من ناحية طبية فقد أثبتت جميع الدراسات ذات المصداقية أن عقار الكلوروكوين لا يصلح كدواء (خط أول) للملاريا ليس فقط في السودان بل في غالب دول جنوب الصحراء
وقد تم تدريسنا ذلك حين كنا طلاب لنيل دبلوم طب المناطق الحارة في جامعة ليفربول (مدرسة ليفربول لأمراض المناطق الحارة)
ومن خلال عملي كطبيب في 3 وحدات لأمراض المناطق الحارة في ليستر وليدز ونيوكاسل لا نعطي الكلوروكوين علي الإطلاق لأي مريض مصاب بالملاريا قادم من هذه المنطقة الجغرافية فالعقار الأول المفضل هو الكينين (المكروه شعبياً في السودان)
ولعلها مفاجاءة إن قلت لكم أن أحد أساتذتنا في ليفربول قال لي بالحرف أن الكينين من أفضل الأدوية إذا تم إعطاءه بالصورة الصحيحة
طبعاً صعقت حين قال لي أن الكلوروكوين بالعضل له خطورة عالية قد تسبب الوفاة الفجائية بسبب تأثير الكلوروكوين علي القلب
+++
الأوفق أن نناقش مكانة الكينين مقابل الأرتيمسر والأهم من ذلك العشوائية في صرف الأدوية في السودان خاصة المضادات الحيوية وتركها بلا رقيب ولا روشتة
مثلاً كثير من نزلات البرد يتعاطي الناس لها مضاد حيوي وهذا خطاء شائع حيث ان أغلبها فيروسية المنشأ تأخذ دورتها وتذهب بنفسها مما ينذر بإنفجار وباء بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية الشائعة مما يزيد من خطورتها وكلفة علاجها
وأبسط مثال أن إحدي المستشفيات البريطانية لها جناح معزول تستقبل فيه حالات مرضية خاصة بأمراض الدم من احدي الدول الخليجية وفيه عزل شديد علي المرضي لأنه بسبب فوضي المضادات الحيوية وصرفها في الخليج وجد أنهم يحملون معهم بكتيريات مقاومة بشدة للعديد من المضادات الحيوية ويخشي إنتقالها لبقية المرضي هنا! مع الملاحظة أن هؤلاء المرضي يتم إستقبالهم وفق إتفاقية مع تلك الدولة الخليجية وعلي النفقة الخاصة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة