السودان .. أوهام التشابه و الفرار من التنوع ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 01:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2011, 01:27 AM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان .. أوهام التشابه و الفرار من التنوع ..

    تحياتي ، و محبتي للجميع ..
    أسعد بأن أهديكم هذه المادة التي قمت بتقديمها أصلاً كندوة بمركز الأستاذ محمود محمد طه ، ثم رأيت أن من المفيد نشرها ، فقمت بصياغتها في مقال جزئين ..
    أرجو أن تجدوا فيها الفائدة ..


    السودان .. أوهام التشابه و الفرار من التنوع .. (1-2)

    هذه مقال يتناول واقعنا في السودان، على أعقاب الإنفصال .. يضاف إلى ذلك نزوع للتناول المفاهيمي لعنصر أساسي من عناصر الثراء، و الحيوية في السودان، ألا و هو التنوع .. التنوع الذي لم ينتقص من قيمته المعنوية، الأصيلة، أنه قد تم بتر الكثير من أطرافه الخلاقة، على إثر الإنفصال، مما قلل من تمدده الأفقي، و اتساع طيفه .. فالسودان يظل، و إن تم انتقاص عناصر التنوع التي كان يحفل بها الجنوب ، حافلاً ((بالكثير، المثير)) من أنماط الحياة السودانية المميزة، عن سائر الشعوب في العالم، و المتمايزة فيما بينها، على امتداد الجغرافيا، و الثقافات، و المفاهيم، و الفنون، و أنماط المعاش..
    و لا يزال هذا التنوع المتبقي، يطرح عين المحك القديم، و الموجب للتعايش السلمي، و التفاعل الخلاق، و المؤكد على قيمته ..
    و الحق أن التنوع، لا يكتسب قيمته، و إلزاماته السياسية، و الإجتماعية ، من حدة التباين في عناصره، و اتساع مقدار ذلك التباين، بل يكتسبه، من وجوده المعين .. فكل أشكال الحياة الإنسانية، و عناصر التنوع، لها شرعيتها الأصيلة، إلا ما قضى عليه قانون التطور بالدثور، و ما استهجنة الضمير الإنساني، بفطرته المجمعة، ففنى عن سطح الحياة .. و لذا فإننا في السودان نواجه مجدداً، نفس المحك السابق، القاضي، بضرورة التصالح مع الآخر، و التعايش معه، و قبول وجوده الممتاز، بأفق رحيب، و بصدر متسع، إنتهازاً لفرصة التنوّع النادر من أجل النمو الواعي، للفرد، و النضج البنويوي للمجتمع .. هذا و إن ضرورة التعايش، لا يحفزها فقط، ما نحب من السلام، و النمو، و النضج، بل أيضاً ما نخافه من الاحتراب، و الدمار، و الهدم ..

    البيئة العالمية الحاضرة :

    و عروجاً من ضيق المحلية، إلى اتساع الكوكبية، نجد بأن التعايش، و قبول التنوّع، و تمثله، تحتمه إلزامات الواقع العالمي الجديد، الذي حال به العالم إلى قرية صغيرة، بل إلى بيت واحد، لابد لأفراده من أن يقبل بعضهم بعضاً، و يتصالحوا .. كما أن الواقع العالمي الجديد، بما حدث فيه من السهولة في المواصلات، و الإتصال، جعل الفرد مطالباً بخاصية نفسية، و روحية، لم يكن فيما قبل، يمتاز بها إلا الرحالة، و السوّاح من الناس .. تلك هي خاصية أن يكون كل فرد مشروعاً للإنسان العالمي، ( الكوكبي )، الذي لديه القدرة على التعايش مع كل البيئات، و الثقافات، تعايشاً، إيجابياً، و تفاعلياً، و مسالماً ..
    لكل ذلك، فالتعايش مع التنوّع لم يعد فرض كفاية، بل فرض عين، تفسد الحياة بغيابه، و يضر نقصانه بسلامة الحياة الإنسانية ضرراً لا يمكن السيطرة على حدوده، فهو يبدأ بأشكال الإحتراب اللفظي، و ينتهي بدمار الكوكب، بفعل أسلحة الدمار الشامل ..

