واقع الإغتيال الذى تعرض له معهد التربية بخت الرضا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2012, 07:12 PM

نزار يوسف محمد
<aنزار يوسف محمد
تاريخ التسجيل: 05-12-2011
مجموع المشاركات: 4744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
واقع الإغتيال الذى تعرض له معهد التربية بخت الرضا

    Quote:

    الدويم مدينة العلم والنور
    Hassan Abuzaid
    17 February 17:28

    ‫صحيفة التيار, اليوم الجمعة 17/02/2012 كتب محمد قسم الله محمد ابراهيم, عن واقع الإغتيال الذى تعرض له معهد التربية بخت الرضا و مدارسه و تحويله من معهد نموذجى قائم على امر المناهج و تدريب المعلمين و و ضع الأسس فى هذا الأمر لكل البلاد, كما كان فى اعلى قائمة المعاهد العالمية ثم تحول الى ذيل قائمة الجامعات السودانية الما عندها اى تصنيف حتى و لو اقليمى, سلط الكاتب ايضا الضوء على اغتيال المدينة بالتواطؤ مع القائمين على الأمر فيها و تبعيتهم العمياء للتوجهات الجديدة و برضى و سكوت اهلها الذين يمدون قاماتهم للتنظير فقط (للإمانة: دى من عندى انا) التى ولدت مدينة نموذجية ال رفاة مدينة يبكى عليه كل من مر عليها يوما او عمل فيها او عاشر اهلها... ارجو قراءة المقال و ابداء الرأى و التعاون مع الكاتب لتسليط الضوء على هذا الامر حيث انه كتب سابقا مقال جرئ بعنوان: و مات عم جبارة (مسئول الجرس فى مدرسة الدويم الريفية) حينما تم تجفيفها و تحويلها الى مدرسة اساس...




    http://www.facebook.com/groups/33092116358729...ups/330921163587296/


    حكايات المدرسة التي أكلتها أسماك (بحر أبيض)
    مشاركات


    مُنبهر جداً كنتُ وأنا أرافق والدي إلى مدارس بخت الرضا من ناحية بوابتها الشمالية.. تلك البوابة الضخمة بمبانيها الأسمنتية التي تُطالعك بعبق التاريخ.. منبهراً جداً كنتُ وأنا أرافق والدي إلى مكتب عميد بخت الرضا لكي يقبلني طالباً في صفوف مدارسها وأنا القادم كطفل في سنته الدراسية الرابعة من مدارس الجزيرة الصغيرة التي لا تكاد تجد فيها سوراً «يسترها» رغم القطن والحساب الفردي والعون الذاتي.. وعن الجزيرة أرجو يوماً أن أكتب إذا سنحت لي في ذلك السوانح والحديث ذو شجون غير أنني أسأل هنا بين قوسين والسؤال لعمنا حسن أحمد نور الإداري الإسلامي القديم ماذا فعلتم لمنبر نهضة ولاية الجزيرة.. هل ولد «جنا سبعة» فأعوزه الأوكسجين فمات.. أم هو مثل الْمَوْؤُودَةُ الصغرى التي اختلف حولها الفقهاء؟!! أقول دلفتُ تحملني الدهشة ونحن - عرب الجزيرة- لم نألف ضخامة المدارس بالكاد ستة فصول (زمن الستة فصول)، هنا في بخت الرضا اثنان وأربعون فصلاً في مدرسة واحدة غير المدارس المتوسطة والثانوية التي تتبع لها.. نهر المهدي.. نهر الخليفة.. نهر دقنة.. إلى نهر أبو عنجة آخر العنقود من الناحية الجنوبية.. ومازلتُ أذكر أن كل نهر كان يحمل على جدرانه صورة مجسمة للقائد الذي يحمل اسمه من نهر المهدي إلى نهر عنجة النهر الذي درستُ فيه.. وتلك أيام حيّاها الغمام. بخت الرضا وما أدراك ما بخت الرضا.. بخت الرضا معهد التربية وكوخ المستر «قريفث» والمدارس والمناهج وهيل وهيلمان.. اشتهرتْ حنتوب كمدرسة ثانوية وجامعة الخرطوم كجامعة مرموقة.. هكذا عُرِفَتْ بخت الرضا كمعهد تربية بل كمنظومة تعليمية وتربوية متكاملة منقطعة النظير، لكن المؤسف أن يذهب كل هذا الإرث- إرث بخت الرضا- طعاماً لأسماك «بحر أبيض»، هي كجامعة لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً، ولن تنافس عشرات الجامعات هنا في السودان دعك من محيطنا الإقليمي.. لكنها كمعهد تربية خرقتْ الأرض وبلغت الجبال طولاً وحجزت لنفسها مكاناً مرموقاً على المستوى العالمي. ولا أدرى كيف سمح أهل الدويم وأهل بخت الرضا-وأهلها هم طلابها وأساتذتها وعارفو فضلها- لا أدري بحق رب الناس كيف سمحوا بأن تتحول إلى جامعة وبخت الرضا مشهورة بمنظومتها المتكاملة كمعهد تربية.. لو أرادوا الجامعة فالجامعات على «قفا من يشيل».. لكن أن تأخذ الاسم بخت الرضا فكأنَّما أخذت ماركة تجارية.. ثم أين هي حنتوب الآن؟؟ وهل هناك بعض من مقارنة بين حنتوب الثانوية وحنتوب الكلية الجامعية؟؟ وأين بخت الرضا مما كانت تذخر به .. ثم ضاع الأمس منا وانطوت في النفس حسرة. لقد كنا في بخت الرضا نجد ما لم توفره مدارس (البيزنيس) الخاصة هذه الأيام لطلابها بملايين الجنيهات. فبالإضافة لمعهد التربية والأنهر السبعة كانت لبخت الرضا ثلاث مدارس متوسطة هي الدويم الريفية والدويم شمال والنيل الأبيض المتوسطة ثم مدرسة ثانوية هي النيل الأبيض الثانوية. و...و...و... وكثير من المكتسبات التربوية والتعليمية مما يعود الفضل فيه للمستر (قريفث) الذي ومن ضمن ممتلكات بخت الرضا كوخه الذي كان يتخذه للٌّسكنى ذلك الكوخ الصغير الذي خرجت منه كل الأفكار العظيمة التي جعلت من بخت الرضا.. بخت الرضا. والحديث عن بخت الرضا لا ينفصل بأي حال عن واحدة من المدارس التي تتبع لها هي مدرسة الدويم الريفية، المدرسة التي يطالعك أعلى بنائها الحجري من ناحيتها الشرقية تاريخ تأسيسها 1908ومن بخت الرضا استمدت الريفية تاريخها وتأثيرها ومكانتها الكبيرة وهي التي خرجت آلاف الأجيال الذين ليس أولهم المحجوب ولا آخرهم سر الختم الخليفة. الدويم الريفية.. المدرسة الجامعة.. التي ترتبط بتلاميذها وطلابها قبل شروق الشمس إلى التاسعة مساءً.. يومياً نهرع إلى المدرسة في السادسة صباحاً نتبتَّل في محرابها لا فرق في الصيف أو الشتاء أو الخريف.. كانت هنالك ساعة للنشاط الصباحي قبل بداية اليوم الدراسي وفيها يمارس كل طالب هوايته ونشاطه المفضل حيث يتم توزيع كل طلاب المدرسة على جمعيات متخصصة.. جمعية الثقافة.. جمعية الرياضة... جمعية الموسيقى والمسرح... جمعية الصحة وجمعية الحدائق. وكانت هنالك جمعية عمومية تنعقد في كل عام وبالانتخاب المباشر يشارك الطلاب في اختيار رئيس للمدرسة وسكرتير عام وسكرتيرين للجمعيات ولجنة تنفيذية تقوم بتوزيع الطلاب دورياً على هذه الجمعيات. كنّا نقوم بإدارة شؤون أنفسنا بأنفسنا في تدريب ديمقراطي وتربوي كبير بإشراف إدارة المدرسة. وقد كان كاتب هذه السطور سكرتيراً لجمعية الثقافة ومسؤولاً عن المكتبة المدرسية التي كانت ذاخرة بالكتب والمجلات.. كنا في جمعية الثقافة نصدر عدداً يومياً لمجلة صغيرة اسمها (نافذة الصباح) مازلت أذكر موقع (البورد) الخاص بها في صالة الفصول قبالة شعبة اللغة الإنجليزية، ومجلة حائطية نصف شهرية اسمها (الواحة)، هذا بجانب الجمعيات الأدبية التي نقيمها في الأمسيات وندعو لها المحافظ والمدير التنفيذي وقادة التعليم ذلك على مستوى مديرية النيل الأبيض قبل أن تتحول إلى ولاية النيل الأبيض.. فتأمل.. وما بين الجمعيات تدور بنا أيام العام. ويجدر أن أذكر أن يومنا الدراسي الذي يبدأ بالنشاط الصباحي يعقبه طابور الصباح الذي يحضره بالضرورة مدير المدرسة وكل صف الأساتذة. ولا أظن أن أياً من أبناء الدفعة لا يتذكر الأستاذ المربي الكبير المتوفِّق محمد السماني - يرحمه الله - وهو يتفرس ملامح تلاميذه بقسماته الصارمة لدرجة أن طائراً يمكنه أن يبيض ويفرخ على رأسك دون أن تحرك ساكناً. وكان للمتوفق (مقص) يحمله لقص قزعة كيفما اتفق من شعر كل طالب لا يهتم بتقصيره. ينتهي اليوم الدراسي المليء بالمثابرة والكد ثم ننصرف لمنازلنا التي لا نمكث فيها أكثر من ساعة أو ساعتين ثم هنالك النشاط المسائي الرياضي، والطلاب فيه منقسمون بين أربعة فرق أو منازل هي دقنة ونمر والدندر والسوباط يلازمك هذا الانتماء على مدار أعوامك الثلاثة بالمدرسة.. يمارس كل طالب هوايته داخل أسوار المدرسة الضخمة التي كانت تضم ملعباً لكرة القدم وملعباً للكرة الطائرة وآخر لكرة السلة ومسرحاً، ولا أنسى أن كل طاقم المدرسة كانت تتوافر له منازل محترمة جداً داخل سور المدرسة تفتح ببابين أحدهما إلى الداخل والآخر على الشارع الرئيسي. كانت المذاكرة المسائية إجبارية بعد صلاة المغرب، وهنا تحضرني مدارس (البيزنيس) التي تتحدث عن النشاط المدرسي وحصص التركيز وكأنها تأتي بما لم تستطعه الأوائل ولله في خلقه شؤون.. أقول كانت المذاكرة إجبارية وفيها يمنع منعاً باتاً أداء الواجب المنزلي «وليلك أسود» لو عثر عليك المتوفق مدير المدرسة وأنت تكتب واجبك ولا تذاكر، فواجبك المنزلي مكانه المنزل كان مجرد هذا الفعل مدعاة (لجلدة لا تُنسى). كان كل طاقم المدرسة فريداً عصرئذ وكانوا لا يعرفون حينها الدروس الخصوصية ولا المدارس الخاصة تتعلم في كل يوم من كل فرد ابتداءً من مدير المدرسة إلى عم جبارة الرجل الذي قرع ذلك الجرس الضخم سنيناً طويلة حتى أتلف أذنيه... ثم هل ترانا ننسى أستاذنا الكبير المتوفق محمد السماني مدير المدرسة.. الرجل الوقور، صارم القسمات الذي كان يحفظ للمهنة هيبتها وللمدرسة مكانتها. وأستاذ عمر الوكيل الذي كان يتقن تدريس مادة العلوم والعزف على الآلات الموسيقية. وأستاذ موسى أستاذ الرياضيات الذي كان مغرماً بالزي القومي (عمة وجلابية) وكان بيته يفتح على ميدان المدرسة، وتصادف في مرة خروجه وكانت مباراة تجرى في دوري الفصول مليئة بالحماس فشدت انتباهه فتوقف وأحد اللاعبين يتأهب لتسديد ضربة جزاء فأطلق أستاذ موسى لصوته العنان: يا مرتضى (أقيفولو حيطة). وهنالك أستاذنا عبد الرحيم أحمد فضيل الذي كان بارعاً في الاختراعات التي تثير دهشتنا كتلاميذ ويستفيد من ملكاته في اختراع الوسائل التعليمية غير التقليدية في تعليم اللغة الإنجليزية. وأستاذنا عبد القاهر عثمان حمودة.. رجل ملتح فارع الطول، ضخم البنيان إذا ضرب أوجع وإذا تحدّث أسمع، وكان بارعاً جداً في اللغة العربية وفي فنون الخط العربي. والأستاذ إبراهيم المرير الذي كان يتقن الإنجليزية وكرة القدم. والأستاذ عبد الله علي الذي كان ماهراً في الرياضيات لكنك بالكاد تقرأ خط يده على السبورة، لكنه ماهر أيضاً في الكتابة باستخدام المسطرة والزوايا فيما يسميه خطوط الاستهبال. ولا أنسى أستاذنا محمد عثمان البارع في الرياضيات وفي سرد السيرة النبوية.. المفارقة بلا مبالغة أننا كتلاميذ لم نره يلبس ساعة في يده مطلقاً لكنه كثيراً ما يقطع حديثه ويضرب على يده اليسرى قائلاً: الزمن انتهى. ثم ومع آخر حروفه يقرع عم جبارة الجرس. وغيرهم من الأساتذة الأجلاء الذين نلتمس منهم العذر إن لم نذكرهم، لكن الروح تتحرق للقياهم على ساحات المدرسة الريفية وهي تحتفل بعيدها المئوي. ولقد نشرت مقالاً عن الريفية عندما تم تجفيفها كمدرسة متوسطة وتحويلها مع سبق الإصرار لمدرسة أساس فقط لا غير.. كان عنوان المقال ومات عم جبارة.. لأنه بالفعل مات عم جبارة وماتت كل الأشياء الجميلة في الريفية وبخت الرضا والدويم نفسها التي لا أخالها وقد استطال بها ظلم ذوي القربى كما كانت على أيام مكتبة الثقافة الوطنية لصاحبها غانم محمد أفندي وبضائع إبراهيم برير وجبنة الدويم الممتازة في «دكان» حسن العاقب و«دكان» جبري اليماني وفسيخ العم محمد ترفس و..و.. يا نائح الطلح أشباه عوادينا نأسي لواديك أم نشجى لوادينا الحديث يطول ويطول عن الدويم الريفية المدرسة التي اغتيلت كما اغتيلت بخت الرضا ولا أتصور أن الريفية اليوم هي الريفية بكل زخمها ذاك أيام عزوتها وطلابها يجوبونها كالنحل وأيام كانت تجد لطلابها مكانتهم المرموقة في المدارس الثانوية الكبيرة التي تأخذهم لجامعة الخرطوم على رؤوس الأشهاد... وكأني الآن أرنو للدويم الريفية رغم الزمان والمكان حسيرة أسيفة كسيفة البال... لكن الآمال تفوق الآلام وآلاف أبنائها يحتشدون لها في عيدها المئوي الذى طال واستطال الإعداد له والذي نرجو بصدق أن يكون صداه عالياً وألا يكون محض احتفالية تنتهي (بلملمة عدة الشغل)، ثم هل تراها تعود الريفية سيرتها الأولى مثلما كان صوت جرسها يُطبق آفاق الدويم وعم جبارة لا يَنِي يبذل وسعه في طرقه عالياً.. عالياً..
    http://www.altayarnews.net/shownewstxt.aspx?cno=35767
                  

02-18-2012, 01:55 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واقع الإغتيال الذى تعرض له معهد التربية بخت الرضا (Re: نزار يوسف محمد)

    مقال فيه اجترارللذاكرة ولكن لم نفهم منه ما يريد الكاتب ان يقول..
    درست في ابو عنجة ببخت الرضا ولي فيها ذكريات جميلة جدا..
                  

02-18-2012, 08:23 PM

نزار يوسف محمد
<aنزار يوسف محمد
تاريخ التسجيل: 05-12-2011
مجموع المشاركات: 4744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واقع الإغتيال الذى تعرض له معهد التربية بخت الرضا (Re: د.نجاة محمود)

    هناك مقالات أكثر دقة فى تشخيصها للأزمة مع طرح حلول .
    نهر عنجة من أبناءه عاشق بخت الرضا والأخ معتز القريش
    وهنا نذكر كوكبة من المعلمين والمعلمات أستاذ سالم،
    ست أم عزين ، ألمغفور له أستاذ عبد الجبار المبارك ،
    أستاذ محمد الطيب ، أستاذ الطيب بابكر ، أستاذ أنيس .
                  

02-18-2012, 08:28 PM

نزار يوسف محمد
<aنزار يوسف محمد
تاريخ التسجيل: 05-12-2011
مجموع المشاركات: 4744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واقع الإغتيال الذى تعرض له معهد التربية بخت الرضا (Re: د.نجاة محمود)



    المركز القومي للمناهج والبحث التربوي
    بخت الرضا

    إعداد الأستاذ : عثمان أحمد الأمين
    مدير بيت التراث والتوثيق التربوي بالمركز
    خلفية تاريخية

    معهد التربية بخت الرضا الذي تأسس في عام 1934م على بعد ثلاثة كيلومترات شمال مدينة الدويم التي تبعد حوالي 120 ميلاً جنوب الخرطوم عاصمة السودان ،وعمل في مجال التعليم العام ، هو الاسم الذي أطلق على هذه المؤسسة التربوية العريقة قبل قيام المركز القومي للمناهج والبحث التربوي – بخت الرضا الذي قام على إرث المعهد التربوي في مجالات تطوير المناهج والبحث التربوي والمتابعة الميدانية بتسيير جولات سنوية إلى الولايات بهدف جمع التغذية الراجعة حول المناهج وضبط المستويات بمراجعة الامتحانات القومية وتدريب الأطر التربوية وتأهيلها في مجال المناهج والبحث التربوي وقد مر معهد التربية بخت الرضا بثلاث مراحل تمثلت في :
    أولاً : معهد التربية بخت الرضا
    لقد تأسس معهد التربية بخت الرضا بعد سنوات من نشوب الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت في عام 1929م واجتاحت كل العالم وألقت بظلالها على أوضاع حكومة السودان ، ومن آثارها أن لجأت حكومة السودان إلى إعادة النظر في المرتبات بغرض تخفيضها، واتخاذ نظام تقليل التكاليف يمكن من تحاشي المنصرفات لتخفيض الضغط على ميزانية البلاد، واتخذت نظام الحكم غير المباشر أو الحكم المحلي الذي يقوم على عاتق الأهالي والإدارات الأهلية .
    وقد كان التعليم وقتئذ يقوم على الأهداف الثلاثة التي اختطها جيمس كري مدير مصلحة المعارف عام 1900م والتي تربط التعليم بخدمة الإدارة القائمة في ذلك الوقت . وكان بعض المسؤولين يرون أن التعليم يجب أن يكون مرتبطاً بالمجتمع الريفي وبالقرية وبالشكل الذي يمكن القرية من أن ترفع مستوى معيشتها .
    وفي ظل هذا الجو العام كونت لجنة ونتر في عام 1932م وكان اختصاصها أن تتصل برؤساء المصالح لإيجاد فرص التوظيف لأكبر عدد من السودانيين وحث القائمين بأمر كلية غردون على وضع برامج يهيء الطالب للوظيفة ولغيرها . ونتيجة لمذكرة المستر ج.س.اسكوت المفتش الأول للتعليم – التي نادي فيها برفع مستوى التعليم الأولي وزيادته وإعداد التلاميذ لا للالتحاق بالمدارس الوسطى والثانوية فحسب بل للحياة العامة – فقد توسع نطاق اللجنة لتشمل التعليم في جميع مراحله وجاء من ضمن توصياتها :
    1. أن تقدم كلية غردون تعليماً ثانوياً عاماً لمدة أربع سنوات .
    2. أن يعاد تقويم المعلم في المرحلة الأولية .
    3. أن يقام مركز تدريب للمعلمين في منطقة ريفية بدلاً عن مدرسة العرفاء في الخرطوم .
    وبناءِ على التوصية الثالثة اقترحت عدة أماكن لمركز تدريب المعلمين الريفي الجديد ووقع الاختيار أخيراً على موقع بخت الرضا الحالي .
    ومن الأسباب التي رشحت قيام المعهد بهذا الموقع ، أن الدويم تقع في وسط السودان وهي وسط ريفي يمثل معظم المناطق الريفية بالسودان وتصلح لتدريب معلمين للعمل في بلاد معظمها من القرى والأرياف ، وسهولة الحصول على عدد كافِ من الأطفال لإمداد مدرسة تجرى فيها التجارب ، ولسهولة الحصول على أراضي زراعية تسقى بالآلات والأمطار ، هذا زيادة على عطف القائمين بأمر الحكومة المحلية وكرام المواطنين (آنئذ) على المؤسسة وتقديرهم للدور التربوي المهم الذي تقوم به .
    وتلخصت أهداف قيام مدرسة المعلمين الجديدة في وضع مقررات جديدة لتلاميذ المدارس الأولية بدلاً عن المقررات التي كانت سائدة حينئذ ، ووضع مراشد للمعلمين في تلك المدارس بالإضافة إلى تدريب معلمي المدارس الأولية وإضفاء صبغة ريفية على التدريب ووضع المناهج والكتب التي تخدم أغراض الترييف .
    وفي أكتوبر عام 1934م نقلت مدرسة تدريب المعلمين ( العرفاء ) من الخرطوم إلى مقرها الجديد الذي أطلق عليه بخت الرضا وكانت في البداية تسمى مدرسة المعلمين ثم عرفت فيما بعد بكلية المعلمين الأولية ثم عرفت المؤسسة بمعهد التربية بخت الرضا حتى عام 1992م و بعد مؤتمر سياسات التربية والتعليم الذي عقد بالخرطوم في سبتمبر عام 1990م حيث عرفت المؤسسة بالجهاز القومي لتطوير المناهج والبحث التربوي وفي عام 1996م حملت المؤسسة اسم المركز القومي للمناهج والبحث التربوي بموجب قانون المركز .
    التدريب :
    وكان التدريب بمدرسة تدريب المعلمين ( العرفاء ) بالخرطوم يتم في ثلاثة أعوام بعد المدرسة الأولية فزادتها بخت الرضا إلى أربعة أعوام في عام 1935م ثم زيدت إلى خمسة أعوام في عام 1940م وزيدت مرة أخرى إلى ستة أعوام بعد الأولية وذلك لرفع كفاءة المعلم مهنياً وأكاديمياً . واستقر هذا النظام الذي عرف بنظام سادسة حتى عام 1968م حيث بدأ تطبيق نظام ثانوي المعلمين ( أربع سنوات بعد المرحلة الوسطى ) وقدر لهذا النظام أن يساير النظام القديم (نظام سادسة ) لفترة مرحلية انتهت في عام 1974م وبعد مؤتمر المناهج – بخت الرضا 1973م كلفت لجنة لوضع مناهج لمعاهد إعداد معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية بغرض الخروج بأهداف عامة لإعداد المعلم ووضع إطار عام لبرنامج الإعداد واقتراح المناهج والمقررات التفصيلية لهذه المعاهد وتوصيف قدرات أساتذة تلك المعاهد . وخرجت اللجنة بمقررات عمل بها في إعداد المعلمين والمعلمات للمرحلة الابتدائية منذ ذلك التاريخ وحتى عام 1994م حيث حولت المعاهد إلى كليات جامعية .
    المنهج الدراسي بكلية المعلمين الأولية :
    تنقسم الدراسة بكلية المعلمين الأولية إلى قسمين : أولاً :القسم الأكاديمي : الذي انتقل إلى مبروكة عام 1948م ، ومدة الدراسة فيه خمس سنوات .
    ثانياً : الإعداد المهني في السنة السادسة في مباني سادسة جنوب شرقي بخت الرضا (وبها إدارة المناهج حالياً ) .
    أولاً : القسم الأكاديمي (مبروكة : ينقسم المنهج في مبروكة إلى شقين : منهج أكاديمي ومنهج نشاط :
    وفي المنهج الأكاديمي تدرس جميع مقررات المدرسة الوسطى مع توسع في مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية .
    أما منهج النشاط فتتعدد فيه أنماط النشاط لتشمل :
    1. الجمعيات بشقيها الإجباري كالجمعية العمومية ونادي صغار المزارعين والمعسكرات والرحلات وعيد بخت الرضا السنوي والنشاط الرياضي والثقافي والتدريب العسكري.
    والجمعية العمومية كانت عبارة عن برلمان مصغر يتدرب فيه الطلاب على نظم الحياة الديمقراطية وعلى استخدام الأسلوب العلمي في التفكير والنقاش وانكار الذات وتقدير المسؤولية والإخلاص والتعود على النظام وحسن الابتكار (وتعلم القيادة والتفاعل الاجتماعي وتنمية الشخصية ) كما تهدف إلى تحقيق مكاسب مادية لأعضائها . وتدار الجمعية بواسطة لجنة تنفيذية تنتخب في اجتماع عام يضم جميع تلاميذ المدرسة وتتلخص مهمة اللجنة في دراسة مقترحات الأعضاء وتنفيذ رغباتهم وصرف مال الجمعية بالطرق المشروعة وحفظ الدفاتر . وتتلقى الجمعية إعانة حكومية شهرية وتزيد دخلها بإيجاد موارد أخرى .
    وللجمعية فروع تتمثل في الرياضة والصحة والداخليات والإصلاحات والثقافة والأشجار والطرقات والبنك الذي يهدف إلى تنمية روح الإدخار .
    وفي الجمعيات الاختيارية يتعلم الطلاب من خلالها الكثير من مهن المجتمع وقد شملت: النجارة ، وهواة الراديو ، والعلوم ، والتطريز ، والموسيقا ، والفنون ، والحلاقة ، وتربية الدواجن ، وتربية الماشية ، ونادي الزوار والأعمال والدراسات الإسلامية .
    أما نادي صغار المزارعين فيهدف إلى تحبيب الأعمال الزراعية إلى نفوس الطلاب كما يهدف إلى تدريبهم على تسويق المحصولات الزراعية وما يتعلق بذلك من ملء الدفاتر وتنظيم الحسابات .
    وتعتبر المعسكرات جزئية هامة في منهج النشاط الإجباري فيقوم الطلاب بمعسكرين خلال العام مدة كل منها أسبوع ومن خلال المعسكرات يتعود الطلاب على الاعتماد على النفس وتحمل المشاق وحب العمل والصبر والتعاون واحترام العمل اليدوي واكتساب روح البحث. ويقوم الطلاب بدراسة المنطقة التي يستهدفها المعسكر من جميع نواحيها : التاريخية والاقتصادية والاجتماعية .. الخ ، ويسهمون في تنمية الريف وتطويره من خلال المشروعات الخدمية التي ينفذونها ، ومن فوائد المعسكرات أنها توطد العلاقات الودية بين المعلمين والطلاب ، وتقوي الصلة بين المدرسة والمجتمع الريفي .
    أما الرحلات التي كانت تستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع وتستهدف منطقتين من مناطق السودان المختلفة؛ فإنها تكسب الطلاب خبرات في التخطيط والإشراف والتنفيذ ويشمل ذلك جميع نشاطات الرحلة من إعداد وترحيل وغذاءات وإعداد ميزانية ، كما أنها تملكهم أساليب البحث من خلال جمع المعلومات وترتيبها وعرضها بكتاب خاص بالرحلة يتضمن لمحات من تاريخ المنطقة وأوجه النشاط البشري فيها .
    وعيد بخت الرضا الذي يحتفل به الطلاب سنوياً يعتبر مهرجان ضخم وتظاهرة إبداعية رائعة قوامها المناشط الرياضية والثقافية والمسرحية والعلمية والعملية ويشرف عليه طلاب مبروكة وتشارك في تنفيذه جميع مدارس معهد التربية بخت الرضا وفروعه . ويتيح العيد الفرصة للآباء والمواطنين عامة فرصة التعرف على أوجه النشاط المختلفة بالمعهد . ويشرف العيد بالحضور عادة وزير التربية والتعليم ووكيل الوزارة ومساعدية وعمداء المعاهد الفرعية وبعض مديري المدارس وبعض أبناء بخت الرضا الروحيين ممن عملوا بها وتخرجوا فيها . وقد حظي العيدان الفضي والذهبي بحضور رأس الدولة وبعض الوزراء وممثلي السلك الدبلوماسي وضيوف من خارج البلاد .
    ويتدرب الطلاب في العيد على تحمل المسؤولية بصورة مباشرة ويمارسون مهام الإشراف والتنظيم والتنفيذ . وعقب العيد يخرج الطلاب كتاباً يتضمن شرحاً لجميع خطوات مشروعهم ويكون الكتاب هادباً لزملائهم في الأعياد المقبلة .
    وفي محور النشاط الرياضي فإن الطلاب يقيمون إلى منازل حسب الداخليات التي يسكون فيها فتقام مباريات في شتى ضروب الرياضة بين المنازل ويتنافسون من أجل إحراز بطولات في تلك الألعاب التي شملت كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وتنس الطاولة وألعاب الميدان والمضمار والسباحة التي توقف النشاط فيها في السنين الأخيرة .
    وتتحقق من خلال النشاط الرياضي قيم سامية من بينها توطيد روح الأخاء ، وإتاحة فرص التعاون بين الطلاب وتوفير فرص التنافس البرئ ، كما تغرس التربية الرياضية التحلي بالروح الرياضية ، ومن فوائدها ملء أوقات الفراغ ، والترويح البرئ ، وبناء الأجسام.
    أما النشاط الثقافي فيشتمل على ثلاثة مناشط هي : الصحافة المدرسية ، والجمعية الأدبية، وليالي السمر . فالصحافة المدرسية تعد وسيلة للتعبير عن آراء الطلاب وأفكارهم ، وتغرس فيهم روح البحث وتكسبهم مهارة الكتابة. والجمعية الأدبية تغرس في الطلاب حب البحث والإطلاع وتكسبهم الشجاعة الأدبية ، وحسن البيان ، ودقة التعبير وتسهم في توسيع الأفق وإكساب المعرفة من خلال المشاركة والاستماع . أما ليالي السمر والتي يقيمها الطلاب مرة كل أسبوعين دورياً بين المنازل ، كان من أهدافها أهدافها تدريبهم على مختلف جوانب الإبداع المسرحي المتمثلة في التمثيل ، والإلقاء والأعمال الموسيقية وغيرها بالإضافة إلى الإلمام بإعداد المسرح وإدارته وذلك بجانب الترفيه على الطلاب .
    ويمارس الطلاب التدريب العسكري مرتين في الأسبوع ومن أهداف التدريب العسكري القيام بالواجب والاستعداد للتضحية والفداء والصبر على الشدائد والتعود على النظام والانضباط كما يبعث على الحيوية والنشاط ويسهم في تقوية الأبدان .
    ثانياً : الإعداد المهني ( سادسة ):
    يتم الإعداد المهني في السنة السادسة حيث ينقل إليها الطلاب من مبروكة بعد اجتياز الامتحان النهائي بنجاح ، وفيها يتلقى الطلاب دراسات في مبادئ التربية وطرائق التدريس وعلم النفس كما يتلقون دراسات أكاديمية لرفع قدراتهم العلمية ثم توجيههم إلى مصادر المعرفة والتثقيف الذاتي .
    ويرتكز منهج الإعداد على أربعة محاور :
    1. الدراسة الأكاديمية وهي امتداد لما كان يدرس في مبروكة والتدريب الخلقي ويحوي نشاطات ترمي إلى غرس صفات خلقية وقيم نبيلة تتمثل في خمسة عشرة قيمة خلقية شملت : النشاط الجسماني والنشاط العقلي ، والمثابرة ، والثقة ، والاعتماد على النفس، ومعرفة النفس ، والقيادة والطاعة ، والموضوعية والإخلاص ، والولاء ، والمروءة ، والمجمالة بالإضافة إلى نبذة عن الشجاعة . ويسكن طلاب سادسة في داخليات بنظام الميزات وتصرف لكل طالب نفقات إعاشة مقدماً في أول كل شهر وتكون رئاسة الميز بالتناوب بين الطلاب وللطلبة نادٍ بقرب داخلياتهم يقضون فيه أمسياتهم ، ويمارسون فيه مختلف الأنشطة الاجتماعية والثقافية . وللنادي دستور ولوائح داخلية ويدار بواسطة لجنة منتخبة من الأساتذة ، وله ميزانية خاصة ، وتحفظ أمواله ببنك مبروكة .
    ويلتزم الطلبة بالزي المدرسي خلال ساعات العمل ، ويحرصون على المظهر اللائق في أوقات الفراغ . وينظم الطلاب حملات نظافة ويشتركون في أعمال عيد بخت الرضا ؛ كما يتدربون على أعمال البيع والشراء في الكنتين التعاوني ببخت الرضا .
    التدريب العملي على التدريس :
    يتلقى الطلاب دروساً في طرائق التدريس في كل المواد ، ويكتبون بحوثاً عن طرائق التدريس ، ويمارسون التدريس في الصفوف الدنيا بالمدرسة الأولية ، ويراقبون جميع المواد لكل الصفوف ويشهدون دروس المعاينة التي تنظم أسبوعياً . وكان نصاب الطالب من الحصص التي تدرس حوالي مائتي حصة قبل عام 1964/1965م وقد تقلصت إلى مائة وخمسين فيما بعد لرفع مستوى الطالب أكاديمياً . ويخضع الطلاب أثناء التدريب لإشراف معلميهم وتتم مناقشة الطالب بعد أن يؤدي حصة من قبل زملائه ومدرسي طرائق التدريس . كما يخضع الطالب للتدريب السنوي حيث يختار كل طالب أحدى المدارس الأولية في ناحية من نواحي السودان المختلفة يقضي فيها شهراً على الأكثر يتدرب خلاله تحت إشراف ناظر (مدير ) المدرسة الذي يطالب بكتابة تقرير عن الطالب المتدرب يشمل جوانب الأداء والسلوك والنشاط .
    ويمارس طلاب سادسة نشاطاً ثقافياً ورياضياً : فالنشاط الثقافي يشتمل على الجمعية الأدبية والمعارض والأبحاث العامة والمسابقات والتمثيل وصحف الحائط وممارسة الهوايات المختلفة تحت مظلة جمعيات متعددة منها صنع الحقائب والنجارة والخط العربي ولعب الأطفال وطباعة الأقمشة والتجليد ونسج الأسرة والتصوير : كما تتاح للطلاب فرص الاستفادة من المكتبة المركزية .
    أما النشاط الرياضي فيمارس فيه الطلاب ضروب الرياضة المختلفة وفق برنامج معد، كما يشاركون في المنافسات الداخلية والعامة بين أقسام المعهد المختلفة .
    ويخرج الطلاب للمعسكرات مرة في العام ، ويؤدون التدريب العسكري مرة في الأسبوع.
    ومما يجدر ذكره أن بخت الرضا قد انتشرت جغرافياً وذلك بفتح فروع لها في بعض مدن السودان حيث أنشأت معاهد فرعية لتدريب معلمي المدارس الأولية في كل من الدلنج في عام 1948م وشندي في عام 1952م ومريدي في عام 1954م وملكال 1958 والفاشر وكسلا 1963م وفي غير ذلك من المدن .
    وبعد توسع قاعدة إعداد المعلمين في الأقاليم المختلفة تركز دور بخت الرضا في الإشراف الفني على هذه المعاهد مع الاحتفاظ بمركزين للتدريب للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة وكان الغرض منهما إجراء التجارب لتطوير وسائل إعداد المعلم ومراجعة البرامج الدراسية وخطة التدريب .
    وفي مجال الدورات التدريبية القصيرة لمعلمي المدارس الأولية فقد شرع المعهد في عقد دورات تجديدية أثناء الخدمة لأولئك المعلمين الذين عملوا قبل ذلك منذ عام 1935م بغرض المواكبة ورفع القدرات .وتواصل عقد هذه الدورات طوال فترة المعهد ولكل مراحل التعليم العام ، وإن اختلفت أهداف تلك الدورات : التي شملت دورات تخصصية في مختلف المواد ، ودورات في التجديدات التربوية : كالتربية السكانية ، والتربية البدنية وغيرها .
    وبمرور الزمن تولدت لبخت الرضا أهداف أخرى من أجل تحقيق الأهداف السابقة فبعد أن نجحت في تدريب معلمي المدارس الأولية أقبلت على تدريب معلمي المدارس الوسطى وتطوير مناهج التعليم الأوسط والتوجيه الفني على المدارس الذي كان يعرف باسم التفتيش والتفتيش الفني .
    وفي مجال تدريب معلمي المدارس الوسطى فقد أنشأت كلية المعلمين الوسطى ببخت الرضا في عام 1949م وكان من دواعي قيامها أن عدداً كبيراً من مدرسي المدارس الوسطى رفعوا للتدريس بالمدارس الثانوية واتجه خريجوا المدارس العليا الجدد للعمل في المصالح الحكومية في الأعوام التي اعقبت الحرب العالمية الثانية فضلاً عن التطور المطرد في المدارس الوسطى .
    وقد اقتبست الجهات المعنية ببخت الرضا نظام اختيار الطلاب للكلية ومناهجها من كليات التعليم البريطانية التي تؤهل طلبتها بالتدريس بعد تدريب مدته ثلاث سنوات من بين أولئك الذين ينالون إجازة الالتحاق بالجامعة (Matriculation) .
    وقد أعد منهج كلية المعلمين الوسطى ليخدم أربعة أغراض تمثلت في : الاستزادة من المواد التي تدرس بالمدارس الوسطى ، والمشاركة الفعلية في النشاط المدرسي ، والتدريب على التدريس ، والقيام برحلات إلى مناطق السودان المختلفة والمشاركة في الخدمات العامة .
    وظل المنهج الدراسي بالكلية يتطور ويتم تعديل الفترات الدراسية وفقاً للمتغيرات التي أهمها المواكبة واتساع قاعدة المدارس بالمرحلة والإعداد المتزايد للمعلمين .
    وكان الدارسون بكلية المعلمين الوسطى يسكنون في داخليات بنظام الميزات وكان لهم نادٍ يمارسون فيه شتى ضروب النشاط الرياضي والثقافي .
