الشيخ أحمد سوركتي .. مرور (100 ) سنة على وصوله إلى إندونيسيا.....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2012, 07:49 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشيخ أحمد سوركتي .. مرور (100 ) سنة على وصوله إلى إندونيسيا.....

    بقلم: د. عثمان ابوزيد

    سألني البروفيسور حسن مكي: ما هو موضوع مقالك القادم في صحيفة( الرأي العام)؟ قلت له: سأكتب عن الشيخ أحمد سوركتي بمناسبة مرور مائة عام على وصوله إلى إندونيسيا .. قال حسن ضاحكاً: وهل أخذت الإذن من شيخ يوسف الخليفة؟ ألا تعرف أن سوركتي هو بمثابة جده؟ كنا حينئذ برفقة كريمة في مكة المكرمة مع البروفيسور يوسف الخليفة أبوبكر والبروفيسور عبد الرحيم علي.
    انتبهت إلى أهمية الشيخ سوركتي يوم زارنا في دنقلا سفير إندونيسيا في الخرطوم، ليتعرف على الأرض التي ولد فيها الشيخ سوركتي، حيث مرابع الصبا والنشأة الأولى في أرقو جزيرة مقاصر والقولد وشرق ناوا، وأظن أنه ما من سفير لأندونيسيا في الخرطوم إلا ويزور هذه المنطقة.
    وفي ديسمبر الماضي أهداني الأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك كتاباً من تحقيقه يعرض سيرة وحياة الشيخ أحمد سوركتي (1876-1943)، بعنوان: (تاريخ حركة الإصلاح والإرشاد وشيخ الإرشاديين أحمد محمد السوركتي في إندونيسيا). ونقرأ في هذا الكتاب الماتع سجلاً حافلاً بجلائل الأعمال لواحد من «جيل العصاميين من السودانيين الذين عاشوا فوق أمجادٍ بنَوها بنور العلم لا بعمد الرخام»، كما وصفه الدكتور أبو شوك.
    سافر أحمد سوركتي إلى الحجاز قاطعاً المسافة من بربر إلى سواكن سيراً على رجليه. وهناك بالحرمين الشريفين طوى الفتى القادم من دنقلا ركبتيه في حقل العلم حتى نال الشهادة العالمية العام 1909 ليصبح أول مدرس آفاقي (من غير أهل مكة) بالحرم المكي ،حسب رواية كتاب تاريخ حركة الإصلاح.
    وفي جاوة، حيث توجه إلى هناك العام 1911، حصل على يد الشيخ خير كثير ونفع عظيم. وأحبه الناس والتفوا حوله ، وارتفع ذكره في العالمين، حتى أن الجرائد في مصر والحجاز كانت تنشر أخباره، خصوصاً بعد وقوع خلاف مشهور بينه وبين آل علوي الذين استقبلوه واحتفوا به أول الأمر ،ويسّروا مساعيه في القيام بأعباء النهضة العلمية. هذه الحفاوة التي سرعان ما انقلبت إلى عداوة، ودهش الناس للانقلاب العجيب على الشيخ؛ ذماً بعد إطراء وقدحاً بعد الشكر والثناء.
    صبر الشيخ صبراً جميلاً على ما أصابه من الأذى والظلم، فقد كذبوا عليه بدعوى أنه يدعو إلى مذهب جديد فيه خليط من حمق السودان وطيشهم وآراء الخوارج ونزغات الاشتراكيين! ويعجب المرء بصبره هذا على السب والهجاء والسخرية، إذ كان يقابل كل ذلك بالصمت والتجاهل، ومبدؤه أن «السفاهة لا تشين إلا صاحبها»! ولا يرد إلا إذا اقتضى المقام بيان حكم في الدين ، وحتى حين يفعل ذلك فإنه يرد بأدب شديد وكأنه يعتذر: «أكرمت نفسي بعدم مجاراته في هتك أعراض المسلمين المصونة ومقابلته بمثل كلامه»، والغرض من الرد ليس التشفي بل تجنب المحذور بكتمان العلم. وعندما يطلب الناس منه الجواب على بعض الأكاذيب يرد قائلاً: إني منذ ما بعت نفسي لله وعزمت أن أكون داعياً لدين الحق وإحياء سنة سيد المرسلين ... تصدّقت بعرضي قبل كل شيء في سبيل الله ولا أرجع في صدقتي ، وعليه فلا أغضب لنفسي مهما كان الأمر.