    أوهام التشابه، و إنكار التنوع :

    لقد ظل دعاة الإنفصال، في السودان، و منذ زمن يتبنون موقفاً، فحواه أن التنوع في السودان هو بصورة أساسية بين الجنوب، و الشمال .. و هذا يتصل بما بتنا نسمعه مؤخراً، من الكثيرين من أصحاب الفكر القاصر، في الشمال، الذين، عمدوا للتخفيف من هول الجريمة التي تسببوا بها في حق هذا البلد، و هي الإنفصال، فأنت تسمعهم يقولون ، في هذه الأيام، ما سعوا لجعله ثقافة، و قولاً يؤثر، من أن ( الجنوبيون لا يشبهوننا ..و خيراً فعلوا إذ انفصلوا) .. فهم بهذا القول، المعبر عن ذاك الموقف يحاولون إيهامنا بأن الشماليين متشابهون فيما بينهم، و بالمقابل، فالجنوبيين متشابهون .. و هذا، لعمر الحق محض و هم، و افتراء، يقوم على انكار ما هو ثابت من التنوع، بين الشمايين فيما بينهم، و بين الجنوبيون، كذلك ..
    و لقد مد لهؤلاء في وهمهم أن التنوّع الموجود في أرجاء السودان، يأخذ مقداراً أكبر، و صورة أوضح بين الجنوب، و الشمال .. هذا إضافة لأن الإختلاف، و التنوع بين الفرد الشمالي، يجمع كافة أشكال التنوع الثقافي في سلة واحدة، فربما كان فردين أحدهما من الجنوب، و الآخر من الشمال، متباينين، في الدين، و اللون، و اللغة، و الوضع الاقتصادي، و النوع .. الخ، في آن معاً، في حين أن فردين من الشرق، و الغرب، ربما جمع بينهما الدين، حين فرقتهما اللغة، و اللون، و العنصر .. و هذا ما أكّد تصوّر الإنفصاليين، باتساع الشقة بين الجنوبي، و الشمالي، مما أدى بهم للاعتقاد بأن التعايش بينهما مستحيل، و أنه بمجرّد الإنفصال سيجد الشمايون، و الجنوبيون بالمقابل، أنفسهم، في بيئة ثقافية متجانسة، خالية من النشاز .. و هذا عندنا وهم عريض، و رأي مريض، لن يلبث أصحابه كثيراً حتى يواجهوا حقيقته .. حيث لا تنفع المواجهة ..

    العقل الإنقلابي، و العقل لتعايشي :

    و هذا الموقف القائم على وهم التشابه هو أحد العوامل المحرّكة لما أسمياه، في مقال، نشر بصحيفة الجريدة، ب( العقل الانقلابي) .. و لقد تحدثنا في ذاك المقال عن مفاهيم شعرنا بضرورتها، في توصيف الحال المعقد الذي يمر به السودان بين يدي الانفصال، و لقد قلنا في فقرة منه :

