شياطين العتباني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 07:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ابوهريرة زين العابدين عبدالحليم(ابوهريرة زين العابدين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2007, 02:20 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انجازات الأنقاذ.....! (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    وما زالت شياطينه توحي له
    ------------------------------------
    بقلم علي اسماعيل العتباني

    emai: [email protected]

    لم يبرز لها بديل حتى الآن

    مهـــــدد وحيــــد للإنقـــــاذ

    البشير جندي محارب يعرف تكتيكات الكر والفر

    المساومة والتنازلات لا تقدح في الإنقاذ

    ... من السهل الهدم والنقد والتجريح.. ولكن ما أصعب التخطيط والبناء والانجاز، وما أصعب إعلان المبادرات وبذرها وسن التشريعات وايجاد التمويل.. ولعل هذا هو الفرق بين الذي يده على النار والذي ينظر بعقلية الجرح والتعديل ويغسل يده وفمه بالماء البارد... وهو ذات الفرق بين المشجع الموجود في المدرجات واللاعب الذي يحترق في وسط الميدان.. فالمشجع دائماً ما يتكلم بروح المزايدة ومن دائرة خارج حلبة الابتلاء والجهد والمنافسة.. بينما مطلوب اللاعبين كبيليه أو زين الدين زيدان أو بيكهام أو ما رادونا هو وضع الكرة في المرمى.. ولذلك فان من حق المتفرجين ان يرثوا لحال من يتهكم على (بيليه) أو (كاكا) عندما يفشلان في وضع الكرة داخل المرمى، لأن مثل هؤلاء المتهكمين إن وضعوا في ذات الظروف التي فشل فيها اللاعب، لن يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً.. فإذا كان هذا في أمر الكرة والرياضة عموماً.. فكيف بأمر السياسة التي تمثل مشروع مصالح مختلفة ومتباينة.. وكم من مدفع أو سيف استُلّ في أمر السياسة.. بل ان كل الحروب كانت حروباً على الموارد التي تتم هندستها عن طريق السياسة.

    ومطلوب هذه المقدمة القول بأنه كان من الممكن لصاحب هذا القلم أن يتدرج في سلك الناقدين والمزايدين ويكسب العديد من المعارضين.. ولكن هذا القلم تعلم ان لا يفقد الموضوعية.. كما لا يريد ان يكون في خندق اعداء الهوية الوطنية والدولة السودانية.. ولكنه يسعى للتصويب على الانجاز وفي شروحات مناهج البناء المختلفة.. وفي اطلاق المبادرات وتحفيز الآخرين على تبنيها وهو يأمل ان يكون حتى ان كان اجتهاده خطأ أن ينال أجر المجتهد.. ولذلك يريد صاحب هذا القلم ان يتحدث من ارض الموضوعية والتجارب الانسانية.

    --------------------------------------------------------------------------------

    وطالما اننا بدأنا الحديث عن الشمعة الثامنة عشرة للانقاذ فانه لا يمكن تقييم سنوات الانقاذ في السلطة دون النظر للصعوبات التي برزت على ارض الواقع.. ودون النظر إلى الاوضاع الدولية ولمجمل التحديات التي واجهتها الانقاذ.

    ويمكن ان نطرح سؤالاً.. لو لم تكن الانقاذ تملك ما تقدمه، هل كان من الممكن ان تحتكر السلطة ثمانية عشر عاماً؟.. ولماذا فشلت المعارضة طيلة الثمانية عشر عاماً من كسب الشارع العام.. ولماذا اصبح حصاد جهاد المعارضة الارتباط بالأجنبي وتضخيم دوره، والركون إليه في كل شاردة وواردة.. واضعاف روح الجماعة السياسية السودانية.. واضعاف روح المواطنة والولاء والانتماء للوطن.. وبيع المصير للآخر.

    وإذا لم تكن النخبة الانقاذية متوافقة مع مطلوبات المرحلة.. هل كان يمكن للانقاذ ان تصبر وتتجاوز فخاخ الجهوية والعرقية والترابية والمهدوية والنقدية.. والايديولوجيات المناوئة وانقسام الحركة الاسلامية وحروب الداخل والخارج والمؤامرات ومطلوبات الداخل والخارج.

    خط وطني

    ويجب علينا ان لا نستهين بالشعب السوداني، فهو صاحب ثورتين شعبيتين في اكتوبر وابريل.. وهو صاحب الثورة المهدية.. والشعب السوداني صاحب كثير من الانتفاضات.. وهو صاحب مزاج قائم على الديمقراطية والمساواة.. وصاحب قدرات وتركيبة سياسية من الصعب قيادته ضد آماله وقناعاته وضد مطلوبات شعوره ومشروعه.. ولا يمكن ركوب ظهر الشعب السوداني بالقوة فقط طيلة ثماني عشرة سنة.. وإذا كانت الإنقاذ بدون مشروعية فلماذا تمت لها هذه المقبولية.. ولماذا إلى الآن لا يكاد يبرز بديل للإنقاذ رغم هذا القدح المتواصل، ورغم مؤامرات الداخل والخارج.. ورغم ان المهدد الوحيد الآن للانقاذ هو المشروع السياسي الخارجي.. وهو الجموع الدولية والعولمية التي تريد ان تقدح وتردح في مشروع الانقاذ حتى يصبح ذلك لها رافعة في المزاد الامريكي.. وحتى تتوسل بذلك في طلب (الباسبورت) الأمريكي.. وطلباً للمؤتمرات.. وطلباً لتجهيز المنظمات والمؤسسات التي تتحدث باسم امريكا.

    ولذلك يمكن القول إن واحدة من سمات الانقاذ هو التمسك بالخط الوطني، ولعله أهم انجازات الانقاذ.. ولعل الخط الفارق بين الانقاذ والمعارضة هو مفهوم (المخالفة).. فالانقاذ تتمسك بالمشروع الوطني والهوية الوطنية وبالخط الذي قامت عليه الثورة المهدية ومؤتمر الخريجين والخط الذي عبر عنه الشاعر السوداني.. والضمير السوداني:

    ما بدخل مدرسة المبشر ** عندي معهد الوطن الأصيل

    وعبقرية الانقاذ تبدت في عبقرية تعاطيها مع الأهالي.. وعبقرية التعاطي مع المشروع السوداني في إطاره التاريخي.. وعبقرية التوافق مع بناء السودان.

    ولكن مع ذلك لم تكن لتوجد وتنمو وتتوسع لولا أنها استطاعت ان تقدم الاجابات عن الأسئلة الصعبة طيلة الثماني عشرة السنة الماضية.. فلقد أتهم السودان بالارهاب منذ العام 1993م، حينما تم طرد اثنين من الدبلوماسيين السودانيين هما السفير سراج الدين حامد والدبلوماسي محمد يوسف عقب احداث تفجير مبني التجارة الدولية.

    بل ان الخط المعاكس للقومية السودانية والهوية الوطنية ابتدأ منذ الاطاحة بالرئيس الاسبق النميري.. حينما قامت السلطات الامريكية بحظر طائرات (الهركيوليز) منذ ايام المشير سوار الذهب.

    ثم إن الانقاذ جابهت مسيرة وفخ محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا وما نتج عن ذلك من حروب ضد السودان.. وفتح الجبهة (الاثيوبية والاريترية واليوغندية)، وكذلك واجهت الانقاذ فخ منح حق اللجوء لأسامة بن لادن الذي كان يقود معسكر المجاهدين الافغان بدعم من امريكا.. وكذلك واجه السودان فخ معسكرات التدريب والعمل ضد دول الجوار من السودان.. وجابه السودان فخ منع تصدير القمح منذ العام 1993م، حينما قامت أمريكا بمنع تصدير القمح إلى السودان. وحسب السودانيون وقتها انهم لن يتذوقوا الرغيف فكانت موجة من الخوف والهلع، ولكن بفضل من اللّه استطاعت الانقاذ وبانتهاجها لسياسة السوق الحر توفير القمح وما عادت هنالك مشكلة في الخبز الذي كان يتدافع عليه الناس منذ صلاة الفجر.

    وحينما توقفت شركة شيرون الأمريكية وتبعتها اخريات عن التنقيب عن النفط وصدرت

    التشريعات بحجب التقانة الامريكية عن السودان وصدرت القوانين المنددة بوضع حقوق الإنسان. ودار الحديث عن الإبادة في جبال النوبة وجاءت زيارة كبير أساقفة (كانتربري) جورج كيري وقضائه اجازة (الكريسماس) مع الراحل جون قرنق فيما كان يطلق عليها المناطق المحررة.. هلل وقتها المهللون، وظن البعض ان نهاية الانقاذ قد دنت، وكان ذلك قبل اربعة عشر عاماً.. ولكن واصلت الانقاذ مسيرتها.

    ثم قام الرئيس بوش باستقبال زعماء التمرد وتمت إقامة ندوات باشراف الكونجرس الأمريكي لتوحيد فصائل التمرد ضد السودان.

    ثم كان مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية التي تداعت إليه دول الجوار وقامت بتسديد فواتيره وكالة الاستخبارات الامريكية

    (C.I.A) وتداعت إليه افواج المعارضة السودانية، وتم وضع السلاح والدولار في يد المعارضة.

    ومع ذلك صمدت الانقاذ، واستطاعت رغم هذه الظروف ان تحقق اكبر انجازين على الصعيد السوداني.. انجاز الثورة التعليمية الذي انتهى الآن بقيام «30» جامعة ومئات المدارس على مستوى ولايات السودان.. وانجاز تفجير البترول الذي حقق استقلال القرار الوطني وتدفق التمويل الخارجي.. ثم من رحم عائدات البترول، ومن رحم التعليم العالي ولدت ثورة الاتصالات، وفي إطارها جاءت ثورة الطرق.. ونحن حينما نذكر هذه الانجازات لا نتكلم عن انجازات وهمية أو دفترية لا يحس بها المواطن.. لكنها انجازات يعيشها كل سوداني.

    انجازات

    ويمكن ان نرصد ونقارن سجل انجازات الانقاذ في ثمانية عشر عاماً مع سجل الانجاز في كل الحقبة الاستعمارية والوطنية ما قبل الانقاذ البالغة تسعين عاماً.. ففي الحقبتين الاستعمارية والوطنية تم تأسيس قوات دفاع السودان التي تطورت إلى الجيش السوداني.. وكان هنالك مشروع الجزيرة الذي توسع في الحقبة الوطنية باضافة مشروع المناقل.. وكانت هنالك السكك الحديدية وما تمخض عنها من ثورات كالبريد والبرق والنقل النهري والخطوط الجوية.. وكانت هنالك بعض الجسور على النيل ككبري عطبرة القديم والنيل الازرق والنيل الأبيض وشمبات والقوات المسلحة وكبري حنتوب وكبري جوبا.

    ومن الخزانات كان هنالك جبل اولياء وسنار والروصيرص، أما عن الجامعات فكانت هنالك جامعة الخرطوم والقاهرة الفرع والمعهد الفني الذي تطور ليصبح جامعة السودان والجامعة الاسلامية وجامعة جوبا ومدارس الاحفاد.

    أما في الصناعات فقد برزت صناعة السكر والاغذية. وكان قبل الانقاذ يقف سكر كنانة على رأس الصناعات السودانية ولكن لننظر ونقارن هذه المشاريع بمشاريع الانقاذ.

    بالنسبة إلى الكباري الآن، برزت اربعة جسور جديدة في الخرطوم وحدها، وهناك اثنان تحت التشييد، توتي و(الدباسين) وعشرات تحت الانشاء. وفي شأن الخزانات فلننظر إلى خزان واحد هو مروي الذي سيستوعب كل الخزانات التي انشئت منذ قيام مشروع السودان الحديث. وسيغير خارطة المنطقة تماماً. إذ سيربط ولايات الشمال مع الشرق والوسط.. أما عن التعليم العام والعالي فحدث ولا حرج.. والطاقة الاستيعابية للتعليم العالي الآن توازي «30» ضعف الطاقة التعليمية للتعليم العالي قبل الانقاذ.

    أما الصناعة.. صحيح انه لايزال مشروع سكر كنانة هو عروس الصناعات السودانية، ولكن الانقاذ قامت بإعادة تأهيل مشاريع السكر الاخرى كافة ورفعت انتاجيتها، وخططت لإقامة مشاريع اخرى كالنيل الابيض.. كما رفدت الانقاذ السودان بمشروع «جياد» وهو مشروع ضخم للالمونيوم والحديد الصلب والتصنيع الثقيل للجرارات والسيارات والشاحنات وغيرها، ومازال تحت التشييد مشروع سندس العملاق الذي سيمثل اضافة لمشاريع الأمن الغذائي في الخرطوم.

    أما مشاريع البنية التحتية والطرق فيكفي شارع (الخرطوم - عطبرة - هيا - بورتسودان) الموازي لشارع بورتسودان القديم.. وشارع التضامن.. وشارع السلام وتأهيل الخطوط الجوية السودانية.. وتأهيل مشاريع العاصمة الحضارية وكذلك تطوير هياكل الجيش السوداني.. بالاضافة إلى الهندسة السياسية الجديدة رغم تحفظاتنا على بعض ما تضمنته اتفاقيات السلام من وضع سلم للتدخل والتغلغل الخارجي.. ولكننا نحمل مسؤولية ذلك في النهاية للمعارضة السودانية.

    ملاحظة مهمة

    وكذلك نتحدث عن مشروع ثورة الاتصالات ورغم انه مشروع عملاق إلاّ ان الرئيس البشير قد غمزه حينما ذكر ان السودانيين باتوا «يتونسون» ويثرثرون بثلاثة مليارات دولار في العام.. ولعلها ملاحظة مهمة يجب ان نستفيد منها.. ونقول انه يوجد الآن «5» ملايين مشترك في ثورة الهاتف النقّال ،بينما يوجد أقل من ستمائة ألف مشترك في خطوط المياه.. اي انه يقف مقابل كل عشرة خطوط إتصال خط واحد أو حنفية واحدة للمياه.

    ولذلك نحن مع الرئيس البشير، إذ ان حظنا من مياه الشرب اقل بكثير من حظنا بخطوط الثرثرة.. إذاً، لماذا لا توضع ضريبة على الثرثرة والونسة لمصلحة المياه.. خصوصاً وان قوله تعالى «وجعلنا من الماء كل شئ حي» يجوّز لنا ذلك.. فإذا تم وضع ضريبة على الثرثرة الهاتفية في إطار «10%» لمصلحة المياه فان قضية المياه وازمتها يمكن ان تحل في ظرف سنتين أو ثلاث.

    ومع ذلك نقول ان ثورة الاتصالات نفسها ثورة حضارية ربطت الداخل بالخارج.. وربطت من في الصين وأمريكا واوروبا والخليج بمن هم في السودان.. وأصبح السودانيون يتواصلون ويتماهون مع العولمة، ويعرفون ما يحدث عن طريق الشبكة العنكبوتية والفاكس والهاتف وغيرها من وسائل الاتصال، وهذا من ناحية.

    ومن ناحية اخرى، فإننا نعتقد ان الصين ستظل داعمة ومتماهية مع السودان.. فعظمة الصين تولد في السودان.. فالصين وصلت لآبار النفط في السودان لأول مرة في تاريخها وخارج ارضها،

    ولذلك هم الآن يحاربون الصين ويطالبونها بأن ترفع يدها عن السودان.. بل وتجاوزوا الخطوط الحمراء حينما خلطوا بين السياسة والرياضة، واخذوا يطالبون بمقاطعة أولمبياد الصين في العام 2008م، رغم ان المواثيق والقوانين الدولية تضع خطاً فاصلاً ما بين السياسة والرياضة. ولذلك تجد حتى اسرائيل تشترك في الاولمبياد رغم مقاطعة الدول العربية لها.. وحتى الفلسطينيين يشتركون فيها لأنها ساحة عالمية.. ولكن هكذا بعض الغربيين يوظفون الوسيلة لمصلحة غاياتهم السياسية، حتى ولو كانت الوسيلة خاطئة، ولا تراعي القوانين الدولية ولا الاخلاق والمثل.

    ولكن كذلك نقول إن الصين ستخرج من ابتلاء السودان، كقوة عظمى لأن صمودها مع السودان وعدم استجابتها للابتزاز والضغوط الدوليين يعني انها اصبحت قوة عظمى تملك حق (النقض) أو اليتو ليس فقط داخل مجلس الأمن، ولكن تملكه على اتساع العالم في الرؤى والمسارات الكونية.. والصين تسعى الآن للدخول الى حقول النفط في الاوغادين وفي نيجيريا. وجاءت زيارة رئيسها الزعيم (هو جينتاو) لكل انحاء افريقيا ليقول إن الصين الآن تبحر لتصبح قوة عظمى.. ولذلك نذكر الأخوة الصينيين ان ابحارهم كقوة عظمى إنما انطلق ركبه من السودان، في وقت اصبحت الولايات المتحدة قوة صغيرة وحقيرة تضرب أبأس الشعوب على وجه الارض وافقرها

    كالصوماليين الذين ضربهم طيرانها وتضرب الافغان بحراً وجواً بحجج واهية..و اصبحت الارض وثرواتها ومواقعها الاستراتيجية أهم من الانسان والشعوب في تلك المناطق.. ولذلك تضرب امريكا الصوماليين كي تتمكن من جعل الصومال منطقة ارتكاز استراتيجية.. وتحارب الرئيس الثائر موغابي وتحارب شعب زيمبابوي وتجوعه لا لذنب جناه فقط لأن زيمبابوي تقوم باصلاح زراعي حتم ان يستحوذ الشعب على اراضي الاقلية البيضاء المستعمرة، لمصلحة الاكثرية السوداء..

    والآن تحاصر امريكا السودان وتضيق الخناق على شعبه وبمباركة من المعارضة، وتحرض دول الجوار عليه.. وتغذى المتمردين بالمال والسلاح وتوفر لما يسمى بثوار دارفور الحماية والدعم السياسي والمالي والاعلامي والتسهيلات الدبلوماسية، بينما تمرر القانون تلو القانون ضد السودان. وقبل ان يجف مداد قانون سلام السودان الذي وقعه بوش في 21/10/2000م إذا بالقوانين ضد السودان تترى.. وبات منظر السودانيين الذين يتظاهرون في امريكا والعواصم الاوروبية ضد وطنهم يصيب المرء بالحيرة والذهول.. لنتذكر ذات المشهد المؤلم في غزة والاراضي المحتلة، حيث بات الانسان الفلسطيني يقتل الفلسطيني.. وعندما نرى السوداني على شاشات الفضائيات يتحدث ضد وطنه ويتماهى السوداني المعارض مع «الموساد» ومع الـ (C.I.A) ومع المخابرات الاوروبية ضد ابناء بلده واخوانه.. وبات كل من له عينين وحتى الأعمى يعرف التنسيق (الامريكي - الإسرائيلي) ضد السودان.. وما تحالف دارفور إلا تحالف للمشبوهين مع الجمعيات الصهيونية ضد السودان.. ومن المؤلم والمحزن ان بعض اخواننا السودانيين ولخصومات يسيرة مع ابناء بلدهم، اخذوا يمثلون الطابور الخامس ،واصبحوا يتماهون مع العدو واصبحوا يضخمون التناقضات الثانوية حتى اصبح الاجنبي والامريكي هو الاصل.

    ولعل هذه نفسها شهادة ميلاد للانقاذ، وهي التي ستمدد للانقاذ ثماني عشرة سنة اخرى، بل عشرات الاعوام الاخرى لأن الشعب السوداني سيقارن بين من يريد اطفاء لهيب السودانية.. وإطفاء لهيب الهوية الوطنية.. ومن يريد ان يبيع الارض والعرض والدولة.. ومن يريد ان يحرق السودان من اجل الوظيفة والمصلحة الشخصية.. بينما الانقاذ ورغم ما فيها من اشكالات واخطاء وهفوات ورغم ما تعانيه من سلبيات هنا وهناك، فإنها تسير على خط السودان.

    تحديات

    ولذلك نسأل :إذا ضاع السودان، وإذا ضاع الإطار الموضوعي الذي نختلف فيه ونعيش فيه فأين سنختلف ونعيش!.. وإلى اين سنذهب.. هل سنصبح كالعراقيين الذين في ظرف اربع سنوات اصبحوا حوالى اربعة ملايين لاجئ في الخارج، ونازحين بالملايين في الداخل وحرب أهلية وتفجيرات وتفخيخ يومي في الشوارع.

    ثم ما هو المطلوب من الرئيس البشير.. هل المطلوب منه ان يكون حزباً كحزب السيد الصادق المهدي -مع احترامنا له- يضم زوجاته وانسباءه وآل بيته.. هل هذا حزب أم شركة عائلية.. وما المطلوب من الانقاذ.. هل المطلوب منها الولاء للوطن أم الولاء للغير أو بيع المصير للغير.

    وإذا قامت الانقاذ بالمساومة وتقديم التنازلات في بعض القضايا كقضية القوات الدولية والعملية الهجين، فهل هذا يقدح في الانقاذ.. أو يقدح في «يمين» البشير، كما حاول البعض تصويره.. وماذا يفعل الرئيس البشير حينما يرى المعارضة تطالب بالقوات الهجين وترحب بها؟.. وماذا يفعل البشير عندما يرى المعارضة والصحافة واقلام بعض السودانيين تمهد لمجئ القوات الدولية في حين كان الرئيس البشير يريد ان يحارب بالمعارضة، ويحارب بأقلام السودانيين والصحافة السودانية.. ولكن حينما يتم تجنيد الاقلام والعقول ضده فبمن يحارب.. ولو وقف كل السودانيين واصحاب الرأى والاحزاب نصف موقف البشير أو عشرة بالمائة منه لكانت خارطة السودان الخارجية الآن مختلفة.

    والرئيس البشير الآن يواجه تحدي توحيد الصف الوطني، فهو لا يمكن ان يقود صفاً وطنياً مفككاً إزاء تحد ضغط مجلس الأمن وأمريكا.. في وقت انقلبت فيه القيم.

    وفي وقت وقف فيه حتى الأمين السابق لإتحاد المحامين العرب مرحباً بمجئ القوات الدولية.. واصبح اليساريون يرفعون رايات القوات الأممية والوصاية الدولية.

    فمن سيقود المقاومة.. وهل على البشير ان يسلم شعبه ويقوده في معركة غير متكافئة، أم كان عليه ان يدخل في مقاومة تكتيكية ومرحلية خصوصاً وأنه سلم السلطة في السودان لقادة

    المقاومة والمجاهدين؟

    ولذلك نقول لكل الذين رحبوا الآن بالقوات الدولية وهللوا لها.. ان كل محاولاتكم بائسة فلماذا تحرفون الكلم عن مواضعه لتفرحوا.. في حين ان الذي وافقت عليه الحكومة هو القبول بالعملية الهجين التي تبقى فيها القوات الافريقية هي العماد والغلبة، على ان تنال الدعم اللوجستي والفني والخبراء من مجلس الأمن.. بمعنى ان الذي وافقت عليه الحكومة هو نفس المقترح الذي قدمته إلى اجتماعات مجلس السلم الافريقي.

    ولذلك نقول للذين طالبوا بالقوات الدولية، ان باركنا لهم اليوم فان التاريخ لن يرحمهم. والاجيال القادمة من السودانيين عندما تقرأ الحوليات والمؤلفات والتصريحات.. وعندما تدرس المواقف وتقرأ قرارات المجلس الوطني.. ستعلم من كان مع القوات الدولية ومن كان ضدها.. ومن توصل بعد أجل الى قبول العملية الهجين بعد ان بادر باقتراحها.. ولكن مع ذلك فانها ليست خاتمة المطاف بالنسبة للرئيس البشير لأن الحرب كر وفر.. والبشير جندي يعلم متى يكر ومتى يتراجع.. كما ان الكر في مواقف الانسحاب انتحار.. بمثلما الانسحاب في مواقف الكر ايضاً انتحار.. وفي المرّة القادمة نواصل ملحمة ايقاد الشمعة الثامنة عشرة للإنقاذ
                  

العنوان الكاتب Date
شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 03:50 PM
  Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 04:00 PM
    Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 04:04 PM
      Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 04:06 PM
        Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 04:12 PM
          Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 04:18 PM
            Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 04:27 PM
              Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 04:38 PM
              Re: انجازات الأنقاذ.....! Mohamed Elgadi06-05-07, 04:42 PM
                Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 07:56 PM
                  Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 08:39 PM
                    Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-05-07, 08:50 PM
                      Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-06-07, 02:10 AM
                        Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-06-07, 02:22 AM
                          Re: انجازات الأنقاذ.....! عبدالغني بريش فيوف06-06-07, 03:52 AM
                            Re: انجازات الأنقاذ.....! سيف الدين حسن العوض06-06-07, 04:25 AM
                              Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-06-07, 11:45 AM
                                Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-06-07, 02:09 PM
                                  Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-07-07, 02:37 PM
                                    Re: انجازات الأنقاذ.....! اندرو كوات06-07-07, 06:20 PM
                                      Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-08-07, 02:11 PM
                                        Re: انجازات الأنقاذ.....! ابوهريرة زين العابدين06-19-07, 02:20 PM
                                          Re: انجازات الأنقاذ.....! wadismail06-20-07, 06:26 AM
  Re: شياطين العتباني Amjad ibrahim06-20-07, 00:36 AM
    Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-20-07, 01:49 PM
  Re: شياطين العتباني abubakr06-20-07, 01:58 PM
    Re: شياطين العتباني ابوهريرة زين العابدين06-20-07, 05:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de