|
Re: أظرف رسالة غرام (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
انظروا إلى كمية الاحقاد التي زرعت في دارفور وحصدت في الخرطوم، انظروا إلى الاحقاد في داخل الخرطوم، حزام حول الخرطوم يكرهه ما بداخل الخرطوم وكأنهم اتوا من كوكب آخر، زرقة وعرب وعنصرية وكل واحد ما راضي بالآخر، كيف نتعلم أن نحب بعضنا، كيف نتعلم الوفاء، الموضوع تكمن جذوره في المجتمع فالفرد هو ابن المجتمع، لقد خرجت كل هذه الاحقاد نتيجة لمشكلة في تعليمنا في تربيتنا الإجتماعية والوطنية، لو كان رؤسانا يفقهون او شعراء او فلاسفة ربما تغير الحال لذلك اقترح ان ندرس مادة الجمال لكل جلادينا ولكل سياسينا ولكل جلادينا القادمين في المستقبل وحتى لا يطبقوا فينا نفس الدرس.
درس الاخ الكبير يشتم اخاه الاصغر، المعلم يضرب بلا رحمة، العمدة سيد الناس، انظروا إلى بعض الكتابات هنا وخاصة هذا مجتمع معلمين أو مثقفين ولا يعلمون أن المثقف تتسع همته لهموه آخرين، المثقف شخص يحمل الأمل ويتحمل الألم من اجل الغير. لذلك فالعنصرية والدماء التي تجري في دارفور انهارا ليست وليدة اليوم وانما تجد ترديدها وصداها في المجتمع والجبهة الإسلامية ومشتقاتها ولدت في هذه البيئة وايضا نميري وعبود والإنقاذ وابناء الانقاذ والاحزاب واهل الاحزاب. المشكلة ليست اصدار بيان سياسي او اضربوهم بيد من حديد المشكلة تحتاج إلى تحليل وشرح لجذور الجذور نحتاج إلى تفكيك العقل السوداني اذا كان هناك عقل، من الذي اغتال عقلنا، من الذي اعتقل عقلنا، لماذا سكتنا على الظلم ، لماذا سكتنا على الخراب وخراب الخراب الذي جاء الينا مع عهد الخراب. فلا اعتقد بأن المشكلة سوف تحل في سنوات بسيطة او بعمل سياسي فوقي الموضوع يحتاج إلى عمل تحتي إلى التربية السليمة إلى زرع روح التسامح والتضامن، بلد يجوع اغلب سكانها ويتطاول اقل من واحد في المائة في شاهق البنيان.
تعالوا نبدأ تربية بعضنا لبعضنا ومن هنا من داخل هذا البورد، اشعر بأن داخل كل واحد منا طفل كبير يحتاج إلى مشورة وإلى رأي ولكن قطعاً لا نحتاج إلى مزيد من الشتم والقتل والسحل، من الذي قال أن الحرب الأهلية تبدأ عندما تطلق اول رصاصة، لا ، فالحرب الأهلية تدور رحاها هنا داخل هذا البورد فكتابات بعضنا رد فعل لكتابة البعض الآخر، مجموعة صغيرة متمردة تقوم مجموعة اخرى باطلاق حمم الانتنوف الكلامية عليهم بدلا من حوارهم واقناعهم تقوم بتقمص دور الإنقاذ وتقوم المجموعة الأخرى بتقمص دور التمرد في اقصى صورته "الحروفية" وتستمر المعركة إلى أن يتدخل العالم والأمم المتحدة وبعد ذلك نبدأ في العويل والصراخ بانه تتدخل اجنبي.. نفس السناريو على مستوى الوطن هو نفسه على مستوى البورد. لأننا ببساطة نسخة مصغرة من هذا المجتمع والذي تتدور فيه نفس المشاكل، تعالوا نفكك خطابنا هنا وعلى مستوى المجتمع سنجد أنه نفس الخطاب سواء كان على مستوى صحفنا أو مستوى صحفيينا او على مستوى هذا البورد.
لذلك المشكلة اعمق مما يصورها لنا بعض سياسينا او تصوره لنا الإنقاذ تلك الحمارة البليدة.
تعالوا نبدأ بكتابة كل ما هو جميل ونستفيد من التحليلات العقلانية، تعالوا نبني حزب الوردة، حزب الشجرة، حزب الرحمة، حزب الحب وربما نصل إلى اهدافنا اكثر من اي حزب يطلق الرصاص على الشعب وعلى نفسه اذا كان يظن انه هو الشعب.
|
|
|
|
|
|