|
كان يمكننا أن نقدم الورد هدية لمن أساء الى نفسه فى تلك الرسوم !
|
أطلعت كما أطلع غيري في تلك الأيام على بعض من الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لراسمها وتناولت سيرة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم تسليم ، وعن تلك الردود في الأفعال حول قضية الكاريكاتير الدنماركي وبعض الأقاويل الطائشة وشيء من المقالات غير اللائقة ، وكان الكثير منها يدعوا إلى الانتقام والمقاطعة تجاريا لبضائعهم وإرسال رسائل التهديد والتوعد بالويل والثبور ، ونادى منهم بتدمير مواقع أسفيريه بعينها ، وكلها تنم عن غيرة وحب عارم لديننا ورسولنا الكريم ، وهو مطلوب ومفترض في المسلم ، ولكن لم نتعامل معه بشيء من التدبر والعقلانية والمعالجة الناجعة الثاقبة التي تنم عن وعي وفكر إسلامي ثاقب ، ونحوله إلى ساحة تنويرية معطاءة هادية ، غير مضللة تصب في التمكين من قضايانا الإيمانية والشد من أزرها لبلوغ غاياتها ومبتغاها فالحق أبلج والباطل لجلج ، .. والمتأمل لمثل هذه القضايا العقائدية وغيرها من أصحاب النوايا والأهداف غير السوية ، يجدها تظهر من وقت لآخر وكأنها مؤقته لإبرازها في أوقات بعينها ومن ثم تتوارى لتظهر في ثوب آخر وبأسلوب جديد ومبتكر بتغير أمكنتها ومواقعها دون أن نعى كيفية الرد عليها بأسلوب فكري راق و متحضر ، .. فالننظر إلى رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ونتخيل كيف كان يتصرف إزاء ذلك وكيف كان يرد فنجد بدون شك أنه لم ينتصر لنفسه ولم يغضب لنفسه أبدا وفى آيات القرآن الكريم من التعبير البليغ لمن يتأمله وذلك في قوله تعالى ( فلا يحزنك قولهم ) أي لاتحزن لقولهم ، وهنا آية أخرى شعورا بلوم النفس (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) .. إذن كان من الممكن أن نعالج ونثبت للعالم بطريقة أو بأخرى ، أن رسولنا هو رسول الحق المبين ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وأن نستضيف هؤلاء الرسامين سوى جماعات أو أفراد ونهدى لهم الحب والتعامل الراقي مع كتيب تعريفي أو رسومات بسيطة نقول فيها هذا هو نهج رسولنا الكريم وتعامله مع من أساء إليه ونحول هؤلاء من مهاجمين مستهزئين بمقالاتهم ورسوماتهم ، إلى محبين مدافعين أو إلى متفهمين على أقل تقدير ...
فهناك من المواقف العديدة الكثيرة في سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة يثبت ويبين لنا أن الكره لا يعالج بالكره والعداوة لا تعالج بالبغضاء والوعيد والنذر ، فقد نصر الله الإسلام بأحد العمرين حين دعا الرسول ربه أن ينصره بأحد العمرين : ( عمر بن الخطاب أوعمرو بن هشام) لقوتهما وجلدهما ، فاختارا لله عمر بن الخطاب لما علمه الله سبحانه وتعالى فيه .. وتحيتي ... محمد مختار جعفر
|
|
|
|
|
|