|
Re: وداعاً محمود زكريا عمدة برسين المحمود (Re: زياد جعفر عبدالله)
|
بقلم الاستاذة آمال محي الدين راسخ:
وداعاً محمود.... عمدة Brisbane ألمحمود .... الصنديد .... جبل الحديد.... أبُ راياً سديد.... يا حنك الب ل ي د....السبحة انبهلت وال Community انجهلت
تلك الثقافة على بساطتها و مفرداتها بمقاييس المكلوم عليه صفاتاً.... عمدة Brisbane المحمود جوهراً و اسماً فاذا كانت( العمدوية) وراثيا بحكم الكم الهائل لعدد القبائل تصاهراً وتكاثراً.... حسباً و نسباً.... فقد استحقها محمود زكريا تلقائياً دون هذه الصفات الممجوجة.... المرجوجة.... بما كان العمود الفقري للجالية السودانية وبعضاً من قارتنا الافريقية.... عمدة يعتمد عليه.
كان بوصلة تدل على نقطة الوصول للاتجاه الصحيح عند الحيرة والارتباك الفكري.... حلاً للمعضلات بعفويته المعهودة.... وقلبه الذي ينبض شغفاً بحب الاخرين.... فتبعثرت حبيبات السبحة يا محمود التي كنت مُحكماً قبضتها بفقدك الجلل.... فهلا جادت حواء اخرى بمحمود آخر مروئة واخلاقاً ؟ لقد كان عمدة.... عماداً.... عموداً.... اعتماداً.... وكفاءةً بطبيعته الملهمة.... بساطة من لم شمل أبناء الوطن على اختلاف السنتهم والوانهم.... وعماداً يستظلون تحت سقفه الوارف.... يتجاذبون اطراف الحديث هموماً و عناءاً.... فيجدون ضالتهم المنشودة في حلول محمود بحسن ظن شعبيته به .
فقد كان شامخاً كالجبل.... بحبه للآخرين وحبهم له.... لا غروراً بل تواضعاً.... كان ذو حنكة ومقدرة على التعبير لمن يصعب عليه.... عندما تتصلب المشاكل تعقداً....
كنت يا محمود أخ للكل وعرش للضل.... كنت الملاذ و المحور لكل طائف حولك في منزلك... وفي مكان عملك يجدون الطمأنينة بقربك كالام الرؤوم.... والاب الحنون عند الهلع من قسوة الغربة ووحشيتها.... والمرسى الآمن للترويح عن النفس.... ريثما يستجمون انفاسهم.... فيتزودون من موسوعتك وعياً و خبرة.... بتواضعك الفطري وعفويتك الجاذبة.... و طرافتك المحببة.... وسلميتك النادرة التي قلما تتواجد في عالم الغاب... عالم هذا الزمن الغابر....
المحمود.... لقد كنت هبة من الله لمجتمعك.... جامع شتاتهم .... وحلال عوجاتهم.... حابس اللجج ( ومقلام الحجج)....
كنت الحضن الدافئ في الشتاء القارس.... والنسمات المنعشة في الصيف الخانق.... مكانك شاغراً بين اسرتك.... في كل ركن من اركان منزلك.... صوتك ما زال يرن في آذاننا شوقاً لشخصك النادر انسانية.... المنزل خاوي حيويةً.... وجوماً و حزناً عميقاً.... وحيرة طفلتيك اللائي فقدتاك.... حتي ابتسامتيهما صارت باهته.... فحالما تضل طريقها ونحن نحاول عبثاً استعادتها لهما.... فيتخذانها هزواً لاحساسهما بأنها ليست نابعة من القلب.... فننطوي على انفسنا بمزيداً من الحسرة.....
فان كان بقدر أهل العزم تأتي العزائم.... وتأتي بقدر أهل الكرم تأتي المكارم.... فيجب أن لا نغض الطرف عن اهل ( Brisbane) أبناء الوطن ألام الحبيب .... عما بذلوه من الغالي و النفيس من جهدهم و مالهم .... وهم يكابدون مصارعة الوقت.... وطاقتهم المنهكة لاداء الواجب.... وعياً.... ودراية.... وحرصا علي مشاطرة الاحزان.... حساً عميقاً بهول المصيبة.... و استقبال ذويه و إقلالهم من المطار حتى انتهاء مراسم الدفن.... فما بذلتموه مقدراهل Brisbane .... رجالاً ونساءا....ً نابعاً من القلب.... تذرفون الدمع الهامر غزارةً وس خ اء.... انهياراً وجدانباً.... قناعةً بما كان يحتل وجوده في كل خلية من اجسامكم.... فكأنما انتزع انتزاعاً.... من كيانكم ؛؛؛؛؛
أسال الله ان يثبت أجركم و يثوبكم خيراً وعافية.... فأنتم اهلاً للثناء من جميع تعابير قواميس العالم القيمة.... وكل ما جاد به تراثنا السوداني من ثناء اجدادكم..... السلف الصالح....
فالعين تدمع.... و القلب يحزن.... وإنا لفراقك يا محمود لمحزونون...... إنا لله و إنا اليه راجعون ونسال الله لك المغفرة والرحمة.... وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والآكرام....
خالتكم الحزينة والمكلومة آمال محي الدين حسين راسخ
|
|
|
|
|
|