كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 01:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أنور فتح الرحمن أحمد دفع الله(AnwarKing)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2009, 05:25 PM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان (Re: AnwarKing)


    الشيخ فرح ودتكتوك

    الشيخ فرح ودتكتوك عاش فى سنار فى زمن مملكة الفونج فى النصف الثانى من القرن السابع عشر، وهو من قبيلة البطاحين، يحب العلم والعلماء، وقد اشتهر بين قومه بالحكمة، فكان الناس يتناقلون كلماته، ويشعفون بكل ما يأتى به من أقوال وحركات، يحكى أنه نزل فى مرة فى حلبة الرقص حيث كان يوجد بعض السكارى والصعاليك الذين لعبت الخمرة بعقولهم ، فاخذوا يتصاحون ويرقصون فى صخب جامح، فتمنطق الشيخ فرح بعمامته، وأخذ يرقص معهم ، فاقبل عليه بعض محبيه، يستفسرون عن السبب الذى جعله ينخرط فى سلك هذه الشلة الفاسدة وهو الشيخ المتصوف الورع. فاشار الشيخ فرح بأسلوبه الحكيم، اصغوا أيها الناس إلى موسيقاهم، وضربات نوباتهم كأنها تقول " كم كبت وكم تكب ، وكم كبت وكم تكب." وهكذا أخذ الشيخ فرح يردد هذه الالفاظ، ويرقص على نغماتها، ولعل من هنا أتى المثل الشعبى الذى يردده "يغنى المغنى وكل حد على هواه" وبمرور الزمن صار الشيخ فرح كأنه شخصية اسطورية، تنسب إليه كل كلمة صائبة وكل كلمة طريفة حتى ملأ صيته الآفاق، ولهجت الالسن فى كل بقعة من بقاع السودان بنوادره الطريفة ومما لا شك فيه أن سبب شهرة الشيخ فرح هو نظراته الواقعية الى الحياة، وفهمهه العميقلنفسية الناس الناس كان يحيطون به فى تلك الفترة، فكان بمثابة فيلسوف القرية، يعالج مشاكل الناس يروح واقعية ويستمد براهينه من الظروف والملابسات الملموسة لدى فومه، يحكى أن جماعة من التجار. العيش أتو إلى الشيخ فرح يطلبون منه أن يبيعهم كمية من محصول السنة فأحسن الشيخ فرح استقبالهم ولكنه استشارهم فى أن يهلوه حتى يأخذ برأى العيش، فذهب إلى مطمورة العيش، وانحنى كمن يخاطب العيش " يقول الخمرى الداخرك لعمرى، اتعشى بيك واصبح مشتهيك" يشير الدكتور عبد المجيد عابدين بأن هذه النادرة تدل عام المجاعة، لأنه لم يعرف عن الشيخ أنه كان بخيلا، ولكن قلة المحصول جعلته شديد الحرص، فالشيخ فرح يقول مثلا.
    بيتك لاتجيه من ليالى الحر.
    جاهد الأرض لأجل الملود تنكر.
    ليالى تفاه يا خوى لا تنفر.
    سيد العيش عزيز الرحال تنجر.
    ***
    الحارت يريده ربنا القدوس.
    قدحة فى المواجب تجده متردع مدروس.
    فى الدنيا جابو ليه الفى الغيب مدسوس.
    فى الآخرة ساقه الرسول على الفردوس.

    ولعل فهم الشيخ فرح العميق للحو ادث، ونضج تجارية الذاتية، ونظرته الصوفية إلى ظواهر الكون لعل هذه الشياء خلقت منه مفكراً يسبق الحوادث بعقليته الفذة، ويرى ما لا يراه قومه حتى أنه أتى بتنبؤات لم تلبث أن تحقق بعضها، كما أنه يجب أن ندخل فى اعتبارنا ما نسجه العوام فى فترات متفاوتة، ومما ينسب إلى الشيخ فرح وتكنوك أنه قال فى زمن لم يس تعمل فيه التليفون أو السكة الحديد، "قال آخر الزمن السفر يبق بالبيوت والكلام يبقى بالخيوط وبيل نظرة فى النيل، وكأنه يصعب عليه أن يحول هذا النهر عن مجراه الطبيعى مما يترتب عليه من مشارع ومشاق، كغمر النيل للأرض الخصبة، كالجروف التى كانت مصدراً للرزق، فتنبأ الشيخ "بكرة يجوك مقطوعين الطارى، ييسكونوك الضهارى.

    ويقول الشيخ فرح ودتكتوك "آخر الزمن شوف البقت. والنوق من الشيل دبرت. المحنة راحت ما قبلت. الجنى للوالدين جفت. العافى ليده ما تلفت. الحرة كالخادم مشت. مرقت برة انكشفت.
    راحوا لرجال تلت الجتت. والصح دروبه انسدت. كيف يلحقوك فقرا البخت.
    أغانى الصبية
    مما لا شك فيه أن اللعب وسيلة الطفل الطبيعية فى تفهم مشاكل الحياة التى تحيط به، فمن طريقة يكتشف الطفل البيئة التى يعيش فيها، ويوسع من ثقافته ومعلوماته ومهارته، ويعبر عن أفكاره فى أسلوب طلق، بل أنه عامل من عوامل التكيف الضرورى بين الطفل والبيئة التى يعيش فيها. فوظيفة اللعب أذن تتركز فى الفهم والتعبير والتكيف، وإذا كان عالم النفس ينظر إلى اللعب من الناحية السيكولوجية أى أنه يفلسف اسليب لعب الأطفال من حيث هى وسيلة تساعدهم على تفهم الأطفال المرضى بأمراض نفسية، ومن حيث هى طريقة من طرائق العلاج النفسى، فان عالم الفولكلور يمثل جانبا من التراث الشعبى، إذ أن معظم العادات والتقاليد والطقوس الدينية، والملاحم البطولية تكمن فى تلك اللعب الساذجة التى يزاولها الصغار فى البدو والحضر.

    ولعب الأطفال عندنا فى السودان يمثل جانبا هاما من أسلوب حياتنا وتريخنا كلعبة شليل وينو، ولعبة كركعوت، ولعبة حرينا، وكألعاب الفروسية، فألعاب الفروسية مثلا تبرز مدى هضم الطفل لتاريخ بلاده، وتأثره بالاحاجى والحكاوى البطولية التى تجعل من الأبطال أناساً يتمتعون بقوة خارقة، فهذا طفل مثلا يمتطى عصاه فى زهو وكبرياء، كأنها فرس عنيد فيتخيل نفسه فارساً مغواراً يشن الغارات تماما كما تروى الأساطير والأحاجى.

    وما دمنا نتحدث عن لعب الأطفال، فهناك جانبا هاما يتعلق بالاقوال التى تقال أثناء ترقيص الأطفال ، فغالبا ما نجد الأم تنسج ابياتا تلقائية من الشعر الشعبى التى تضمنها الآمال والأمانى التى تعقدها على فلذة كبدها، كأن تتمنى له أن يصبح رجلا يتحلى بالحصال الحميدة، كالكروم والشجاعة والمروءة.

    والأغنيات التى تقال أثناء ترقيص الصبية تعكس لنا نفسية الأم تجاه الأجيال الصاعدة، انظر الى هذه الأم التى تمرجح طفلها بين يديها فى بهجة وحنان وتغنى له:
    سرح وجانى. وحلب عشانى. وضرع كسانى.

    بينما نجد هذه الأم لنبتها الصغير أن ينمو فيأخذ باسباب المدنية، فيغتنى العربات، ويترحل بالطائرة، ويجالس الأعيان الكبار حيث تقول:
    ما بسرح بى تك وما جانى غلبان يتحك
    يركب عربية ما حمار وبشيل بندقية ما فراز
    وبتسوح بالطيار وبجالس الأعيان الكبار

    وتمعن أيها القارئ فى هذه الكلمات البسيطة المعبرة التى تعكس أمانى الأخت تجاه أخيها الصغير محط آمالها فى المستقبل:

    دايراك يا على تكبر تشيل حملى
    الجار العشير الكان أبوك بيدى
    والغنى والفقير الكان أبوك حامى
    السولب من العلج الحرير أكسى

    بينما هذا الأب يحمل ابنته الصغيرة بين يديه ويمرجها وهو يدندن بهذه الكلمات:
    ما حميرة بتتطنقره وما بتعرط القنقر
    كل صباح تتمنضر وبتتسوك بالصندل
    وعادة ترقيص الصبيان انت موجودة عند العرب منذ قديم الزمان، فانظر إلى هذا العربى يرقص ابنته فيصف شعوره نحوها، أنه يأمل أن تنمو ، فتصير جارية فاتنه كريمة الخلق عذبة الفم :
    كريمة يحبها أبوها.
    مليحة العينين عذبا فوها.
    لا تحسم السب وإن سبوها.

    ____________
    أدب الملحمـة


    فى كتاب المصباح المنير " التحم القتال اشتبك واختلط ، والملحمة القتال" يقول الدكتور عبد الحميد يونس معرفاً الملحمة " إن الملحمة هى بعينها التاريخ يصدر من عاطفة جماعية معينة ووظيفتها الأولى هى المحافظة على مقومات الجماعة ، وخصائصها بين سائر الجماعات "وتذكر الأستاذة نبيلة إبراهيم " أن الملحمة قصيدة غنائية ذات طول معين ، ونختص بحوادث تتسم بطابع الأهمية والعظمة " ونستنتج من هذين التعريفين أن الملحمة تختص بالمعارك الحربية ، فهى سجل خالد للبطولات التاريخية وأنها يجب أن تصدر عن الوجدان الجماعى حتى تبرز الطابع القومى فى صدق ووفاء ، وأنها سجل خالد للقيم والمثل ، والعادات والتقاليد ، تتمتع بهذه المثل شخصية لها القيادة الفكرية والبطولة الخارقة لتعبر عن نفسية الشعب تعبيراً صادقاً ، وتخلد تاريخه فى أسلوب جماعى .

