الأنظمة الأستبدادية العربية خاصة التي عرفت بولائها للغرب، سببت للغرب نفسه أسواء حالات الذعر ،لأنها طاردت و شردت التنظيمات و حركات الإسلام السياسي،التي اتجهت شمالا بسبب هذاالقمع الممارس من قبل هذه الأنظمة الشمولية. استوطنت هذه المجموعات مهاجرها االجديدة واستفادت من التعليم ومن الديمقراطية، منهامن ازداد تطرفا في هذه المواطن الجديدة ، لسهولة ايجاد تطبيق لنماذج مجتمع الجاهلية وفق الصورة التي يرسمها المصحف. فجذبت اليها شباب من هذه المجتمعات، واصبح الاسلام السياسي تهديد للمجتمعات المضيفة، مدن بحالها بدات تحارب لتوقف مد بناء المساجد في الاحياء السكنية، اولا بالقانون، ثم بالحوار. ومع زيادة فساد وبطش الأنظمة العربية ، صارالغرب مستودع لنفايات الانظمة الديكتاتورية، تتخلص الفاشيات من معارضتها الاسلامية، وتصدرها لعواصم الجمال والعلم. ايضا هذه الانظمة المصنوعة نفسها غدت موطن قلق واضطراب سياسي ، وحروب مكلفة لاوروبا وامريكا، حتى الحلفاء القدامى من هذه الانظمة القمعية، بسبب ضعف اجهزتها في ادارة مصالح الدول الكبرى، عالة وعبء. عاصرنا من قبل خريطة الرئيس بوش و دعوته الى (الشرق الاوسط الكبير)، لم تصل الى نهاياتها، لان النموذج العراقي المبني على النزاع الطائفي، وُلِد (ملكلكا) بشكل اكبر مما كان مخطط له. أما الآن فنشهد ولادة المشروع الجديد، مشروع الغنوشيات، والهدف منه وقف إنتاج التيارات المتطرفة (القاعدة كنتاج لإسلام السياسي)، والحد من تهجير( النفايات) المتأسلمة ، و امتصاص نزعة العداء الديني للغرب الداعم لانظمة تمرست في مطاردة التدين السياسي. ولكن هذا المشروع الذي يبدو كانه جديد، ليس مشروعا منبتا بل كانت بذرته منذ أيام (حسن البنا) عرّاب حركة الأخوان المسلمين. حركة الأخوان المسلمين في السودان ، كثير من قادتها و منظريها ، درسوا في مؤسسات اكاديمية في الغرب، وعادت هذه الكوادر الى السودان، كرواد للإسلام المستنير، في اعلى هذه القائمة الدكتور حسن الترابي وتلامذته ، و ستستعرض الدور القديم والجديد الذي يُراد إحيائه، تحت إشراف (الأمير الوكيل)، وما هي ملامح (غنوشية السودان) . سيناريو الثورة التونسية، كان الحلقة الأولى التي نفذت، ولم يكن هذا صدفة، لان رجل المشروع ، جاهزا، فالسيد راشد الغنوشي، داعية الدولة المدنية الجديدة، الغنوشي يعبر عن ذهنية الكثيرين من الشباب ، في المجتمع التونسي المنفتح، ويتماشى مع روح مسلمي المهجر، خاصة ابناء الجيل الثاني، من المستعدين للحج مرة لديارهم ، والتصويت ودعم (فردوسهم المفقود)، لذلك البداية الحقيقية (للربيع الغربي) من شمال افريقيا، تونس ، مصر وليبيا، المرتبطة مباشرة بمصالحها الاستراتجية، لذلك كانت (لناتو) اليد الطولى، في السماء و في الأرض. مصطلح الدولة المدنية ياتى كمتلازمة لتطبيقات نظام (الربيع العربي)، وسنشهد له حضورا كبيرا وسيصبح فاكهة الربيع العربي، هذا المصطلح مثل ومثل ربيعه، صنيعة المراكز الكبيرة، التى تصدر لاسواق الربيع العربي، الفيس بوك وقوقل +، قادرة على تحضير (سوفت وير) نسخة 2011، برنامج الدولة المدنية بإطار ديني ، ودستور بمرجعية إسلامية. الغرب لا يريد المجازفة بتصنيع انظمة تدعي العلمانية، وتتلبس ثوب الفاشية مرة أخرى، فمشروعه الجديد، سيبنى على قوى معتدلة تمثل الأسلام السياسي، المقلم الأظافر، والمدجن العارف لمصلحته الكبيرة في دجانته، شعاره (التكنولوجيا أفيون الشعوب). التكنولوجيا هي ايضا عصا (المركز) السحرية ، أبناء المهاجرين هم الممسكين والمدربين لادارة ريموتاتها من مهاجرهم في اوروبا و امريكا. اضف لكل ما سبق أن هذا الاسلام المدجن و المتلمظ لكراسي الحكم، قد خَبِرالمعركة الشرسة التى ادارها الغرب ضد الأسلام الأصولي، وفهم مغزاها.
(عدل بواسطة صلاح أبو زيد on 11-06-2011, 07:08 AM) (عدل بواسطة صلاح أبو زيد on 11-06-2011, 07:43 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة