كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
الاسلام والحداثة (ملف)-عن "بلاغ دوت كوم"-المقدمة (Re: osama elkhawad)
|
المقدمة: عندما نواجه قضية الحداثة ونريد أن نحدد موقفنا منها كمسلمين، أي من ننتسب إلى الاسلام وتعاليمه وقيمه دون أن نكون بالضرورة آخذين بزمام الحضارة ـ كما كنا في السابق ـ على أساس هذه التعاليم والقيم، سيكون لزاماً علينا أن نفهم أولاً أبعاد هذه القضية أي الحداثة وبالتحديد الحداثة الغربية ومدى ما تحمله من قيمة معرفية وحضارية تتعلق بشأن مهم أي مواكبة الواقع والتطور في الزمان. هذا الفهم لا نحتاجه فقط حينما نريد استنساخ مفاهيم الحداثة وقيمها في واقعنا وإنما نحتاجه حينما نريد أن نعرف من خلال عملية الفهم ما يميز مشروعنا التحديثي ـ إن كنا قد امتلكنا أدواته المعرفية على الأقل ـ عن مشروع الحداثة الغربي.
وكذلك نحتاج هذا الفهم حينما نريد أن ندرك ونتعرف أكثر على العيوب والنواقص والأزمات والمآزق المعرفية والحياتية التي تفرزها الحداثة بجوهرها الغربي لنتجنب المنطلقات الأولية الخاطئة ونحن نسعى في مشروعنا التحديثي قبل أن نحصد النتائج المريرة للمشروع الأول. وبالطبع لا تتم عملية الفهم هذه بالسهولة التي تقدمت وإنما تحمل صعوبات جمة لأننا أولاً لا ننظر إليها من موقع محايد أو من خارج التجربة حيث إننا أصبحنا كالآخرين محاطين بكل مظاهر الحداثة ومفاهيمها وقيمها وتقنياتها واجتاحنا مشروعها الأكبر وهو العولمة حتى إن مشاريعنا في التحرر ونيل الاستقلال وتحديد الأصالة والهوية وسائر ما يدخل في جغرافيتنا السياسية والفكرية باتت تتعرض هذه المشاريع للتشكيك في مصداقيتها بعد أن تحول الاستعمار العسكري في بلادنا إلى ظاهرة استعمار العقول والأفكار لا سيما تلك التي تقود المجتمع. وهي أي عملية الفهم صعبة كذلك لأننا لم نبدأ التفكير بالتحديث الا عندما كان الغرب قد طوى أشواطاً مهمة في هذا الجانب وشعرنا بعمق التخلف حينما غزانا الاستعمار في عقر دارنا ولم يخرج من فكرنا وعقلنا رغم خروجه من بلادنا.
على هذه الخلفية نشأت رؤى وأفكار وما زالت تنشأ في إطار فهم الحداثة والسبيل الذي يحقق لنا مواكبتنا الحقيقية للتطور في الواقع والزمان. فبينما اعتبر البعض الحداثة أمراً خارج الدين ولا تستطيع أن تتمثل في فكر وحياة الجماعة الدينية إذا ظلت هذه الجماعة وفية لقيم الدين وتعاليمه الأخلاقية قال آخرون إن الظروف التاريخية والاجتماعية هي التي حرمت أو تحرم الجماعة الدينية أو المجتمع الذي يؤمن نظرياً بقيم الدين من امتلاك المشروع التحديثي واعتبر هؤلاء إن للاسلام مشروعه التحديثي الخاص به حينما تتجلى قيمه في الفكر والوجدان والعمل الفردي والجماعي, وربما حاول البعض أسلمة مصطلح الحداثة حتى باستعارته مفهوم الاجتهاد وهو اعمال العقل في ربط النصوص الدينية بالواقع ، بل ويذهب جماعة من أصحاب الفكر الاسلامي إلى أن مشروع التحديث الاسلامي إذا ما تم تبنيه بوعي ومسؤولية سيكون بمنأى عن الأزمات والمآزق التي يتعرض لها المشروع الحداثي الغربي.
وبالتالي كان على هؤلاء أن يعوا أسس المشروع الاسلامي من جهة ويدرسون بإمعان الأزمات الحقيقية للحداثة الغربية كما تبدو حالياً للناظر أو التي ستظهر في المستقبل عاجلاً أم آجلاً من جهة أخرى. ولا تنتهي الرؤى والأفكار إلى هذا الحدّ فهناك من يرى لا سيما من الغربيين إن الاسلام يعارض الحداثة ولا ينسجم معها وليس فقط لا يمتلك قيمها وأدواتها المعرفية وبالتالي فإما اسلام وإما حداثة في مجتمع مسلم. وقد يرفض البعض الاخر هذه الصرامة فيقول إما اسلام متطرف أو اسلام معتدل يقبل بالحداثة.
في مقابل هؤلاء يقف أصحاب الرأي القائل بأنه لا تعارض ولا تنافي بين الاسلام والحداثة وبينهم من يتهم الغرب وأحد أهم إفرازات حداثته أي الاستعمار ومخلفاته بأنها العائق الأكبر أمام عملية التحديث الذاتي من خلال مشروع التغريب الذي يرعاه دعاة الحداثة الغربية في المجتمعات المسلمة الذين "لم يستطيعوا أن يفهموا أن قوة العالم الغربي لا تكمن في أسلوب حياته وإنما في أسلوب عمله "(علي عزت بيغوفيتش/ الرئيس البوسني الأسبق) والذين يقول عنهم الدكتور مراد هوفمان( المفكر المسلم الألماني): "ما أسهل أن نفهم استمرار افتتان كثير من المستعمرين سابقاً بالثقافة الغربية وتكنولوجيتها وسر الصنعة لديها... ولكن الأمر الأكثر صعوبة أن نفهم لماذا نجد كثيراً من العرب المحبين لأسلوب الحياة الأمريكية يتجاهلون عيوبها.. على الرغم من الإشارات التي تنذر بوقوعها في أزمة حضارية.."
ويبقى لنا أن نقول إننا ينبغي أن نتعلم من الحداثة كيف نواكب الواقع ونتطور في الزمان وفقاً لمشروعنا الحضاري وأن نعتبر من أخطاء الحداثة وعيوبها ومآزقها. عدم التعلم سيمعن في تخلفنا وعدم الاعتبار سيوقعنا في الاغتراب وأسر العولمة.
الموضوعات والبحوث التي عرضها ملف الاسلام والحداثة تمثل تلك الرؤى والأفكار التي تحدثنا عنها و لكي تساهم في تعميق الوعي لدينا تجاه الحداثة ومشروع التحديث الاسلامي.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-09-04, 02:45 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-09-04, 03:20 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | سجيمان | 10-09-04, 03:26 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-09-04, 03:23 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | Nagat Mohamed Ali | 10-09-04, 03:48 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-09-04, 03:49 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-09-04, 03:51 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-09-04, 03:55 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-09-04, 04:00 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-09-04, 04:04 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | عشة بت فاطنة | 10-10-04, 06:39 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | عشة بت فاطنة | 10-10-04, 06:50 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | AttaAli | 10-10-04, 07:14 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | Sinnary | 10-10-04, 08:27 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | عشة بت فاطنة | 10-10-04, 10:35 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 03:44 PM |
صبحي حديدي:بين جاك دريدا وتفكيك الزرقاوي | osama elkhawad | 10-11-04, 03:47 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 03:51 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 03:53 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 03:56 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:01 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:03 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:06 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:07 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:10 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:14 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:17 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:19 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:27 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | Abomihyar | 10-11-04, 04:33 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:37 PM |
جاك دريدا:الدين في عالمنا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:40 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 04:47 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 05:00 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-11-04, 05:03 PM |
وداعا جاك دريدا ومفهوم "المغفرة" | osama elkhawad | 10-11-04, 05:08 PM |
نظريات التلقي وتحليل الخطاب ومابعد الحداثة | osama elkhawad | 10-11-04, 05:17 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-12-04, 09:07 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-12-04, 09:09 AM |
محاولة لمقاربة ابن عربي في ضوء ما بعد الحداثة | osama elkhawad | 10-12-04, 09:16 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-12-04, 09:28 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | malamih | 10-12-04, 11:18 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-13-04, 08:12 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | Safa Fagiri | 10-13-04, 08:53 AM |
وجهة نظر اسلامية حول المعرفة في سياق الحداثة | osama elkhawad | 10-13-04, 10:52 AM |
وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" | osama elkhawad | 10-13-04, 10:58 AM |
Re: وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" | تراث | 10-13-04, 01:29 PM |
عن هابرماس بالعربية | osama elkhawad | 10-13-04, 05:42 PM |
من الحداثة وخطابها السياسي لهابرماس-تحدي الاصولية | osama elkhawad | 10-13-04, 05:55 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 05:58 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 06:00 AM |
هابرماس ومفهوم التواصل | osama elkhawad | 10-14-04, 06:04 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 06:17 AM |
هابرماس وبوش | osama elkhawad | 10-14-04, 06:20 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | Yasir Elsharif | 10-14-04, 06:29 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 06:35 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 06:38 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 06:43 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 06:45 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 06:48 AM |
محاضرة لهايدجر | osama elkhawad | 10-14-04, 07:04 AM |
Re: وداعا جاك دريدا | abdalla BABIKER | 10-14-04, 08:10 AM |
رمضان كريم يا عبدالله | osama elkhawad | 10-14-04, 12:00 PM |
مقالة كانط حول الانوار | osama elkhawad | 10-14-04, 12:04 PM |
فوكو يقارب سؤال "ما هي الأنوار" | osama elkhawad | 10-14-04, 12:08 PM |
هايدجر والاختلاف | osama elkhawad | 10-14-04, 12:21 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 12:26 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 12:38 PM |
هابرماس يجيب عن سؤال "ما هو الارهاب؟" | osama elkhawad | 10-14-04, 12:51 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 12:56 PM |
اكاديمي عربي يحكي عن علاقته بأفكار دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 01:02 PM |
دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية | osama elkhawad | 10-14-04, 01:14 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 03:16 PM |
حقل فوكو "الجزء الاول" | osama elkhawad | 10-14-04, 03:20 PM |
حقل فوكو "الجزء الثاني" | osama elkhawad | 10-14-04, 03:49 PM |
عرض للكتاب الذي سرق منه "الفيا" | osama elkhawad | 10-14-04, 03:58 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-14-04, 10:55 PM |
المسرح العربي بين الحداثة وما بعدها | osama elkhawad | 10-15-04, 08:36 AM |
الحداثة المنقوصة لهشام جعيط | osama elkhawad | 10-15-04, 08:39 AM |
الحداثة والأزمنة العربية الحديثة | osama elkhawad | 10-15-04, 08:42 AM |
الخلط بين الحداثة و التجدد | osama elkhawad | 10-15-04, 08:46 AM |
رأي اسلامي:الحداثة باعتبارها فتنة وباطلا | osama elkhawad | 10-15-04, 08:53 AM |
حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث | osama elkhawad | 10-15-04, 08:58 AM |
اعلان موت الحداثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ | osama elkhawad | 10-15-04, 09:05 AM |
الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية..(1) | osama elkhawad | 10-15-04, 09:10 AM |
الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية...(2 | osama elkhawad | 10-15-04, 09:13 AM |
الحداثة والتباين والغربنة | osama elkhawad | 10-15-04, 02:11 PM |
تناقضات الحداثة العربية و تعريفاتها المختلفة | osama elkhawad | 10-15-04, 02:16 PM |
Re: وداعا جاك دريدا | osama elkhawad | 10-15-04, 04:59 PM |
رأي اسلامي:سقوط الحداثة | osama elkhawad | 10-15-04, 05:12 PM |
رأي اسلامي حول الحداثة | osama elkhawad | 10-15-04, 05:31 PM |
في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) | osama elkhawad | 10-15-04, 05:41 PM |
الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الأول | osama elkhawad | 10-15-04, 05:53 PM |
الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثاني | osama elkhawad | 10-15-04, 05:59 PM |
الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثالث | osama elkhawad | 10-15-04, 06:09 PM |
الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّاالجزء الرابع والأخير | osama elkhawad | 10-15-04, 06:15 PM |
رأي اسلامي يرفض العولمة ويربطها بالحداثة وما بعدها | osama elkhawad | 10-15-04, 06:23 PM |
الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة | osama elkhawad | 10-15-04, 07:57 PM |
صبيانية الحداثة وعبثها وربطها بالفساد والجنس والمخدرات | osama elkhawad | 10-15-04, 08:04 PM |
راي حول وجود نماذج للحداثة غير النموذج الغربي | osama elkhawad | 10-15-04, 08:20 PM |
رؤية توفيقية للعلاقة بين الاسلام والحداثةمن كاتب ايراني | osama elkhawad | 10-15-04, 08:37 PM |
|
|
|