|
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا (Re: عوض محمد احمد)
|
لا شك ان محتمعنا يشهد حاليا نموا غير مسبوق لجماعات التطرف الدينى, و يرجع تاريخ نهضة هذا التيار الى فترة السبعينات من القرن الماضى. هذا التطرف لحمته و سداه هو الجماعات السلفية. التيار الحاكم الان الذى تعود جذوره لجماعة الاخوان المسلمين و رغم سجله فى القهر و انتهاك حقوق الانسان فى تجربته الا انه بعيد من التطرف الدينى لحد ما مقارنة بجماعات التطرف السلفية, بل احيانا ما يكون هدفا لانتقادها بحجة ابتعاده عى صحيح قيم الدين. بيد ان هذه الجماعات تخدم النظام بصورة من الصور (ربما تكون مقصودة او غير مقصودة, حيث تظهره بمظهر الاعتدال الذى يفيده سياسيا). تعود اسباب بروز و ازدهار موجة التطرف الدينى الحالية, فى نظرنا, للعوامل الاتي ذكرها 1. شهدت فترة السبعينات توجه اعداد كبيرة من السودانيين للعمل فى دول الخليح (اكثرهم توجه للسعودية), و كانوا فى اعمار صغيرة نسبيا و متوسطى التعليم و قليلى التجارب, الامر الذى ادى لتاثرهم بقيم الحياة هناك القائمة على التدين السلفى, فحجبوا نسائهم و اخواتهم و فرضوا عليهم العزلة الاجتماعية و تبنوا الاراء السلفية المتشددة و عمدوا لنقل تغيراتهم هذه الجديدة لداخل السودان عند عودتهم فى الاجازات السنوية الطويلة نسبيا. و سهل الامر عليهم ثراءهم النسبى و ميل الناس عادة الى مجاملة و مسايرة و مداهنة الغنى. 2. عمد النظام المايوى منذ اواخر السبعينات لاعتماد مظاهر دينية مختلفة و متسارعة بلغت ذروتها بتطبيق قوانين سبتمبر الدينية فى العام 1983م, هذه اتغيرات ترافقت مع التضييق وتقليص نفوذ جيوب يسارية و قومية عربية و علمانية كانت جزءا من مفاصل الحكم بعد القضاء على انقلاب يوليو 1971 و تحجيم نفوذ الحزب الشيوعى. تم تخريم تداول الخمور فى بعض مدن السودان (كسلا), و تم الغاء هيئة المراهنات الرياضية (توتو كورة) فى عام 1976م, و تم منع الرسميين من تناول الخمور فى عام 1976م فيما عرف بالقيادة الرشيدة و تم زيادة جرعات مادة الدين فى المدارس و جعل النجاح فيها شرطا للحصول على الشهادة الثانوية, و تم تاسيس كليات و جامعات تقوم اساسا على دراسة الدين (اعادة تاسيس الجامعة الاسلامية فى 1972م و اعادة صفة الجامعة لها و قيام كلية القران الكريم فى العام 1983م), و تم تاسيس بنك فيصل الاسلامى فى 1977م, وتمت المصالحة بين نظام مايو و احزاب يمينية التوجه ذات صبغة دينية فى عام 1977م و نشطت حركة انشاء المساجد فى المدارس و الجامعات و اماكن العمل, و غشيت اجهزة الاعلام الحكومى موجة من التدين قوامها تكثيف جرعة المواد الدينية, و نشط الاهتمام بالمناسبات الدينية فتم قفل المطاعم فى شهر رمضان و تعطل دولاب العمل فى كل المناسبات الدينية من الهجرة الى المولد, و تم اجتراج مهرجان سنوى لحافظى القران الكريم تحت رعاية راس الدولة بنفسه. كل هذه العوامل كانت تنفخ الهواء بضراوة و بوتائر متسارعة فى اشرعة التطرف الدينى, و كان تطبيق قوانين سبتمبر (1983) امرا منطقيا و نهاية طبيعية لهذا المسار.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
جذور التطرف الدينى فى بلادنا | عوض محمد احمد | 01-26-12, 07:52 AM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | عوض محمد احمد | 01-26-12, 08:00 AM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | عوض محمد احمد | 01-26-12, 08:04 AM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | عوض محمد احمد | 01-26-12, 08:58 PM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | محمد الزبير محمود | 01-26-12, 09:48 PM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | Sabri Elshareef | 01-26-12, 11:52 PM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | عوض محمد احمد | 01-27-12, 07:45 AM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | تبارك شيخ الدين جبريل | 01-27-12, 02:09 PM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | عوض محمد احمد | 01-27-12, 03:13 PM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | النذير حجازي | 01-27-12, 03:33 PM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | تبارك شيخ الدين جبريل | 01-27-12, 03:36 PM |
Re: جذور التطرف الدينى فى بلادنا | عوض محمد احمد | 01-27-12, 04:00 PM |
|
|
|