حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 01:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2004, 04:31 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20484

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ (Re: osama elkhawad)





    الاحد 4 كانون الثاني 2004 -عن الملحق الثقافي للنهار البيروتية-
    "الـعـولـمـة وصـنـاعـة الاحـداث الـزائـلـة" لـبـلال خـبـيـز

    مـحــو الـلـمــس واخـتـصــار الأجـســام

    يـوسـف حـاتـم



    يكتب بلال خبيز في الصفحة 26 من كتابه "العولمة وصناعة الاحداث الزائلة"، انه "منذ اللحظة الاولى لولادة هذا الكائن المدجج بالاسلحة كافة، اعني العولمة، حازت صفتين ضاريتين: القدرة على الازدراء، والقدرة على الغواية". وعليه نشأت العولمة على استبعاد عدد لا يحصى من البشر، بينهم الاميون طبعا، والقاطنون في بلاد لا تتمتع بنيتها التحتية بنعمة الاتصالات والطاقة الكهربائية، والذين لا يجيدون عددا من اللغات الضرورية. والعولمة مغوية، والغواية من صنوف الشيطان بحسب الميتولوجيا الدينية. وهي تغوي "لانها كقارئات الحظ، تقرأ المستقبل لكل من ينتمي اليها، المستقبل الذي تحرص على تحديد حدوده في عناية شديدة، وفضلا عن شبه العولمة بقارئات الحظ، فهي ايضا قادرة على تحقيق الاحلام". لم تعد العولمة في رأي بلال خبيز في حاجة الى الجسم، بقدر ما تحتاج الى اجسام افتراضية تجاري المخيلة: "يمكننا تعريف العولمة اولا بوصفها فشل الجسم في مجاراة المخيلة". لا ادري لماذا تذكرت الفيلسوف اليوناني الفرنسي كاستورياديس، ربما لانه اعتبر ان الانسان ليس "حيوانا عاقلا"، بل "كائن يستطيع التخيل"، والبناءات السياسية والحقيقية والدينية ليست نتاجا للعقل بل ابداعات المخيلة، حتى يمكن القول بان العقل نفسه هو ابداع المخيلة.

    العقل ابداع المخيلة، ويمكن الجسم في زمن العولمة ان يكون كذلك ويكون في الغياب. ويستدعي تحضير الجسم للغياب الكلي وخفوت الحضور التام، جهدا هائلا يبذله الجسم نفسه في محاولة تأكيد انطوائه وتعبه من الحضور ولا يبقى حاضرا من الجسم الحديث او معنياً به الا ما يمكن اعتباره صادرا عن طبيعته الخاصة، ولكن ما يمكن اعتباره عاما وشائعا في علاقة الكائن العصري بجسمه يتعلق بتهميش الحواس جميعا ومعا في آن واحد.

    نجد ان ناشطي برامج الدردشة يمارسون هذا المحو المريح طوال فترة لقائهم اقرانهم واصدقاءهم على الشبكة، وفي هذه الحال يتحول الجسم ما يشبه اللغز او السر. وتكتمل صورته في الايحاء. الذهن اليقظ والجسم الغائب والمستبدل بالصورة هما من اساسيات تقنيات الاغواء في المحادثة الفورية، وهذا يختلف اختلافا بيّنا عن تقنيات الاغواء المعتمدة في المعيش اليومي. الجسم الذي يعاد انتاجه على شاشة الكومبيوتر وفي الخيالات المحض هو جسم مختصر. تذهب بنا الحياة الافتراضية الى ان نقول بأفول الواقع وتجاوزه ونستنبط من الدردشة الانترنتية افول لذة الجنس الحقيقية في مقابل غوصنا على الخيالات. كان ابن العربي يقول: "العالم كله خيال في خيال". خيالية العالم عنده نتيجة رؤيته من الخارج وليس من الداخل اي "ما وراء الواقع". في المقابل نجد بلال خبيز يقول ان العولمة ادركت منذ ولادتها ان هوس الحداثة بحسب الافكار مستحيل، وان الخيال لا حد له ولا طاقة للجسم على احتمال شطحاته. وهذا شأن بودريار الذي يسلّم بالعلاقة المتوترة بين الفكر والواقع، فلا ينوب الفكر مناب الواقع ولا يحل الواقع محل الفكر. لانه لو امكن الفكر القبض على الواقع او التماهي مع جزئياته لما كان هناك مآزق وكوارث.

    الاغواء يغذّي المخيلة وهذا ما كرسته السينما والصورة. فعندما تخلع ممثلة ثيابها امام الكاميرا ويشاهد ملايين البشر حول العالم جسمها العاري، فإن ذلك لا يدعوها الى الخوف والريبة والتحسب من رقابة اجتماعية صارمة تقيم حظراً شديدا على الجسم العاري. لكن في العالم العربي لا تمثل الممثلة العربية بجسمها بل بوجهها، ولا تغوي المرأة في السينما بثدييها بل بصوتها، ويقع الجسم دائما خارج الحضور، ويعامل في وصفه آلة تحمل خطاب العقل فقط.

    اما عري المدن فليس مباحا لكل لامس. على العكس من ذلك هو عري يبالغ في طمأنة الجسم عبر توسيع حيزه الخاص. وهم اشبه بالممثلين، والممثلون هم ارفع كائنات العولمة مكانة واعلاهم كعبا. وعلينا ان نجيد التمثيل جيدا ليتسنى لنا ارتقاء مدارج العولمة.