    وقد تغير اسم الكلية إلى معهد تدريب معلمي الثانوي العام بعد تطبيق السلم التعليمي 1970م ثم إلى معهد تدريب معلمي الثانوي العام ثم إلى معهد تدريب معلمي المرحلة المتوسطة اعتباراً من العام 1978م واستمر كذلك حتى تحويل معاهد التدريب والإعداد إلى كليات للتربية في عام 1994م .
    وفيما يختص بمعهد إعداد معلمي مرحلة التعليم الأساسي ببخت الرضا الذي عرف بمعهد تدريب معلمي المرحلة المتوسطة – فقد تقرر ترفيعه إلى كلية جامعية بموجب القرار الوزاري رقم (5) لسنة 1995م وذلك انطلاقاً من القرار الجمهوري رقم (65) لسنة 1994م .
    وظلت هذه الكلية تابعة لوزارة التعليم العالي حتى ضمت إلى جامعة بخت الرضا في عام 1997م التي تأسست في نفس العام وأصبحت إحدى كلياتها وشغلت مباني معهد تدريب معلمي المرحلة المتوسطة ومعهد تدريب معلمي المرحلة ومعهد إعداد معلمي المرحلة الابتدائية بمبروكة .
    وفي مجال تطوير مناهج التعليم الأوسط كونت لجنة في عام 1949م لهذا الغرض . وأصدرت اللجنة تقريراً حوي بعض الاعتبارات العامة وتصوراً تفصيلياً لشكل المدرسة الوسطى وملخص لمحتويات المنهج . وفي عام 1951م أجازت لجنة المدرسة الوسطى بوزارة المعارف والتربية والتعليم ما خرجت به لجنة إصلاح مناهج التعليم الأوسط التي قدمها عميد بخت الرضا .
    المناهج :
    شهدت الفترة من عام 1934 – 1950م عملاً مكثفاً ومتسعاً في مجال المناهج . فقد أعد ما يزيد عن مائة وعشرين من بين كتاب وكتيب للمدارس الأولية وقد اشترك في تأليف الكتب ثمانية وثمانون فرداً معظمهم من مدرسي المدارس الوسطى ومدرسي المدارس الأولية ورؤساء الشعب السودانيين والبريطانيين والمصريين بالإضافة إلى عدد من الطلبة الدارسين بالمعهد وأشخاص آخرون من مجالات أخرى .
    وكانت الكتب الدراسية تجرب لمعرفة ملائمة الدروس لمستوى التلاميذ وحاجاتهم واستعداداتهم . وكانت تجربة الكتاب تستغرق سنتين أو أكثر . فالكتاب يكتب ثم يجرب في فصل من الفصول ثم يعدل ، ثم يجرب سنة أخرى وأحياناً يجرب ثالثة ، كما أن طريقة تدريس الكتاب تجرب في أحدى فرق تدريب المدرسين وتكتب النقاط التي تحتاج إلى مزيد من الشرح مرة ثانية في المرشد ثم تتداول الكتب بين الأساتذة للتعليق عليها من وجهات النظر المختلفة في مختلف العلوم . ثم بعد ذلك يكتب الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية ثم يدفع به إلى المطبعة .
    كما كان الكتاب فيما بعد وقبل إرساله إلى المطبعة يرسل إلى عدد من المدارس في مناطق السودان المختلفة للتجربة كما يعرض على مفتشي التعليم ويستفاد من التغذية الراجعة من تلك الجهات .
    وبعد نجاح المعهد في تطوير مناهج المرحلة الأولية اقتحم مجال تطوير مناهج التعليم المتوسط بعد قيام كلية المعلمين الوسطى في عام 1949م حيث كونت لجنة إصلاح مناهج التعليم الأوسط وأجيزت التوصيات التي خرجت بها وشرع في تأليف كتب المرحلة وفقاً لمقرراتها .
    وفي عام 1970 عند ما طبق السلم التعليمي الجديد حولت مسؤولية تطوير المناهج وإعداد الكتب من بخت الرضا إلى رئاسة وزارة التربية والتعليم بالخرطوم . ولكن ما لبثت أن رجعت هذه المسؤوليات إلى بخت الرضا مرة أخرى على ضوء توصيات لجنة توظيف بخت الرضا ومؤتمر المناهج ببخت الرضا عام 1973م وأصبح المعهد مسؤولاً عن تطوير المناهج ووضع الكتب لجميع مراحل التعليم العام .
    وبعد أن أصبحت الإستراتيجية العامة للمناهج الدراسية تعد بواسطة مؤتمرات قومية فإن دور بخت الرضا قد تركز في ترجمة توصيات المؤتمرات القومية للمناهج إلى برامج دراسية لكل مراحل التعليم العام ومعاهد إعداد المعلمين .
    وتقوم الشعب المتخصصة بكتابة المادة الدراسية وتجربتها وإعداد كتب التلميذ ومراشد المعلمين وإخراجها من الناحية الفنية .
    ومن أهم المؤتمرات القومية للمناهج مؤتمر المناهج ببخت الرضا عام 1973م الذي حدد غايات للتربية السودانية وصاغ أهدافاً تربوية للمراحل التعليمية والمواد الدراسية وقد نفذ المعهد مقررات ذلك المؤتمر بنسبة مقدرة في مجال تأليف الكتب الدراسية ومراشد المعلمين .
    كما قام المعهد بتنفيذ مقررات مؤتمر سياسات التربية والتعليم الذي عقد بالخرطوم في سبتمبر 1990م وأعد مراشد المنهج الإسعافي أو المؤقت لمرحلة التعليم الأساسي لتحقيق النقلة من المنهج الذي كان سائداً آنئذ إلى المنهج الجديد في الفترة 1991- 1995م
    وتولى المركز القومي للمناهج والبحث التربوي الذي أسس في عام 1996م مهمة تأليف جميع كتب مرحلتي التعليم الأساس في الفترة من 1997- 2000م والثانوي في الفترة 2000-2002م أما كتب اللغة الإنجليزية ومراشدها لمرحلة التعليم الأساسي فقد جرى تأليفها خلال الأعوام 1992م- 1994م كما تم تأليف كتب المرحلة الثانوية ومراشدها خلال الأعوام 1995-1997م .
    ولا ننسى الدور الذي قام به الأستاذ سلمان علي سلمان آخر عمداء معهد التربية بخت الرضا وأول مدير للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي بالمشاركة والرعاية والإشراف على إعداد المنهج الجديد للمرحلتين في جميع مراحله .
    أما في مجال التوجيه الفني (أو التفتيش والتفتيش الفني كما أطلق عليه في البداية ) فقد اهتم معهد التربية بخت الرضا بهذا المجال وأخذ يسير الزيارات الميدانية إلى المدارس الأولية ففي بادئ الأمر ومنذ تأسيس المعهد ، ثم أنشأ قسماً للتفتيش الفني في عام 1949م وكان القسم يسير رحلات ميدانية مرتين في العام إلى المدارس الأولية والوسطى على نطاق السودان . وكان القسم برئاسة أحد كبار القادة التربويين ببخت الرضا وسمى شاغل هذا المنصب بكبير المفتشين أو كبير رؤساء الشعب The Head of ######### . وكانت الزيارات موكلة إلى رؤساء الشعب وأعضائها بالمعهد والأساتذة العاملين بفروع المعهد المختلفة . وكانت الزيارات تهدف إلى الوقوف على سير العمل التربوي ميدانياً وإلى متابعة المنهج وطرائق التدريس وتذليل الصعوبات التي تواجه المعلمين ، وحمل تغذية راجعة فيما يختص بالتدريب والمناهج للمعهد للاستئناس بها عند تنقيح المنهج وأسلوب التدريب .
    وكان الأسلوب الذي درجت عليه بخت الرضا في التفتيش الفني يقوم على مبدأ التعاون بين المفتش الفني (الموجه) والمعلم بأسلوب ديمقراطي يتيح للمعلم إبداء رأيه بحرية تامة حول القضايا التعليمية المختلفة .
    وعند تنفيذ السلم التعليمي في عام 1970م نقلت إدارة التوجيه الفني من بخت الرضا إلى رئاسة وزارة التربية والتعليم ولكنها ما لبثت أن عادت إلى بخت الرضا مرة أخرى في عام 1983م لتعمل جنباً إلى جنب مع المناهج والتدريب بمعهد التربية بخت الرضا كسابق عهدها وذلك للإسهام في تكامل العملية التربوية .
    لقد استصحبت إدارة التوجيه الفني نفس المهام التي كانت تضطلع بها رئاسة الوزارة حيث كانت تشرف على التوجيه الفني لكل مراحل التعليم العام من خلال استقبال استمارات التوجيه الفني التي تحوي التغذية الراجعة من الولايات ودراستها وتحليلها وإصدار تقرير سنوي بخلاصة الدراسة والتحليل يرسل إلى أقسام الوزارة المختلفة ، وإلى إدارات التعليم كما نظمت إدارة التوجيه الفني ببخت الرضا (عرفت بمركز التوجيه الفني منذ عام 1986م ) دورات تدريبية للموجهين الفنيين بمراحل التعليم العام خلال الفترة من 1988 – 1994م وقد استهدفت تلك الدورات موجهين وموجهات من أقاليم (ولايات ) السودان المختلفة . وهذا وقد توقف مركز التوجيه الفني عن ممارسة مهامة قبل قيام المركز القومي للمناهج والبحث التربوي وذلك في عام 1994م .
    واستصحاباً لأهداف المدرسة الأولية التي جاء من ضمنها تنمية حب الإطلاع والقدرة على المبادأة والجرأة والتكيف مع البيئة فقد نبعت فكرة أندية الصبيان لتمكين التلاميذ الذين لا يجدون أماكن في المراحل التالية من التعليم وفي ذلك اهتمام من بخت الرضا برعاية الشباب بما تحمله تلك الرعاية من توجيه تربوي ومهني .
    ولكيما تؤثر بخت الرضا في الكبار أيضاً وتحملهم على فكرة التحول الاجتماعي بدأت بخت الرضا مشروع تعليم الكبار ومحو الأمية الذي بدأت تجربته في جزيرة (أم جر) على النيل الأبيض في عام 1945م حيث تم تزويد القرويين بالمعرفة المهنية في عملهم والاقتصادية والاجتماعية والصحية في حياتهم وجرى تدريب البعض منهم على أعمال صحية وبيطرية وزراعية ولم يفصل جانب التربية الوطنية في التدريب وذلك بعقد حلقات دراسية منتظمة . وقد شملت التجربة النساء بنفس القدر وامتدت الفكرة إلى مشروع الجزيرة في عام 1949م وقد اهتمت بخت الرضا بثقافة الطفل وأسست مكتب النشر ليمد الأطفال والكبار بمواد القراءة ، وأصدر مكتب النشر مجلة الصبيان وهي من أوائل المجلات التي عنيت بثقافة الطفل في العالم العربي إن لم تكن أولاها .
    وشجعت بخت الرضا روح البحث والتعليم المستمر والتعليم عن بعد من خلال مكتبة التسليف بالبريد ، كما أسست المكتبة المركزية التي كانت تعبر ثاني أكبر المكتبات على نطاق السودان .
    ووثقت بخت الرضا العلاقة بينها وبين خريجيها ببناء قنوات من خلال إصدارات تمثلت في خطاب بخت الرضا الذي وثق لنشاطات بخت الرضا في المجالات التربوية المختلفة ، ومجلة بخت الرضا التي استقطبت أقلام التربويين ببخت الرضا وخارجها ، وكانت تثار فيها مختلف القضايا التربوية كما تضمنت أخبار معهد التربية بخت الرضا وفروعه .
    وخلال فترة سبعينيات القرن الماضي استحدثت ببخت الرضا أقسام فنية جديدة كالمركز القومي للأبحاث التربوية ووحدة الوسائل والإخراج الفني كما تبنت بخت الرضا تجربة المراكز التربوية الريفية المتكاملة في عام 1979م .
    وفي عام 1990م تأسس ببخت الرضا قسم التراث والتوثيق التربوي من أجل جمع تراث بخت الرضا التربوي وحفظه ونشره .
    هذا وقد تأسست بالمعهد مدرسة أولية بلغ عدد انهرها عشرة في عام 1970م كما قامت ثلاث مدارس وسطى هي : الدويم الريفية الوسطى ، النيل الأبيض الوسطى ، والدويم شمال الوسطى وكان يستقطب لهذه المدارس أميز المعلمين على مستوى السودان وقد اتخذت تلك المدارس مقراً لتجربة المناهج وتدريب المعلمين . وتمارس في هذه المدارس الأنشطة الرياضية والثقافية المختلفة وتعنى بالتربية الريفية .
    لقد اتسم معهد التربية بخت الرضا بظاهرة فريدة حافظ عليها واهتم بتنميتها عبر السنين إلا وهي مراعاة الترابط بين أوجه النشاط التربوي ، فعمل على تجنب التخصص الضيق ،وجعل الأساتذة يسهمون في وقت واحد في التدريب وتطوير المناهج والبحوث التربوية والتوجيه الفني وغيرها، وكانت بخت الرضا ترى في ذلك تحقيقاً للجدوى واستقلالاً أمثل لكفايات معلمين هم من النخبة في أغلب الحالات .
                  

02-19-2012, 01:25 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: واقع الإغتيال الذى تعرض له معهد التربية بخت الرضا (Re: نزار يوسف محمد)

    Quote: وهنا نذكر كوكبة من المعلمين والمعلمات أستاذ سالم،
    ست أم عزين ، ألمغفور له أستاذ عبد الجبار المبارك ،
    أستاذ محمد الطيب ، أستاذ الطيب بابكر ، أستاذ أنيس .


    الله يرحم استاذ عبدالجبار ويغفر له بقدر ما احببناه

    استاذ عبدالله الذي كان يدرس اللغة العربية هل لديك فكرة عنه
    والتحية لكل الاستاذة خاصة محمد الطيب لقد كان مخلصا في مهنته لدرجة لم ار ابدا استاذ مثله,
    في كل حياتي الطلابي في التعليم العام..

    لقد كنا نسكن في مبروكة حيث كان الوالد رحمه الله مدير معهد مبروكة..

    اتمنى ان اعرف اين الجيران الاصدقاء فيي رضا ومبروكة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de