|
شهيدة الواجب - المضيفة الجوية سهام عبد الرحمن
|
ان المرء ليحتار عما يكتب وان الكلمات لتعصي عن وصف ما حدث من بطولة وتضحية نادرة في هذا الزمان الذي اضحي فيه كثير من الناس يقولون نفسي نفسي في اليسير من الامور ودعك من الجلل من الاحداث , فهذه امرأة تجود بروحها وهو اقصي غاية الجود وليس قبله او بعده جود , وذلك لانقاذ حيوات اخري لأناس ليس يجمعهم بها صلة رحم او وشيجة قرابة , وانما هو موقف املاه عليها ضميرها النابض بالحب وحرصها علي اداء الواجب الي آخر خفقة في قلبها وحتي آخر نفس في صدرها في مشهد تشيب من هوله الولدان , فالنار المشتعلة المسعورة داخل طائرة الشؤم تشوي الأجساد , والدخان يعمي الأبصار وصراخ وبكاء واستغاثة الاطفال والنساء تفتت الاكباد ولا مغيث ولا مجيب , والكل في تدافع محموم وهلع مريع يبتغي كل واحد منهم النجاة بنفسه من الجحيم المصبوب عليهم صباً من النيران وكأنها السعير في الدنيا , ولكنها طالت اطفالا كزغب الحواصل , ورجالا ونساء انهكهم المرض واقعدهم فلا يستطيعون حراكاً وليس لديهم حيلة ! هي وحدها , سهام المضيفة , دون زملائها الاخرين , وقفت كالسيف وحدها في وجه الردي , وظلت تخرج اكبر قدر من الركاب من المخرج الوحيد في الطائرة المحترقة غير ملقية بالا الي ما سيصيبها , وكأنها كانت في سباق مع الموت تجذب من يديه من لم يصل اليه بعد ! وهنا راشها الموت بسهم اصاب منها مقتلاً واشتعلت فيها النار وفاضت روحها , وزفت الملائكة شهيدة وزهرة يانعة لتغرس في بستان الشهداء مع الرسل والصديقين والشهداء والصالحين في جنان الخلد . يجيئ نيل هذه الشهادة من امرأة في زمن ساد فيه اشباه الرجال , وفاقدي الاهلية الاخلاقية , وفاقدي المروءة والشرف , وتراجع فيه الرجال ! وأما هذه الخطوط الجوية السودانية والتي كانت في الماضي البعيد درة في جبين بلادنا بين خطوط الدول الاخري , فقد خربها هذا النظام كما خرب كل شئ جميل في وطننا في عهدهم المنحوس , وباعوها بأبخس ثمن ولمن ؟ لتجار كويتيين لا يعرفون شيئاً من امور الطيران الا كما يعرف الاعمي عن الظلام والنور ! وشردوا الكفاءات ذات الخبرة من العمالة القديمة , وجعلوا علي رأس ادارتها شخصاً اثبت فشله وعجزه عندما اوكلوا اليه امر ادارة ولاية الجزيرة والمناقل فدمر المشروع العملاق وتدهور وشح المحصول واقفل الطمي والاوساخ ترع الري , وركبت الديون المزارعين واودعوهم السجون , وها هو يمارس دوره التخريبي فيما تبقي من الخطوط الجوية السودانية !! بقي ان نقول ونقترح ان تكون ذكري الشهيدة سهام عبد الرحمن حية بأن يطلق اسمها علي معهد اعداد المضيفات او الوظائف الاخري الجوية كضباط المطار او المراقبين الجويين , وهذا اضافة الي الوان التكريم الاخري . رحمها الله رحمة واسعة وبارك في اولادها ..
(عدل بواسطة هلال زاهر الساداتي on 07-31-2008, 00:17 AM) (عدل بواسطة هلال زاهر الساداتي on 07-31-2008, 00:27 AM)
|
|
|
|
|
|