|
في ذكرى 1 يناير 1956 - عيد استقلال وطنٍ ذبيح .
|
(1)
مقدمة لا بد منها :
يتعجب اليوم من الذين يقيمون مهرجانات الاحتفال بعيد الاستقلال ، وهم الذين اغتالوا هذا الاحتفال وتلك الذكرى ، ولم يفرغوا بعد من غسيل ايديهم من دم الوطن ، وقد وقعوا أجندة تمزيقه في وثيقة مشاكوس التي اعدها الخبراء الأمريكيون وقدم الوثيقة " دان فورث " بنسختين منها عام 2004 لكل من " جون قرنق " و " علي عثمان " . وفي الوثيقة دولة دينية في شمال السودان ودولة لا دينية في جنوبه ، وتقرير المصير لبعض أهل السودان ، وعزل كافة الفعاليات الشعبية من التوقيع ووقعت " الحركة الشعبية " و" المؤتمر الوطني " وكان المآل فصل السودان إلى وطنين . هؤلاء وأولئك لا يستحقون أن يحتفلوا بالاستقلال ، لأن جريمة قتل الوطن لما تزل ، ولن تنمحي التقادُم . وإن الخيانة العظمي ستلاحقهم أينما وُجدوا .
مضى ست وخمسون عاماً منذ أنزال علم الحُكم الثنائي ، ورفع العلم الذي كان ناصعاً بأزرقه النيلي وأصفره الصحراوي وخضرته التي أمدت السودان باقتصاد الزراعة والرعي طوال تاريخ طويل . سوف يعجز الذين يحكمون السودان الآن أن يتقدموا بكشف حسابهم عما تركه لهم زعماء الاستقلال . ربما قصرت قامة الأوائل عن الطفرات التنموية أو التوزيع العادل للسلطة ، ولكنهم ارتضوا الديمقراطية سبيلاً . يعجز الآن الذين في سدة الحكم أن يحتفلوا ، فبأي وطن هو الممزق ، وأي شرف يجلسهم في قصر الشعب ليتلقوا التهاني ، وأي تهاني !
ونواصل *
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 1 يناير 1956 - عيد استقلال وطنٍ ذبيح . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(3) النهضة الاقتصادية والبنية التحتية كانت من فعل الإنجليز ومال المصريين الحكام :
في أول فبراير عام 1899 م استخدم500 من الجنود المصريين تحت إشراف بريطانيين ومصريين لإعادة تشييد الخرطوم . شقت طرق جديدة على أساس خطط عسكرية وأمر كتشنر بزراعة 7000 شجرة ،خلال بضع سنوات تمت اتفاقات حدود بين السودان وارتريا _(1898 – 1902 ) . وتمت معاهدة بين الحبشة وبريطانيا عام 1902 م وعام 1906 تم اتفاق الحدود بين السودان والكنغو الحرة وكذلك بين يوغندا عام 1913 . ذكر كرومر في تقريره الأول عام 1898 م أن وضع السودان أكثر تخلفاً من مصر قبل الشروع في الإصلاحات ويتمنى ألا يترتب آثار مماثلة لما حدث في مصر . ذكر اللورد كرومر أنه في العام 1900 كان اقتصاد الأهالي هو المقايضة مع قليل من المحاصيل يمكن تصديرها للأسواق الخارجية ، وكانت الصناعة اليدوية والمنتوجات الخشبية والمعدنية والفخارية ، وكان هناك إنتاج منسوجات قطنية بسيطة خشنة ، ويحتاج لصرف أموال للسكة حديد والري ، ولا يمكن أن يكون ذلك بتمويل من دافع الضرائب البريطاني ، وأن حكومة السودان لن توفر المال دون عون خارجي ، ويحتاج إنشاء نظام بسيط للتعليم وضمان سلامة أشخاصهم وأموالهم والعمل على تطوير المواصلات عبر الصحارى والغابات والعمل على زيادة خصوبة الأرض وإدخال الري الصناعي ، واستخدام الري الصناعي واستخدام النيل طريقاً للمواصلات ، وإنشاء سكك حديدية تجعل للسودان ميناء ومرفا بحرياً على شاطئ البحر الأحمر ، وتيسير طرق مواصلات داخلية ليتمكن الأهالي من استيراد حاجاتهم والتعامل مع الأسواق الخارجية للاستيراد . كانت العقبة هي التمويل . وكانت ميزانية السودان خاضعة لرقابة مصر وموافقة مجلس وزراء مصر ، وقد اقتصر حل المسألة على المعونة والمساعدة من جانب مصر .
