الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاشمي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 05:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-18-2011, 04:00 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاش (Re: Ridhaa)

    أسر كتشنر الآلاف من الدراويش. و كتب إلى كرومر مزهواً بأن لديه نحو ثلاثين ألفا من الطباخين والمحظيات "السريات/السراري" (concubines) وهو لا يحتاج إليهم (اليهن) فى شيء. وبدا أن نصف سكان مدينة أمدرمان كان على استعداد للعمل مع جيش الغزاة. قام السردار بطرد هؤلاء من معسكره ولكنهم عادوا يستجدون الطعام والوظائف ويسألون عن أنباء ذويهم المفقودين. كان قلة من الأسرى من طينة مختلفة تماما، إذ رفضوا التعامل مع العدو الكافر والانضمام لجيش الخديوي، بينما قبلت الأغلبية منهم بتبديل الولاء وارتداء ملابس جيش الخديوي. ولم يمض يومان حتى كان هؤلاء ينضمون في زريبة العجيجة إلى من كانوا يصوبون نحو صدورهم البنادق فى أمس قريب. ومن حسن الحظ أن ولاء هؤلاء المستجدين فى جيش الخديوي لم يختبر فى ساحة المعركة.
    كانت قبة المهدي قد أصيبت بقذائف المدافع مما أحدث فتحة كبيرة فى قمتها البيضاوية، وتم اقتحام القبة ونهب محتوياتها ونبش القبر بداخلها، وكان يوماً سعيداً وكنزاً قيما لهواة جمع التحف والتذكارات والآثار. لم تشف تلك المذلة والمهانة صدر كتشنر؛ وطفق سلاطين يوغر صدره بنصحه إياه بإزالة القبة تماما ومساواتها بالأرض كي يزول آخر معلم من معالم المهدية. ورغم أن تشرشل وصف تلك النصيحة بأنها "خبيثة" إلا أن كتشنر استجاب لنصيحة سلاطين مؤملا قطع عشم كل من كان يظن بأن المهدية ستبقى حية فى القلوب وأن المهدي إنما ذهب إلى "زيارة الجنة" وسيبعث جسده تارة أخرى.
    أجمع الكثيرون على أن كتشنر قد أخطأ خطأ فادحاً بفعلته تلك، وأنه قد خسر كثيرا من سمعته الحسنة كفارس. كتب الرائد سبارك:" إن عظام المهدي قد ألقيت فى النهر، وهذا في نظري عمل يفتقر إلى المروءة". أوكلت مهمة تدمير ما بقى من قبة المهدي إلى مونكى غوردون مما عزز الانطباع بأن الأمر لم يك إلا محض انتقام شخصي. زال – و إلى حين- رمز من رموز المهدية، ثم تمت إعادة بنائها بعد ذلك بسنوات.
    تم الاحتفاظ بجمجمة المهدي الكبيرة الحجم. وأراد كتشنر استخدامها كدواية حبر (محبرة) أو ككوب للماء بيد أنه تراجع عن ذلك عندما تبين له مقدار ما ستلقاه فكرته تلك من استهجان في بريطانيا. وقرر أخيراً إهداء الجمجمة لجمعية الجراحين الملكية (وكان يظن أن تلك الجمعية تحتفظ أيضا بأمعاء نابليون!!). سمعت الملكة فيكتوريا بتلك الأخبار فأعربت عن سخطها للورد ساليسبورى, فأبرق ذلك اللورد كرومر طالباً منه "إيقاف ذلك العبث على الفور". ورد كتشنر في برود على كرومر قائلا: " أنا آسف جدا إذا كانت جلالة الملكة تعتقد أن بقايا المهدي لم تعامل بطريقة لائقة. سوف أصدر أمراً بدفن جمجمة المهدي كما طلبت الملكة فيكتوريا". وفى نهاية الأمر تم دفن الجمجمة بكرامة (ولكن من دون طقوس احتفالية) فى مقبرة للمسلمين فى وادي حلفا.
    تم نهب بنادق وسيوف وحراب جيش الخليفة (والتي وجدت مكومة بإهمال فى قصره) من قبل جامعي التحف والتذكارات. كانت أغلب هذه الأسلحة مما غنمه الخليفة فى حربه ضد الأحباش قبل سنين. كان من ضمن الغنائم سيف ملك الحبشة، ومقراب (تليسكوب) يخص غوردون، وعلب ساردين ملفوفة فى عدد من جريدة Etoile Belge بتاريخ 24 مارس 1894م، ونظارات أحد الضباط الإنجليز، وجلود لحيوانات نادرة، وحزام (للتعذيب) به أسنان معكوفة وحادة. بيعت بعض هذه "المقتنيات" وذهب ريعها إلى صندوق خيري للجنود، وأرسل بعضها للمتاحف البريطانية.
    تقرر إقامة قداس لروح غوردون. وبعد الكثير من الخلافات بين معتنقي مختلف الطوائف المسيحية تقرر أن تقيم كل طائفة قداسها الخاص؛ وعزفت فرقة الحرس مارشاً عسكريا هو
    Dead March، بينما عزفت فرقة السودانيين Scipio لهاندل (يمكن الاستماع لهذا المارش في http://footguards.tripod.com/06ARTICLES/ART15_scipio.htm)
    لاحظ الناس أن ذلك القداس قد أراح كتشنر راحة عظيمة، فزالت عن وجهه ملامح الكآبة والكدر وأنقلب حاله إلى حال إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معان.أخرج الرائد سنو (وكان ضمن من اشتركوا فى حملة إنقاذ غوردون الفاشلة قبل سنين زجاجة شمبانيا كان قد أقسم أن لا يفتحها إلا حين استعادة الخرطوم, وها قد أبر بقسمه!
    بعد شهرين (أى فى نوفمبر 1899م) تم قتل الخليفة فى أم دبيكرات ....وتلك قصة أخرى.
    ____________________________________________________________
    نقلا عن "رؤى واتجاهات" بصحيفة "الأحداث"
                  

العنوان الكاتب Date
الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاشمي Ridhaa09-18-11, 03:51 AM
  Re: الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاش Ridhaa09-18-11, 03:52 AM
    Re: الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاش Ridhaa09-18-11, 03:54 AM
      Re: الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاش Ridhaa09-18-11, 03:55 AM
        Re: الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاش Ridhaa09-18-11, 03:56 AM
          Re: الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاش Ridhaa09-18-11, 03:57 AM
            Re: الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاش Ridhaa09-18-11, 03:59 AM
              Re: الخروج من أمدرمان .. تأليف : فييلب زيقلر .. ترجمة: بدر الدين الهاش Ridhaa09-18-11, 04:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de