    (( و بدءاً نقول إن أمر التعايُش في الحضارة الإنسانية، لم يكن يوما بالأمر الهين، أو الذي يُؤتَى عفواً، وإنما كان حافزه أبداً، إما التجارب الأليمة، في الاحتراب و العداء، أو الحكمة المستبقة والمتفادية، لتلك التجارب.. و في كلا الحالين، فما تعايش فردان بشريان أو مجموعتان، إلا بوعي (قل أو كثر) وقصد ... وعي بضرورة التعايُش، و وعي بالثمن المدفوع، لأجله، من رغبات كل فرد وتصوراته التي تمليها عليه (الروح الانفرادية) .. هذه الروح التي تظل كامنة في كل حالة تعايش، فلكأن في كل فرد ذلك الحنين للإنفراد، والاستئثار بالمنافع والملاذ الدنيوية ما وسعه في ذلك الوسع .. ذلك الحنين الذي يكبت، و يوارى لصالح ( الروح التعايُشية) .. و الحق أن ما يصح في حق تعايش الأفراد فيما بينهم، يصح في حق المجموعات، من شعوب و أمم إلخ ... إنك تجد أن لكل مجموعة هذه الروح الانفرادية، مع وبجانب الروح التعايُشية مع المجموعات الأخرى ... إن التجارب المجتمعية الناضجة تجعل هذه ( الروح الانفرادية) تنحصر في أضيق نطاق، ويتم التسامي بها، لتصبح معبراً عنها في صور مشروعة وصحية مثل الخصوصية الثقافية لمجموعة بشرية ما، كما وتعبر عنها وشائج (الرحم) التي تربط أبناء المجموعات الصغيرة، في ظل انتمائهم للمجموعة الأكبر ...
    ما سبق هو الصيغة الطبيعية، والمشروعة عرفاً و قانوناً.. و لعل القارئ يستنتج أن هناك صيغة غير طبيعية، وغير مشروعة .. أجل هذا ما أعنيه .. هذه الصيغة هي ما عبرت عنه سابقاً، بـ )العقل الإنقلابي) ... و به أعني ذلك النظام الفكري الكامن في نفوس المتعايشين، والذي قاعدته هي البغض للآخر، و الضيق به، و التوق للحظة التخلص من رابطة التعايُش معه ومع جميع أطراف (الكل التعايُشي) .. كما يقوم على التمرد على النظم التي تحكم العلاقة الإنسانية مع الآخر والتي تقيد نزعات الأنانية و (الإنفراد) والاستعلاء و الاستغلال .. لسان حال العقل الإنقلابي هو ( ولو أني حبيت الخلد فردا)، على سبيل التمني، دون أن يشفعها بشطر بيت المعري الرائع (لما أحببت بالخلد انفرادا.. ) ..

    و قلنا في تعريف العقل الإنقلابي :
    (و لعل القارئ يلاحظ أنني هنا أستخدم المصدر ( انقلاب) بمعنى مختلف، أوسع من المعني المتعارف عليه في الأدب السياسي وهو الانقلاب العسكري .. و أضيف بأنه في حين أن هذا المعنى يشمل الإنقلاب العسكري فهو لا يقتصر عليه، بل يتعداه إلى أنماط أخرى من (الإنقلاب) سنعرض لها في حينها ... و (الإنقلاب)، بهذا المعنى الواسع، هو أي نمط من السلوك السياسي، والاجتماعي يهدف لإجهاض صيرورة التعايُش السلمي، و فرض واقع لا يمثل إلا مصالح مجموعة بعينها (مجموعة سياسية، أو إثنية، أو أيديولوجية، أو دينية) أو مجموعات قليلة متحالفة، على حساب (الكل التعايُشي )..
    إن العقل الإنقلابي هو الوليد، ناقص التكوين، للتناقض بين (الروح التعايُشية) و (الروح الإنفرادية) ... إنه ذلك الوعد الكاذب من الروح الانفرادية لذاتها ... فلكأني به ينفث في روع صاحبه، بأن الفرج قريب، و أن هذا التعايُش (البغيض) إلى زوال .. و لكن العقل الإنقلابي ليس مجرد وعد بل هو مكر و كيد للآخر و(للكل التعايُشي) .. فإنه إن تكن الديمقراطية، و الاشتراكية والسلام والتعايُش والمدنية بكافة عناصرها، هي تجليات ( العقل التعايُشي)، فإن الإنقلابات العسكرية، و نزعات الإنفصال، و القطيعة، و الإستعلاء والعنصري و الديني، و الحروب والإستيحاش بكافة ملامحه، هي أبرز ما تجود به قريحة ) العقل الانقلابي) ..)) .. انتهى..
                  

العنوان الكاتب Date
السودان .. أوهام التشابه و الفرار من التنوع .. أحمد الابوابي10-08-11, 01:27 AM
  Re: السودان .. أوهام التشابه و الفرار من التنوع .. أحمد الابوابي10-08-11, 01:29 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de