    وكان الشيخ يرى بثاقب حكمته أن ما يقوم به خصومه من الأكاذيب والوشايات والمضاربات، إنما هي خدمة يسديها هؤلاء إليه ، فيرفعون ذكره وينبهون الناس إلى مبادئه، فلولا الباطل ما عُرف الحق ولولا السفهاء ما عرف الحكماء.
    ولعدم الإطالة أكتفي بما تقدّم ، وأضيف شيئاً مما ذكره البروفيسور يوسف الخليفة في مقابلة صحفية أن «أثر الشيخ أحمد سوركتى في اندونيسيا معروف هنالك فهو الذي أيقظ العلماء حتى طرده الاستعمار الهولندى الذي كان يستعمر اندونيسيا، ومن آثاره نجد عددا من الرسائل العلمية «الماجستير والدكتوراة « بعنوان الشيخ احمد سوركتى قدم بعضها إلى الجامعات الغربية وبعضها إلى اندونيسيا ، ويذكر الشيخ محمد عبد الرحيم المؤرخ الذي كان مراسل الشيخ احمد سوركتى أن الرئيس سوكارنو عندما خرج من السجن وقبل أن يكون رئيسا لاندونيسيا، زار الشيخ احمد سوركتى وكان قد فقد بصره فقال له الرئيس سوكارنو «يؤسفني أن أزورك وقد فقدت بصرك ولكنك فتحت بصائرنا». وكان الاستعمار الهولندى يكتب في كل سنة تقريرًا إلى ملكة هولندا بأحوال اندونيسيا وفيه فقرة دائماً عن الشيخ احمد سوركتى، نتمنى أن يتمكن أبناء السودان الموجودين في هولندا من الاطلاع على الوثائق الموجودة هناك، وينقلوا لنا ما كتب عن الشيخ احمد سوركتى».
    وكنت أظن أن الشيخ سوركتي لم يعد إلى بلده دنقلا منذ مغادرته لها ، ولكني سمعت من أستاذي يوسف الخليفة أنه عاد العام 1938 إلى السودان وزار دنقلا، ورافقه في تلك الرحلة المهندس حسن داود.
    لقد انصرم العام 2011 دون أن نتمكن من إحياء هذه الذكرى العطرة، فهناك لجنة في مجلس الصداقة الشعبية العالمية تنشط في الإعداد للاحتفال بهذه الذكرى، وكان شهر أكتوبر الماضي موعداً له، ويبدو أن ظروفاً قاهرة حالت دون ذلك، فليتنا نرى مبادرة من إحدى شركاتنا الكبرى أو أحد مصارفنا لرعاية هذا العمل الكبير الذي لا يخفى مغزاه ومعناه. وأرى مشاركة الولاية الشمالية في هذا العمل المهم، بل أن هذا الاحتفال لا يكون له طعم من غير أهل الشمالية. وكنت قد بعثت إلى الأستاذ ميرغني محمد عثمان وزير الشؤون الاجتماعية والإرشاد بحكومة الولاية، ملتمساً تبني هذا الاحتفال قبل أن أعلم بخبر اللجنة الموقرة.
    هذه ذكرى يحق لأهل مقاصر وحامدنارتي وكلتوس أن يفخروا بها. ومن قبل في العام 1930 أراد كاتب بجريدة (المساء) إحدى الصحف المصرية أن تنال من الشيخ سوركتي بنسبته إلى هذه الديار، فقالت: إنه امرؤ مجهول من الزنوج الآبقين، وقد لفظته أرحام بلده المقاصر الكائنة في ضواحي دنقلا!! واستحق هذا الكاتب غضب أحد مستشاري الإدارة الهولندية في جاوة حين قال: إني لم أطلع في حياتي كلها لا في أوروبا ولا في الشرق على مقالة أبذأ ولا أخبث من تلك المقالة، ولم أتصوّر نفساً أجبن ولا أدنأ من نفس صاحبها.

    http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=1273&id=105608
                  

03-14-2012, 08:01 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشيخ أحمد سوركتي .. مرور (100 ) سنة على وصوله إلى إندونيسيا..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    تنقيب في ذاكرة البروفيسور يوسف الخليفة أبو بكر

    حوار : أميمة محمد عثمان

    من علماء اللغة العربية المشهود لهم في السودان والبلاد الإسلامية ومن أوائل العلماء الذين اهتموا بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها حتى أضحى اسمه مقترنا بهذا المجال انه البروفيسور يوسف الخليفة أبو بكر فقد بدأ اهتمامه بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها منذ خمسينيات القرن الماضي ، واستمرت جهوده خلال السنوات وتطورت إلى أن توجت بتأسيس وحدة كتابة لغات الشعوب الإسلامية بالحرف القرآني واختير بروفيسور يوسف مديرا لها وخلال مسيرة حياته العلمية الحافلة بالانجازات قدم بروفيسور يوسف "5" كتب فى لغات جنوب السودان بالحرف العربى "بالاشتراك" ومؤلفات فى اصوات القرآن وطريقة تعلمها ، وأكثر من "50" بحث ومقال منشور أو مقدم فى مؤتمرات عالمية فى مجالات القرآن وكتابة اللغات غير العربية بالحرف العربى ، وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وعلم الاصوات واللسانيات بالعربية او الانجليزية كما اشرف على اكثر من "140"بحث فى مستوى الدراسات العليا فى المعاهد والجامعات السودانية على مستوى البحوث التكميلية للماجستيروالماجستير والدكتوراة .
    زارته "التعريشة" بمكتبه بجامعة افريقيا العالمية وغاصت فى بعض جوانب حياته الزاخرة بالتجارب فكان هذا الحوار :
    دكتور بداية نود أن نتعرف عليكم؟
    من فؤائد المهدية أنها فرقت الجماعات القبلية فانتزعتهم من مواطن سكنهم وجمعتهم فى جيش او جيوش فتفرقوا فى البلاد ، اهل الشمال نزحوا الى الغرب والشرق ، اهلف الغرب تفرقوا فى الشمال ، ثم انصهرت هذه الجماعات بالتزاوج ونشأ جيل جديد قل ارتباطه بموطن ابائه واصبحوا ام درمانيين ومدنيين وعطبراويين ، وهكذا ومن هؤلاء جدى سوركتى حسن الشاب الذى نشأ فى "الغابة"فى الشمالية ، وعندما عين المهدى احد رجالات سوار الدهب اميرا ذهب معه عدد كبير من السواراب والزياداب "فرع من السواراب" ومنهم سوركتى ، وحاربوا مع الامام المهدى ، وكان لهم - اعنى "اهل الشمال"- اثر كبير فى انتصارات المهدية فى دارفور وعندما اعاد الخليفة الجيش الذى كان فى دارفور وكان تحت ادارة الاشراف عاد معهم جدى سوركتى الى ام درمان ، حدثتنى "يمَ ميمونة" زوجة الامام المهدى وكانت قد حضرت زواج اختى هدى من عثمان محمد احمد كرار عام 1938 وقالت جدكم سوركتى بعد ان عاد من دارفور وسكن فى ام درمان تزوج احدى طليقات الامام المهدى ، ولم ينجب منها ، ثم خطب احدى جميلات ام درمان ، وكان بينه وبين بعض حوارى الخليفة عداوة فسبقوا سوركتى وخطبو هذه البنت الجميلة الى الخليفة ومنذ ذلك الوقت "جدكم حرد المهدية" اى اعتزلها غاضبا ، وكلمة "حرد" بهذا المعنى فصيحة الا انها على وزن كتب ، ثم تزوج سوركتى كلتوم بنت الحاج محمد بن اسماعيل بن الحاج محمد بن ساتى حمد "جد السواراب" وقد شهدت جدى سوركتى فى الاربعينات وكان عمره قد ناهز المائة واثار جروح الرصاص