|
فرحٌ ضد الاكتئاب .
|
(1) دايما أطيب خاطرك الغالي وأسامحك ...... أسأل عليك الليل ونجمهُ وحتى أنوار الصباح ..... حيران أسائل نفسي إيه كان السبب وأصل الخصام ؟ (2) في وجدان المطرب وصاحب الموسيقى الشجية الأستاذ " عثمان حسين " بِركة فيها من الكنوز ما هي أكبر من السِعة ، و ما ليس من السهل نسيانها. فمنذ خمسينات القرن الماضي ، عندما تعلم العزف على آلة العود على يد النبيل الراحل " كامل السيد حمدون " ، وكان يُصاحب المطرب المُخضرم "عبد الحميد يوسف " عازفاً لآلة العود ،و كانت تختبئ من وراء تلك القامة كل الطاقات التي تفجرت ذات صحوة وانطلقت ، حتى تخيّره مستمعو إذاعة أم درمان في برنامج " ما يطلبه المستمعون " فكان مطرب السودان بحق عام 1960 . ثم انطلقت أفلامه الغنائية في الحديقة المُطلة على النيل الأزرق من شاطئ الخرطوم بحرى . (3) ومن الذين تمكنوا بالتطريب وبالغناء من داخل خيمة أصواتهم الشجية ، تلك الصادحة "أسرار بابكر " . عرفت كيف تستخرج من أوتار الحُنجور تلك الآلة العجائبية ، هذا المد العاطفي الشجي وتعيد تصوير الحضور الشعري ، و تتابع تلك المنعطفات التي صاحب فيها اللحن تلال القصة الشعرية التي انتزعها الشاعر الغنائي " عوض أحمد خليفة " من براثن الواقع لتتقاطع مع أوجاع المحبين أنّا وُجدوا .. (4)
قال لي صديق : " إن شاعر الأغنية " عوض أحمد خليفة " قد صار الآن إمام مسجدٍ ويقوم لخطبة الجمعة من كل أسبوع ، ويجلس بين الخُطبتين ويعظ الناس ! . ربما تبرأ من شعره النضير الذي جلبناه من خلال الأغنية هنا ، وربما أحتسبه في حاضره الماثل نزوة شباب . وأعود لمقولة أحد المعارف أن المرء عندنا يبدأ في شبابه بإطلالة مُبدعة أو بينبوع نضير ، و يمضي به العُمر ... ، وتأخذه رجفة من المصائر فيما وراء العالم الذي نحيا ، ثم عند الكهولة ينسحب من الحياة وألقها إلى الدين وينحبس جسده وفكره في كيفية السبيل إلى الرحيل دون خوفٍ أو وجَل ، بل أن البعض يصبِح مغالياً في تدينه ، دون الوسطية التي يقول بها الجميع ، ولكنهم لم يُعملوا فكرهم فيما ينبغي . يسألون أنفسهم أسئلة لا تشبه أسئلة المفكرين وأصحاب الرؤى " هل الغناء رجس من أعمال الشياطين ؟ ونسأل نحن هل مزامير النبي داود منسية في غيابة العهد القديم ؟! . إن الفنون كلها شجرة باسقة عالية ، لا يتسلقها إلا النواضر من أصحاب الملكات المُبدعة ، رغم معرفتنا التامة بأن الكثيرين منا ليست لهم رؤيا متكاملة حول الكون ، ومآل الحياة ، بل الحياة وقوتها وعنفوانها وهي تتجمّل بالمبدعين من البشر لهي رائعة ، ولو خفّت موازين هؤلاء المبدعين ، وصدئت روافع وجدانهم ، وانكسروا يطلبون السماح ، في حين أنهم ليسوا بحاجة لذلك لأن الوجدان أصدق راوية وأنبل ثمرة يختزنها البشر . (5)
دعونا نستمع بصدق لمشاعرنا ، ونتفهم كيف يمكن لمطربة أن تعيد فتح صفحات الوجدان القديمة في تراثنا الغنائي ، وغسله من الكدر الذي التفّ من حولنا يمنعنا أن نكون أسوياء في ظل خيمة سوداء كالحة ألمّت بنا في منعطفات الحاضر ، أرادت أن تُغطى السماوات ببؤسها .
*
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-04-11, 10:01 AM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | بله محمد الفاضل | 12-04-11, 10:17 AM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-04-11, 10:38 AM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | محمد الكامل عبد الحليم | 12-04-11, 01:28 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-04-11, 03:27 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | محاسن أحمد محمد | 12-04-11, 04:59 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-04-11, 05:37 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | سلمى الشيخ سلامة | 12-04-11, 06:53 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-04-11, 08:35 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | محمد الكامل عبد الحليم | 12-04-11, 08:36 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | محمد عثمان | 12-04-11, 08:46 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | سلمى الشيخ سلامة | 12-04-11, 08:53 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | محمد الكامل عبد الحليم | 12-04-11, 09:15 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-17-11, 08:41 AM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-06-11, 05:00 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-06-11, 05:04 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-07-11, 05:16 PM |
Re: فرحٌ ضد الاكتئاب . | عبدالله الشقليني | 12-15-11, 08:23 PM |
|
|
|