|
Re: الكلية العسكرية ومناهجها وخريجوها سبب أزمة البلاد !!! (Re: kofi)
|
الي ست البنات و جميع المتداخلين/ات
سلام و احترام
أعتقد يا ست البنات ان المؤسسة العسكرية ظالمة و مظلومة, فهي صورة طبق الاصل لبقية مشاريع احزابنا الكحيانة من اقصي اليمين الي اقصي اليسار مع تحفظي الكبير جدا, لمسألة اليمين و اليسار هذه, لان ما بين اليسار و اليمين في السودان خيط رفيع يكاد, يكون غير موجود, فلا يتعجب الناس, ان وجدوا يساريا ناصع (اليساره) و لكنه من حيث السلوك اليومي, ما هو الا قطن من اقنان السودان, او صاحب مزرعة كبري لتربية البشر!!! و ربما ظلمه للناس اقوي و اعظم... فقد رأينا انتهاك حقوق العمال من قبل اهل اليسار و اليمين معا!! و هذا تقدمي و هذا رجعي...اهو فصاحة ساي و مصطلحات لا يسندها واقع معاش.
فيا ست البنات اذا طرحنا سؤال في غاية البساطة, و قلنا من اين جاء هؤلاء الضباط قبل دخولهم الي الكلية الحربية, كغيرها من الكليات التي يدخلها الناس, بعد المرحلة الثانوية العليا؟ فالناس ديل معانا منذ ان كانوا اطفال رضع, رضعوا معا الدكتاتورية المنزلية و دكتاتورية الشارع و دكتاتورية كبير القوم او كبير اخوانو, فقد تعرض هؤلاء يا ست البنات لنفس المناهج التربوية التي تربينا عليها, وهي مناهج تربوية لا تنتج غير العقليات المتسلطة, عسكرية او غير عسكرية, فقد نجد الطبيب الدكتاتور و الاستاذ الدكتاتور و المهندس الدكتاتور...الخ, فكل شخص منا يحمل في داخل مخيخه دكتاتورا لا يشق له غبار, وهو يمشي بين الناس بشر غير سوي, و منهك العقل و لا يحرك ساكن الا صارخا او هائجا, نتيجة للتربية القاسية التي تعرض لها.
و من هنا تساوي الناس في كل شيء, وواهم من ظن نفسه انه شيخا للديمقراطية في السودان, فنحن ما زلنا نحلم بمناهج جديدة, حتي نستطيع ان نكسر هذه الترسانة المنيعة من التربية الخطأ في الوقت الخطأ...في المكان الخطأ.
المؤسسة العسكرية و العدو:
يا ست البنات من هو الذي حدد للمؤسسة العسكرية العدو؟ و هل هنالك حقا عدو يستحق مؤسسة عسكرية بهذا الحجم في السودان؟ الم يحدد السياسيون و المجتمع قاطبة العدو الوهمي للمؤسسة العسكرية السودانية؟ يا ست البنات القضية هذه كبيرة للغاية و تدخلنا في تفاصيل كثيرة, ارجو منك اعادة النظر فيها.
الضباط يرون انفسهم بأنهم احسن من غيرهم:
و هل يري الاطباء مثلا انفسهم اقل درجة من بقية المواطنيين؟ يا ست البنات الكل يري نفسه احسن من غيره في السودان, يعني ابو سنينة بيضحك علي ابي سنينتين!! فنحن لا نعترف بان لكل شخص منا دور محدد في المجتمع, بل نري العكس تماما, حتي اختلط علينا الحابل بالنابل, و فقدنا من بعد ذلك بوصلة الاتجاهات الصحيحة او علي الاقل الاقرب الي الصح, فمثلا (جماعة الصفوة)!! اي (اخوان الصفا و خلان الوفاء) لا يرون في انفسهم الا انبياء مرسلين ... مع ان الواقع يقول, ان نبوءتهم كانت كاذبة , لانهم لم يغيروا شيئا يذكر , و ذلك لاستعلاءهم علي بقية خلق الله!! لذا فضباط المؤسسة العكسرية لم يشذوا عن هذه القاعدة, قاعدة انا احسن منك معرفة و انت عسكري بليد او مواطن رجرج لا حول و لا قوة لك!!
