دولة جنوب السودان تواجه أزمة الصراع القبلي !

Quote: دولة جنوب السودان تواجه أزمة الصراع القبلي نائب الرئيس لـ «الشرق الأوسط» : نسعى للمصالحة الاثنيـن 08 صفـر 1433 هـ 2 يناير 2012 العدد 12088 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار لندن: مصطفى سري أكدت دولة جنوب السودان أن الأوضاع ما زالت متوترة في منطقة بيبور بولاية جونقلي التي تشهد اضطرابا قبليا منذ 4 أيام، أدى إلى مقتل المئات، وإصابة ونزوح عشرات الآلاف، واعترفت جوبا بأنها لم تفلح حتى الآن في وقف الصراع، لكنها نفت إعلان حالة الطوارئ، أو حظر التجول، فيما أبقت الأمم المتحدة قواتها في المنطقة على حالة استنفار. وشهدت منطقة بيبور اضطرابات حينما انطلق نحو 6 آلاف شاب يطلقون على أنفسهم «الجيش الأبيض لشبيبة نوير (إحدى القبائل الكبرى في المنطقة)» في مسيرة إلى مدينة بيبور وهم عازمون على ملاحقة قبيلة مورلي المنافسة التي يتهمونها بسرقة ماشيتهم. وقال رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان، الذي يقود وساطة بين الأطراف المتحاربة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «الأوضاع ما زالت مضطربة وإن المواطنين في حالة توتر». وأضاف أن «شباب قبيلة نوير لم يهاجموا المدن.. حاولنا أن نوقف زحفهم ولكننا لم نفلح في ذلك.. الناس هنا في صراع مستمر حتى قبل استقلال الدولة»، وقال «رغم ذلك فإننا قادرون على احتواء هذه الأزمة والوصول إلى حل بأن نوقف إطلاق النار ونجري حوارا عبر مصالحة بين مختلف المكونات.. ليست هناك جهة خارجية لنتهمها بأنها وراء الصراع الدامي في جونقلي وهو صراع قبلي معروف»، مشيرا إلى أن حكومته طرحت مبادرة لحل الأزمة بين الأطراف القبلية المتصارعة بإيقاف النزاعات بينها وإنهاء الأزمة عبر الحوار. ونفى مشار بشدة إعلان حكومته حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال في مدينة جوبا أو عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء كما أشارت أنباء أمس، وقال «لم نعلن طوارئ وليس هناك حظر تجوال في جوبا أو غيرها من المدن، هذه أخبار من خيال بعض صحف الخرطوم وعليها أن تلتفت إلى مشاكل دولتها». وأضاف أن حكومته تعمل على احتواء هذه الصراعات القبلية التي ورثتها قبل إعلان الاستقلال وقبل بدء الفترة الانتقالية في عام 2005، وتابع «هذه الصراعات موجودة عندما كان السودان موحدا»، وقال «هو تحدّ بالنسبة لنا ونحن قادرون على مواجهته وسنوقف القتال في وقت قريب»، وقال إن الأمم المتحدة ليس في مقدورها احتواء الأزمة بمجرد نشر قواتها. وأضاف أن الأزمة تحتاج إلى معالجات بشكل آخر والحكومة تعمل في هذا الاتجاه. من جهته، قال زعيم الأغلبية في برلمان جنوب السودان اتيم قرنق لـ«الشرق الأوسط» إن النزاعات القبلية التي تشتهر بها دولة جنوب السودان من نتائج الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب وكانت مستمرة لأكثر من 50 عاما، وكشف عن تحرك للبرلمان وحزب الحركة الشعبية الحاكم في الفترة المقبلة، معتبرا أن الكثير من القبائل تم تسليحها من قبل الخرطوم خاصة بعد اتفاقية السلام الشامل في يناير (كانون الثاني) عام 2005، وقال إن التسليح استمر طوال الست سنوات وهي عمر الفترة الانتقالية انتهت بإعلان دولة الجنوب في يوليو (تموز) العام الماضي. من جهتها أبقت الأمم المتحدة على حالة الاستنفار المعززة في منطقة بيبور في ولاية جونقلي (شرق) حيث أدت أعمال عنف قبلية إلى نزوح الآلاف، كما أعلن مسؤول في المنظمة الدولية أمس، وكانت المنظمة الدولية قد عززت أول من أمس قوتها في المنطقة بعد أربعة أيام من الاضطرابات في هذه الولاية حيث انطلق نحو ستة آلاف شاب يطلقون على أنفسهم «الجيش الأبيض لشبيبة نوير» في مسيرة إلى مدينة بيبور وهم عازمون على ملاحقة قبيلة مورلي المنافسة.