الحمامة "سهام" تحلق الآن في سموات الفردوس!!...

الفقيدة كانت تشعر بأنها ستودع الدنيا ففي نفس الصباح الذي غادرت فيه الى رحلتها التي لم تعد منها ذهبت للروضة التي يدرس بها طفلها وأوصت المشرفة بالاهتمام به لأنها لن تعيش معه طويلا،الحزن خيم على الجميع في الحاج يوسف فبالرغم من محاولاتنا استنطاق والدة الفقيدة سهام إلا أن العبرة قد حالت بيننا وبينها فلم تستطع الحديث غير همهمات ذكرت فيها اسم الله ثم انصرفت عنا تجهش بالبكاء .
موقف بطولي !
سهام عبد الرحمن فضل ابراهيم خريجة كلية الزراعة بجامعة الخرطوم عام 2000 ... التحقت بالخطوط الجوية السودانية كمضيفة تحت التدريب في نفس العام وهى ام لطفلين (عبد الرحمن وخالد) والذين تتراوح اعمارهم بين التسعة اشهر والخمس سنوات .تركتهما سهام واحدهما لم يكمل رضاعته بعد ،وقع الفاجعة لم يكن سهلا بالنسبة لزوجها سامي الموظف بأمن المطار والذي رفض التحدث لنا ووجهنا لوالد الفقيدة الحاج عبد الرحمن فضل ابراهيم والذي أبان لنا ان صباح امس الاول كان آخر لقاء بينه وابنته المضيفة سهام والتي انتقلت الى بارئها مساء نفس اليوم ووصف الحاج عبد الرحمن ابنته بالتقية والمواظبة علي صلواتها وتتميز على قريناتها بالسلوك الممتازوعن كيفية تلقيهم النبأ يحكي لنا العم عبد الرحمن القصة قائلا. سمعنا الخبر من التلفزيون وقالوا لنا إنها خرجت سليمة ولم تصب بأذى إلا أننا بحثنا عنها في كل مكان الى ان أرشدنا احد المسؤولين بالذهاب الي المشرحة لمعرفة اذا ما كانت ضمن الموتي ام انها مازالت على قيد الحياة ).ويواصل العم عبد الرحمن بعد ان قاطعه احد المعزين أنهم في المشرحة وجدوا حوالي 24 جثة لم يستطيعوا التعرف على ابنتهم بينها ويضيف قائلا . في النهاية اقتنعنا بعد ما فتشنا المستشفيات والمشرحة بأن ابنتنا قد توفيت وجئنا لتلقي العزاء) وعن ملابسات وفاة الراحلة سهام يقول العم عبد الرحمن إن أحد موظفي الخطوط الجوية السودانية والذي كان في الرحلة قد قال له إن سهام كانت مشرفة على نقالة لإحدى المسافرات وهي عاجزة عن الحركة وعند اندلاع الحريق رفضت الهرب وفضلت مساعدة المريضة وإنقاذها إلا أن يد القدر كانت أسرع ويواصل العم عبد الرحمن سرد موقف ابنته البطولي مشيرا الى أن هنالك من ترك أبناءه وهرب خوفا من الموت إلا أن ابنته لم تستطع ترك المريضة التي تشرف عليها وفضلت البقاء معها حتي الموت.وأكد أن المشرحة قد وعدتهم بإجراء اختبارات الحمض النووي للتعرف علي قبر الفقيدة التي يفترض أنها ووريت الثرى مع بقية ضحايا الطائرة في مقبرة جماعية بالصحافة