كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: دعــــنــا نــتـخيل....أننا لم نلتقى أبـــداً (Re: مُحَمَّدٍ عِوَضٌ احْمَدُ)
|
1
عفوك سيدى..ليس هذا ما قصدت تحديداً..تقول انت..وصوتك يختلط بالأزيز..داخل السيارة انت تثرثرين لدرجة تثير الاعصاب..انت تنكشفين..وتجعلين نفسك مرئية بما يكفى فما المسألة اذاً..؟ لقد ارهقت بهذا الذى بيننا..وانت تلوذ بالصمت وتجعل الفعل وقف التنفيذ لقد صار الامر بيننا فوق قدرة البدن..اذ اتسعت المعانى وضاقت العبارة..ولهذا ما كنا بقادرين على تسمية هذا الشئ الضخم الجاثم فوق الكاهل والصدر..!ومن ثم لست ادرى كيف ادعوك..لقد تصورت الامر على غير حقيقته..تخيلت..ان بالأمكان القبض على عنوان العلاقة التى كانت بيننا..والأمساك بالأسم والهوية..بضربة واحدة كما تستمد الروايات الادبية هويتها من عناوينها..ولكن ما بالى اجهد نفسى وحدى بالعناء...؟ اذ كنا طوال السنة الماضية نكابد معاً ونشقى معاً..نسعد ونفرح ..لأكتشاف هذا اللا مسمى...ولكننا دون ان ندرى كنا قد ادخلنا القصة كلها فى المأزق..فأصبحت انت الأزمة..كما كنت بدورى المأزق والأزمة.. لذا دعنا نتخيل ألا علاقة بيننا اصلاً كما لو كنا لم نلتق ابداً يوماً ما..أو اننا الان نلغى اتفاقاً وهذا يستوجب ان ننسى كل تلك التفاصيل لقد قلت لى اتذكر ذلك المساء ونحن على طريق الاسفلت..ما بين الخرطوم وبورتسودان كنا فى منتصف الطريق بالضبط زكنت تقول..أنك تعقدين الأمور..فهى ابسط مما تتصورين..لقد اختلط عليك الأمر فعلاقتنا ليست هى سيناريو هذا الفليم الروائى الوثائقى الذى تنوين ان تصوريه...قلت لى كيف؟.. قلت ...انك تصورين نفسك فقط داخل هذا السيناريو وفيما بعد تصدقين..ان هذه هى انت.. قلت لك ..اما انت..فتريد الخروج..من كل هذا طليقاً مثل عصفور.. لقد كتبت حياتك كلها فى الماضى فلا استطيع ان اتعرف عليك فى الآن والآتــــى..نعم فــــــ انا اعرف انك تريد ان تتحول الى فــــــكرة..خيالاً ووهماً..كالهواء..وبعيداً كـــالأفــق انت حبيس قصتك التى كتبتها بماء امواج البحر المالح..فما العمل اذاً..؟وذاكرتى تمتلئ بك كمـــــا تمتلـــــئ الشمس بضوئها..؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|