|
|
 ألميلوحة(ألتركين) قصة قصيرة...
|
أرسلتني أمي في ذالك اليوم من أحد شهور صيف ذاك العام النصف ثمانيني، أكدت لي أمي ضرورة إنجاز هذه المهمة في الزمن و الكيفية المطلوبتين. الصيف شديد الحرارة هذا العام، الشمس كأنها كرة قذف بها الله في وجهي ليعاقبني لأنني لا أجيد فعل شئ.
ياولد ...تعال أمشي لي خالتك (س) وجيب ليك تركين بي طرادة، قول لي خالتك (س) تدينا تركين سمح، و أوعك تتأخر.
ياأمي تركين شنو عليك الله، أنا ماشي ألعب الكورة.
كورة شنو في السخانة دي؟ أنت ياولد ...
قاطعتها مندهشاً....
يعني وكت الكورة ببقي الجو سخانة ووكت المراسيل ما سخانة؟
كلاعب سيرك أسباني نجحت بإعجوبة من صفعة كادت أن تمس وجهي الصغير حتي أحسست أن بساط ألأرض يتهادي من تحتي فسقطت مغشياَ علي ظهري.
أخذت أمي تتلعثم وهي تتمتم بلغة نوبية تجيدها في تلك الحالات، فهمت أنني أغضبتها، تغيير اللغة من العربية إلي النوبية عند أمي يعني أن هناك أمراً جلل فشلت في التعبير عنه باللغة العربية فلجأت لا إرادياً للغتها النوبية.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ألميلوحة(ألتركين) قصة قصيرة... (Re: محمد النيل)
|
بيدين مرتعشتين نهضت وبيد أكثر إرتعاشاً إختطفت الورقة المالية من يد أمي، قاومت رغبتي في البكاء واندفعت للخارج تلاحقني عبارات نوبية لم تسمح لي سنين عمري بفهمها.
في منتصف الطريق إكتشفت أنني حافي القدمين، درجة الحرارة تشتد حاولت جاهداً مقاومتها، فكرت بالرجوع لارتداء حذاء، تذكرت وجه أمي الغاضب، طردت الفكرة وآثرت المضي الي منزل الخالة (س).
طرقت باب صدئ فانفتح الباب علي الفور، كان منزل الخالة (س) مكتظاً كالعادة، الكل هنا لنفس السبب (شراء التركين) لم ألق التحية علي أحد كما لم يبال أحد لوجودي.
شرعت في البحث عن الخالة (س)، قدماي تورتما من فعل الطقس، رائحة التركين تملأ المكان، رائحة نفّاذة، غريبة، مثيرة للغثيان، شعرت برغبة شديدة في الهروب من هذا المكان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ألميلوحة(ألتركين) قصة قصيرة... (Re: المعز عبدالمتعال)
|
قالت لي الخالة (س) بلغة نوبية كلاماً نوبياً لم تسمح لي سنين عمري بفهمها، تبرعت إحداهن بالترجمة.
بتقول ليك داير تركين بي كم؟
أجبت والألم يعصرني:
بي طرادة....
قالت ليك وين الماعون؟
فتحت فمي مندهشاً
ماعون؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تذكرت الطريقة التي خرجت بها من المنزل وتذكرت أنني حافي القدمين
قولي ليها نسيتو وخليها تديني التركين في أي حاجة وخليها تستعجل عشان أنا حفيان والشمش حرقتني.
ما أن نقلت المترجمة كلامي للخالة (س) حتي تحولت نظرات الجميع الي قدماي، بدأ الجميع يتعاطف معي بدرجات متفاوتة، للخالة (س) وجه خالي من التعابير، لم أحدّد درجة تعاطفها معي فلجأت سريعاً لحيلة البكاء حتي لا تتمكن من التفكير.
أنفجرت بالبكاء، أبكتني قدماي المتورمتين من فعل الطقس، قررّت ألخالة (س) أن تتعاطف معي، هرولت ألخالة (س) للداخل وفي دقائق معدودة غادرت منزل ألخالة (س) ومعي التركين.
سمعت صوت المترجمة من خلفي...
المرة الجاية ما تجي حفيان وقول لي أمك ما تنسي ترسل الماعون.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ألميلوحة(ألتركين) قصة قصيرة... (Re: المعز عبدالمتعال)
|
قطعت الطريق من منزل الخالة (س) لمنزلنا جرياً، الحرارة تشتد من تحت قدماي الحافيتين، رائحة الملوحة تنبعث من بين أصابعي، رائحة نفّاذة، غريبة، مثيرة للغثيان، شعرت بألإعياء.
بإعجوبة وصلت لمنزلنا، لدينا ضيوف يبدو أنهم علي درجة عالية من ألأهمية، الجميع يتحدث النوبية، كلهم في إنتظار الملوحة، كلهم سعداء. إبتسمت أمي في سعادة بالغة لرؤيتي وشكرتني باللغة العربية وما أن مدت يدها لتناول الملوحة أنفلت الماعون من يدي و....ض.ا.ع. التركين...
كلاعب سيرك أسباني نجحت بإعجوبة من صفعة كادت أن تمس وجهي الصغير حتي أحسست أن بساط ألأرض يتهادي من تحتي فسقطت مغشياَ علي ظهري.
أخذت أمي تتلعثم وهي تتمتم بلغة نوبية تجيدها في تلك الحالات، فهمت أنني أغضبتها، تغيير اللغة من العربية إلي النوبية عند أمي يعني أن هناك أمراً جلل فشلت في التعبير عنه باللغة العربية فلجأت لا إرادياً للغتها النوبية.
أنتهي...
| |
|
|
|
|
|
|
| |
المعز عبدالمتعال
قلقو
Asim Fageary
محمد النيل
عبدالرحمن إبراهيم محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست