- بالراى العام.
ورغم سوء التفاهم البسيط الذى ادى لانفصال شراكتنا ظلت العلاقة حميمة.
وكانت ثورة 19 يوليو، واعتقلتُ فظل يسعى لاطلاق سراحى، وتصلنى تحياته مع زوجتى فى المعتقل.
وفى 12---12 – 72 تم اطلاق سراحى، وبينما كنا فى فرحة نقل لنا بعض الزملاء فاجعة وفاته، وبوفاته فقدت اخا وصديقا ومعلما، وان السودان قد فقد بفقده غاندى السياسة وفارسها.
رحم الله استاذي عقيل وأحسن إليه.
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
مطر قادم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست