كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الطيب صالح .. موسم الهجرة إلى الشمال .. بدار الرابطة الرياضية بالصالحية بحي العود اليوم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
صاحب موسم الهجرة إلى الشمال بقلم: طارق القزيري 18-02-2009 دائما متأخرون... هذا ما سيحكيه رحيل الروائي السوداني الطيب صالح قصة وداء العرب المزمن، في سوء التوقيت، وعقم المبادرة. فقد بدأ شهر فبراير وقد أستشعر السودانيون أولا، ثم العرب، أن الطيب صالح يستحق جائزة نوبل - قبل فوات الأوان - فالروائي السوداني، الذي توج بـ "عبقري الرواية العربية"، كان يجاهد مرضه العضال، وتكريمه بذلك سيكون فرصة له أخيرة، وفرصة مناسبة لثقافة العرب، بالتوسل لعالمية أخرى، أكتفوا منها فقط بجائزة للمصري نجيب محفوظ، منذ 21 عاما. لكن صاحب الرواية التي صنفت ضمن أهم 100 رواية في التاريخ العالمي للرواية. لم يكن لينتظر، ففي صباح اليوم الأربعاء 18 فبراير 2009، رحل صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال" من لندن ولكن هذه المرة هاجر عاصمة الضباب ليصعد لأعلى، ويفارق عالمنا إلى الأبد. وهو الذي كان يردد دائما أبياتا للمتنبي يقول فيها: مــاذا لقيــت مـن الدنيـا وأعجبـه أنــي بمـا أنـا بـاك منـه محسـود أمســيت أروح مــثر خازنـا ويـدا أنــا الغنــي وأمــوالي المواعيـد
. ولد الطيب صالح قبل 80 عاما (سنة 1929) في قرية عمّدها في رواياته، ونقل تفاصيلها للعالمية بإبداع قل نظيره، وهي قرية كرمكول، حيث ينتمي لقبيلة الركابية، وبدا تحصيله العلمي في وادي سيدنا ثم بكلية العلوم في الخرطوم
أمتهن الطيب صالح التدريس لفترة، كما عمل بهيئة الإذاعة البريطانية بلندن، حتى اشرف على قسم الدراما، ثم درس لينال شهادة بالشؤون الدولية، وكلف بمنصب بمنظمة اليونسكو حيث عمل في الدوحة بقطر من منتصف الثمانينات حتى نهايتها.وعمل صالح لأعوام طويلة، ككاتب عمود أسبوعي في مجلة "المجلة". وكتب الروائي الراحل عدة مؤلفات من أهم مؤلفاته: رواية عرس الزين عام 1962، ثم روايته الأشهر موسم الهجرة إلى الشمال سنة 1971 ،ومريود و دومة ود حامد تناول فيها قضية الفقر وسوء تعاطي الفقراء أنفسهم لحقوقهم، واستغلال الإقطاعيين لضعف الفقراء ومطامعهم وأنانيتهم الخاصة، لإحكام سيطرتهم على مصائر الفقراء. رواية "عرس الزين"، جسدت دراميا لتلفزيون ليبي، كما فاز المخرج الكويتي خالد صديق بجائزة في مهرجان كان بفيلم عن نفس الرواية. كما ترجمت رواياته لأكثر من 30 لغة. وبرغم الحميمية التي تخلعها الملامح المحلية، في روايات الطيب صالح، إلا انه عبر نقل ذلك للعالمية بلغة سلسة، تنهش ضفاف الوعي والتمثل لدى القارئ، فإنه منح للقراء فرصة تأمل بعد آخر، لمسالة مزمنة، وهي قضية الحضارات، ولقائها وحوارها أو صدامها وتشظيها. كما لم تغب قضية الجنس عن كتاباته، بخاصة، عند تصويرها، في ضوء اختلاف الثقافات، والمفهوم الواعي واللاواعي للجسد، من عالم قريته، إلى المدنية العربية الهجينة، وصولا للندن، ذروة التباين الحسي والثقافي عن الواقع الأصيل لشخصياته المحلية. وورد أسم رواية "موسم الهجرة للشمال" عام 2002 ضمن أفضل مئة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مئة من كبار الكتّاب الذين ينتمون الى 54 دولة. وفي آذار 2007 منح الطيب صالح جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي. وبعد ترشيحه قال الروائي أنه ليس مهتما بجائزة نوبل، رغم عدم تعاليه عليه، لكنه لا يتوقعها قائلا "لا أشغل بها نفسي وأشك في انني سأحصل عليها ، وليس مهماً عندي ذلك ، لأن هناك في العالم عشرات الكتّاب الموجودين الكبار الذين يستحقون نوبل ، وبعضهم في العالم العربي لم يمنحوا جائزة نوبل. إذاً هي كاليانصيب ولن تأتي في الغالب... ولو جاءتني سأفرح بها ولا أزعم أني فوق هذا، ولكن في الحقيقة لا أشغل نفسي بها
|
|
|
|
|
|
|
|
|