|
Re: مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز (Re: عبد الحميد حسين)
|
Quote: كن الغناء المفعم بالحماسة الروحية وليست تلك (المولعة نار)! يمكن أن يعود علينا بالخير ويوازن أقدام آذاننا التي تمشي على حبل متأرجح ومعلّق على حافة أغاني البنات وأغاني الأولاد! وأعني به مثلاً غناء (علي السقيد) و( الطيب مدثر) و(عمار السنوسي) و(محمود عبد العزيز) طبعاً. أعني هذه الفئة من الأصوات المريحة ومهدهدة وجاهرة بروح الجمال الشفيف، التي تلبس صوتها عباءة العود، أظنكم عرفتم ما أعني. عن نفسي لا أملك خيارات متعددة حينما يكون (الطيب مدثر) متدثراً بجذبه الروحي العالي من الكلمات والألحان، محتضناً عوده بكلتا رئتيه يتنفس في وجهي أوكسجينا نقيا من الطرب الأصيل، دعك من ابتسامته الهادئة بلا جدال. فأحب عزيزته هو لا الشاعر، وأبكي نغماته الحزينة هو لا الملحن، وأعلق صورة الفنان عندي الذي يستطيع أن يحوّل لي حالتي المزاجية إلى غير التي كنتها مستخدماً بذكاء نظرية الإحلال والإبدال، من يجعلني أصفق بعد أن أعرف لماذا يعمل القلب أحياناً محل الأذن؟ والأذن التي تربت على غناء (علي السقيد) تعرف كيف تدير وجهها شطر كل طرب من الأسماء المميزة - غير المحجوزة بخيارات مساحتي المحدودة هذه - التي تعرف كيف تختار بعناية الحروف والألحان التي ستخرج عبر ممرات حلقها الجميل أغنيات خالدة لا تنتهي بانتهاء مدة مغنيها، المؤقتة بحدود وطن أو اللانهائية بحدود الموت. لهذا حينما عاد (السقيد) رشت الحروف خيرها على طين الجروف فشاهدنا أخضر من الأمنيات بأن تكون ليالي الخرطوم الحقيقية، متلألئة الألق عبر قنوات الفضاء وإذاعات الإف. أم - وقد سهر بنا معه ذات ليل المذيع أنيق الصوت والعقل (زهير بانقا) ولم ننفك من سحر عصا صوته أزعم حتى الآن! الآن بدأ الغناء يستقر على حدود وعي وقدرة خلاقة ولا شك أصوات ناضجة لا (تتشالق) بالظهور عبر كل شاشة وإذاعة ليرى الناس أصواتهم عبر فوهات بنادق وجوههم! فمثل هؤلاء الناس لا يكتفون بأن يتغنوا تغريداً للطرب بل بأن يتحولوا بعد حين إلى عرابين للأصوات الناجحة قادم الأيام بأن يمنحوها القدرة على الارتكاز بحنجرة واحدة طوال سنوات بلا اهتزاز ولا رجفة! ويستطيعون باتزان النضج الفني أن يطلوا كل وقت مقدّر بحساب فيزياء الطرب ليبعثوا - لا يعبثوا! - تلك الروح الجميلة من الفن السوداني الأصيل، ويتمكنوا من أن يرتقوا النسيج المتفلت بين الأجيال الفنية فلا يتوقف الزمن الجميل عند الحقيبة أو العهد الذهبي بلا حراك فندور ونلف في فلك الأسماء العملاقة للفنانين الراحلين - عليهم مغفرة من الله ورحمة -ونتجرع أغانيهم مضادات حيوية وندعى أنه (ما مشكلة) فالغناء بألف خير. خيرات ظهور فنان جميل - بالعود أو الأوركسترا - تبدأ من تعليم الأناقة بأزياء تعكس مدى احترام الفنان لذاته في الأساس وجمهوره في المقام الأول، ثم كيفية الجلوس بأدب ما يحمله الفنان من فكر وكلمات وألحان، ثم حسن الكلام حينما يستدعى بالحديث وهذا ما نفتقده حالياً كثيراً جداً، لست أحاول التبشير بالعودة إلى الموضة القديمة إنما الالتزام بالأصول وأدب الحضور. (سؤال اعتراضي، من الذي يتكفل باختيار ملابس الفنان (محمود عبد العزيز) بافتراض أنه نجم خلفه أورطة من المنظمين ومديرو الأعمال والأصدقاء والجمعيات يديرون حياته وأغنياته وحواراته وصفحاته ولبساته؟!). إن لبس فخامة العود تمنح الفنان نوعاً من المزاجية النوعية لسلطنة الأداء، ألزمت موسيقاراً مثل الفنان (محمد الأمين) بأن يجعله مرافقه طوال غنائه، فإذا كان في الفنان شق ما قال العود في العزف سوى طق، طق، طق |
|
|
|
|
|
|
|
|
|