والسلاح الابيض فى جميع جسده ، وكان يرطن الدنقلاوية ولغته العربية مكسرة يذكر المؤنت ويؤنث المذكر ، وانجب ولدين هما ابو بكر سوركتى ومقبل سوركتى ، ونشأ ابناه لا يتحدثان الدنقلاوية "رحمهم الله جميعا" وبهذه الطريقة يقل المتحدثون بلغة ما حتى تتعرض اللغة الى الفناء، كما حدث لابناء الحلفاويين الذين رحلوا من حلفا الى جنوب الخرطوم "بسبب السد العالى" وصار ابناؤهم يتحدثون العربية ولا يرطنون ، وكلا اللغتين الدنقلاوية والنوبية فى تناقص من حيث عدد المتحدثين بها ويمكن اعتبار اللغتين ايلتين للانقراض "مع الاسف الشديد" وهذا ما جعلنى اشجع محاولات تدوين تراث اللغات السودانية باعتبارها تراثا يحمل تاريخا وادبا وفكرا خلف اثرا فى اللغة العربية المستخدمة فى السودان وفى حياة السودانيين ، وهى جزء ومكون من مكونات الشخصية السودانية ، وبما ان لاسماء فى السودان دلالات دينية او عقدية احيانا فاننى اعتقد ان سوركتى كانت طريقته هى "القادرية العركية" بدليل انه سمى ابنيه الوحيدين مقبل وابكر"الذى اصبح ابوبكر" وكان يدعى ابكر ابو عشة النور ، بل ان ابكر اطلق على ابنيه اسماء العركيين وهما يوسف والكشيف ، الا ان ابكر صاحب بعض شباب الختمية واندمج معهم حتى حصل على الخلافة من السسيد على الميرغنى وصار الخليفة ابوبكر سوركتى .
    دكتور يوسف حدثنا عن تعدد الأسماء وخاصة فى اسمك .
    من مشكلات الأسماء فى السودان تعدد لفظ الاسم احيانا "ابكر وابوبكر وبابكر"، و"الخليفة" تكون احيانا لقبا ، واحيانا اخرى اسما ، وهذه المشكلة جعلت اسمى يتعدد فى شهادة الميلاد ويوسف بابكر سوركتى وفى الحى يوسف الخليفة ابوبكر وكذلك فى اماكن الدراسة ، وحتى اماكن عمل الوالد الخليفة بابكر ، وعندما عملت مدرسا طلب منى ان اوحد اسم الشهادة مع الاسماء الاخرى ، بغرض التثبيت فى المعاش ويكون ذلك باكراه لدى المحكمة ، فوجدت من حق الوالد ان استشيره فى الاسم الذى ارتبط به ، يوسف ابوبكر او يوسف بابكراو يوسف الخليفة ابوبكر او يوسف الخليفة بابكر ، فأختار الوالد الاسم الاخير فصار اسمى ابتداء من عام 1955 ابتداء العمل فى التدريس "يوسف الخليفة ابوبكر سوركتى".
    تزوج الخليفة ابوبكر نفيسة بنت حامد محمد بك ، وحامد هذا اخو حمد المك ، وامه هليمة زوجة المك محمد بك حدثتنى والدتى نفيسة قالت عندما دخل الاتراك للسودان خلعوا محمد بك وعينوا بدلا منه ابنه حمد وهو والد الزبير حمد الملك ، وكان حامد الولى بأن يخلف والده محمد بك لانه الابن الاكبر ، الا ان والدته خافت عليه من المؤامرات ورحلت معه الى قرى "شمال الخرطوم" ومنها الى وادى بشارة "شمال المتمة" وهناك تزوج حامد فاطمة بنت محمد نور الحداد وهيلمة بنت خاله محمد نور الحداد . واظن ان الاسم هيلمة هو محرف اسم "حليمة" مثل همت .
    وانجب حامد محمد بك الشيخ حسن الذى لحق عام 1913 بالشيخ احمد سوركتى ، وتوفى الشيخ حسن عام 1954 فى اندونيسيا ، وولد ولدين وست بنات وكانت امهم من الاندونيسيين ذوى الاصول العمانية ، وانجب حامد ايضا نفيسة والدة يوسف الخليفة ابوبكر والكشيف واختهما خديجة حامد محمد بك ، ومنزلهم جميعا فى سوق الشجرة بابي روف ام درمان ، حيث ولدت فى عام 1927 ونشأت فى بيئة دينية بحكم البيت ، وكان منزل الاسرة خلال الاربعينات والخمسينيات والستينيات يضم طلاب العلم من الاقرباء والغرباء.
    استاذ يوسف حدثنا عن رحلتك التعليمية
    بدأت تعليمى بالخلوة "خلوة المقرن" فى الخرطوم 1933 ثم انتقلت الى خلوة الخليفة ود مكاوى بام درمان عام 1936 ومنها الى خلوة الخليفة حسن كنه فى "سوق الشجرة"بام درمان عام 1938 واتممت هناك حفظ القران الكريم عام 1943، التحقت بمعهد ام درمان العلمى "الاوسط فالثانوى"1943-1949"، بعدها سافرت إلى مصر لمواصلة التعليم الجامعى 1950 والتحقت بجامعة القاهرة "كلية دار العلوم" وحصلت على ليسانس اللغة العربية والدراسات الاسلامية 1954، ثم الحصول على دبلوم التربية من جامعة عين شمس 1955 وعلى ماجستير اللهجات من معهد اللغات الشرقية جامعة القاهرة 1957، الحصول على ماجستير اللسانيات التطبيقية من جامعة متشجان الولايات المتحدة الامريكية 1960، ودبلوم اللسانيات جامعة ادنبرة 1969، ثم الحصول على دكتوراة الفلسفة من جامعة مانشستر "انجلترا"1974.
    المعهد العلمى بام درمان فى فترة الأربعينيات 1943-1949 وانتمائك اليه لم يمنعك من التعليم فى مدرسة امركية ارسالية
    بعد الخلوة التحقت بمعهد ام درمان العلمى وكان ذلك برغبة والدتى التى كانت تتمنى ان يكون ابنها يوسف مثل خاله الشيخ حسن حامد محمد بك الذى سافر الى اندونيسيا عام 1913 ليلحق بالشيخ احمد سوركتى الذى سبقه الى هناك بعامين وهناك انشأوا مدارس الارشاد التى بلغ عددها بعد عدة سنوات حوالى "150" مدرسة ، واثر الشيخ احمد سوركتى فى اندونيسيا معروف هنالك فهو الذى ايقظ العلماء حتى طرده الاستعمار الهولندى الذى كان يستعمر اندونيسيا ومن اثاره نجد عددا من الرسائل العلمية "الماجستير والدكتوراة " بعنوان الشيخ احمد سوركتى قدم بعضها الى الجامعات الغربية وبعضها الى اندونيسيا ، ويذكر الشيخ محمد عبد الرحيم المؤرخ الذى كان مراسل الشيخ احمد سوركتى ان الرئيس سوكارنو عندما خرج من السجن وقبل ان يكون رئيسا لاندونيسيا زار الشيخ احمد سوركتى وكان قد فقد بصره فقال له الرئيس سوكارنو "يؤسفنى ان ازورك وقد فقدت بصرك ولكنك فتحت بصائرنا" وكان الاستعمار الهولندى يكتب فى كل سنة تقريرا الى ملكة هولندا باحوال اندونيسيا وفيه فقرة دائما عن الشيخ احمد سوركتى نتمنى ان يتمكن ابناء السودان الموجودين فى هولندا من الاطلاع على الوثائق الموجودة هناك، وينقلوا لنا ما كتب عن الشيخ احمد سوركتى فى التقارير التى كانت ترد الى ملكة هولندا من الحاكم العام الهولندى فى اندونيسيا .
    كان الجامع العلمى فى ذلك الوقت مقره الجامع الكبير بام درمان ، ينتظم طلاب الفرقة الاولى حتى الفرقة الثانية عشرة فى حلقات تبدأ من الباب الشمالى وتنتهى الفرقة الثانية عشرة بجوار المنبر وهى الفرقة التى يتخرج فيها الطلاب وهم يحملون الشهادة "العالمية" بكسر اللام والتى تعادل عالمية الازهر التى عودلت فيما بعد بشهادة البكلاريوس ، درسنا حلقات لمدة اربعة سنوات ثم انتقلنا الى المبانى التى شيدت للمعهد بجوار استاد الهلال بام درمان ، وقد كان القبول فى المعهد العلمى مفتوحا لحافظى القرآن الكريم وطلاب المدارس ، واذكر ان شيخى فى الخلوة نصحنى وانا استعد للالتحاق بالمعهد وحذرنى من ثلاثة اشياء ، اولا الا ادرس الجغرافيا لان فيها كفرانيات "كروية الارض" ثانيا الا اكل فى المطاعم لان الذى يأكل فى المطعم لا تقبل شهادته ، ثالثا الااتخلى عن قراءة القرآن برواية الخلوة "الدّورى" فلما التحقت بالمعهد العلمى وجدت الجغرافيا مقررة على الطلاب ، وان جميع الطلاب يأكلون فى المطاعم بسوق ام درمان ، ولم تكن اللغة الانجليزية مقررة فى ذلك الوقت لكن بعض الطلاب نصحنى ان ادرس معهم اللغة الانجليزية فى الارسالية الامريكية بام درمان ، وكانت تقدم دروسا فى المساء ، وكان استاذى فيها "زيادة حسن ساتى" الذى اصبح فيما بعد مديرا عاما للبوليس فى الخرطوم ، وقد نفعتنى هذه الدروس التى اكملت فيها مقررات المرحلة الاوسطى فى ذلك الوقت في فى المستقبل .
    تعد من الذين جمعوا بين اصالة التعليم الدينى "الخلوة" ونظام التعليم المعاصر وليس كل من اتيحت له فرصة الجمع بين هذين النظامين استطاع ان يوفق بينهما ؟
    هذا صحيح دراسة اللغة الانجليزية جعلتنى اتطلع الى التحول الى المدارس الثانوية فاكملت ما كان ينقصنى من دراسة الرياضيات وغيرها لكى اجلس لامتحان مدارس الوسطى وانتقل الى المرحلة الثانوية ، الا ان المدرسة الارسالية الامريكية طلبت منى ان اعيد سنة رابعة معهم فرفضت ذلك وذهبت الى الشيخ بابكر بدرى الذى طلب منى "15" جنيه وهو كان مرتب والدى لايزيد عن"6" جنيهات فقد كان يعمل موزعا لجريدة انجليزية تسمى "سودانهيرالد" وجريدة اخرى اغريقية كان يصدرها اغريقى يسمى "كلايداكيتس" وكان عنده مطبعة ومصنع للشعيرية والمكرونة ومصنع للصابون والظهرة وكان والدى احد عماله عندما كنت فى السنة الاولى بالمعهد ، وكان القسم العالى فى المعهد يضم الشاعر محمد محمد على والشيخ احمد بيومى ، وكان الشاعر الهادى ادم فى القسم الثانوى فقد كان يسبقنى بـ"12" سنة ، واصلت حتى السنة السابعة فى المعهد ثم عملت مصححا فى جريدة الراى العام لصاحبها اسماعيل العتبانى ، خلفت فى هذه الوظيفة الاستاذ الهادى ادم الذى كان مصححا فى ذات الجريدة والشاعر الهادى ادم خلف محمد محمد على ، وكلاهما اختير فى بعثة الى كلية دار العلوم ، ثم جاء دورى وحصلت على بعثة الى دار العلوم بمصر وكان الاستاذ اسماعيل العتبانى رحمه الله تعالى يقول "الراى العام صارت مدرسة تبعث بالمصحيين للدراسة بالخارج".
    سافرتم إلى مصر فى اوائل الخمسينات ولحقتم باواخر عهد الملك فاروق وقيام الثورة المصرية عام 1953وهى فترة كان لها الأثر الواضح في تاريخ مصر والعالم العربي حدثنا عن تلك الفترة .
    كانت مصر منذ اواسط الاربعينات قد فتحت صدرها وجميع جامعاتها خاصة الازهر الشريف لاستقبال كل سودانى يستطيع ان يصل الى القاهرة وكانت تختار من بين الوافدين السودانيين مجموعة اطلق عليها بعثة "السنهورى باشا" والطلاب الذين يحصلون على هذه المنحة يحصلون على السكن مع الاعاشة فى بيت السودان وكانت "ثلاثة بيوت فى مصر" والطالب الممنوح لهذه البعثة كان يعطى "5"جنيهات شهريا ، كان يعطونا منها "3"جنيه فى يدنا والباقى يحتفظون لنا به حتى اذا تخرج الطالب يعود إلى السودان وهو حامل الشهادة الجامعية ومعها مبلغ كبير من المال ، وهو حصيلة اربعة اعوام او خمسة ، واضافى الى ذلك كانت كلية دار العلوم تمنحنا "5"جنيهات شهريا فكنا من اثرياء الطلاب مع جميع الكتب والمراجع التى تمنحها كلية دار العلوم مجانا لكل الطلاب ، كان ذلك فى عهد الملك فاروق واستمر ذلك الخير الى عهد الثورة المصرية ، لم اكتف بالشهادة الجامعية ولكنى واصلت دراستى فى عين شمس فى تخصص التربية لمدة ستة سنوات وفى معهد اللغات الشرقية بجامعة القاهرة لمدة ثلاثة سنوات ، وفضل مصر على السودان لا يستنكره الا الاعشى .
    ما كنت وأنا في مصر اكتفى بما أتلقاه بالجامعات ولكني انتظمت في عدد من الدراسات المسائية فدرست اللغة الألمانية ودرست الاختزال والآلة الكاتبة، وكنت أقوم بتدريس اللغة الانجليزية لبعض الطلاب في الأزهر الشريف.
    حضرنا حريق القاهرة في الثورة المصرية ، وحضرنا ثورة 23 يوليو بقيادة محمد نجيب ، ولما كنت سكرتيرا للطلاب كنا كثيرا ما نذور محمد نجيب فى مجلس الوزراء وكان كثيرا ما ينصحنا أن ندعو السودانيين ليتكاتفوا وينبذوا الحزبية البغيضة ، وذلك بعد أن نعود في الإجازات وكنا عندما نزوره يكون معه بعض الضباط المصريين فيتحدث معنا بلهجة سودانية لا يفهمها غيرنا .
    ما الذى دفعكم لدراسة علم الأصوات واللغويات ومدى تأثير هذه الدراسة على نهجكم؟
    أحببت الدراسات اللغوية منذ أنكنت فى كلية دار العلوم وكان فيها استاذى الدكتور تمام حسان والدكتور ابراهيم انيس والدكتور ايوب ، وقد كانوا قريبى العهد بالتطورات التى حدثت فى علم الاصوات فى اوروبا وهذا ما جعلنى اواصل الدراسة العليا فى اللغات الشرقية وعندما عدت للسودان ،اختارتنا وزراة المعاف للعمل فى جنوب السودان ، فعملت استاذا للغة العربية فى مدرسةرومبيك الثانوية .
    فترة العمل فى جنوب السودان 1955 وتجربتكم مع الاستاذ خليل محمود عساكر هل كانت سببا فى اهتمامكم بنشر اللغة العربية بين الناطقين بغيرها؟
    عشت وسط الدينكا وحضرت أيام التمرد الأولى وقتل التمرد نائب مدير المدرسة ومعهابنته التي كان عمرها "11" عاما وكذلك قتل أستاذ الجغرافيا أحمد محمد علي وكانوا قدخرجوا من رمبيك ومتوجهين إلى جوبا ، إما نحن فى المدرسة فلله الحمد لم يصب منا أحد بشيء مع ان الطلاب والبوليس كانوا يحرضون البوليس والسجانة لقتل الشماليين إلا أن حكمة ضابط البوليس قبريال حسن ساكت منع البوليس والسجانة الدينكا واذكر قوله " نحن الدينكا لا نتبع الفرتيت الذين قاموا بالتمرد في توريت" وعندما أعلنت الحكومة ان كل الموظفين السودانيين الذين حضروا التمرد لا يجبرون على العمل في الجنوب مرة اخرى ،لكنى اخترت ان أواصل العمل فى الجنوب وبقيت في مدرسة رومبيك الثانوية ثلاثة سنوات ثم نقلت مساعدا للخبير "خليل محمود عساكر الذى انتدبته وزارة المعارف من جامعة القاهرة للقيام بكتابة لغات جنوب السودان بالحروف العربية بدلا من الحروف الاتينية .
    بروف ما السبب فى ذلك ؟
    السبب هو ان الجنوب فى ذلك الوقت لم يكن فيه معلمون مؤهلون لتعليم اللغة العربية ماعدا قلة من الشماليين وان المدارس الصغرى والمدارس الاولية كانت تستخدم فى الصف الاول والثانى اللغات المحلية المكتوبة بالحروف الاتينية وبها تدرس كل اللغات المقررة وكان من العسير تأهيل مئات المعلمين لهذه المدارس ليدرسوا باللغة العربية فوجد الدكتور عساكر ان "ما لا يدرك كله يترك كله" فرأى ان يحول الكتب باللهجات المحلية والى الحروف العربية بنفس اللهجات واقتضى ذلك دراسة اصوات هذه اللغات وابتكار حورف عربية معدلة لكتابة الاصوات فى تلك اللغات ولا توجد فى اللغة العربية ، واستطعنا فى الخمس سنوات الاولى كتابة مقررات خمسة لغات هى الدينكا ، الزاندى،الباريا، المورو ، اللاتوكا ، وانه فى ذات الوقت قامت الارسالية الامريكية بالبيبور بكتابة اربعة كتب بالحروف العربية بلغات الشلك ،النوير ،المورلى ، الانواك وصارت بذلك "6" لغات وهو العمل الذى ظللت امارسه منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ، الا انه توسع وتطور ليشمل جميع لغات افريقيا واسيا ، فاصبح مشروعا رائدا تولته المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم والبنك الاسلامى للتنمية وجامعة افريقيا العالمية وتم انشاء وحدة كتابة لغات الشعوب الاسلاميةبالحرف القرانى "المحوسب".
    لو تكرمت برفيسور اعطنا نبذة عن عمل "وحدة لغات كتابة لغات الشعوب الاسلامية بالحرف القرآنى "المحوسب".
    واصلت الوحدة عملها فى احياء الحرف العربى بديلا للحرف اللاتيني فى اسيا وافريقيا خاصة دول غرب افريقيا وفى 1990م تم ابتكار الة كاتبة ، كتبت بها لغات افريقيا واشتملت على الحروف العربية والمعدلة التى تمثل الاصوات غير العربية ، كما اشتملت على الحركات العربية وغيرالعربية تلك اللغات.
    ولعل من اهم اختصاصاتها اعادة كتاب تراث الشعوب الاسلامية الافريقية المكتوبة بخط اليد ، واعداد كتب تعليمية بلغات المسلمين المكتوبة بالحرف العربى بجانب عمل بيلوغرافيا بتراث المسلمين المكتوب بهذا الحرف تمهيدا لحفظه فى الحاسوب . بعد اكثر من عشرين سنة على بداية هذا المشروع بدأ يثمر فى توعية المسلمين للعودة الى الكتابة بهذا الحرف وصدر عدد من الصحف فى افريقيا مكتوبة بالحرف العربى .
    معظم جهودكم كانت نحو الاعمال العلمية التعليمية والتربوية فما رأيكم فى واقع التعليم الآن ؟
    مناهج التعليم تحتاج الى مراجعة مستمرة كل"5" سنوات وعدم مراجعة مناهج التعليم سبب خللا كبيرا فى التعليم ، مثلا مناهج اللغة العربية المستخدمة حاليا فى التعليم الاساسى لم تراجع منذ اكثر من "15" سنة ومن الخلل الذى احدثته اننا نجد كثيرا من طلاب الجامعات لا يستطيعون استخدام المعجم العربى لانهم لايعرفون الحوف الهجائية بالترتيب المعروف " من الالف – الياء" عليه يجب مراجعة وتجربة وتدريب المعلمون عليها كما كانت تفعل بخت الرضا سابقا ، ودائما ما نقول للمعلمين فى المدارس ان النحو والصرف معلومات عن اللغة وليس اللغة ، لأن اللغة تكتسب بالممارسة حديثا وكتابة وقراءة .


    --------------------------------------------------------------------------------

    نقلاً عن صحيفة الرائد السودانية
    http://fikria.org/show_page.php?page_id=106#myGallery-picture(2)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de