|
|
 Re: هل سيقود النزاع فى منطقة أبيى الى انهيار اتفاقية السلام الشامله؟ (Re: shahto)
|
دخلت منطقة أبيى فى نظام نزاعات متعدد Multi system of conflict بعد اتفاقية السلام الشامل مباشرة.أهم خصائص هذا النظام لفت نظر المراغبين محليا ودوليا يعتبرون الى منطقة أبيى بوصفها بؤرة صراع أساسية تبقى بظلالها السالبة على فى اتفاقية السلام الشامل Comprehensive Peace Agreement CPA.يمكننا تقسيم نظام الصراع فى منطقة أبيى الى نظامين هما ( صراع الهوية فى بعديه الأجتماعى (التاريخى والثقافى) وهو بعد للمفارقة على مستوى الهوية والوطنية، وهو مشهد جديد فى سيناريو صراع أبيى أما النظام الثانى فهو نظام صراع أستراتيجى (سياسى وعسكرى) وهذا الأخير دفع بملغف أبيى برمته الى دائرة الأستقطاب والتاكتيكات بين طرفى الاتفاقية وهو ما يعتبر الباحث أمر بالغ الخطورة.لكن تفيد القراءة المتأنية لطبيعة الصراع المتعدد فى أبيى بغية تفكيكه ومعرفة جزوره يمكننا أنالنظر الى ان مؤتمر ( قوك) الذى أقامه الدينكا نقوك أبان مفاوضات نيفاشا فى عام 2004م كبداية مبكرة لعدم حسن النوايا من طرف الدينكا نقوك على تقدير. بالطبع تفيد كل م الاشارات تدل كل كافة الوثائق ان المؤتمر لم يكن صناعه (نقكوكيه) خالصه، وان جهات دولية كنسية كانت وراء المؤتمر الذى لم يحالفه الحظ. لكن ما يهمنا هنا هو اعلان قبيلة الدينكا نقوك فى ذلك المؤتمر الذى ينص ( انها مجموعة افريقة واصلها بحر الغزال) ، وللذين يدرون ببواطن الامور يرون ما قاله الدينكا كان تحصيل حاصل، . اذ ظل الدينكا طيلة حياتهم مجموعة افريقية، ولا توجد جهة ما، أو كائن ما طلب من الدينكا نقوك أن يكون غير ذلك كأن يكونوا عربا مثلا ، أو نوبا، أو نويرفاذا كان ذلك كذلك فلماذا هذا البيان المبكر وما الهدف منه ؟ تدل الوقائع ان الدينكا نقوك قد تعرضوا فىالفترة 1982-2004م الى دفع عالمى وتدويل لم تشهده المنطقة من قبل لدرجة صارتفيهاالمنطقة نقطة ارتكاز لسلام السودان لدى بعض المؤسسات والمنظمات الدوليه.حيث تم تصوير المنطقة وسكانها عبر مجموعات الطغط الدولى ، وماقع الأنترنت بأنها منطقة ابادة جماعية، واشارات للمحارق ، والاسترقاق. كانت كافة المعلومات ذات طابع تحريضى ، ودجماجوجى فقدت بذنبها كافة تلك المؤسسات والمنظمات العالمية المعلومات الحقيقية فلم تفلح فى التعامل مع المنطقة بطريقة علمية من حيث المنهج .على سبيل المثال لم تضع أى حساب لمجموعات العجايره التى ظلت تقطن فى منطقة أبيى، كانت هناك نظرة استعدائية من قبل المجتمع الدولى لمجموعة العجايره من المسيرية الحمر والحكم عليهم بمعلومات استخبارية مغلوطة. لقد فشلت مجموعة المسيرية عامة فى تفسير موقفها، والبرهنة عن انتمائها الأفريقى، وواقعها المتخلف تنمويا بالمقارنة مع مجموعة الدينكا نقوك.تفيد كل الاحصائيات ان المجموعات العربية عامة وخاصة العجايره كان فقدها أضعاف فقد النقوك فى الحرب.وبينما كانت منظمات الأمم المتحدة تقوم بتوفير الخدمات الأساية فى مدينة أبيى وتعيد تعمير قرى الدينكا نقوك ، ظلت قرى العجايره تعانى الدمار ، وتفتقر لأدنى خدمات صحية أو تعلميمية.