    لكن ليس ثمة جسم يمكن لمسه اذا كان الجسم صورة على النحو الذي اراده بول فيريليو تحديدا حيث الصورة تمحو اللمس. ربما لان المسافة تختفي بين الرائي والمرئي. او لان الصورة تخاطب المخيلة (آلة الوهم)، والصورة عون على استنباط البرهان على ان الغائب هو الاصل. الصورة هي الظاهر من الغائب، والظاهر والسطح من الاشياء هما اعمق ما تتقوم به بحسب نيتشه. ذلك ان العمق ليس ما يفوق ما يُرى او بعده، وليس داخله الخفي، بل مثوله للباصرة والنحو الذي يرى اليه الناس.

    الصورة تمحو اللمس بقدر ما تجعلنا نتآلف مع كائنات واماكن كانت حتى الامس القريب شديدة الخطورة والغموض على حد سواء. او في معنى آخر، العين اداة العولمة الابرع في المؤالفة بين الاشياء، والعولمة تشجع اعادة انتاج الطبيعة وفق مقاييس ومعايير مدروسة في دقة شديدة.

    ليست العولمة اختراعا. انها مسارات معقدة سمحت للاكتشافات العالمية والتطورات التي حصلت في مجالات الاتصالات وتقنيات نقل المعلومات ان تصبح ضرورية للاجتماع البشري في صورة بالغة السرعة. وما كانت هذه التقنيات لتشهد هذه السهولة الفائقة في انتشارها وغزوها للعالم، لو لم يكن العالم متطلبا لها ومتهيئا لاستعمالها.

    اقتضت العولمة ان تنجز الثقافات والشعوب والدول حدا معينا من التطور جعل الاحداث تجري في صعيدين متباينين ومنفصلين، صعيد الصورة حيث تتراكم الاحداث لكنها لا تحدث، وصعيد الوقائع حيث تزول الاحداث لكنها تحدث فعلا. هما صعيدان متصلان في الادراك البشري. تدعونا العولمة للخروج من اجسامنا، واخفاء صفاتنا ووظائفنا، في وصفها من البواطن التي يجب حفظها سرا، ذلك ان العولمة لا يمكن القبض عليها، "وهل يمكننا ان نقبض بأيدينا على الهواء؟!" يسأل بلال خبيز. في معني آخر، تقوم العولمة على الايهام والتدبير الاحتيالي في صناعة واقع مجتث من اصوله، حيث لا الزمان زمان، ولا المكان مكان، وكل شيء قابل للتغيير في لحظة.

    تعيد العولمة انتاج الحواس بما يتناسب مع ايهامها، بل انها لا تتدخل في شيء بقدر ما ترضخ الاشياء لشروطها الصارمة واحتمالاتها الدائمة. تشطب العولمة امكنة متعددة وتعيد انتاج امكنة اخرى. هذه الامكنة قادرة على صناعة حوادثها في ظواهرها، فالحيز العام في المدن هو المكان حيث تختفي صفات الناس جميعا لكنه في الغالب حيز هش ومعرّض لكل صنوف الكوارث والتدخلات. صفته الاولى انه يعطّل الحواس جميعا، مما يجبر السلطة البوليسية على ان تعتني بنظافته لئلا تتراكم الآثار التي يتركها العيش. لكن الاحياز سرعان ما تفقد صفاتها ما ان تفشل السلطات البوليسية في العناية بنظافتها واتساقها الهندسي. ويشترط الاتصال بالعولمة على المدن في العالم نوعا من العناية البوليسية المفرطة، في الطعام والشراب واللغات والازياء والحرارة والروائح. فالعولمة تخشى الفوضى التي يتركها العيش اليومي على جدران البنايات. تريد كل شيء مرتبا، لان الامكنة لا تستطيع ان تنتج الصدف وترعاها، ولا تستطيع ان تجعل الحيز العام قابلا لاستيلاد الحكايات وتناسلها بعضها من بعضها. ومدن العالم لا تستطيع ان تكون من امكنة العولمة الا اذا حازت الشرط الضروري الذي يسمح لها برعاية الصدف وتوليد الحكايات. وبعد ذلك يمكن المرء ان يصبح ممثلا.

    العولمة في مضمارها دعة الخيال والمتخيل، او هي "وهم بوهم". لكننا لا نستطيع الا ان نكون في قلبها. كتاب بلال خبيز في مضماره والرابط بين مقالاته يشبه مسار العولمة السري اللغزي.

    وساعود نسبة لمشاغل عدة للتعليق على هذه العرض
    ارقدوا عافية
    المشاء

    --------------------------------------------------------------------------------
                  

العنوان الكاتب Date
حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ osama elkhawad01-03-04, 02:22 AM
  Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ إيمان أحمد01-03-04, 02:52 AM
  Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ osama elkhawad01-03-04, 03:02 AM
  Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ Solara_sabah01-03-04, 04:31 AM
  Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ osama elkhawad01-04-04, 01:42 AM
    Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ Solara_sabah01-05-04, 00:51 AM
  Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ Sidgi Kaballo01-05-04, 05:12 AM
  Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ osama elkhawad01-05-04, 07:17 AM
  Re: حداثة جديدة أم انقلاب على الحداثة؟ osama elkhawad01-06-04, 04:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de