|
لماذا يصرّ (البشير) على استفزاز المواطن السوداني؟
|
لا تتخيلوا معي كميّة الغَضَب التي استولت عليّ حين قرأت الخبر المستَفِز: "البشير يتبرع بعشرين ألف رأس من الأغنام الحية إلى الشعب المصري بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
في الوقت الذي يطلب فيه البشير وأركان حكومته من السودانيين مقاطعة اللحوم وعدم أكلها
وكأنه يريد منّا مقاطعة اللحوم لتتوفر منها كميات أكبر يصدرها إلى حبايبه جيراننا في شمال ذلك الوادي.
ربما يتوقف أحدهم ليقول – السودان يمتلك 103 مليون رأس من الثروة الحيوانية – أرد عليه: ماذا وجد المواطن السوداني منها ؟ غلاء مبالغاً في الأسعار أم ذلّة في الوقوف في الصفوف تحت الشمس لشراء قليل من اللحوم "المخفضة" التي انتزعت من أبقار بَلَغَت من العمر عتيا ؟
يعاني كثير من السودانيين في هذه الآيام آلاماً كثيرة تجعل الحديث عن (الأضحية) ترفاً لا يستطيع كثيرون الوصول إليه في ظل ظروف لا تَرْحَم وواقع مليء بالمتناقضات.
لن أناقش هنا ظروف وصول البشير إلى السلطة في عام 1989م، ولا ظروف إعادة تنصيبه مرّات مختلفة عبر وسائل وعناوين متعددة – انتخابات أو استفتاء أو مبايعة أو تعيين أو مفاصلة أو خلافه – وما صاحبها من إشكالات.
أناقش هنا طريقة تعامل هذا الشخص – مع الشعب السوداني.
فتارة يعلن أنّه لا يريد أن يرى أحداً من الشعب يحلّي بعد الوجبات، بل ويعلن صراحة أنه يستهدف هذه الفئة بالجبايات والزيادات.
وفي حين آخر يعلن أنّه ضدّ أولئك الذين يمتلكون سيارات خاصة ويسكبون فيها بنزيناً من حرِّ مالهم.
ثمّ يُعلن في أخرى أنّه وأنّه وأنّه.
رفقاً بشعب السودان .... فإنّه يستحقّ أفضلَ من ذلك بكثير ......
كفى أيّها البشير ...... أسأل اللّه عزّ وجل أن يبدّل ما بشعب السودان وأن يبعد عنّه سوء تجار الدين وأن يبرز من بين شعب السودان قائد جديد ملهَم يخرجهم من كل ما هم فيه ويعيد بناء علاقات السودان مع كل العالم على أسس من الندية والاحترام. ويبدأ بإعادة احترام الشعب السوداني لنفسه ولحكومته واحترام الحكومة لشعبها ثم إصلاح كل شيء من الصفر
ولن يبدل الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ولن يغير الله ما بقوم حتى يبدلوا ما بأنفسهم.
ولن يأتي الزعيم من السماء.
لا بد أن يبزغ من بين الجماهير.
|
|
|
|
|
|
|
|
|