الاخ اسامة شكرا على هذا التلخيص الموجز لموضوع شغل المثقفيين كثيرا هو" الحداثة " لم نتهى بعد من "مابعد الحداثة" حتى اتت حداثة جديدة وتبعها انقلاب ايضا وهنا ايضا تداخلت التكنلوجيا لتفرض تعريفا جديدا بالاضافة الى العولمة ولفت نظرى ما ذكرته هنا فى هذا الاقتباس من مداخلاتك
"يبقى السؤال الرئيس الذي طرحه العدد الذي لخصه بورفيا كالاتي"الى اي حد تؤثر العولمة في كل ما له علاقة بالفن والثقافة؟؟ هو السؤال الذي سيشغل المشهد الثقافي العالمي ولزمن طويل"
كنت منذ مدة اقلب فى موجز لكتاب الباحث الامريكى المصرى الاصل إيهاب حسن عنوان الكتاب "صدى الحداثة ".... ما بعد الحداثة فى زمنها القادم ويلخص الباحث ايهاب نظريته كالاتى: تبدو مهمة التمييز بين الحداثة وما بعد الحداثة بالغة الصعوبة، ففي الأدب تعتبر الأعمال حداثية ويعتبرها البعض الآخر ما بعد حداثية، وربما تكون مقارنة الناقد الأميركي جون بارث بين أدب الحداثة وأدب ما بعد الحداثة هي الأكثر وضوحا أو الأسهل فهما، إذ يعتبر أن أدب الحداثة قام على تفضيل التجربة الشخصية والذاتية على حساب العامة، وأكد على النزعة المجازية في مقابل الكناية، وعلى اللاشعبية بالنسبة للرواية الحديثة، ما يعني ضمنا الاعتماد على المفسرين والشارحين وقناصي الشوارد ليكونوا وسطاء بين النص والقارئ. أما أدب ما بعد الحداثة فقد انتقل بالرواية إلى مستوى أعلى من المماحكة النظرية بين الواقعية واللاواقعية والشكلانية والمضمونية والأدب المجرد والأدب الملتزم ورواية النخبة والرواية الشعبية، أما حبكة الرواية فيمكن الحصول عليها في صيغة اقتباس من حكايات أخرى، والاقتباس قد يكون أقل نزوعا إلى الهرب من الحبكة المقتبس منها.
ويقول منظر ما بعد الحداثة إيهاب حسن إنه ليس ثمة ستار حديدي يفصل بين الأدبين، لأن الثقافة منفذة للزمن الماضي والحاضر وللزمن المستقبلي، وبوسع المؤلف أن يكتب عملا حداثيا وما بعد حداثي في نفس الوقت مثل جيمس جويس في رواية "يقظة فنيغن".
فما بعد الحداثة ليس مجرد مصطلح يصلح تطبيقه على كل أدب مغرق في الألغاز والأحاجي، وإنما هو مفهوم من أهم ميزاته أنه غير متبلور وغير قابل للتعريف، لأن في التعريف صرامة هو يرفضها، ولأن بلورة المفهوم تفترض إنجازا سابقا وهو ما سعى لتحطيمه، إنه مفهوم يكفل له التاريخ والتحول الاجتماعي نصوعه وجلاءه، وكما كان أدب الحداثة نبوءة لتحول جديد، سيخترق أدب ما بعد الحداثة زمنه ليبشر بولادة تاريخ جديد.
اما العولمة بصيغها المختلفة تجعل العالم أكثر بؤسا وكآبة، وتحمل بداخلها نزعة مركزية غربية تتيح للثقافة الغربية أن تعربد في المحافل الدولية لتفرض سيطرتها دون منازع وتهمش الثقافات الأخرى وتجعلها فنونا شعبية قديمة.
شكرا لك اخ اسامة على هذا الموضوع القييم الذى اهتم به كثيرا اتمنى ان اقرا مداخلات كل من يهمه الحداثة وما بعد الحداثة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة