|
الإعلان....بين رواج السلعة وطلاق الزوجة
|
لا ينكر شخص علي مستوي العالم أجمع أهمية الإعلان التجاري في عالم اليوم حيث تنوعت السلع الاستهلاكية وأصبحت من الكثرة والانتشار بمكان يصعب علي المستهلك معرفتها والوصل إليها إلا عبر دليل وخبير وقد انبري الإعلان لهذه المهمة من جميع النواحي التفصيلية المعروفة في عالم الإعلان وصناعته وتصميمه من ناحية تعريف المستهلك بالمنتج وطريقة الاستعمال والمنافع والفوائد والسعر ثم يستمر الإعلان في ترسيخ المنتج حتى إذا ما أصبحت السلعة معروفة ومتداولة صارت مهمة الإعلان هي التذكير عبر لمحات خاطفة لا تحتاج للتعبير المطول. وقد ساعدت وسائط الاتصال الكثيرة في ذيوع الإعلان وانتشاره عبر كل القنوات المكتوبة والمسموعة والمرئية فهو يدر عائدا ماليا هاما لا تغفله قنوات الاتصال بل تسعي جاهدة لتأخذ منه نصيبا معتبرا أصبح يسجل واحدا من أهم طرق الدخل المادي والكسب الكبير. والإعلان صناعة هامة جدا ونسبة لارتباطه القوي بالإعلام وعلاقته بالمشاهد فقد صار التخصص في صناعته عملا هاما له مدارسه وفنونه وأدواته التي تشمل فنون الصورة والدراما والموسيقي وغير ذلك إضافة للذهنية الذكية والخيال الواسع حتى يتم إنتاج العمل بصورة تتوافق مع الذوق العام وثقافة البلد مما يجعل تقبل المشاهد للمادة الإعلانية تقبلا طيبا يجعله بالضرورة راضيا عن المنتج حتى وان لم يتوافق مع متطلباته فمجرد القبول والرضا يخدم قضية الإعلان بصورة هامة جدا. لكن المتابع لما يبث عبر قنواتنا الفضائية من إعلانات يحس بأن هناك بعض الأعمال التي ربما تنفذ علي عجل أو لا تجد حظا طيبا من الاهتمام والمعالجة بصورة علمية مما يجعل الإعلان يخرج للمشاهد في شكل عمل درامي أكثر منه إعلاني وقد لاحظت الكثير من الامتعاض وعدم الرضا بل والتعليقات المكتوبة عبر المواقع الاجتماعية بالنت علي بعض الأعمال الإعلانية ومنها إعلان يجعل بقاء الزوجة رهين بوجود السلعة في صورة مطالبة تقايض بين هذا وذاك وهي وضع مخل باستقرار المجتمع رغم أن السلعة المعنية ليست بتلك الأهمية علي صعيد المجتمع السوداني .كذلك إعلان آخر يتنافي وقوانين كرة القدم التي يعشقها المجتمع السوداني إذ يبيح للاعب الكرة بتسديد ضربة الجزاء مرتين وصولا للهدف كل هذا وغيره دليل علي فهم غير سليم يضر بمصلحة السلعة والمعلن ويضر بثقافة المتلقي الذي تقتحمه الإعلانات في لحظة المشاهدة مهما كان زمنها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|