التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-29-2011, 01:49 PM

عوض الصديق
<aعوض الصديق
تاريخ التسجيل: 05-31-2010
مجموع المشاركات: 507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية !

    مقال ( رحيل راهب الوثنية السياسية ) ... بقلم الاستاذ الكرنكي بأخيرة ألوان اليوم 29 نوفمبر..



    Quote: توفي زعيم الحزب الشيوعي التيجاني الطيب يوم الأربعاء 23/نوفمبر 2011م. عن (85) عاماً. رحمه الله. وقد عُرف خلال ستين عاماً أو تزيد، بالتصلّب الفكري الماركسي اللينيني. رحل القائد الشيوعي دون أن يكتب تجربته في كتاب. فكرياً، مات الراحل التيجاني الطيّب منذ أكثر من نصف قرن. الراحل التيجاني الطيب كان يعاني من تصلُّب الشرايين الفكرية. فقد ظلت حياته بأعوامها الخمسة وثمانين، عبارة عن يوم واحد، يوم تجنيده في صفوف الحزب الشيوعي. ظل التيجاني الطيب طوال حياته يعيد ويكرِّر قناعات ذلك اليوم حتى رحيله. عندما كتب المفكر الماركسي الإيطالي (قرامشي) مراجعاته ونقده المبدع للماركسية، ظلّ التيجاني الطيب على وعده القديم. عندما أسقط الحزب الشيوعي السوڤييتي (ستالين)، ظلّ التيجاني الطيب على عهده القديم. عندما ظهرت (صين ماو) أو (الشيوعية الأخرى)، لم يتزحزح التيجاني الطيب سنتيمتراً واحداً. عندما شقَّ (جوزيف بروز تيتو) طريقاً ماركسياً جديداً، لبث التيجاني الطيب قابعاً في جُحر الماركسية القديم. عندما كتب المفكر الجزائري (عمار أوزيجان) أحد قادة الثورة الجزائرية المقاتلين كتاب (الجهاد الأفضل) عند تحوُّله من الماركسية إلى الإسلام، لم يقرأ التيجاني الطيب صفحة واحدة من ذلك الكتاب. عندما كتب المفكر الشيوعي ميلو سوفان دوجلاس (الطبقة الجديدة) في نقد الممارسة الماركسية، غضَّ التيجاني الطيب النظر عن الكتاب. عندما اعتنق عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي (روجيه غارودي) الإسلام، وكان مرشح الحزب للرئاسة، لم يأبه التيجاني الطيب. عندما كتب (ڤاليري جيسكارد ديستان) الرئيس الفرنسي كتاب (الديمقراطية الفرنسية)، وأبان أن الماركسية هي فكرة أوربية لواقع أوربي صناعي في القرن التاسع عشر، لم يعني ذلك التيجاني الطيَّب في كثير أو قليل. عندما برزت (الماركسية الأوربية) الديمقراطية كبديل للماركسية الروسية السَّلفية بديكتاتوريتها وحزبها الواحد الشمولي، ظلّ التيجاني الطيب قابعاً في خندق الماضي. عندما كتب (هربرت ماركوس) أن (الطلاب) وليس (العمال)، هم الطبقة التي تصنع التغيير، أدار التيجاني الطيب ظهره لذلك الطرح. لقد منع تصلُّب الشرايين الفكرية التيجاني الطيب من مراجعة ماركسيته القديمة، مثلما راجعها أحمد سليمان المحامي، أو مثلما راجع أحمد فارس الشدياق أفكاره، أو مثلما راجع المفكر الماركسي المسيحي (منير شفيق) أفكاره، فغيَّر مسار حياته واعتنق الإسلام. بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الدراسات والبحث والإلتزام الفكري والسياسي والتنظيمي، تحوَّل منير شفيق، بعد مراجعات عميقة، إلى مفكر مقاتل ملتزم بقضية الإسلام في مواجهة تحديات الإنحطاط المعاصر، إعتنق منير شفيق الإسلام بعد أن كان على نفس خط غالي شكري وأنور عبد الملك وفيليب حِتِّي وساطع الحصري ولويس عوض، وغيرهم من مفكري اليسار الماركسي المسيحي الذين لم يراجعوا كراهيتهم الحزبية الطائفية والمستوردة للإسلام، فأصبحوا وكلاء للثقافة الغربية الإستعمارية، وصاروا مخالباً لمسيحية الغرب الإستعمارية ضد مسيحية الشرق التي يمثلها إدوارد سعيد وكمال ناصر وغسَّان كنفاني والمطران كابوتشي ونصري سلهب ومنصور جرداق ومارون عبود الذى أسمى ابنه محمد وكانت كنيته أبو محمد، وغيرهم. بعد سقوط الإتحاد السوڤييتي وانهيار التجربة الشيوعية، لم يراجع التيجاني الطيب ماركسيته. بعد أن أصبح من (أيتام) الحرب الباردة، إنتقل التيجاني الطيب من زيارات حبِّه القديم موسكو، ليصبح زائراً معتاداً لواشنطن، واتخذ سبيله في البحر سَرَباً ، البحر الإمبريالي!. كان التيجاني الطيب حتي رحيله في الخامسة والثمانين راهباً يعبد أصنامه القيادية الروسية القديمة ويعبد أفكاره الماركسية القديمة ويدافع عن أىّ موقف في التجربة الشيوعية من يوم تأسيسها ووضع حجر الأساس إلى يوم سقوطها الداوي، من بدايتها القديمة إلى نهاياتها السقيمة، من الألف إلى الياء المعرجة!، راضياً كل الرِّضَى عن أى لحظة في حياة الشيوعية من مهدها إلى لحدها، من يوم تجنيده في الحزب الشيوعي إلى يوم رحيله. ذلك بينما ظلّ الماركسيون المسيحيون يراجعون مواقفهم ويكتبون قصة حياتهم ويصحِّحون الماضي، لا يقدسونه ولا ينكرونه. فقد ظلوا يراجعون أفكارهم ويكتبون ويعلنون مراجعاتهم، كأنما يستشعرون قسِّيساً أمامهم. حتى غدت عندهم مراجعة الأفكار وكتابة قصة الحياة والسيرة الذاتية كأنما هي صورة أخرى من صور (الإعتراف) المسيحي على فراش الموت. لكن التيجاني الطيب بتصلبه الفكري الشرس، لم يراجع حياته الماركسية لحظة واحدة، ولم يستشعر أمامه (إماماً) يدلى إليه بـ (الإعتراف). تصلُّب الشرايين الفكرية للراحل التيجاني الطيب انعكس في تصلّب شرايينه السياسية التي خلال (85) عاماً افتقدت المرونة ، فعاش ناقماً في جحيم كراهياته السياسية والحزبية حتى النهاية. مثلما كان الراحل التيجاني الطيب مكابراً فكرياً طوال (85) عاماً، فقد كان مكابراً سياسياً كذلك. على سبيل المثال كتب الراحل التيجاني الطيب بخط يده (البيان الأول) للإنقلاب العسكري الشيوعي. ذلك البيان الذي ألقاه المرحوم الرائد (هاشم العطا) مساء الإنقلاب. ذلك الإنقلاب الذي دبَّره ونفَّذه الحزب الشيوعي في 19/يوليو 1971م. وتمّ نشر صورة (البيان الأول) بخط يد التيجاني الطيب ورآه كلّ السودان. لكن رغم ذلك في لقاء صحفي مع مجلة (الوسط) اللندنية التي يرأس تحريرها جورج سمعان وذلك في فبراير 1998م أنكر التيجاني الطيب بمكابرته السياسية العنيدة أن تكون هناك علاقة بين الحزب الشيوعي السوداني وانقلاب يوليو 1971م. علماً بأن التيجاني الطيب كتب بخط يده (البيان الأول) للإنقلاب وتمَّ نشر تلك الوثيقة على الملأ!. علماً بأن المرحوم الرائد هاشم العطا قرأ ذلك البيان الأول للإنقلاب العسكري الشيوعي في الإذاعة والتلفزيون، ولم ينقص حرفاً ولم يزد حرفاً!. كان البروفيسور مالك بدري ينتقد الأساتذة الجامعيين التقليديين الذين يفخرون بأنهم درَّسوا في الجامعة عشرين عاماً. كان يقول إنهم درَّسُوا نفس الدرس عشرين عاماً. أى لم يتطوَّروا وظلوا يكرِّرون أنفسهم و يعيدون درساً واحداً عشرين عاماً. كذلك الراحل التيجاني الطيب ظل (85) عاماً يعيد اقتناعاته الماركسية التي اعتقدها يوم تمّ تجنيده في الحزب الشيوعي، وما زال مستعصماً بعروتها غير الوثقى إلى يوم رحيله .
    رحمه الله.
                  

العنوان الكاتب Date
التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! عوض الصديق11-29-11, 01:49 PM
  Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! عوض الصديق11-29-11, 02:23 PM
  Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! سيف النصر محي الدين11-29-11, 02:24 PM
    Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! عوض الصديق11-29-11, 02:30 PM
      Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! سيف النصر محي الدين11-29-11, 02:36 PM
    Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! قيقراوي11-29-11, 02:41 PM
      Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! Elbagir Osman11-29-11, 02:58 PM
      Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! محمد إبراهيم علي11-29-11, 03:08 PM
        Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! عوض الصديق11-29-11, 03:17 PM
      Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! Elmuiz Haggaz11-29-11, 03:16 PM
        Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! فيصل محمد خليل11-29-11, 03:22 PM
          Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! Sabri Elshareef11-29-11, 05:46 PM
          Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! زهير الزناتي11-29-11, 05:52 PM
            Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! عبدالله احيمر11-29-11, 09:28 PM
              Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! عاطف مكاوى11-29-11, 09:50 PM
  Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! Adil Osman11-30-11, 00:29 AM
    Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! عمر ادريس محمد11-30-11, 03:39 AM
      Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! Asim Fageary11-30-11, 06:32 AM
        Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! عبدالله احيمر11-30-11, 08:15 AM
          Re: التجاني الطيب ... رحيل راهب الوثنية السياسية ! محمد فرح11-30-11, 01:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de