في عام 1899 بلغت مصروفات السودان 467673 جنيهاً والإيرادات 51500 جنيه ودفعت مصر الفرق ، ومنذ عام 1899 حتى عام 1913 منحت مصر السودان (6) ملايين جنيه مصري لتغطية فرق الميزانية وتمويل المشروعات الكبرى من تشييد منازل ومكاتب ومشروعات مد سكك حديدية وبواخر نيلية ومعدات تلغراف وخطوط لاسلكية وتشيد ميناء بورتسودان ، وتلك المبالغ الكبيرة دفعتها مصر رغم إلحاح الدائنون لسداد قروضهم من مصر في حين لم يدفع الإنجليز شيئاً وهم الشريك الأكبر والأقوى الاستعماري .وقد تجاوزت مصر تشييد الهيكل الإداري والمرافق الاجتماعية وسداد العجز ومسئولية عن تطور ورفاهية السودان ذكر كرومر أن بريطانيا لم تكن لتقم بالمساعدة في إعادة فتح السودان لو لا تأكدها بأن موارد مصر ستستخدم لتطوير السودان ، إذ أن للسودان قيمة لا تقدر بثمن فيما يتعلق بمياه النيل .
واجهت الميزانية المصرية من معارضة الصحافة المصرية في العام 1905 إ قالت تلك الصحف " في الأيام التي يسود فيها الروح العلمي ، إن السلطة التي تحكم النيل تستطيع أن تتحكم في تدفق مياه النيل إلى مصر . وأن ضم السودان لمصر يعتبر أمراً ضرورياً . بل أكثر ضرورة لها من ميناء الإسكندرية . من أعظم الأمور هو حقيقة أن المعونات والمساعدات المالية المصرية ساعدت على تنفيذ برنامج التطور الاقتصادي ، وقد توجه الاهتمام وأكتمل خط السكة حديد من وادي حلفا إلى الخرطوم بحري في عام 1899 . وساهم في اتصال مدن السودان الداخلية بالعالم الخارجي . أكمل خط السكة حديد بين سواكن وبربر عام 1906 م في عام 1909 تم مد السكة حديد إلى ود مدني لخدمة الجزيرة الغنية والكثيفة بالسكان نسبياً في عام 1911 م تم مد السكة حديد حتى وصل الأبيض بكردفان ، والذي ساعد لتطوير تجارة الصمغ . وشيد خط السكة حديد كريمة – أبوحمد عام 1906 بغرض تطوير ري الحياض في مديرية دنقلا . مدت شبكة المواصلات لربط المديريات المختلفة بمنفذ البحر الأحمر . وفي عام 1913 لما ثارت مسألة إنتاج القطن بالجزيرة . وذكرت جمعية منتجي القطن البريطانية بأنه ليس هناك مستعمرة أخرى في إفريقيا الاستوائية ، يمكن أن تفخر بوجود تسهيلات ممتازة للنقل كما هو الحال في السودان . بعد الحرب العالمية في عام 1921 تم إكمال خط السكة حديد سواكن إلى طوكر . تم مد خط سكة حديد كسلا – حلفا عام 1924 تم مد خط سكة حديد كسلا – القضارف عام 1928 ، تم مد خط سكة حديد كسلا – سنار عام 1929 ، تم تشييد ميناء بور تسودان 1909 .وأدت لانتقال التجارة من مصر للسودان ، وتأسيس فروع للشركات الأجنبية للإشراف على البضائع بالميناء .وقامت جاليات أجنبية من تجار ووكلاء خاصة من الهنود بفتح مكاتب في بور تسودان ، كما هاجر عدد كبير من صغار التجار السودانيين من مواطني المديريات الشمالية ، هاجروا للاستقرار ومزاولة التجارة .
