|
إلي الأنثى الذبيحة بسياط الحقد : أحني قامتي احتراماً ... لن ننسى (2)
|
سيدتي في أعالي المجد ، نلمحُ رسمَكِ ووسمَكِ
لن يعرف مكانتك إلا الذين افترشوا الحصباء واعتصروا الحجر على بطونهم ، إنها محبة الفقراء الذين يرون ، وعيونهم نافذة عبر الحُجب لنفرش لكِ البُساط الأحمر لتُعيدي له مجد الذي يمشي عليه ويستحق . ** لمثلكِ تُقام التماثيل في باحات الحفاوة بالأبطال . لمثلَكِ تقام المآدب وتزدهي عندما تُنيرينها وأخواتكِ الألوف وقد خرجنَّ من بئر النفي إلى القمر الساطع في ليلته البدراء . ** لمثلِك تنحني الرؤوس التي ما انحنت إلا للشرف الباذخ . لن ينالوا من شرفك من لا يعرفون الشرف ، ** لن ينتقص من إذلالكِ بالسياط أو بالسعي الحثيث لتخليص جُرمهم برميكِ بايقونة الشرف ، فدمعكِ أشرف من بطانتهم كلها ،فقد مجّدت إنسانيتك هذا الإنسان الكامن في شخصكِ الكريم لأنه يبكي بدمع الدم . ** لن يحكم الزمان إلا لتنالي حقك من الأقزام الأنذال . **
نحن في الشدة بأسٌ لم يتجلى بعد، انسلخت النخوة المُحببة من أذهان الذين تعودوا الذلة ، واستمرءوا مشهد القسوة وبيع الأجساد لمجد الدولة التي قامت على رُكام الإنسانية . ** لسيدتي التي لن ينال من شرفها من لا ذمة له ، لا يهمك سيدتي ... الدفع بالمواد الجنائية المغموسة بحبر الحقد و المُدججة بالحيلة والمكر، أو ترك الحبل على غارب الذين استعملهم القانون وهم مُجردين من الإنسانية ، و مجردين من نُبل الأخلاق أو عزة الكرامة . ** لا أظن أن السابلة كانت في يوم من الأيام تحلم بأن تكون قيِّمة على الأخلاق ، تستبيح الضعفاء لبيع أجسادهم رخيصة على الملأ . ** هذا يومك يا موطني ، فقد خسرنا كثيراً قبل أن نجتث أصل الوباء . ** من أين جاء هؤلاء ؟! ** لم يجيئوا من فراغ ، بل باليد الأجنبية من منظمة الإسلام السياسي الدولي التي كانت تحرُس لهم مفاصل الدولة ( من السادسة مساء إلى السادسة صباح كل يوم ) و التي سرقوها بليل ، وباسم القوات المسلحة التي استباحوا شرفاءها فدمروا وقتلوا وهجّروا وسلخوا البلاد من حماتها . ** لن يسمع أحد كل بذيء العُهر السياسي ، وهو ينصبُ ينال ، من الشرف ، فما النقيصة إلا شهادة كمال . وما المجد إلا بأخذ الثمن الغالي الذي هز أركان دُنيتهم ، وهم في نعيم سرقوه من أفواه الفقراء . مزقوا الوطن ، ووزعوا أراضيه التي استعصت على حكام الدنيا رخيصة ، تركوها وراءهم دون أن يرمش لهم جفن . ** نعرف أن الآلاف من المجهولين والمجهولات من طالتهم يد الجلادين من الأراذل ، مدد لهم القانون الذي صاغته مؤسسة الجهل النشِط فُسحة ، وخرجت الروائح الكريهة تفوح من جُثثهم التي تمشي على الأرض ، وتقتات من دم الفقراء .
** نحن أبناؤك موطني في الحُزن النبيل نحن أبناؤك في الجُرح الوبيل نحن مداد فُرسانِك حين تفرح خيلهم عند الصهيل
** بمجدك سيدي .. يا صاحب الوقت ، يا مُنزل البشارات ، يا صاحب العظمة وصولجان المُلك الممدود سماوات وأراضين ، هذه عبدتُك ، أذلّها الذين تمكنوا من قهر الضعفاء وشراء الذمم ، واستعباد الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا . اقتص لها ولكل من ذاق حنظل الظلم المبين . هدّ قصورهم المسروقة من عروق الفقراء عليهم ، وسلط عليهم من يخافك ولا يرحمهم يا رب العالمين .
**
|
|
|
|
|
|