كان نشاط المجتمع الدولى ومنظماته قبل توقيع الاتفاقية يكرس الى تحريض وأستفزاز الدينكا ، وأسطرة مشكلهم ، شيئ اشبه بالهولكوست اليهودى فما كان منهم الا انساقوا وراء هذه الدعوة. فمن المعروف سلفا ان النقوك هم دينكا أصلا ، أما أن تكون أصولهم من منطقة بحر الغزال أو أعالى النيلى هذا أمر لا يهم العرب الحمر العجايره كثيرا.لكن كان لهذا المؤتمر أثر كبير فى اثارة شعور المسرية العجايره، و ان تفتقر بوصلة التعايش السلمى ولغة التقارب اتجهها، فبدأ العرب المسيرية يردون على ذلك بدعوة عروبتهم الشمالية ، وان المنطقة كلها منطقة تتبع لشمال السودان هكذا تحول المنطق التقليدى الى لغة الهوية والايدلوجيا ثم الاستقطاب. وهكذا نجحت تلك الجهة المنظمة للمؤتمر فى زرع بذرة الخلاف.فبدأ الخلاف على المبادئء يطفو على السطح وانعكس ذلك فى الكراهية وعدم التوافق بين الممثلين لعرب المسيرية وعرب الدينكا نقوك فى مفاواضات نيفاشا. ثم انعكس ذلك بصورة اشد حدة فى شكل استقطاب بين ( شمال / جنوب ) بين طرفى المفاوضات .فتم الفشل التام فى صيغة المفاوضات حول أبيى ، مما دفع بالطرف الثالث ، الطرف الاميركى بوضع مبادرته على الطاولة .فقبلها الطرفان وهما فى حالة يمكن تسميتها (ارهاق التفاوض). لكل ذلك ما تم توقيع الاتفاقية ، وفاق الارهاق حتى تكشفت لدى الطرفين بذور الخلاف داخل برتكول أبيي.و لكى نكون أكثر تحديدا ساتناول بروتكول أبيى الذى ورد فى اتفاقية نيفاشا بتاريخ 26 مايو 2004م بعنوان ( حسم النزاع ) وتم توقيعه من قبل طرفى الاتفاقية ( الحكومة السودانية ) و( الحركة الشعبية لتحرير السودان) بالتحليل ، والدراسة ثم اثبات نقاط الضعف.اذ ان العديد من النقاط التى وردت فى البروتكول ضاعفت من أحاسيس الفرقة بدلا من العمل على تقريب الشقة. هنا لابد من الاشاره الى أن برتكول أبيى جاء كوثيقة توفيقة من قبل المبعوث الامريكى الخاص السنتور جون دان فورث الى طرفى الاتفاقية.أن أكثر النقاط الخلافية التى اثارها المقترح هو تعريف منطقة أبيى، الذى لم يعطادنى أعتبار للبعد الاجتماعى للفئتين فجاء التعريف كلآتى:
1- أبيى هى جسر بين الشمال والجنوب يربط بين شعب السودان.
تبدو هذه الفقره اشبه بتعريف أدبى ابداعى ، فالحقيقة القاطعة هى لم تكن أبيى جسرا يربط شعب السودان . فالتعريف المناسب هو ( أبيى هى منطقة تجمع بين قبائل الدينكا والمسيرية وهى أحد مناطق التماس والتداخل القبلى ).ثم يردف التعبير بعدم معرفة لأبعاد الأنثروبولوجية والسيسيولجى لتلك المنطقة فى الفقره الثانية من التعريف التى تقرأ
2- تعرف المنطقة على انها منطقة مشيخات دينكا نقوك التسعه التى حولت الى كردفان فى عام 1905م. هذه الفقره أثارت شعور عرب المسيرية فادخلت المنطقة فى توتر، بل قد انقلب العرب المسيرية على الحكومة بعد احساسهم ان الاتفاقية قد أجحفت فى حقهم بها مظلمة لفئتهم. السبب فى ذلك لان التعريف لم يفرق بين (أبيى مشيخات الدينكا التسعة) و(أبيى التى يعيش فيها بقية الدينكا والمسيرية).فالتعريف يمكن أن يكون كالآتى مثلا ( نعنى بمنطقة أبيى منطقة مشيخات الدينكا التسعة وقبيلة أولاد كامل فى المرحال الأوسط وما يسمى بمحافظة أبيى التى تضم المرحال الغربى الذى يجمع بين قبيلة الفيارين والدينكا ملوال ، والمرحال شرقى الذى يجمع بين قبيلة أولاد عمران مع قبيلة النوير).فالدينكا نقوك فئة صغيرة جدا بالمقارنة مع بقية قبائل الدينكا التى تعيش فى منطقة أبيى اذ تبلغ عموديات قبيلة دينكا مبواب نحو ثلاثين عمودية ولكل عمودية نحو تسعة عشر مشيخه ظلت فى تماذج قبلى مع قبائل المسيرية. ولأن التعريف جاء فضفاضا ظن كافة المسيرية الذين يعيشون فى مناطق ليست لمشيخات الدينكا نقوك وجود بها أن مناطقهم قد آلت الى النقوك. أيضا قد خسر الدينكا نقوك بذنب هذا التعريف الفضفاض قبائل الدينكا الأخرى ببحر الغزال ، فلم يعد بيانهم المشار اليه فى صدر هذا الباب معنى غير انه محاولة منهم الى جر المجتمع الدولى لعملية فهم مغلوط وهى ان النقوك هم أكثر القبائل عدداعلى سبيل المثال فقبيلة الفيارين التى تعيش فى سلام مع قبائل الدينكا ملوال وجدوا أنفسه قد تمت مصادرتهم تماما.كذلك قبائل أولاد عمران فى المرحال الشرقى التى تعيش فى ملا مسة اثنية مع النوير لم يجدوا مبررا لهذا التعريف.لكن ربما كان لعدم المعرفة ببطون وخشوم بيوت هذه القبائل له ذنب كبير فى هذا الخلط بين المفاهيم والتعريفات. تعتبر قبائل الدينكا أولى ضحايا هذا التعريف الذى أفقدهم الدينكا والعرب على حد سواء. لا حظ الفقرة الثالثه من التعريف
3- تحتفظ المسيرية وغيرها من البدو الرحل بحقوقهم التقليدية برعى ماشيتهم والتحرك عبر منطقة أبيى .
أول نقاط ضعف هذه الفقرة القول ( وغيرها من البدو الرحل ) اذ لا يوجد غير المسيرية عرب بدو فى تلك المنطقة أما النقطة الثانية ضعفا ( حقوقهم التقليدية ) هذا حديث مبهم ، فالناس اينما يذهبون يحملون معهم تقاليدهم. كما أهمل هذا التعريف المجموعات المستقره ، كما أهمل عامل الاستقرار كهدف تنموى يقود الى حسم النزاع. أما النقطة التى حملها هذا التعريف فى جوفه كتعريف ناسف لنفسه هذا الجزء( التحرك عبر منطقة أبيى ) اذا هناك تناقض واضح اذا كانت منطقة أبيى منطقة يمكن عبورها اذا هى منطقة محددة .لكن بالنظر الى التعريف نكتشف انه يتحدث عن المرحال الاوسط وقرية أبيى.
ثم تذهب وثيقة بروتكول أبيى فى شيئ من التناقض تحت عنوان الفترة الانتقالية اذ تورد الفقرات التاليه : بعد توقيع الاتفاقية ، تمنح أبيى وضعا اداريا خاصا كما يلى
1- يكون سكان أبيى مواطنين من غرب كردفان وبحر الغزال مع تمثيلهم فى الأجهزة التشريعية لكلتى الولايتبن .
ما يأخذ لهذه الخطوة انه حينما فشلت الوثيقة فى تعريف أبيى ذهبت الى الترتيبات الادارية.لذلك ازدادت تضاعيف هذا الخطا المنشيى أنظر هذه الفقرة
2- تدار أبيى بواسطة مجلس تنفيذى محلى ينتخبه سكان أبيى ، والى حين انتهاب المجلس التنفيذى تعين الرئاسه أعضاء أول مجلس. بالطبع هذا ما لم تقوى عليه الرئاسه والحكومة الوطنية لأنها وجهت مصاعب الأخطاء الاولى فى التعريف. اذ فى الفترة الوجيزة 2004-2005 م تكونت مجموعات مسيرية مناهضة للاتفاقية ، مثل ( شهامه 1) و0 شهامه 2). كما تفيد بعض المصادر عن ظهور مجموعة ب ( السيف والنار ). يجد الباحث فى بروتكول أبيى أمر جدير بالتفاكر ، والتعديل ، فى اطار الدفع بهذه المنطقة الى دائرة سياقات اتفاقية السلام الشامل. ان كثير من نصوص بروتكول أبيى لم تضع أى اعتبار للتدابير السابقه، وهذا أمر خطير لأن التدابير السابقة لحل مشكلة أبيى ظلت دائما تشكل خلفية لطبيعة النزاع ومستقبل النزاع.لكن أمر مثل ذلك يمكن مداركته خاصة اذا وضع فى الاعتبار فضاء الاتفاقية وبراحته.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Abuelgassim Gor
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست