|
Re: أحداث جنوب النيل الازرق : قراءات مختلفة (تلخيص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. محمد يوسف :- هذه واحدة من الفرص النادرة فى ظل هذا النظام الذى نعرفه جميعاً من اجل التداول , ونحن نتفق مع ما طرحه صديقى دكتور فرح فيما يتعلق برفض الحرب , والحركة الشعبية قامت فى الأساس من اجل اقتلاع الحرب بصورة نهائية من السودان بفلسفة أعادة هيكلة السودان بواسطة السودان الجديد , حيث ان السودان القديم لا يقود الا للحروب والترتيبات فيه هى ترتيبات ظالمة وتدفع بالمظلومين دفعاً لشن الحرب ولا احد يرضى بالتحقير وان تتم معاملته على اساس انه ناقص , الحرب ليست مؤامرة غربية او صهيونية وهناك ظروف موضوعية تخلقها , كل المطلوب سودان جديد بترتيبات مُتفق عليها , علينا الاعتراف بالتعدد والمساواة لنزع فتيل الحروب المختلفة . توصيف ما حدث بانه تمرد , وان التمرد يجب ان يتم حسمه عسكرياً كلام ليس فى محله وتبسيط مُخل , لان هناك قضايا جوهرية لم يختلقها الحلو او عقار , قضايا تم الأتفاق عليها فى أتفاقية السلام الشامل وتم وضع الحلول لها , ولم يتم التنفيذ لهذه البروتوكولات , أنسان مظلوم انت اتفقت معه ولم تعمل على تنفيذ ما اتفقت عليه معه من اجل رفع هذا الظلم هل تتوقع منه ان يقوم بتقديم وردة كهدية لك ؟ , لا , عليك ان تتوقع الحرب , والحرب بشعة نعم وسيئة وتحدث فيها انتهاكات واسعة لحقوق الانسان وموت وتتفكك الأسر وتتشرد ويحدث النزوح وعلى الصعيد الاقتصادى يتم اهدار الموارد ويتوقف الاستثمار , وهناك الان ملايين الافدنة التى لا تجد من يحصدها , ونحن الان فى أزمة اقتصادية فهل تقوم الحكومة بزيادة هذه الازمة أم بحلها بسلوك غير مسئول بالحرب ؟ . وكذلك تتوقف فى الحروب فرص الاعفاء من الديون وفرص المنح المالية , نشوب الحرب يقوم بالتقليل من فرص دولتنا الفقيرة . على الصعيد السياسى فان الثمن فادح للحروب , حيث يحدث الاستقطاب الواسع ويتم تكييف الحرب على أساس عرقى عرب ضد زرقة , وهذا خطر على كافة الاصعدة وعلى النسيج الاجتماعى للبلد كله , ومن يقوم باختيار الحرب هو انسان غير مسئول ولا يُقيم وزناً لمصالح اهله انفسهم , يجب ان تتوقف الحرب اليوم قبل الغد , ومالك عقار يقول ان المؤتمر الوطنى لو كانت لديه الجدية الكافية فان هناك فرصة لايقاف الحرب , والسلام هو الذى يفتح الباب للنهوض الى الامام وتتحقق أمانى الناس . المخرج لن يتم الا عبر التفاوض فى مناخ سلمى , وعلى المؤتمر الوطنى التخلى عن عقلية التعنت والتحلى بعقلية التنازلات والتفاوض بروح أريحية تغسل المرارات والغبن والظلم الذى حدث , التفاوض هو السبيل للخروج من هذا المأزق , والمعروف ان الحركة اعلنت انها ترغب فى التفاوض ومعروف من هو الذى اعلن الرغبة فى الحسم العسكرى , نحن نرغب فى التفاوض لاننا نرغب فى الحفاظ على وحدة البلد وسلامته وسلامة الناس . المدخل السليم للتفاوض هو أتفاق أديس ابابا الأطارى , والسبب الاول لاننا نحن فى الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى من صنع هذا الأتفاق , السبب الثانى ان كل القوى السياسية الداخلية قامت بتأييد هذا الأتفاق , السبب الثالث ان المجتمع الدولى رحب به مما يضمن الدعم الدولى .. ولهذه الأسباب فان أتفاق أديس ابابا هو المدخل المناسب للتفاوض . أتفاق أديس هو اتفاق لاجندة وليس به شيء نهائى , وأعتقد ان هذا اقتراح معقول لاننا لا نملك الا البديل الاخر وهو الحرب والحركة الشعبية فى جبال النوبة والنيل الازرق اُرغمت على الحرب ارغاماً وهى حقائق يعرفها الجميع . المؤتمر الوطنى قال ان اى تفاوض يجب ان يتم داخل السودان , وانا اقدم أقتراح على مسئوليتى الشخصية , ان يتم القبول من الحركة الشعبية للتفاوض داخل السودان ولكن ليس فى الخرطوم لان الخرطوم غير مُحايدة , وان يتم عقد المفاوضات فى الكرمك او كاودا او بالعدم أبيي , وهى مناطق داخل السودان , وفى الوساطة لا نحتاج الى أجانب بل أقترح 10 أشخاص من السودانين منهم قادة القوى السياسية الرئيسية , وواحد من الفنانين مثل محمد وردى واذا تم الاعتراض عليه يكون البديل صلاح مصطفى , وواحد من لاعبى كرة القدم المعروفين , وقادة من المجتمع المدنى . نحن نرغب فى السلام القائم على العدل حتى يجد الناس حقوقهم , وعدم اعطاء الحقوق هو أعادة انتاج للازمة .
|
|
|
|
|
|