|
|
 دردشة من داخل مكاتب جهاز الامن والمخابرات (يوجد مصدر)
|
دردشة من داخل مكاتب جهاز الامن والمخابرات (يوجد مصدر)
حسن بلطية وشلته
ذات صباح ربيعي جميـل والشمس تُرسل اشعة دفيئة من خلف غلالة غيوم رقيقة ظللت سماء مدينة الخرطوم الآمنة الوديعة لتتخلل الاشعة مسام نسائم الصبح محملة بالدعاش ونفحات أريج الأزاهيـر المنتشرة بين مسارات طرق العاصمة وعلى حواف جدران منازلها المطلية باللون الأبيض ..
وبين شقشقة عصافيرها وحرص رجال العسكر في انسحابهم من مراكز حراستهم الليلة للاحياء والاسواق حتي يكمل السكان نومهم في اطمئنان وامن اعتادو عليه والفوا ان لا يخشوا من تسلل اللصوص لمنازلهم الهادئة ومتاجرهم العامرة ( وما اقل اللصوص من فئة وما اندرهم بالعاصمة فهم قلة تُعد على اصابع اليد الواحدة بعد ان اصبح الجميـع سواسية في قسمة الثروة التي فاضت حتي اصبح منادي ديوان الزكاة يصيح بالطرقات عله يجد محتاجاً واحداً او شخصاً صغير الهمة غير عفيف الضمير والقلب فيقبل ان ياخذ شيئاً يسيراً من المال ولكن هيهات ان يجد المنادي ذلك الشخص ) .. قلنا ورغم ذلك يحرص رجال العسكر على مراعاة امن واطمئنان السكان فليس لهم ما يفعلونه ولا يوجد لديهم واجب آخر غير ان يكونوا عيناص ساهرة لراحة المواطن الذي يعيش في رفاهية بفضل حكومة الانقاذ الرشيدة امدها الله بالمزيد من غرور الدنيا التي عمرها القائمون على امرها لأنفسهم..
في هذا الج و الربيعي الحالم البديع دخل حسن بلطية العقيد بجهاز الامن والمخابرات الوطني لمباني الجهاز بعد ان اشار للحارس على البوابة الخارجية وسط تثاؤبه ان لا داعي للتكلف بالتحية العسكرية فكلنا ابناء تسعة او كما قال له ، فإستراح الحارس وعدل من كابه بيغطي عينيه..
قطع حسن بلطية بخطوات كسولة الممر الفاصل بين البوابة ومداخل مكاتب الضباط ومكتب الاستفسارات وإستراحات المُستضافين من المواطنيين الذين ياتون بين فترة وأخرى بملء إرادتهم وبطوعهم وإختيارهم لمراجعة بعض البيانات الخاصة بهم او تحديثها تلك البيانات التي يحرصون ان يُزودوا بها قاعدة بيانات الجهاز .. او ان يأتي بعضهم ايضاً للتشفع وكفالة احد الاجانب الذين إمتلأ بهم السودان مؤخراً وقد يُشكك بعض افراد الجهاز في عمل هؤلاء الاجانب فيستدعيهم للجهاز للتحقق منهم وانهم ليسو عملاء اجهزة مخابرات دول اخري حريصة على زعزعة وامن واستقرار بلاد السودان الآمنة المطمئنة حسداً وغيرةً من روؤسائها وملوكها الذين عجزوا عن توفير الرفاهيـة والاستقرار والامن وتلبية متطلباتهم وصون حرياتهم وكرامتهم بنفس القدر الذي وفرته حكومة السودان لشعبها الوديع فأنصب جهد هؤلاء الروؤساء والملوك والامراء على زعزعة استقرار دولة الامن والرفاهية والحرية والكرامة الدولة السودانية الفتية في جمهوريتها الخامسة عشر..
وبعض هؤلاء الأجانب مظلوم ولكن حرص الجهاز على صون الارض والعرض يجعله يُمعن في التدقيق على جميع الاجانب دون فرز حتي ولو كان احدهم مستثمراً او شريكاً لوزير او متنفذ في الحكومة الرشيدة .. فبدولة السودان الناجحة لا احد فوق القانون ، ومن هنا يحضر بعض المواطنون لكفالة من يثقون في براءته من تهم العمالة فالمواطن ايضاً له دور الىن وهو عيناص حريصة على امن الوطن ..
اما لغير تلك الأسباب التي ذكرناها سابقاً فيستحيل ان يحضر مواطن لمباني اي من فروع الجهاز المنتشرة في رقاع الوطن لامنه واستقراره ، وكذلك يستحيل ان يستدعي الجهاز احدهم او يُرسل اليه ورقة بالرجاء بمكتب الجهاز موضحاً بها سبب الاستدعاء او مبرره ووقت الحضور الذي يُقترح ان يحضر فيه المواطن المعزز المكرم ومدته .. لا لا يمكن فهذه اساليب غيــر قانونية وغيـر انسانية عفا عنها الزمن واندثرت مع اندثار آخر حكومة ديمقراطية مستبدة منتخبة بواسطة الشعب والدولة الآن دولة قانون ومؤسسات دولة مواطنة وحقوق..
لهذه الاسباب كان حسن بلطية يُحرك رجليه بتكاسل على الممر المرصوف بقرميد احمر نظيف وقد حفت جوانبه الأشجار التي وضعت بينها بعناية أحواض بديعة غُرست بها ازاهيـر وورد زاهية يانعة وقد تحلقت فوقها الفراشات الملونة وهي تحرك اجنحتها في بلطف يشبه همسات العاشقين وسكنت فروع الاشجار العصافير المغردة من كل لون وجنس وهي تُرسل نغماتها المموسقة في مشهد يُكمل اللوحة البديعة التي رسِمت بمدخل مباني الجهاز وقد احاطت بحسن بلطية فزادت من استرخائه وتكاسله ..
بعد ان حيا حسن بلطية زملاءه بالمكتب الملازم أول عبد الله كتاكت والملازم ناجي شمطة والرقيب اول طه البروة .. سألهم بإسترخاء – هل من جديد ؟!
فكان صمت الثلاثة وتثاؤبهم يدل على الإجابة وان لا جديد بالساحة والامن مستتب كالعادة والوضع مستقر والمواطن يرفل في حليـة زاهية من الرفاهية والسعادة وراحة البال . ثم تساءلوا عن المبرر لعملهم الىن في ظل هذه الاوضاع ولماذا تصرف عليهم الدولة وما المبرر بل احتجو انه يجب تحويل الميزانيــة لما هو افيد لخير الوطن والمواطن ...
احتج ناجي شمطة : يا جماعة ميزانيــة شنو كمان التستفيد منها الدولة المترعة بالقروش دي وفائض ميزانيتها السنة الفاتت كان اكبر من الناتج القومي لاسبانيا والمانيا مع بعضهم.. خليكم واقعيين يا اخوانا الميزانية الموضوعة لينا حيلك يادوب ما محصلة (ربع من مية في المية ) من المقررة للخدمات الاساسية للمواطن من ماء وكهرباء
نحن يا طه البروة يادوبك السنة الفاتت بس حصلنا على 0.023% والباقي كلو مكبوب في الصحة والتعليم .. هسع عليك الله يا عبد الله كتاكت راتبك مكفيك لحم وفواكه ؟؟!
يجيبه كتاكت :
النصيحة لي الله يا ناجي شمطة وربنا بيسألنا ..الاكل ارخص حاجة بقت في البلد دي وهسع الناس بتضرب اربعة وجبات وبتحلي وتشرب عصائر مع رخصة السكر دي ومافي فرق بينها غني وفقير في شرب العصير والحاجة الباردة .. والحملات هسع مدورة قرش ونص لحث المواطن مراعاة السعرات الحرارية بوجباته وممارسة الرياضة والتقليل من ركوب السيارات او على الاقل مع توفر الميادين والساحات الرياضة والمنتزهات العامة يمشي اقلاها الفين متر باليوم بس عشان يحارب السمنة وتنخفض الامراض المرتبطة بيها هي وكترة الاكل ..
وياناجي بالله بطل شمطة البلد مافيها زول مفلس او غالباهو العيشة وتعليم اولادو او معالجتهم.. الخير جنس ما مبسط بقى الواحد فينا محل يتبرع او يتصدق بي قروشوا حسنة واجر ما لاقي.. غايتو بعد دا الا نرسلها امريكا القالوا ميزانيتهم دقت الدلجة وميزانية نادي الهلال اكبر من دخلهم القومي بتلاتة اضعاف.. دافع يا ناجي عن الجهاز زي ما عاوز لكن ارجوك ارجوك ارجوك مافي داعي تشوه حكومتنا الرشيدة دي الارتضاها المواطن بقناعة وبكامل وعيه واهليته ويستحيل يبدلها بدميقراطية وانتخابات حرة نزيهة وكلام فارغ ..
هنا تدخل طه البروة قائلاً..
والله يا اخوانا بالجد كلامك ونقاشكم المتكرر دا نتيجة فراغ وعدم شغلة منكم وهسع لو في موضوع أكان لقيتو حاجة تانية تقولوها بدل لواكة الكلام دي ..
هنا انبرى حسن بلطية قائلاً – صدقت يا طه يآخ انا عندي فكرة خطيرة ممكن ننشغل بيها ونشغل بيها المواطن المرتاح دا زاااتو بدل مقضي وقته كله بين المسارح وصالات الفنون وهمه كله السباحة وركوب الخيل وجمع الطوابع..
فصاحو كلهم بصوت واحد – الحقنا بيها يا بلطية سريع !!
اجابهم حسن بلطية
الفكرة هينة وبسيطة تب .. بس اهم شئ يكون عندكم زول او معرفة او طيارة بموقع سودانيز اونلاين وبعد كدة الشغلة بتمشي معانا باسطة ..
>> ,>>>, >>>
(عدل بواسطة HAIDER ALZAIN on 11-28-2011, 07:06 AM)
(عدل بواسطة HAIDER ALZAIN on 11-28-2011, 07:07 AM)
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
HAIDER ALZAIN
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست