د.منصور خالد و د. عبدالله إبراهيم وبينهما الفنانة نجوى كرم و(.....) إمرأة السوء في سوق رفاعة

Quote: من الواضح كما قال الاستاذ عادل عبد العاطى ان د. عبد الله على ابراهيم قد تعامل مع هذا التقرير بطريقة تجعله يستهدف د. منصور خالد ويشن عليه حملة سياسية ونفسية ترمى الى رميه بالعمالة للمخابرات الامريكية، وترمى الى تشويه سمعته السياسية وتجريمه بالخيانة الوطنية. عبد الله على ابراهيم افرغ جهده فى تحوير الوثيقة واظهار من ساهموا بالمعلومات فيها كأنهم عملاء للمخابرات الامريكية. وهذا الذى فعله عبد الله على ابراهيم انما هو manipulation للحقيقة. واستهداف لمنصور خالد الذى يتهمه عبد الله انه عكر صفاء الوحدة الوطنية واشاع الفتنة والشقاق بين السودانيين! هكذا ! انظر الفقرة الثانية من الصفحة الرابعة التى فيها قدم منصور خالد معلومات للدبلوماسى الامريكى حول قادة الطلاب الشيوعيين فى جامعة الخرطوم. ماذا قال منصور خالد؟ قال ان محمد ابراهيم نقد وعبد العزيز ابو فصلتهما ادارة كلية الخرطوم الجامعية لنشاطهما الشيوعى. وانهما سوف يواصلان دراستهما الجامعية فى براغ ، عاصمة شيكوسوفاكيا، من دول المعسكر الاشتراكى حينها. وقالت الفقرة ان منصور قال انه قابل احد الطالبين المذكورين فى روما، عاصمة ايطاليا، فى طريقه الى براغ. وان هذا الطالب شرح لمنصور طبيعة المنحة الدراسية والتسهيلات التى سوف يتلقاها ( التعليم المجان والمواصلات المجان والسكن المجان الخ..). وهذه بالطبع طبيعة منح التعليم الجامعى فى عدد من الدول من ضمنها دول المعسكر الاشتراكى. هل هذه المعلومات سرية؟ وهل هى دليل على عمالة منصور خالد وخدمته للمخابرات الامريكية؟ لاحظ ان منصور واحد من 11 شخصآ التقى بهم الدبلوماسى الامريكى وهو يعد هذا التقرير عن الشيوعية فى السودان. ولقد شمل التقرير النشاط الشيوعى فى حركة الطلبة والعمال والمزارعين والنساء ونقابات العمال والصحافة والشرطة والجيش الخ.. ولاحظ ان التقرير كتب قبل استقلال البلاد. وقبل ميلاد الدولة الوطنية السودانية. فى ذلك الوقت كان السودان تحت الادارة البريطانية/المصرية فيما يعرف بالحكم الثنائى. وكانت امريكا قد انتصرت لمعسكر الديمقراطية فى العالم الذى دحر الفاشية والنازية فى الحرب العالمية الثانية بالتعاون مع الاتحاد السوفييتى العظيم. هذا التقرير كتب فى 1953 بعد اقل من مرور 9 سنوات على هزيمة النازية ودول المحور وانتصار الحلفاء. وتقديم امريكا الدعم المالى والاقتصادى لاوروبا المدمرة فيما يعرف بخطة مارشال الشهيرة لاعادة تعمير وبناء دول اوروبا التى انهكتها الحرب. وبمساعدة امريكا بدأت دول العالم الثالث فى الحصول على استقلالاتها. وذلك بعد ارساء مبدا حق تقرير المصير فى اعقاب الحرب العالمية الثانية. فى هذا السياق بدأت السياسة الخارجية الامريكية فى التوجه الى دول العالم الثالث وتجميع المعلومات عنها وعن النفوذ الشيوعى المرتبط بالمعسكر الاشتراكى فيها. لهذا لا استغرب كتابة هذا الدبلوماسى الامريكى هذا البحث/التقرير عن الشيوعية فى السودان. هذا شئ. والحديث عن عمالة منصور خالد للمخابرات الامريكية شئ اخر. ولقد فشل عبد الله على ابراهيم فى مسعاه. ولم يثبت شيئآ على منصور. ووضح ان هدف ابراهيم هو فقط الاثارة والتشويه. لا الحقيقة. وتاريخانية المعلومات والوثائق. ومع ذلك نشكر د. عبد الله على ابراهيم على جهد البحث عن هذه الوثيقة/التقرير. واحسب ان المهتمين بالتاريخ السياسى والدولى والدبلوماسى والحزب الشيوعى سوف يزيدون علمآ واطلاعآ على مناهج البحوث الامريكية وكيفية عمل وزارة الخارجية الامريكية وكيف تخدم المعلومات اهداف السياسة الخارجية بدقة وشمول وصبر وعناية، غض النظر عن اتفاقنا او احتلافنا مع السياسة الخارجية الامريكية فى حقبة الخمسينات من القرن الماضى وبدايات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربى والشرقى فى عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية 1939-- 1945.