|
v
|
احى سالم : رحمك الله وأحسن عزاءنا فيك :
مضى علينا زمن طويل على تلك اللحظات الانيسة التى كنا نلتقى فيها فى مكتب الاستاذ المرحوم مبارك المغربى الشاعر المفوه النادر . كانت تجمعنا فعاليات تجمعات الاادباء والمجلس القومى للاداب والفنون والثقافة . كان زمنا جميلا. وكان السودان أجمل بأهله وبادبائه ومثقفيه . واريحياته . وكنا نظن اننا قادرون على ان نحدق فى قرص الشمش ونسوق تحت اهابنا ضؤ القمر . ولم نكن نر من خلال الضباب الثعلب الرابض وراء الاكمة . وبطبيعة الحال لم نكن نعلم ان الريح الاصفر كان سيضرب دارنا الناعسة بالأمان . حتى وجدناانفسنا صحايا نتطاير فى الدياسبورات القاسية تفجعنا المسافات الفاجرة وتحيل بيننا والوطن الذى نحمله وحملناه فى الجوانح ونحن نتيه فى الدروب الضائعة التى اوصلت بعضنا الى تسمانيا والاسكيمو وهاواى ، يدعو بعضنا البعض : أنج سعد فقد هلك سعيد . كثيرون قضوا بالحسرة فى منافيهم . وفى جوانحم بقية من حتى فى شأن الوطن الفقيد . وها انت تلحق بالركب المغادر . ونحن جميعا فى صف الانتظار . وقد سبقنا الى الرحيل الوطن .و ليس هناك مكبة للحزن اعظم من رحيل الوطن . هل يكفى ان نقول تلك هى اقدارنا وخطوات كتبت لنا . كان يمكننا ان نعاور اقدارنا ونقدم الاسباب . ولكننا لم نفعل لأن ( ديوك العدة لدينا قد خربوا كل شئ ، حتى قدرة شعبنا على رفع اصبع التحدى . كنا نضحك على كذبة المعارضة التى يقودها مستهبلون ومحتالون ونفعيون من الدرجات العليا، باعونا مثلما يبيع القصاب اللحوم الفاسدة . ذهبوا الى القصر مستشارون وتركونا فى الصقيع والأنواء . ولكن العزاء انهم تعروا امام الجميع . وهذا مكسب كبير للاحياء منا غدا . انت الآن فى دار الخلود ضيف على رب رحيم ودود ، وبعيد عن ديار الملق والنفاق والمجون السياسى .نسأل تالله ان يرحمك ويعوضك عن الحديعة التى تعرضت لها انت واخوانك المنتظرين وما بدلوا تبديلا . رحمك الله ورحمنا معك ياسالم واحسن عزائى فيك وعزاء اهلك الاقربين ولا نامت اعين الجبناء المتخاذلين ولا حول ولا قوة الا بالله
|
|
|
|
|
|