    ويرى الدكتور عبد الحميد يونس وهو من كبار مؤرخى هذا اللون الشعبى أن الملحمة تمر باطوار حتمية لابد ان تتصف بها كل جماعة من الجماعات يقول " أن الجماعات مهما اختلفت مدارجها وحظوظها من النمو والتطور تمر كالأفراد بمراحل متشابهة ، بالمرحلة الأسطورية التى تفسر بوساطتها ظواهر الحياة والكون ، وترد إليها ما خفى من أسباب وعلل وتؤثر فى وعيها لنفسها " ثم يبرهن عن هذا القانون الحتمى الذى استنبطة من دراستة الفولكلورية فيقول " آثار هذا التطور لا تزال تهدد حتى فى الجماعات المتحضرة كالعضو الأثرى فى جسم الكائن الحى .. تبدو فى بعض العادات التى فقدت وظائفها القديمة المتوغلة فى القدم .. " ثم يعلل أن كل جماعة مرت بهذا الطور كالقبائل الجرمانية ، والرومان واليونان وبابل ومصر . وتسلم هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى لا تنسخها تماماً وإنما تأخذ منها وتضيف إليها وتعدل في صورة الفكر ووظيفتة وهذه المرحلة هى التى نستطيع أن نسميها بالعصر الملحمى او عصر البطولة وذلك لأن الجماعة العادلة ومكانها فى الجماعات الأخرى المتحالفة معها أو المحاربة لها وتتسم هذه المرحلة بغلبة الوجدان الجماعى .

    فالملحمة إذن عصارة تجارب وتاريخ لحياة الشعوب وتحكى نفسية الجماعة وتعبر عن وحدانهم القومى .
    ففى السودان مثلاً تحسس الشعب تراثه التاريخى فتقمص شخصية إبى زيد الهلالى وعنترة بين شداد حتى يستمد القوة من تراث الاجداد فكانت الأحاجى والألغاز والحكاوى والأساطير بمثابة تعبئة روحية تبث روح البطولة ، وتحث الأجيال على الدفاع عن عادتهم ومقوماتهم الأصيلة .
    لقد نكب الشعب السودانى بالغزو التركى ، جاء الأتراك بلادنا فبثوا فيها الفوضى ، واستبعدوا رجالها ، وهنا نجد الشاعر الشعبى خير معبر عن تلك الفترة لانة الصق بالبيئة من غيره ، فقد كان له دور خطير لا يقل عن دور الشاعرة مهيره عبود شاعرة الشايقية تمتطى ناقتها وتتقدم الركب تتغنى بمفاخر قومها ، وتدفعهم إلى محاربة الأتراك الغزاة ولقد كان لها شأن عظيم فى ذلك ، وتقول الشاعرة مهيرة بت عبود :
    عجبونى الجنيات راكبين خيول الكر
    قدامن عقيدن بالأغر دفر
    يالباشا الغشيم قولى لى جدادك كر .
    وفى عهد المهدية اشتهرت الشاعرة " بنت المكاوى " بالتغنى ببطولة المهدى فكان لها دور خطير فى محاربة الأتراك الغزاة تدعو المهدى إلى الحرب لأنها ترى فى الحرب العز لقومها حيث تقول
    طبل العز ضرب هوينة فى البرزة
    غير طبل ام كبان أنابشوف عزه
    إن طال الوبر واسيه بالجزة
    وإن ماعم نيل ما فرخت وزه
    " البرزه " العراء " ام كبان " الحرب

    بينما نجد الشعراء التقليديين فى تلك الفترة كانوا يعيشون فى بطون الكتب ويترفعون عن حياة العامة يجارون أمثال جرير والفرزدق بل ينزع البعض إلى مدح الأشخاص فرأينا مدح الخديوى ومن تقرب إلى الاولياء والدراويش ومما يجدر ذكره أن المدرسة التقليدية فى السودان بالرغم من موقفها السلبى وترفعها عن حياة العامة فإنها خدمت الثقافة العربية فى السودان اجل خدمة ، فلوتر كنا الجانب الموضوعى واتجهنا إلى الشكل لوجدنا تقدماً فنياً ملحوظاً فى بناء القصيدة على أننا يجب أن نشيد بشعرائنا التقليديين فهم على الأقل وضعوا لنا اللبنة الأولى فى بناء نهضتنا الأدبية .



                  

العنوان الكاتب Date
كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:06 PM
  Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:08 PM
    Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:11 PM
      Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:12 PM
        Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:14 PM
          Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:16 PM
            Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:19 PM
              Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:21 PM
                Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:22 PM
                  Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:25 PM
                    Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:27 PM
                      Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:28 PM
                        Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان AnwarKing07-30-09, 05:30 PM
                          Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان سعد مدني07-30-09, 10:16 PM
                            Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان الفاضل يسن عثمان07-30-09, 11:21 PM
                              Re: كتاب في بوست: الأدب الشعبى في السودان عبد الناصر الخطيب07-30-09, 11:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de