وساهمت السكة حديد في التطور الاقتصادي والاجتماعي وطورت التجارة في السودان . مثل ما تم بشأن السكة حديد كان لا بد من تعبيد الطرق لأغراض إدارية تطورت جوبا وأصبحت مركزاً لشبكة طرق تربط المديريات الثلاث والسودان بأسره والأقطار المجاورة , في عام 1927 م كان الكنغو البلجيكي ويوغندا وكينيا وأثيوبيا مرتبطة جميعاً بشبكة طرق . صدر قانون تنظيم الأراضي عام 1899 لتسجيل الأراضي وصدر قرار تعيين مسجلين ووضع قواعد لإرشادهم . صدر قانون تسوية الأراضي عام 1925 م ونص فيه أن تكون الأراضي غير المسجلة مملوكة للحكومة ، كما ورد في قانون نزع الأراضي عام 1930 نص بتخويل الحاكم العام سلطة الاستيلاء على أية أرض لاستخدامها للمصلحة العامة . إن الحاجة لمناطق جديدة لإنتاج القطن أغرت الرأسماليين للنزوح للسودان بحثاً وراء أرض ملائمة ، بعد معرفة أن أراض كبيرة لم يستخدمها السودانيين . في تقرير اللجنة القاهرية عام 1904 قدم كثير من الأجانب طلبات استثمار ، ولعدم توفر إمكانات مالية لم يصادق إلا على مشروع "الزيداب "عام 1905 فقد مُنح إلى " منخ لي هنت " وهو أمريكي رخصة استثمار لعشرة فدان وبلغ رأسمال التأسيس 8000 جنيه وأضيفت له مبالغ عام 1907 وتم رصد 600000 جنيه وكان من أكبر المشاريع وأطلق على الشركة " شركة السودان الزراعية " بدلاً من الاسم السابق وتطورت لما عرف لاحقاً بمشروع الجزيرة . في عام 1905 أنشئ مركز للعمل في الخرطوم وله عدة فروع في المديريات وتم جلب عمالة ماهرة عام 1905 للحاجة المتزايدة للمنشآت الخاصة ، وتم إغراء مصريين وهنود وأمريكيين وأسبان ولم يكن ذلك مغرياً ، لكن وجد مصدراً للأيدي العاملة من قبائل غرب إفريقيا ، أو المهاجرين وكون أولئك مستعمرة لهم في أم درمان ، وكانوا يعملون خدماً في المنازل ، وتحولوا للزراعة في عام 1900 قررت الحكومة تشجيع استغلال الثروات المعدنية كان الصمغ يصدر لأوروبا وهو المحصول الرئيس حتى عام 1920 حيث حل القطن مكانة الأولوية . في 5 يناير 1900 وضع اللورد كرومر حجر الأساس لكلية غردون التذكارية وافتتحت عام 1902 ، وكانت وجه نظر المستر " كري " أول مدير للمعارف أن التعليم الأدبي والأكاديمي هو الذي أدى إلى الحركات الثورية في الهند . أسست مدرستان واحدة في أم درمان وأخرى في الخرطوم كانت تضم أبناء السودانيين وقليل من أبناء المصريين . وكان معظم الطلاب المقبولين من أبناء أمراء المهدية او زعماء القبائل والمناهج المدرسية هي المناهج التي كانت تتبع في مصر .وكان الغرض تخريج طبقة تخدم الوظائف الصغرى . نفذت مدرسة ثانوية عادية ذات تعليم عام ، ومدرسة صغيرة للهندسة في كلية غردون عام 1905 ، وكان الغرض تخريج فنيين مهرة وأصحاب معلومات حسنة في الساحة مع إجادة الإنجليزية . عام 1900 شيدت مستشفيات في أم درمان والخرطوم وبربر ودنقلا وسواكن ، وتأسس قسم طبي في مدني عام 1904 عام 1915 شيدت شبكة من المستشفيات والمستوصفات في أرجاء البلاد عام 1931 ضمنت الحكومة البريطانية قرضاً بقيمة 3 ملايين جنيه لتطوير زراعة القطن عام 1910 شُكل مجلس الحاكم العام كأول تنظيم دستوري في السودان . في يوليو 1925 اكتمل خزان سنار وحفرت القنوات اللازمة وبحلول عام 1927 كانت 300000 فدان معدة للزراعة في 1939 تم توسيع الرقعة الزراعية إلى 526484 فدان وشهد السودان رخاء نتيجة لزراعة القطن وزادت الإيرادات عام 1938 ووصلت 6646883 جنيه وارتفعت المنصرفات إلى 6045268 جنيه تقرر إنشاء مدارس عليا للزراعة والبيطرة والهندسة عام 1936 المرجع : بروفيسور محمد عمر بشير تاريخ الحركة الوطنية في السودان (1900 – 1969 )
ونواصل *
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 1 يناير 1956 - عيد استقلال وطنٍ ذبيح . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(4) ربما تقاصرت قامات الأجداد عن الوفاء بطموحات أهلنا ، ولكن بيننا الآن الذين فرطوا في ثروة البلاد وهي إنسانها الطيب ، الذي غطته خيمة البؤس ، وسلطان التجبُر وفساد كل الأمكنة ، واغتيال التعليم والصحة والرزق الحلال ، واحتراب عمّ القُرى والحضر ، وتمزيق الوطن .
دعونا من نعيق البوم في كل صباح ، يأتينا التهليل من الذي أكل طعامه من السُحت والتكبير من الذي يسرق لقمة الفقراء عياناً جهاراً . كان خطاب الأزهري صبيحة عيد الاستقلال ، الذي كسر بيد وطنية مطلب مصر بالوحدة مع السودان ، وأعلنها استقلالاً داوياً ، وتوحدت الأمة على الاستقلال . لم يكن الداء إلا في الأنظمة الشمولية ، مهما غيرت ألوانها ، ولبست أثواب صلاح فهو لا يناسب هندامها ، ولا يُقنِع أحد .
ونواصل
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 1 يناير 1956 - عيد استقلال وطنٍ ذبيح . (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: إذ انتهى بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحرري فقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التي تستهدف خير الأمة ورفعة شأنها ولا سبيل إلى ذلك إلا نسيان الماضي وطرح المخاوف وعدم الثقة ، وأن نُقبِل على هذا الواجب الجسيم إخوة متعاونين وبنياناً مرصوصاً يشد بعضه البعض ، وأن نواجه المستقبل كأبناء أمة واحدة متماسكة قوية ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نُمجد هذا الشعب الأبي على حيويته وإيمانه وجهده الذي أثمر أطيب الثمرات |
اسماعيل الأزهري
1 يناير 1956م ============================================================= الاخ الشقليني - تحياتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في ذكرى 1 يناير 1956 - عيد استقلال وطنٍ ذبيح . (Re: عبدالله الشقليني)
|
الاخ العزيز عبدالله كل عام وانتم بخير
تحية طيبة ومشكور على العرض السخي الا ترى اننا لازلنا نضع الكثير من المساحيق على تاريخ السودان الحديث في اخر 300 سنة تقريبا الاستعمار ما كن في السودان فقط كان في كل دول العالم الثالث الهند والصين ومالزيا..شوف هم وين ونحن وين عندما غادر الاستعمار السودان كان الانجليز يتعاملون مع السودان كدولة استثنائية..لذلك كانت هناك ديموقراطية وانتخابات وبرلمان ونصف العالم غارق في شمولية اليس كذلك... ولكن من نقول عليهم زعماء ونفخمهم لما ينجزو شيء تنموي ابدا البلد ظلت ماشة بي خير الانجليز وزايادات عبود في السكة حديد ومشروع الجزيرة وزيادات نميري زمن اديس ابابا السبيعنات بمساعدة الجنوبيين الاذكياء والتكنوقراط السودان دولة غنية الموارد ذى الهند والبرزايل...فما الذي اقعدنا عن النهوض؟؟ كان هناك مشروع دولة مدنية فدرالية ديموقراطية اقرته الفكرة الجمهورية منذ 1956 لماذا لم تهتم النخبة السودانية بالفكر السوداني وخرجت تبحث من المحيط العربي المتخلف عن ايدولجيات ماتت الان كلها سريريا.. لماذا لم نسمع كلام السيد عبدالرحمن المهدي ونبقى ناس كومون ولث عشان نكون ذى الهند ومالزيا والبرازيل... والازمة حتى تكمن في اللذين لم يتحرروا من شنو بتاعة جون قرنق لحدت هسه
واسوا وباء وافد دمر السودان وجعله معاق الان هو مشروع الاخوان المسلمين...ولكن هذه الاكذوبة تحتضر الان والمستقبل للسودان الجديد والفكرة الجمهورية والانصارية الجديدة للسيد عبدالرحمن المهدي وتنتهي حدوته المانيا الشرقية والدولة البوليسية..ويعود السودان كالمانيا دولة مدنية فدرالية ديمقراطية تكون القوة الاقتصادية رقم(11).وفقا لموارده المهولة وليس النظم البائسة التي حكمته طيلة فترة رجل افريقيا المريض من 1956-2005
| |
|
|
|
|
|
|
|