أسس نظرية اللاعنف المستمدة من كتاب "من الدكتاتورية إلى الديمقراطية"
"من الدكتاتورية إلى الديمقراطية" كتاب دخل التاريخ الإنساني من بابه الواسع لعلاقته بالعمل الثوري السلمي ونظرية التغيير السلمي للأنظمة الدكتاتورية، والذي كتبه البروفيسر الأمريكي "جين شارب"، أستاذ العلوم السياسية (الفخري) بجامعة ولاية ماساشوتس بدارتموث. والذي ظل لأكثر من ثلاثين عاماً حازاً على منصب باحث معين في مركز دراسات الشؤون الدولية بجامعة هارفرد . كما وأنه كبير الباحثين في "مؤسسة ألبرت اينشتاين"، والتي تأسست في عام 1983.
البروفسير شارب حاصل على بكالوريوس (بدرجة الشرف) في الآداب والعلوم الإجتماعية عام 1949، من جامعة ولاية أوهايو والتي نال منها أيضاً شهادة ماجستير في علم الإجتماع عام 1951. ونال شهادة الدكتوراة في الفلسفة، في النظرية السياسية من جامعة أوكسفورد، عام 1968.
وهو المؤلف للعديد من الكتب المختلفة، بما في ذلك "سياسات فعل اللاعنف" (1973)، "غاندي كأستراتيجي السياسية" (1979)، "السلطة الاجتماعية والحرية السياسية" (1980)، "صنع أوروبا التي لا تقهر" (1985)، "الدفاع على أساس مدني" (1990)، وكتابه الذي نحن بصدده "من الديكتاتورية إلى الديمقراطية" الذي طُبِع في الأعوام (1993، 2002 و2003). وآخر كتاب له هو "شن نضال اللاعنف: الممارسة في القرن والعشرين - وإحتمالية القرن الحادي والعشرين". وقد تم نشر كتاباته وترجمتها بأكثر من ثلاثين لغة.
وكما اسلفت، فقد دخل كتاب "من الدكتاتورية إلى الديمقراطية" في موسوعة الكتب التي أثرت في التاريخ السياسي الإنساني، ومنها كتاب "الأمير" لميكافيلي، أو "صراع الحضارات" لهنتغتون، أو "نهاية التاريخ" لفوكاياما، وجميعها شكلت نقاط تحول هامة في تاريخ الفكر السياسي وتطوره نحو التطبيق الفعلي للتعددية وأسلوب الحكم الديمقراطي. ونجحت هذة الكتب في صنع إنفتاح فكري وساهمت في فتح حوار مجتمعي نتج عنه تبني إسس وحتمية التغيير بين الشعوب المقهورة
ترجم كتاب "من الدكتاتورية إلى الديمقراطية - إطار تصوري للتحرر" من الإنجليزية إلى العربية بجدارة الأستاذ "خالد درار عمر"، ونشرته "مؤسسة ألبرت اينشتاين" ببوسطن. والناشر وكاتب الكتاب أعطيا حقوق النشر والإقتباس والإستخدام لكافة شعوب العالم. قد حملت الملايين هذا الكتاب في حاسوباتها الشخصية والذي كان مصدر إلهام للثورات السلمية في مناطق كثيرة في العالم أدت لإحداث التغيير المنشود بأستخدام أسلوب اللاعنف والتي دعى لها "جين شارب" والذي حكم عليه بالسجن لعامين لرفضه المشاركة في الحرب الكورية، قضى منها (تسعة) شهور خلف القضبان.
هذا الكتاب، والذي إنتشر في العالم بصورة مذهلة، عرض صاحبه لإنتقادات جاءت كلها من دول ذات أنظمة دكتاتورية وقمعية. فايران مثلاً نشرت شريط مفبرك للدكتور شارب في داخل البيت الابيض وإتهمته بعلاقة بوكالة المخابرات المركزية.. الإتهام الذي سخر منه كاتبنا ونفاه.
ثورات الربيع العربي تأثرت بهذا الكتاب والذي تناقله شبابها عن الشبكة العنكبوتية من تونس إلى اليمن مروراً بمصر. وحالياً يتلقى الشباب السوري بدورهم نسخ مترجمة من الكتاب ويعقدون دورات دراسية حول تطبيق نظرية كفاح اللاعنف. الكتاب كان ولا يزال الغذاء الروحي لهذة الثورات والتي صنعت التغيير أو في طريقها لإنجازه. وها هي الشعوب المقهورة تسير نحو إنعتاقها (بلاعنف) كما سارت شعوب أخرى في العالم كالشعب الروماني والأوكراني والبلغاري واليوغسلافي والبورمي والتونسي والمصري والليبي واليمني والسوري، وخلدت تضحياتها في سجل التاريخ في صفحاته المشرقة.
وفي إعتقادي أن السيد الصادق المهدي قد قرأ هذا الكتاب وتبنى نظريته.. وهاهو يدعو إلى مفهوم "الجهاد المدني" السلمي ضد النظام الدكتاتوري المهيمن على الحكم في السودان بحد السيف. والسيد الصادق عجز، في نظري، في شرح مفهوم "الجهاد المدني" الذي ظل يردده دونما أن يعطيه تعريفاً أو أسلوباً واقعياً لتنفيذه، بينما نجح البروفسير شارب في شرح نظريته ووسائلها بطريقة علمية وعملية سهلت إستخدامها وأثبتت جدواها في صنع التغيير والتحول نحو النظام الديمقراطي بلا عنف.
بل الشكر لك أستاذي عباس الوسيلة على المرور والتعليق! وأتمنى أن تعم الفائدة على جميع من حمل وقرأ هذة الكتب والتي هي في غاية الأهمية لكل من أراد صنع التغيير
لقد إستفادت منها ثورات عظيمة في تاريخنا الإنساني المعاصر.
شكرا محمد ياسين على هذه الكتب القيمة سأقوم بتحويلها إلى الشباب في السودان
وليت وقتك يتسع للبحث عن مزيد من جواهر الفكر الغربي والعربي الإسلامي التي أصبحت مبذولة مجانا على الإنترنت وخاصة أهم ما كتب في التراث الإسلامي أيام عصره الذهبي عن الحرية والتسامح والحقوق وخاصة كتاب ابن رشد "فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال" وكتاب "تهافت الفلاسفة" للغزالي ورد بن رشد عليه بـ تهافت التهافت"، وأمثال ذلك
مع خالص تحياتي
01-18-2012, 11:45 PM
Mohamed Yassin Khalifa
Mohamed Yassin Khalifa
تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 6316
ليك علي يا بن ياسين ستصل هذه الكتب إلى كل الجماعات الشبابية الناشطة في السودان
وسأكون ممتنا جدا لو تحصلت عن طريق د. سعاد على الكتب التراثية المشار إليها
أما فيما يتعلق بالطرفة اللطيفة عن وصية ذلك الرجل بوضع كتاب الأمير تحت رأسه عندما يموت، فإن هناك أميرا بلحمه وعظمه الآن يتصرف في المنطقة بدهاء ذلك الأمير الخيالي يضع سره في أصغر خلقه من البلدان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة