كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: دعــــنــا نــتـخيل....أننا لم نلتقى أبـــداً (Re: مُحَمَّدٍ عِوَضٌ احْمَدُ)
|
4
دعنا نتخيل .. كأن نكتب قصة فى الزمن الآتى..ستقول لى كيف..! ان بنداء فى المستقبل ..ستقول ..كيف..! ..ان ننسى..فأنت لم تلتق بى ابداً وانا لم التقى بك.. انت الان فتى..نعم.. فتى صغير فى الخامسة والعشرين شعرك اسود..شديد اللمعان ..مجعد..فمك مزموم ..ملامحك الجميلة تتجهم مدعية مظهر سن النضوج أما انا فأنى فتاة صغيرة ..عيناها مرتخية الاهداب..لها وجه مارلين مورنو ومشية هند رستم..وابتسامة ريتا هيوراث فى فيلم جيلدا وان نصنع حياة بسيطة وعميقة نتقاسم فيها النجاحات..! دعنا نتخيل... ومقمنا بالرحلة لتصوير الفليم..أنطاقت سيارتك..الطريق طويل تحف به جبال عالية موحشة..مسجل سيارتك يغنى طوال الطريق اغنية ماضى الذكريات..كان الطريق متعرجاً..طويلاً..وكانت يدك تجوس داخل شعرى..وها هو أصبعك الاوسط يلف ويدور حول حلمة الأذن ثم اخذ الكيان والكيان يصوغان زمانهما بزمان الافعال المضارعة وتفجرت وعود البدن ..للبدن ورجاء الروح فى الروح..وتحررت الاحلام من صيغة الأفعال فى زمن وقف التنفيذ الى احداث حية..طازجة..فـ النوايا تزهر افعالاً.. والأفعال تثمر ذلك التوقع الذى يربط ما بين الفعل ورد الفعل..ومع هذه الانبثاقات والتفجرات التى يصنعها البدن كان الطريق ينبثق تحت اطارات السيارة وهى تجرى على الأسفلت لحظة تدور بعد لحظة.. وتتقدم اللحظات متدفقة الى الأمام..والطريق يجرى...فكان الزمان الآتى تحت الأطارات يجرى..! وقلت لى واغنية ماضى الذكريات تدور..قلت عندما كنت صبياً فى الحادية عشر ..كان هو فى السادسة عشر كنتما الاثنان تعملان مع عمال الشحن فى الميناء ..البرد قارس..كنتما كالعادة تتحدثان ..تأكلان وتحلمان ..فأنتما دائماً تشتركان فى قطعة الخبز والأحلام.. كنتما تحلمان بنجمات السينما..بممثلات الاغراء الجنسى..وكنتما تعلقان على صور كاميليا,, وريتا هيوراث وهند رستم وبرجيت باردو..وكنت انت نعساً..قال انه فى الليلة الماضية ..كان قد التقى بريتا هيوراث..وانه ادخل اصابعه فى شعرها الأحمر الحريرى..وكنت انت حزيناً جداً تشد الغطاء فوق رأسك ..وتفكر فى البنت حنان التى هجرتك..فكان الشتاء والبنات شديدا القسوة...وانت نعس كانت انفاس الفاضل تلسع عنقك حتى الظهر ودموعه حارة كاوية..كنت انت نعساً وشعرت بالفاضل ذاك البدن الضئيل يكبر ويتضخم..كان اكبر مما ينبغى..وكنت انت تبكى..وتحاول ألا يسمع..الفاضل النشيج...
|
|
|
|
|
|
|
|
|