اما كونه الضباط لا يحترمون الناس الكبار في المركبات العامة, فهذه فرية, و اعتقد ان صاحب المقال اعطاها كوز موية اذا لم تكن جركانة عديل كده حتي يضخم من الموضوع!! وهي نقطة شكلية ليس الا.
المواد التي تدرس في الكلية الحربية:
يا ست البنات هذه ليست القضية, لان نظرية التعليم التلقيني انتهت في هذه الدنيا و نحن الان امام نظرية التعليم الحواري... القائم علي الحوار و ليس التلقين و الذي كان هؤلاء الضباط في حاجة له قبل دخولهم الي مدرجات الكلية الحربية التي تدرس فيها العلوم العكسرية و لكن لان لهؤلاء الضباط فاقد تربوي كغيرهم من بقية الشعب السوداني, يتخيل لنا بانهم عندهم عدد وافر من المحاضرات عن كيف تقولون البيان الاول ؟ وهذا وهم ما بعده وهم!! لان بيان العسكريين الاول, حملوه معهم الي مدرجات الكلية الحربية قبل دخولهم لها باكثر من عشر سنوات وهي سنوات التربية الاولي التي تبدأ من المنزل و لا تنتهي بمدرجات الكلية الحربية او غيرها من المدرجات... يعني يا ست البنات لكل مواطن سوداني بيان عسكري يكتب فيه منذ ميلاده اذا وضعنا بعض الاستثناءات لبقية شعوب السودان غير المتحدة حتي الان... فما هي اوجه الغرابة في ذلك اذا كان هذا هو حالنا منذ نعومة الاظافر؟ يعني يا ست البنات الجماعة ديل عملوا البيانات العكسرية في المنزل و ساعة الغدا علي ما اعتقد!!
الضباط و عدم احترام الدستور و حنث اليمين:
هذا كلام مضحك و مبك في نفس الوقت, لسبب بسيط جدا, وهو اين هو الدستور الذي يجب ان يحترمه ضباط المؤسسة العسكرية يا ست البنات؟ فنحن لم نتعرف علي هذا الدستور بعد, و هل احترمت مشاريع احزابنا الكحيانة مشاريع دساتيرها التعبانة التي وضعتها وسط دقمسة القضايا يا ست البنات؟ لا اعتقد ذلك و الشواهد كثيرها, اقلها طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان, فمن الذي طردهم من البرلمان الجنرالات ام الساسة؟ فعن اي ساسة يتحدث الناس و عن اي احزاب يتكلمون!! و الله عجائب!! في مسألة خرق الدساتير علي علاتها, يتساوي الساسة و العكسر, و لا نريد ان ندخل يا ست البنات في مسألة تسيس المؤسسة العسكرية من قبل الساسة الذين يبكون و يجعرون رحيل الديمقراطية, التي دفنوها بايديهم لا بايدي العسكر وحدهم!! و للكلام مواجع و الام.
اما عن حنث اليمين من قبل العسكر, فسوف اطلب منك ان ترجعي يا ست البنات لحنث الترابي لليمين اكثر من مرة و هذا طبعا علي سبيل الاستعارة التصريحية, فهو اي الترابي لم يفارق بقية القوم, فهو جزء لا يتجزأ من مشاريع احزاب مريضة بامراض مستدامة و المدهش في الامر, هو سعيهم للديمقراطية المستدامة و بمشاريع احزاب ذات امراض مستدامة, مما جعلهم لا يراوحون مكانهم قيد انملة... فهل كان الترابي جنرالا في الجيش؟ يا جماعة روقو المنقا شويه!!
ابعاد كل اعضاء الحكومة الحالية...الخ:
يا ست البنات هذا الحل غير سليم, لان بناء المؤسسات الديمقراطية لا يتم عن طريق استصدار قرارات بطرد فلان او علان, و انما هي عملية معقدة و تحتاج الي تضافر جميع منظمات المجتمع المدني و قواه الحية و الميتة ...الخ, لان بالميتة تعرف الحية و العكس, هذا اذا ما اردنا ان نمضي الي الامام, دون تبسيط القضايا و تحميلها لناس فلان او اولاد علان, فكلنا مسئولون عن الذي يجري الان, و لكل مسئولية تختلف عن الاخر, حسب الدور الذي كان يجب ان يقوم به كل منا و لك الود يا زولة... يا ست البنات... و التحية للجميع و من غير فرز.
|
|
|
|
|
|