التحرش الجنسى فى السودان!!!

Quote: تجربتى مع صحافة الانقاذ..محاولة اغتصاب وأكثر من تحرش جنسى....!! ترددت كثيرا فى كتابة هذه التجربة . لأنها كانت تجربة مزعجة بكل المقاييس ، بل مقززة ، وتجعلنى أشعر بالهوان بل والخزى من كونى أنثى ، مما جعلنى أقرر أن أرمى هذه التجربة وراء ظهرى ولا أتذكرها أبدا . فيما بعد عندما صرت مهتمة بهذا النوع من المواضيع ( التحرش الجنسى والاغتصاب) عرفت ان شعورى هذا هو الشعور الذى يصاحب الضحية عادة عندما تتعرض الى هذا النوع من الانتهاكات . ربما لاحظ البعض نفورى الشديد من صحافة الانقاذ وسيرتها وصحفييها..واحتقارى لبعضهم خصوصا من التيار الاسلامى، وأعنى بصحافة الانقاذ بعض الصحف التى لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالانقاذيين . أستثنى من هذا التعميم بعض الأقلام الشريفة والمهنية والتى فرضت احترامها على القراء . كنت فتاة صغيرة تهوى الصحافة . نصحنى أستاذى فى الاعلام ( جامعة الخرطوم) بعد انتهاء امتحانات الدبلوما العليا بالتوجه للعمل فى الصحافة : اجبته اننى لا أعرف أحدا فى هذه المهنة وخجلى يمنعنى من طرق الأبواب ، فكتب لى توصية الى صاحب أحدى الصحف الكبرى التى بدأت بتوجه غير انقاذى ثم صارت بوقا من أبواق الانقاذ، صاحب الصحيفة الشهير تعامل معى بعجرفة وازدراء غريب ، ثم تكرم على بالعمل كمتدربة فى صحيفته الكبرى حتى أنال الخبرة المطلوبة ( مع العلم اننى تعبت كثيرا حتى أحظى بمقابلته الميمونة) عانيت كثيرا أثناء هذا التدريب ، فالعمل كان يتواصل حتى السابعة ليلا ، وكنت قد بدأت كورسات الماجستير وكانت الدراسة صعبة وتحتاج الى تركيز وعمل بحثى متواصل وامتحانات مفاجئة ..ولكنى صبرت بسبب عشقى للمهنة. فى الجريدة كنت أكلف بمهام صعبة ، والعمل الذى أنجزه كان ينشر من دون اسمى ، مع ما أبذله فيه من مجهود ، ولكن كنت أقول : صبرا آل ياسر.. وكنت أرسل الى مشاوير لتغطية أخبار واجراء تحقيقات ، وكانت مصاريف هذا كله من جيبى ، فلم تكن الصحيفة تعطينى ولا مليم مع اننى كنت طالبة مغتربة وأسكن فى داخلية ( جامعة الخرطوم ) مما شكل عبئا اضافيا على ميزانيتى . المهم صبرت على هذا كله بطيب خاطر..حتى فوجئت بأحد الصحفيين الكبار سنا ومقاما يطرح على طرحا غير مهذبا ، تظاهرت بعدم الفهم ، ولكنه كرر طرحه هذا مرارا وتكرارا ، مما أصابنى بالارتباك الشديد والاكتئاب ، وصرت أنفر من الذهاب الى الجريدة ..ثم تركتها ..وضاع مجهودى وصبرى هباءا.. وقبل أن أغادر علمت أحدى الصحفيات الزميلات برغبتى فى ترك الجريدة ، فأقترحت أن تقدمنى للصحفى الشاب فلان صاحب الصحيفة الجديدة الخفيفة والمسلية المضمون . غلطت ..وبحسن نية ذهبت معها وقابلته ، كان شابا وسيما ومتعجرفا ..وذو نظرات ######ة.. طلب منى الحضور بعد يومين . ذهبت فى الميعاد ، كانت مكاتب الصحيفة خالية تقريبا، والوقت حوالى الرابعة عصرا، أخبرتنى السكرتيرة أن أفتح الباب فهو ينتظرنى . طلب منى الجلوس فى كنبة بجوار الحائط تجاهلت طلبه وجلست فى كرسى أمام المكتب. قام من كرسية خلف المكتب وجلس فى المقعد الذى يقابل المقعد الذى أجلس فيه، وسألنى: عايزة تشتغلى معاى ؟ أجبته بالايجاب...ٌقال انه سيعطينى مرتبا جيدا وسيعيننى فورا فى الجريدة ...ثم أردف بوقاحة شديدة : ولا يوجد شئ بدون مقابل طبعا...ثم وضع يديه على ركبتى ..! فوجئت تماما وجفلت واقفة ..، فقام بتصرف هجومى جدا وغير متوقع ..فقد هجم على وحاول أن يجرنى الى الكنبة الجلدية جوار الحائط ، أثناء ذلك كان يتكلم بلغة غاية فى البذاءة والانحطاط ، وتبدل منظره وصار مخيفا جدا أشبه بالشيطان، أثناء مقاومتى له هددته باننى سأصرخ واستنجد بمن فى الجريدة ، ضحك هازئا وقال : أصرخى قدر ما تشائين فلن ينجدك أحد.. عندها مدنى الرعب بقوة عظيمة لا أدرى من أين أتتنى وصفعته على وجهه ..فتفاجأ وأرخى قبضته ...عندها ركضت هاربة بفزع شديد لا يمكن وصفه وكأن شياطين الدنيا كلها تلاحقنى.. مررت راكضة بالسكرتيرة وبعض العاملين فى الجريدة الذين نظروا الى بلا مبالاة ..كأن هذا المشهد عادى بالنسبة لهم، مع العلم ان هذه الصحيفة بالذات كان يعمل بها أسماء معروفة فى عالم الصحافة !! المهم..عندما وجدت نفسى فى الشارع أخيرا لم أصدق اننى نجوت من محاولة الاغتصاب الجريئة هذه .. وبالرغم من اننى عدت الى الجامعة مشيا لأننى قد فقدت حقيبتى وساعة يدى فى العراك ، وكان جسدى كله يرتجف، الا اننى كنت أشعر اننى أتنفس هواءا منعشا ..وان الشوارع المزدحمة بالناس صارت فسيحة ورحبة وودودة فى نظرى.. حكيت ما حدث لصديقاتى فقط ولكن لم أجرؤ حتى الان ..على أن أحكى ما حدث لأهلى.. عرفت فيما بعد من بعض الصديقات ..أن ( فلان) هذا متعوووود على التحرش بالبنات فى مكتبه.. بل وسمعت قصصا أخرى عن بعض الصحفيين الكبار والاعلاميين الذين يساومون النساء جنسيا مقابل العمل.. حدث هذا الموقف المقرف فى العام 1997حسبما أذكر.. ومن ذلك الوقت صرت أهتم بقصص التحرش الجنسى بالنساء فى مواقع العمل ، ولكن الكثيرات يتكتمن على هذه الأمور وعادة ما يحكين لصديقاتهن المقربات فقط ، ولا يسمحن بأت تصل هذه القصص الى الأهل أو الأعلام ، أو أن تنشر أسماءهن فى الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع. أتمنى أن لا يفهمنى البعض خطأ بنشرى لهذه القصة ، لأنى نشرتها لكى يعرف مجتمعنا جانبا من الضغوط والانتهاكات الى تتعرض لها المرأة فى دولة المشروع الحضارى . فهناك نساء ضعيفات اجتماعيا أو ثقتهن بأنفسهن ضعيفة ومجردات من كل حماية ، ولا يستطعن الدفاع عن أنفسهن، وبعضهن محتاجات وظروفهن وظروف أسرهن غاية فى السوء ، وبعضهن ضحاياالحروب وانعدام الأمن ، وبعضهن لاجئات ضعيفات فى أرجاء المعمورة هربا من حكومة لا ترحم. هؤلاء جميعا بحاجة الى مساعدتكم ودعمكم ...ساعدوهن ولا تستغلوا ضعفهن...فهن لسن سيئات يقدر ما هن محتاجات وفى لحظة ضعف . سؤال أخير مهم جدا فى نظرى مع اننى لا أتوقع الاجابة عليه : لماذا يساعد الرجل الرجل بكل أريحية ودون مقابل.. وعندما يساعد الرجل المرأة يتوقع منها مقابل؟

(عدل بواسطة د.محمد بابكر on 10-08-2011, 09:28 PM)